• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    المبالغة في تشقيق العلم
    عمرو عبدالله ناصر
  •  
    السياسة النبوية في اكتشاف القدرات وتنمية المهارات ...
    د. مراد باخريصة
  •  
    توبة الأمة (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    هوس الشهرة عند الشباب والفتيات (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    كشف الأستار بشرح قصة الثلاثة الذين حبسوا في الغار
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (اللطيف، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    {يغشى طائفة منكم}
    د. خالد النجار
  •  
    جوامع الكلم النبوي: دراسة في ثراء المعاني من حديث ...
    د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة
  •  
    الخشية من الله تعالى (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    حتى لا تفقد قلبك
    بدرية بنت حمد المحيميد
  •  
    وفاة ملكة جمال الكون!
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    الإمام أبو بكر الصديق ثاني اثنين في الحياة وبعد ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حقوق الحيوان
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة آيات ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    دعاء الربانيين: مفتاح النصر وسر المحن
    د. مصطفى يعقوب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

الحج: آداب وأخلاق (خطبة)

الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/5/2025 ميلادي - 2/12/1446 هجري

الزيارات: 4356

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الْحَجُّ آدَابٌ وَأَخْلَاَقٌ[1]


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ؛ وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَعَدَ مَنْ حَجَّ البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ مَغْفرَةَ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي بِالْحَقِّ إِلَى دَارِ السَّلَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ إِلَى يَوْمِ العَرْضِ عَلَى ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.


أمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُمْ -عِبَادَ اللهِ- وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَا قَدْ أَظَلَّكُمُ مَوْسِمٌ عَظِيمٌ؛ تَتَوَجَّهَ فِيهِ القُلوبُ إِلَى اللهِ بِالإِخْلَاصِ وَالتَّعْظِيمِ؛ وَيُؤدَى فِيهِ الحَجُّ أَحَدُ الأَرْكَانِ الخَمْسَةِ الْعِظَامِ، ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]. وَالْحَجُّ شَعِيرَةٌ إِسْلَامِيَّةٌ، وَرِحْلَةٌ إِيمَانِيَّةٌ، وَفِيهَا تَرْنُو النَّوَاظِرُ وَتَهْفُو الأَفْئِدَةُ وَالْخَوَاطِرُ إِلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ؛ لِحَطِّ الْأَوْزَارِ وَالْآثَامِ، وَتَسِيرُ الرُّكْبَانُ وَالوُفُودُ إِلَى البَيْتِ العَتِيقِ، وَتَقْطَعُ الْفَيَافِيَ وَالْقِفَارَ، وَتَجُوزُ الأَجْوَاءَ وَالْبِحَارَ، وَتَتجَشَّمُ المَشَقَّةَ وَبُعْدِ الشُّقَّةِ؛ لِحِكَمٍ تُبْتَغَى وَأَسْرَارٍ تُرْتَجَى. ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 27، 28].


عِبَادَ اللهِ: إِنَّ لِلْحَجِّ فَضَائِلَ مُتَعَدِّدَةً كَثِيرَةً، وَأُجُورَاً مُتَنَوِّعَةً كَبِيرَةً، وَمِنْ تِلْكُمُ الْفَضَائِلُ الْكَثِيرَةُ الْعِظَامِ: أَنَّ الْحَجَّ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ؛ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» مُتَفَقٌ عَليهِ.


وَالْحَجُّ كَفَارَةٌ للْآثَامِ، وَيُدْخِلُ الْجَنَّةَ دَارَ السَّلَامِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ» مُتَفَقٌ عَليهِ. وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ هُوَ الَّذِي وُفِّيتْ أحْكَامُهُ، ولمْ يُخَالِطُهُ شَيءٌ مِنَ الإثمِ، وَكَانَ بِمَالٍ حَلالٍ.


وَالْحَجُّ لَهُ آدَابٌ وَأخْلَاقٌ يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا الْحَاجُّ حَتَّى يَكْوُنَ حَجَّهُ مَبْرُورَاً وَسَعِيَّهُ مَشْكُورَاً، وَأَوَّلَهَا وَأَوْلَاهَا تَحْقِيقُ التَّقْوَى؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].


وَمِنْ أدَابِ الْحَجِّ أَنْ يَكْوُنَ لِوَجْهِ اللهِ خَالِصَاً؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، وَعَنْ أُنْسٍ -رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، أَوْ لَا تُسَاوِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حِجَّةً لَا رِياءَ فِيهَا، وَلَا سُمْعَةُ». رَوَاهُ ابْنُ مَاجِةَ.


وَمِنْ أدَابِ الْحَجِّ أَنْ يَكْوُنَ مُوَافِقَاً لِلْهَدْي النَّبَوِيِّ اِمْتِثَالَاً لِقَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم: «لِتَأْخُذُوا عَنِي مَنَاسِكَكُمْ»، وَقَبَّلَ عُمُرُ -رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ- الْحَجَرَ الْأسْوَدَ، وَقَالَ: «إنِّي أعلُم أنَّك حَجَرٌ مَا تَنفعُ وَلا تَضُرُّ، وَلولا أنِّي رَأيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُك مَا قَبَّلتُكَ»؛ مُتَفَقٌ عَليهِ.


وَمِنْ آدَابِ الْحَجِّ التَّحَلِّي بِالْأَخْلَاَقِ وَالْقَيِّمِ الْفَاضِلَةِ، وَاجَتِنَابِ مَحْظُورَاتِ الْإِحْرَامِ، وَاكْتِسَابِ الْمَعَاصِي وَالْآثَامِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» مُتَفَقٌ عَليهِ. فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى الحَاجُّ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ، وَطِيبِ الْمُعَامَلَةِ، وَإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَلِينِ الْكَلَامِ.


وَمِنْ أدَابِ الْحَجِّ تَعْظِيمُ حُرُمَاتِ اللهِ وَتَوْقِيرِ شَعَائِرِهِ، وَاسْتَشْعِارُ حُرْمَةُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، فَالزَّمَانُ هُوَ الشَّهْرُ الْحَرَامَ، وَالْمَكَانُ هُوَ الْبَلَدُ الْحَرَامُ، وَكَفَى بِذَلِكَ رَادِعَاً عَنِ الْحَرَامِ، وَزَاجِرَاً عَنِ اِنْتِهَاكِ حُدودِ الْمَلِكِ الْعَلَّام، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].


وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ مَنْ هَمَّ بِعَمَلِ سُوءٍ فِي الْحَرَمِ، ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، وَمِنْ ذَلِكَ إِحْدَاثُ الْفَوْضَى، وَرَفْعُ الشِّعَارَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَالطَّائِفِيَّةِ، الَّتِي تَخَالُفُ مَقَاصِدِ شَعِيرَةِ الْحَجِّ.


وَمِنْ أدَابِ الْحَجِّ الْاِلْتِزَامُ بِالضَّوَابِطِ وَالْإِجْرَاءَاتِ الَّتِي وَضْعَتِهَا الدَّوْلَةُ -وَفَقَهَا اللهُ- لِلتَّيْسيرِ عَلَى ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ، وَتَسْهِيلِ أَدَاءِ الْمَنَاسِكِ فِي أَمِنْ وَسَلَاَمَةٍ، وَهُوَ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الْأَمْرِ فِي المَعْرُوفِ؛ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الأمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي، وَمَن يَعْصِ الأمِيرَ فقَدْ عَصَانِي»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


وَمِنْ أدَابِ الْحَجِّ الْأخْذُ بِأسْبَابِ الْوِقَايَةِ وَالسَّلَاَمَةِ، وَأَخَذَ التَّطْعِيمَاتِ اللَّازِمَةِ، وَتَوَقَّيْ حَرِّ الشَّمْسِ، وَشُرْبِ الْمَاءِ، فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضُرِبَتْ لَهُ خَيْمَةٌ بِنَمِرَةٍ، فَنَزَلَ بِهَا وَهُوَ مُحَرِمٌ، فَالْاِسْتِظْلَاَلُ مِنَ الشَّمْسِ لَا حَرَجَ فِيهِ.


وَمِنْ أدَابِ الْحَجِّ لُزُومُ السِّكِّينَةِ؛ فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا سَمِعَ يَوْمَ عَرَفَةَ زَجْرَاً شَدِيدَاً، وَضَرْبَاً وَصَوْتَاً لِلْإِبِلِ، َقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَالإِسْرَاعُ مَنْهِيٌّ عَنِهُ لَمَّا يُفْضِي إِلَيْهِ مِنَ التَّزَاحُمِ وَالتَّدَافُعِ وَأَذَيَةِ الْمُسْلِمِينَ.


وَالْيُسْرُ وَرَفْعُ الْمَشَقَّةِ سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ دِينِ الْإِسْلَامِ، وَتَظْهَرُ صُورُ ذَلِكَ بَيِّنَةً فِي الْحَجِّ، فَالْحَجُّ لِمَنِ اِسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَقَدْ وَقْفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنَىً لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِمَ وَلَا أُخِرَ إِلَّا قَالَ: اِفْعَلْ وَلَا حَرَجَ، وَأَذِنَ لِلْعَبَّاسِ -رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ يَبِيتَ بِمَكَّةَ ليَاليَ مَنَى مِنْ أَجَلْ سِقَايَتِهِ، وَأَذِنَ لِلضِّعْفَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ بِالْإِفَاضَةِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ لَيْلًا وَرَمِيِّ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ قَبْلَ وَقْتِهَا، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ شوَاهِدِ التَّيْسيرِ وَالْبُعْدِ عَنِ التَّعْسِيرِ عَلَى الْحُجَّاجِ.


اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِحَجِّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، وَحُطَّ عَنَّا جَمِيعَ الْأَوْزَارِ وَالْآثَامِ، إنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. أقوُلُ قَوْلِي هَذَا، وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم وَلسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخُطبَةُ الثَّانيةُ

الْحَمْدُ للّهِ وَكَفَى، وَسَلَاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، وَبَعْدُ؛ فَاِتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي أَيَّامِ عَظِيمَةٍ الْعَمَلُ الصَّالِحِ فِيهِنَّ مُحَبَّبٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى؛ فَاِسْتَثْمَرُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ الْمَعْلُومَةَ وَالْمَعْدُودَةَ فِي الْإكْثَارِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالأُضْحِيةُ، فَهِيَ أَيَّامُ طَاعَةٍ وَغُفْرَانٍ وَرَحْمَةٍ، وَلَيَحْرَصِ الْمُسْلِمُ الْمُقِيمُ عَلَى صِيَامِ يَومِ عَرَفَةَ؛ فَصِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَّةً مَاضِيَةً مَاضِيَةُ وَسَنَةً بَاقِيَةً فَضْلًا مِنَ اللهِ وَمِنَّةً؛ فَيَنْبَغِي أَلَا تَضَيِّعَ هَذِهِ الْفَضَائِلُ عَلَى الْعَاقِلِ سُدَىً.


هَذَا، وَصَلُوا وَسَلَّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ؛ امتِثَالاً لِأَمَرِ رَّبِّكُمْ -جَلَّ فِي عُلاهُ-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، الَّلهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وَارضَ الَّلهُمَّ عن خُلفائِهِ الراشِدينَ أبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثمانَ وَعَليٍّ، وَعَنْ سَائرِ الصَحَابةِ أجْمَعِينَ، وَعنَّا مَعهُم بجُودِكَ وَكرَمِك يَا أكرَمَ الأكرَمِينَ.


اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وَاجْعَلْ هَذَا البلدَ آمِنَاً مُطمئنًا وَسَائرَ بلادِ المُسلمينَ، وَأعذْنَا مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهِرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.


اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَ الْحَجِيجِ حَجَّهُمْ، وَرُدَّهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ.


اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادَمَ الحَرَمَينِ الشَرِيفَينِ، وَوَليَ عَهدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.


عِبَادَ اللَّهِ: اذكُرُوْا اللَّهَ ذِكرَاً كَثِيرَاً، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.



[1] للشيخ محمد السبر، قناة التلغرام https://t.me/alsaberm





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسرار الحج (خطبة)
  • فضل أشهر الحج وعشر ذي الحجة (خطبة)
  • من مفسدات الصوم (إخراج الدم بالحجامة)
  • الحج: أسرار وثمرات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الحج عبادة وتجارة، دنيا وآخرة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • فقه الحج - آداب الحج(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • حلقات إذاعية "الحج والتزكية": (6) من آداب الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة: ماذا بعد الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أركان وواجبات الحج وأحكام العمرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنساك الحج وأيها أفضل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحج: الآداب والأخلاق(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • طواف الإفاضة في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • تأملات في الحج (10) ماذا بعد الحج؟! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في الحج (8) الحج بين الفضائل والبدائل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 5/2/1447هـ - الساعة: 12:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب