• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كسب القلوب مقدم على كسب المواقف (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    الإمداد بالنهي عن الفساد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    سورة البقرة: مفتاح البركة ومنهاج السيادة
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    لطائف من القرآن (3)
    قاسم عاشور
  •  
    المشتاقون إلى لقاء الله (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    من صفات الرجولة في القرآن الكريم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    إنسانية النبي صلى الله عليه وسلم
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
  •  
    الكشف الصوفي
    إبراهيم الدميجي
  •  
    تفسير: ( وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    إشراقة آية {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ...
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ولا يحزنك الذين يسارعون في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    حديث القرآن عن عيسى عليه السلام وأمه (خطبة)
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللغة النيبالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الوصف بالجاهلية (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    منهج الاستدلال بين القرآن والسنة: دراسة نقدية ...
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    تلك نتائج السرائر!
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

خطبة: الجار وحقوقه

خطبة: الجار وحقوقه
الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2025 ميلادي - 26/10/1446 هجري

الزيارات: 8422

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُطْبَةُ: الجَارُ وَحُقُوقهُ


الْخُطْبَةُ الْأُولَى

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

 

1- عِبَادَ الله: ما أَعْظَمَ هَذَا الدِّينَ، وَأَكْمَلَهُ، وَأَشْمَلَهُ، فَمَا مِنْ صَاحِبِ حَقٍّ إِلَّا وَأَعْطَاهُ حَقَّهُ، وَمَا مِنْ بَابٍ يُزْرَعُ فِيْهِ الأُلْفَةُ، وَالْمَحَبَّةُ، إِلَّا وَفَتَحَهُ، وَأَثْبَتَهُ، وَحَثَّ عَلَيْهِ، وَأَرْشَدَ إِلَيْهِ، وَمِنْ تِلْكَ الحُقُوق الَّتِي حَثَّ عَلَيْهَا الإِسْلَامُ، وَأَرْشَدَ إِلَيْهَا، وَنَدَبَ إِلَى إِلْتِزَامِهَا: حَقُّ الْجَارِ.

 

2- حَتَّى قَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.

 

3- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، يَقُولُ: أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ، حَتَّى أَكْثَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ يُوَرِّثُهُ). رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.

 

4- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ). رَوَاهُ مُسْلِم.

 

5- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُكُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُكُمْ لِجَارِهِ). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ.

 

6- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

 

7- وقال صلى الله عليه وسلم: (أَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ.

 

8- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي، فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

9- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ. قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

 

10- قَالَت عَائِشَةُ – رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قلتُ: (يا رسولَ اللهِ! إنَّ لِيْ جارينِ فَإِلَى أيِّهما أُهْدِي؟ قَالَ: إِلَى أَقْرَبَهُمَا منكَ بابًا). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

 

11- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم، لأبي ذر: (وَإِذَا صَنَعْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْل بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ). رَوَاهُ ابنُ حَبَّانَ وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ.

 

12- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا، وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ). أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

 

13- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ المُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

14- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (كَمْ من جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجارِهِ يقولُ: يا رَبِّ سَلْ هذا لمْ أغلقَ عَنِّي بابَهُ، ومَنَعَنِي فضلهُ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.

 

15- وَقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ". رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

16- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَّلَهُ». قالوا: وما عسَّلَهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ عَمَلًا صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ جِيرَانُهُ، أَوْ مَنْ حَوْلَهُ». رَوَاهُ ابنُ حَبَّانَ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

17- وقال صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ»، وذَكَرَ منهم: «وَالرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الجَارُ يُؤْذِيهِ جَارُهُ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ، حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ طَعْنٌ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

18- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ، واليَومِ الآخِرِ، فلا يُؤْذِي جارَهُ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.

 

19- وَلَقَدْ اسْتَعَاذَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، مِنْ جَارِ السُّوْءِ، فَقَالَ: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن جارِ السُّوْءِ في دارِ المُقامةِ؛ فإنَّ جارَ البَادِيةِ يتحوَّلُ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ، وَالنِّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ.

 

20- وَقَالَ صلى الله عليه وسلم، عِنْدَمَا جَاءَهُ رجلٌ يَشْكُو إِلَيْهِ جارَه، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اطْرَحْ مَتَاعَكَ عَلَى طَرِيقٍ»، فطَرَحَه، فجعلَ النَّاسُ يمرُّون عليه ويَلْعَنُونَه، فَجَاءَ إِلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، لَقِيتُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: «وَمَا لَقِيتَ مِنْهُمْ؟»، قَالَ: يَلْعَنُونَنِي، قَالَ: «قَدْ لَعَنَكَ اللهُ قَبْلَ النَّاسِ»، فَقَالَ: إنِّي لا أَعُودُ، فجاء الَّذي شَكاه إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: «ارْفَعْ مَتَاعَكَ فَقَدْ كُفِيتَ». رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ لَا يَقِلُّ عَنِ الحَسَنِ.

 

21- وَعَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ! إنَّ فُلانةً تُذكَرُ مِن كَثْرَةِ صلاتِها وصيامِها وصدقتها، غيرَ أنَّها تُؤْذِي جِيرانَها بِلِسانِها؟ قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ». قَالَ: يا رسولَ اللهِ! فإنَّ فُلانةً تُذكَرُ قِلَّةَ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِها، وإنَّها تَتَصَدَّقُ بِالأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ، ولا تُؤْذِي بلسانِها جِيرانَها؟ قَالَ: «هِيَ فِي الجَنَّةِ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

 

22- ويُروى أنَّ رجلًا جَاءَ إِلَى ابْن مَسْعُود – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – فَقَالَ لَهُ: (إنَّ لي جارًا يُؤذِينِي، ويَشْتُمُنِي، ويُضَيِّقُ عَلَيَّ. فقال: اذْهَبْ، فَإِنْ هُوَ عَصَى اللهَ فِيكَ، فَأَطِعِ اللهَ فِيهِ).

 

23- وَاعْلَم أنَّه لَيْسَ حقُّ الجِوارِ كفّ الأَذَى فَقَط، بَلْ احتمالُ الأَذَى؛ فإنَّ الجارَ أيضًا قَدْ كفَّ أَذَاهُ، فَلَيْسَ فِيْ ذَلِكَ قضاءُ الحَقِّ.

 

24- وَأَنْ يَلْتَمِسَ لِجَارِهِ عذرًا، ويَرُدَّ لَهُ الإساءةَ بالإحْسَانِ، فَقَدْ قَالَ اللهُ -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فمَنْ كَانَ لَهُ جارٌ يُؤذِيهِ، ويَعصِ اللهَ فِيْهِ، فليصبِرْ عَلَى أَذَاهُ، وليُواصلْ نَصِيْحَتَهُ، ويُطِعِ اللهَ فِيْهِ.

 

25- وَلَا يَكفي احتمالُ الأَذَى، بَلْ لا بُدَّ مِنْ الرِّفق، وَإِسْدَاءِ الخيرِ وَالمَعْرُوفِ؛ إِذْ يُقالُ: إنَّ الجارَ الفقيرَ يَتعلَّقُ بِجَارِهِ الغَنِيُّ يومَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يا ربِّ، سَلْ هذَا: لِمَ مَنَعَنِي مَعْرُوفَهُ، وَسَدَّ بَابَهُ دُونِي؟

 

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.

 

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

 

26- عِبَادَ الله: اعلَمُوْا أنَّ الجِيْرانَ لَيْسُوا عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فِيْ الحقِّ، وإنَّما هُمْ دَرَجَاتٌ، كَمَا جَاءَ فِيْ الأثرِ: (الجيرانُ ثلاثةٌ: جارٌ له حقٌّ واحدٌ، وجارٌ له حقَّانِ، وجارٌ له ثلاثةُ حقوقٍ، فالجارُ الذي له ثلاثةُ حقوقٍ، الجارُ المسلمُ ذو الرحمِ: فله حقُّ الجوارِ، وحقُّ الإسلامِ، وحقُّ الرحمِ، وأما الذي له حقَّانِ، فالجارُ المسلمُ: لَهُ حقُّ الجوارِ، وحقُّ الإسلامِ، وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حقٌّ واحدٌ: فالجارُ المشركُ).

 

27- حَقُّ الجارِ أَنْ يَبْدَأَهُ بالسَّلامِ، وَيَعُودَهُ فِي الْمَرَضِ، وَيُعَزِّيهِ فِي الْمُصِيبَةِ، وَيُهَنِّئَهُ فِي الْفَرَحِ، وَيَصْفَحَ عَنْ زَلَّاتِهِ، وَلَا يَتَطَلَّعَ إِلَى عَوْرَاتِهِ، وَلَا يُضَايِقَهُ فِي وَضْعِ الْجِذْعِ عَلَى جِدَارِهِ، لِقَولِهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ)؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

 

28- وَلَا يتضايق إذا صَبِّ الْمَاءِ من مِيزَابِهِ على منزله، أو أمام داره، وَلَا فِي مَطْرَحِ التُّرَابِ فِي فِنَائِهِ.

 

29- وَلَا يُضَيِّقَ طَرِيقَهُ إِلَى الدَّارِ.

 

30- وَلَا يَتْبَعَهُ النَّظَرُ فِيمَا يَحْمِلُهُ إِلَى دَارِهِ، وَيَسْتُرَ مَا يَنْكَشِفُ لَهُ مِنْ عَوْرَاتِهِ.

 

31- وَلَا يَغْفُلَ عَنْ مُلَاحَظَةِ دَارِهِ عِنْدَ غَيْبَتِهِ.

 

32- وَلَا يَسْمَعَ عَلَيْهِ كَلَامًا. أَيْ: لَا يُصْغِي إِلَى مَنْ يَغتابُهُ، أَوْ يتَحدَّثُ عَنْهُ بِالسُّوءِ).

 

33- وَيَغُضَّ بَصَرَهُ عَنْ حُرْمَتِهِ.

 

34- وَيَتَلَطَّفَ بِوَلَدِهِ فِي كَلِمَتِهِ.

 

35- وَيُرْشِدَهُ إِلَى مَا يَجْهَلُهُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ.

 

36- ويَقِفَ إِلَى جَانِبِهِ فِيْ نَكَبَاتِهِ، ووَرَطاتِهِ، وعَسَراتِهِ.

 

37- وَعَدمُ الاستِطالةِ عَلَيهِ بالبُنيانِ.

 

38- وَعَدمُ إيذائِهِ برائحةِ الطَّعامِ..

 

39- وَعَدمُ فتحِ النَّوَافذِ الَّتِي تَكشِفُ دارَهُ.

 

40- وَعَدمُ إزعاجِهِ بإيقافِ السيَّارةِ عَلَى مداخلِ بابِهِ.

 

41- وَعَدمُ إحراجِهِ إِذَا أَوْقَفُوا سيَّاراتِهم أمامَ دارِهِ.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِـمَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلَا تُعَامِلْنَا بِـمَا نَـحْنُ أَهْلُهُ،أَنْتَ أَهْلُ الْـجُودِ وَالْكَرَمِ، وَالْفَضْلِ والإِحْسَانِ، اللَّهُمَّ اِرْحَمْ بِلَادَكَ، وَعِبَادَكَ، اللَّهُمَّ اِرْحَمْ الشُّيُوخَ الرُّكَّعَ، وَالْبَهَائِمَ الرُّتَّعَ  اللَّهُمَّ اِسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَـجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِيـنَ، اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، يَا ذَا الجـلَالِ، والإِكْرامِ، يَا ذَا الجـلَالِ، والإِكْرامِ، أَكْرِمْنَا  وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَمْكُمُ الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الجار
  • حقوق الجار (خطبة)
  • فيض العزيز الغفار في بيان حقوق الجار (خطبة)
  • تذكير الأبرار بحقوق الجار (خطبة)
  • خطبة: الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي
  • خطبة: ليس منا (الجزء الأول)

مختارات من الشبكة

  • كسب القلوب مقدم على كسب المواقف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمداد بالنهي عن الفساد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المشتاقون إلى لقاء الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطورة الكبر وجمال التواضع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث القرآن عن عيسى عليه السلام وأمه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوصف بالجاهلية (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • التقوى زاد المؤمن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصحاب الأخدود (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الغزو الفكري... كيف نواجهه؟ (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل
  • الشباب المسلم والذكاء الاصطناعي محور المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/6/1447هـ - الساعة: 14:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب