التجديد والابتكار والابتعاد عن الجمود في الدعوة

التجديد والابتكار والابتعاد عن الجمود

في الدعوة

ينبغي أن تكون أساليب الداعية ووسائلها متجددة، لأن مرونة الدين الإسلامي وصلاحيته لكل الأزمان تقتضي الدعوة بأسلوب العصر ولغته، وبمختلف الوسائل المشروعة التي تضمن نقل الإسلام وعرضه على الناس بأفضل طريقة وأوضح صورة، كما أن المتأمل في القرآن والسنة يجد فيهما الحث على استخدام كل ما يعين الإنسان على أداء رسالته في هذه الحياة، والداعية إلى الله أولى الناس بذلك.

كما أن التجديد في الوسائل والأساليب له مردود طيب على نفس المعلمة الداعية والطالبة المدعوة على حد سواء: فالداعية التي تتجمد على طريقة واحدة في الدعوة، قد يصيبها الملل ومن ثم الفتور، أما التجديد والتنويع في الوسائل فإنه يبعث فيها روح النشاط، ويرفع من همتها خاصة إذا لاحظت الأثر الحاصل من جراء ذلك عند الطالبات، والذي غالبا ما يزيدهنّ قبولا وتفاعلًا، فالتكرار والرتابة يصيبهنّ بالملل، في حين أن التجديد في عرض الدعوة، يبعث في نفوسهنّ الترقب والحماس، حيث يعمل على اجتذاب وتحدي الطالبات وذكائهنّ وثقافة كل منهنّ، والتحدي هنا لا يعني المناقشة والمعركة، وإنما يعني إثارة مكامن هذه القوى لدى الطالبات، حتى يجدن في ارتباطهنّ بالدعوة صورة من صور التفوق والأمان الاجتماعي، يتضمن الاعتراف بإمكانياتهنّ وقدراتهنّ الجديرة بالاحترام[1].

مما سبق ينبغي على الداعية أن تجمع في دعوتها بين الأصالة والمعاصرة، وذلك بأن يكون التركيز في تقديم الدعوة على:

1- الأصالة: أي الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية.

2- والمعاصرة: بمعنى الإفادة مما ابتكرته المدنية الحديثة في مناحي الحياة، كالإدارة والتخطيط والإعلام...الخ، بشرط ألا يتعارض ذلك مع القيم والمبادئ الإسلامية.[2]

مع ضرورة مراعاة الثوابت والمتغيرات في الدين، فهناك أمور لها قابلية التطور في الإسلام، وأمور لا تتطور؛ بل تتحلى بالثبات، مثل: العقائد لأنها تقوم على اعتقاد الشيء حقا أو باطلا، وهذا لا تطور فيه، وكالأخلاق الأساسية للمجتمع، فالفضائل الأساسية لا يعيش مجتمع كريم بدونها مهما تطورت الحياة وتقدم العلم، والآداب الاجتماعية المرتبطة بالنظام العام للشريعة كنظام الأسرة ونظام الجنايات ونظام الحرب والسلم، فهذه كلها لها مبادئ عامة ثابتة في الإسلام مهما تغير الزمان والمكان، ومهما تبدلت الأوضاع والعادات[3].