• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: إصلاح المجتمع، أهميته ومعالمه
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    من أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأمم (خطبة)
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    خطبة: وقفات مع شهر رجب
    خالد سعد الشهري
  •  
    تكريم المرأة في الإسلام (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    الهدي النبوي في التعامل مع المخطئ (خطبة)
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    العافية (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    خطبة: الدعاء على الأبناء سهم يرتد
    محمد الوجيه
  •  
    حفظ الأمانات ومحاربة الفساد عبادة ومسؤولية مشتركة ...
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    العيش بأهداف سامية (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الناس (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    لولا بنو إسرائيل
    د. خالد النجار
  •  
    الأشواق (خطبة)
    د. محمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم بلوش ...
  •  
    فكأنما وتر أهله وماله (خطبة) - باللغة الإندونيسية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    تفسير سورة العاديات
    أ. د. كامل صبحي صلاح
  •  
    تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    توفني مسلما وألحقني بالصالحين
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

خطبة: إصلاح المجتمع، أهميته ومعالمه

خطبة: إصلاح المجتمع، أهميته ومعالمه
أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2025 ميلادي - 6/7/1447 هجري

الزيارات: 14

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: إصلاح المجتمع، أهميته ومعالمه

 

عباد الله، حديثنا اليوم عن توجيهات قرآنية لإصلاح المجتمعات الإنسانية؛ فإصلاح المجتمع هو مهمة الأنبياء والرسل عليهم السلام، ومفهوم الإصلاح هو إرادة الخير وتقويم الاعوجاج، وإعادة الشيء إلى ما كان عليه قبل أن يطرأ عليه الفساد، والله سبحانه وتعالى قد خلق الخَلْقَ على التوحيد والصلاح، والاستقامة والفطرة السليمة؛ كما قال سبحانه: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30].

 

فخلق الله آدم على الإسلام والتوحيد، والاستقامة والخُلق الحَسن، وتربى أبناؤه من بعده على تلك الأخلاق والصفات، وعاشوا فترة من الزمن وهم على تلك الصفة الحسنة، حتى بدأ يدِب إلى بعض نفوسهم شيءٌ من الانحراف؛ حيث ابتدأ بالحسد الذي وقع من أحد ابني آدم لأخيه، فزاد الشيطان في وسوسته وخِذلانه لأحدهما، حتى أوصله إلى أن قتل أخاه، فكانت أولَ جريمةِ قتلٍ تُرتكب في البشرية، ثم استمر الشيطان يُفسد على الناس أخلاقهم ودينهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قال تعالى: خلقت عبادي حنفاء - أي على الفطرة والتوحيد - فاجتالتهم الشياطين، فأحلَّت لهم الحرام، وحرَّمت عليهم الحلال))؛ أي: إن الشيطان لعِب بنفوس بعض الناس حتى انحرفت عن التوحيد والاستقامة والخلق الحسن، وقد مكث الخَلق على التوحيد عشرة قرون، حتى ظهر الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى في قوم نوح، فبعث الله نوحًا عليه السلام؛ لدعوتهم إلى التوحيد.

 

وكلما انحرفت البشرية، أرسل الله إليهم الأنبياء والرسل؛ لإعادتهم إلى ما كانوا عليه من الصلاح والاستقامة والفطرة السليمة، وقد بلغ عدد الأنبياء أكثر من مائة وأربعة وعشرين ألفَ نبيٍّ ورسول، إن هذا العدد الكبير والجمع الغفير من أنبياء الله ورسله الذين أرسلهم الله إلى الخلق، دليل على كثرة انحراف البشرية وتكرره بين الحين والآخر، وتنكُّس فِطَرها بين الحين والآخر، فكان لا بد من إرجاعها إلى الاستقامة والفطرة السليمة.

 

أيها المؤمنون عباد الله، إن الفساد والانحراف في البشرية لا يأتي فجأة، كما أن الصلاح والاستقامة أيضًا بعد الفساد لا يأتي فجأة، وإنما يتم بالتدريج، فإن الشيطان وأعوانه يسعَون في إفساد بني آدم شيئًا فشيئًا، حتى يصلوا بهم إلى الشرك والانحراف، وكان مجيء الأنبياء والرسل عليهم السلام ليردوهم إلى الاعتقاد الصحيح، والتوحيد السليم، والأخلاق الفاضلة.

 

ومن طبيعة النفس البشرية أنها تحتاج إلى شيء من التدرج معها لكي تنصلح، كما أنها تحتاج إلى التدرج معها لكي تفسُد، ولذلك اهتم القرآن الكريم بقضية إصلاح المجتمعات، وجعل ذلك من أبرز قضاياه التي تحدث عنها وناقشها، فأكثر آيات القرآن الكريم تدعو إلى الإصلاح والاستقامة، وعلاج الانحراف والانحلال الذي حصل في البشرية، ابتداءً بإصلاح العقائد والأفكار، ثم إصلاح الأعمال والعبادات، ثم إصلاح الأخلاق والسلوك.

 

ولعلنا نقف مع بعض آيات القرآن الكريم التي تدعو إلى إصلاح النفس البشرية واستقامتها؛ ومنها:

قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56]، فقد نهى الله الخلق أن يفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، فقد كانت الأرض صالحة بكل ما تعنيه الكلمة: صالحة في عقائد البشر الذين يسكنون فيها، وصالحة بأخلاقهم الحسنة، وصالحة بمعاملاتهم السليمة، وكانت صالحة للزراعة، وصالحة للعيش، وصالحة للأمن والأمان والاستقرار.

 

فما أن بدأ الإنسان بالفساد والانحراف، إلا وأفسد تلك الأرض، ابتداءً بالشرك والنفاق، ثم باقي الأخلاق السيئة من الحسد والغل، والمعصية وسائر الموبقات، فإذا فسدت أحوال الإنسان فسدت الأرض، وحلَّ بأهلها النقم، وذهبت عنهم النِّعم.

 

وقوله الله تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 35].

 

وقوله: ﴿ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48]، لقد قرن الله سبحانه وتعالى الإيمان بالإصلاح، وقرن التقوى بالإصلاح، ووعد من اتقى وأصلح، وآمن وأصلح بعدم الخوف والحزن؛ ليدُلنا على أن الصلاح والتقوى والإيمان متلازمة لا ينفك أحدها عن الآخر، فإن وُجد صلاح بدون إيمان فلا قيمة له، وإن وُجد إيمان بدون صلاح فلا قيمة له؛ لأن الإيمان عمل قلبيٌّ لا يراه الناس على الجوارح إلا بالعمل الصالح، والصلاح أعمال ظاهرة لا تنفع عند الله، إلا إذا وُجد معه إيمان في القلب.

 

وهنا تأتي أهمية صلاح العقائد والأفكار قبل صلاح السلوك والأخلاق.

 

إن المجتمعات المسلمة اليوم محتاجة إلى بناء عقائد أفرادها بالإيمان والتقوى، والتوحيد والاستقامة، وكمال التوكل والإنابة واليقين بالله جل وعلا، لتظهر ثمارُ هذه الأعمال القلبية على الجسد والجوارح؛ كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألَا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألَا وهي القلب)).

 

فالقلب - يا عباد الله - هو أول الأعضاء يحتاج إلى صلاح واستقامة عند صاحبه، فاهتموا بقلوبكم، وانظروا ماذا فيها من الإيمان بالله وعظمته وتقواه، وما تحتويه من الأخلاق الفاضلة؛ كالتوكل واليقين، وحسن الظن بالله وخشيته، ونحو ذلك.

 

وانظروا ماذا دخل إليها من الشرك والشكوك والنفاق، وما أصابها من الأمراض السيئة من الحقد والحسد، والغل وسوء الظن، وغير ذلك من الأخلاق السيئة؛ لأن هذه كلها لها أثر على الجوارح صلاحًا وفسادًا.

 

أيها المؤمنون عباد الله، لو نظرنا في سيرة الأنبياء والرسل، عليهم السلام، وخاصة الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، لَوجدنا أن شعارهم العامَّ الذي جاؤوا به هو: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، ويجب أن يبقى هذا الشعار هو شعار ورثة الأنبياء والرسل من بعدهم؛ ((فالأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه فقد أخذ بحظٍّ وافر)).

 

فالواجب على من يريد أن يصلح بلده ومجتمعه، أن يأخذ هذا الشعار نُصب عينيه، وأن يسير على طريقتهم، وعلى المعالم التي ساروا عليها في إصلاح مجتمعاتهم.

 

وقد يبدأ أولًا بإصلاح القلوب، وإصلاح الأفكار، وإصلاح الاعتقاد، حتى تصلح بعد ذلك الجوارح.

 

لقد قام محمد صلى الله عليه وسلم يدعو قومه في مكة، وكانوا متفرقين، فقراءَ، متناحرين، متقاتلين، لا مكان لهم ولا قيمة بين المجتمعات والأمم، فدعاهم إلى كلمة التوحيد؛ وكان يقول لهم: ((قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، ((قولوا: لا إله إلا الله؛ تدين لكم بها العرب والعجم))، فكان هذا هو المنطلق الأول للإصلاح: إصلاح العقيدة، وإصلاح الأفكار والتصورات قبل إصلاح الجوانب المادية والدنيوية للناس؛ لأن إصلاح العقول والأفئدة، والأفكار والتصورات سببٌ لإصلاح باقي الجوانب؛ لأن الله تعالى أعطى هذا الإنسانَ من القدرات والطاقات ما يستطيع أن يخرج به من مشكلاته ومعضلاته، إذا كان قد أصلح حاله وآمن بالله جل وعلا، والتاريخ يثبت لنا ذلك بعِظاتِه المتكررة.

 

فقد كان العرب - كما قلنا - متفرقين، ودعاهم رسول الله إلى الإيمان، فدانت لهم العجم، وجمع الله شملهم، وحقق لهم تلك الأُلفة والمحبة؛ التي قال الله فيها: ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنفال: 63].

 

إن تأليف القلوب على الإيمان والتقوى، والتوحيد والعقيدة الصحيحة سببٌ لتآلف الأجساد والطاقات والقدرات، وبه تُبنى المجتمعات بإذن الله سبحانه وتعالى.

 

أما إذا فسدت القلوب، وتفرقت العقول والأفكار، وكثرت المذاهب والنِّحل، فإن الأمة تتفرق وتتمزق قوتها تبعًا لذلك، وانظروا ما تجنيه البشرية اليوم من آثار لذلك، خاصة المسلمين الذين تمزقوا إلى شِيعٍ وأحزاب وطوائفَ، وكل واحد منهم يحارب أخاه ويقاتله.

 

أيها المؤمنون عباد الله، إن من أبرز معالم إصلاح المجتمع في القرآن الكريم ما يلي:

أولًا: إن وجود المصلحين سبب لرفع الهلاك عنها؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117].

 

ثانيًا: الأمن الموعود به وعدم الخوف وعدم الحزن خاصٌّ بمن تحقق فيه الصلاح في عقيدته وسلوكه؛ كما قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، والمفهوم المخالف لذلك: أن من لم يكن كذلك، فلينتظر الخوف والفزع والهلاك؛ بسبب ضعف إيمانه وعدم صلاحه.

 

ثالثًا: أن الله سبحانه وتعالى حذَّر المجتمعات التي تتخاذل عن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإصلاح ما أفسده الآخرون، حذرهم من الفتنة العامة؛ قال سبحانه: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]، فالفتنة إذا نزلت بالمجتمعات بسبب فسادها، فإنها ستعم الصالح والطالح، وكلُّ واحد بعد ذلك يموت على نيته.

 

وضرب لنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثلًا للمجتمع الذي نعيش فيه جميعًا بالسفينة، وشبَّه المجتمعات الإنسانية بالسفينة التي تسير في لُجَّة البحر، وقد ركب عليها الناس، وانقسموا إلى فريقين: فريق في دورها الأسفل، وفريق في دورها الأعلى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا أرادوا أن يستقوا شيئًا من الماء، صعدوا إلى أعلى، فقالوا: لو أننا خرقنا خرقًا في نصيبنا - أي في القسم الأسفل من السفينة، ليدخل إلينا الماء - ولم نؤذِ من فوقنا، فقال صلى الله عليه وسلم: فإن يتركوهم يفعلوا ذلك غرقوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوا جميعًا)).

 

انظر إلى هذا التشبيه البليغ من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يريد أن يوصل لنا مهمتنا جميعًا في هذه الحياة، ويبين لنا أننا كلنا نعيش على سفينة واحدة، الصالح والطالح، فإن لم يأخذ الصالحون على أيدي الطالحين، فإن المجتمع سيهلك، ولو ادَّعوا أنهم يفعلون ذلك بقصد الإصلاح وعدم الأذية، أو باسم الحرية الشخصية كما هو مشهور اليوم عند الفاسدين، فقد قالوا: لو أننا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولن نؤذي من فوقنا، سبحان الله! لا يريدون أن يؤذوهم بالمشي عليهم، ونسوا أنهم سيؤذون الجميع بإغراقهم في لجة البحر.

 

فالواجب أن يتحرى الناس هذا الأمر، وأن يكونوا يدًا واحدة للأخذ على أيدي السفهاء والمجرمين، والمفسدين الذين يخرقون كل يوم خرقًا في سفينة المجتمع، ثم لا يأتي زمن قريب إلا وقد هلك المجتمع، والعياذ بالله.

 

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سألته إحدى زوجاته: ((أنهلك يا رسول الله وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثُر الخَبَثُ))، فإذا كثر الخبث والفساد والإفساد في المجتمع، وإن وُجد فيه ناس صالحون، يُصلُّون ويصومون ويعبدون الله ويذكرونه، ولم يكن لهم نشاط في الإصلاح والدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن ذلك مؤذِن بهلاك المجتمع.

 

أيها المؤمنون عباد الله، كما أن من أهمية الإصلاح أن الله لا يقبل التائب إلا إذا أصلح ما أفسد؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 129]، وقال جل وعلا: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]، ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]، فلا بد في التوبة من أن تصلح ما أفسدت، سواء كان خاصًّا أو عامًّا، حتى يقبل الله منك تلك التوبةَ.

 

كما أن وجود المفسدين وكثرتهم في الأرض مؤذِن بنزول العقاب الشديد الأليم على أصحابها أجمعين؛ كما قال الله عن عاد وثمود وفرعون: ﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴾ [الفجر: 11 - 13].

 

أيها المؤمنون عباد الله، إن الإصلاح مشروع عظيم يحتاج إليه المسلم في نفسه، وفي أسرته، وفي مجتمعه، وبه يتعلق الفلاح في الدنيا والآخرة؛ قال سبحانه: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، فالفلاح في الدنيا والآخرة تبعٌ لصلاح العقائد والأفكار، والعبادات والأعمال، والسلوك والأخلاق.

 

أيها المؤمنون عباد الله، ونخلص من هذا كله إلى أهمية هذه القضية، وأن لها ثلاثة معالم رئيسية، يجب أن يعمل الجميع عليها حتى يحصل لنا النجاة من الهلاك، ويحصل لنا أيضًا الخير والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

 

المَعلَم الأول: إصلاح الفرد لنفسه، وهذه مهمتك أنت، صحيح أن على وسائط التربية العامة أن تساعد الفرد في إصلاح نفسه، لكن الإصلاح في ذاته ينبع منه؛ كما قال الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فالمعلم الأول أن يصلح الفرد نفسه، وهذا الإصلاح يشمل جوانب الفرد كلها، ابتداءً من إصلاح قلبه ثم إصلاح جوارحه، ثم إصلاح بعد ذلك سلوكه وأخلاقه، فيكون صالحًا في عبادته، وصالحًا في معاملته، وصالحًا في أخلاقه مع المجتمع، وهذه القضايا لا بد أن تكون متلازمة، فلا يجوز للإنسان أن يقول: إن عقيدته سليمة، وأخلاقه وتعاملاته مع الناس سيئة؛ فإنهما متلازمتان، أصلِح عقيدتك وعلاقتك بالله، وأصلح علاقتك وأخلاقك مع الناس، حتى تكون فردًا صالحًا مقبولًا عند الله سبحانه وتعالى، وعند خَلقه.

 

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، والفلاح مرتبط بتزكية النفس، والهلاك والفساد مرتبط بإفسادها، والنفس الإنسانية مخلوقة على قبول الخير وقبول الشر، ومهمتك - أيها المسلم - أن تحرِصَ على أن تحاصر نفسك من الشر، وأن تفتح لها طرق الخير حتى تصلح، وهي تحتاج إلى تدريب وتأهيل، وصبر وتدرج، ولا تظنَّ أن نفسك إذا انحرفت أنها تعود إليك بسهولة، بل تحتاج منك إلى صبر حتى تصلح بالتدرج، وتحتاج إلى أن تضبطها كما تضبط الأم طفلها الصغير، حينما تريد أن تفطمه.

 

قال الشاعر:

والنفس كالطفل إن تُهمله شبَّ على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ

انظر إلى الأم كيف تقنع ولدها وقد رضع منها حوالي سنتين، وكان شأنه كله هو الرضاعة من ثديها، وكيف تقنعه حتى يترك ثديها، وينفطم عنها، افعل مع نفسك وقنِّعها، وافطمها عن المعصية والانحراف والفساد، ودرِّبها وروِّضها على الخير والصلاح والاستقامة، وذلك عن طريق ما يسميه العلماء بالتخلية ثم التحلية؛ التخلية: نزع الفساد منها، والتحلية: إدخال الصلاح إليها، انزِع منها الشرك وأدخل فيها التوحيد، انزع منها النفاق وأدخِل إليها الإخلاص، انزِع منها الحقد والحسد والغل، وأدخل إليها الحبَّ والإيمان والتوكل.

 

فالنفس مثل الإناء المملوء بالشيء، لا تستطيع أن تضيف عليه شيئًا وهو ممتلئ، فابدأ بتنظيفه وتفريغه، ثم ضَع فيه ما تريد، وهكذا النفس البشرية لا تظل فارغة، إما أن تملأها بالخير أو تمتلئ بالشر، إما أن تملأها بالطاعات والقربات، وإما أن تمتلئ بالمعاصي والمنكرات والسيئات.

 

كما يجب على المسلم وهو يصلح نفسه أن يُربِّيها على الرضا بأقدار الله، فالإيمان بالقضاء والقدر ركنٌ من أركان الإيمان، يحتاج الإنسان إلى أن يربي نفسه على ذلك، حتى لا يسخط على أقدار الله المؤلمة، وحتى إذا ابتُلي بها ثبت.

 

كذلك عليه أن يُربيها على العزيمة والمسارعة بفعل الخيرات وترك المنكرات؛ لأن النفوس لا يعجبها القيود، وإنما تحب التفلُّت، فقيِّد نفسك بالتقوى، واربطها بمراقبة الله، وحاصرها من الانحراف؛ حتى تنطلق معك نحو الخير والطاعات والقربات.

 

كذلك لا بد أن تصبرها على الاستقامة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، لا بد من الصبر والمصابرة.

 

ولا بد أيضًا أن تساعدها على الاستقامة باختيار الرفقة الصالحة التي تساعدها على الطاعة، والبعد عن المعصية.

 

ولا بد أيضًا أن يكون لك واعظٌ من نفسك؛ وهو مراقبة الله جل وعلا، ومحاسبة النفس في كل ليلة؛ حتى تنطلق معك وتستقيم بإذن الله سبحانه وتعالى.

 

فإذا صلحت النفس واستقامت، فأبشر بالخير، فإن باقي الأمور والمعالم ستكون أسهل عليك.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعًا لإصلاح نفوسنا وتزكيتها، وأن يمنحنا جل وعلا تقواها، هو خير من زكاها وهداها، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد عباد الله:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

 

أيها المؤمنون، المَعلَم الثاني من معالم الإصلاح هو إصلاح الأسرة، وهي اللبِنة الأولى في بناء المجتمع، الأسرة هي مركز بناء الأفراد، فإذا وُجدت الأسرة الصالحة، فانتظر وجود الأفراد الصالحين، وعلى الأسرة مسؤولية عظيمة في تربية أبنائها وبناتها، وإذا أهملت الأسرة التربيةَ، فلا تنتظر من باقي وسائط التربية أن تقوم بواجبها، لا المدرسة ولا الجامعة، ولا وسائل الإعلام ولا غيرها من الوسائل، فالأسرة هي اللبنة الأولى لإصلاح الفرد ومن ثَم إصلاح المجتمع.

 

فالطفل يترعرع ويتربى داخل الأسرة، والأسرة هي التي تحافظ على فطرته وقِيمه وأخلاقه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يُولَد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه))، وهذه مهمة الأسرة، فقد تكون سببًا في صلاح الأولاد أو سببًا في فسادها، وكم من أُسَرٍ ضيَّعت هذه المهمة العظيمة، ففسد أولادها، وخرجوا ليفسدوا من حولهم في الشوارع! فلا بد أن يهتم كل إنسان بأسرته، ابتداءً من اختيار الزوجة الصالحة، فإذا أردت ذرية صالحة وأسرة صالحة، فاختر زوجة صالحة، فالزوجة هي ربَّة البيت، وهي الراعية له وهي القائم الأول على التربية والتنشئة الأولى، فلا تنتظر صلاحًا للأبناء من زوجة سيئة فاسدة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها، ولنسبها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين ترِبت يداك))، فلا بد أن يختار الإنسان الزوجة الصالحة التي صلاحها مبنيٌّ على دينها وقيمها وحسن أخلاقها، لا على حسبها ومالها وجمالها.

 

ثم بعد ذلك يجب أن يعيش هذا البيت، الذي نشأت فيه نواة الأسرة من الزوج والزوجة على الرضا والقناعة والتعاون، لتكون هناك بيئة هادئة مطمئنة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ [الروم: 21]، يجب أن تكون الأسرة محل السكن والهدوء والراحة للزوجين، من أجل أن يتربى الأولاد تربيةً صحيحة صالحة مستقيمة.

 

ويجب أن تعيش الأسرة في مودة ورحمة وعِشرة بالمعروف، بعيدًا عن الخصام والشِّقاق والخلاف، والحسد والغل، ويجب أن تعيش الأسرة تحت العدل السماوي الذي شُرع لهذه الأسرة، فلا ظلمَ ولا ظلامَ، ولا أخذ للحقوق، ولا إهانة لأحدٍ من الآخر: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19].

 

كما يجب أن يوجد داخل الأسرة التكافلُ والتكامل، والهدوء والاستقرار، فإذا غضِب الزوج أرضَتْه زوجته، وإذا غضبت الزوجة أرضاها زوجها، لا أن يتحول الطرفان إلى نار مشتعلة، فإن أثر ذلك سيكون سلبيًّا على الأولاد.

 

ولا بد أيضًا من أن يعيشوا على طاعة الله واستقامته، فإن البيوت التي لا يُذكر فيها الله، ولا تُقام فيها العبادات والشعائر، وإن وُجد بينهم حبٌّ، فإن هذا الحب يتحول إلى جحيم بسبب البعد عن طاعة الله، وعدم وجود الرضا بما قسم الله سبحانه وتعالى.

 

أيها المؤمنون عباد الله، والمَعلَم الثالث للإصلاح هو معلم إصلاح المجتمع، فإذا صلح الفرد وصلحت الأسرة، وُلد المجتمع الصالح.

 

فالمجتمع هو عبارة عن مجموعة من الأُسر، والأُسر عبارة عن مجموعة من الأفراد، فإذا صلح الفرد صلحت الأسرة، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإذا صلح المجتمع صلحت الدولة وصلحت الأمة، هذه هي المعالم الرئيسية الصحيحة في بناء المجتمعات الصالحة: تبدأ من إصلاح الفرد، ثم إصلاح الأسرة، ثم إصلاح المجتمع.

 

وقد علِم أعداؤنا بهذه المعالم التي يُبنى عليها المجتمع المسلم، فسعَوا في إفساد الأفراد، وإفساد الأسر، وإفساد المجتمعات، حتى صارت المجتمعات تئنُّ بالفساد والانحراف، وصارت عبارة عن قنابل موقوتة قد تنفجر هنا أو هناك.

 

أيها المؤمنون، نحن بحاجة ماسَّة إلى التعرف على أهم مفسدات المجتمع؛ حتى نحذر منها ونتعاون جميعًا على معالجتها، حتى نعيش في وئام وسلام، ومن ذلك أن أعداء الإسلام - كما قلنا - ركزوا في برامجهم وأنشطتهم على إفساد الأفراد، وخاصة الشباب والنساء، ثم بعد ذلك دخلوا في إفساد الأسر والمجتمعات، فأدى ذلك إلى وجود انحرافات متعددة في الفرد والأسرة والمجتمع، فشغلوا المسلمين بأنفسهم، وتفرغوا هم للاختراعات والتقدم الحضاري، وأخذ أموال الأمم وسلب ثرواتها، ومحاصرة بلدانها والهيمنة على قراراتها؛ وذلك ناتج عن أنهم شغلوا المسلمين بأنفسهم، وأفسدوا عليهم ما يسمى اليوم بالجبهة الداخلية: جبهة المجتمع المتماسك المترابط الذي يعيش في صلاح واستقامة.

 

فنشروا الإلحاد والشرك، ولو اطَّلعت على مشاريع الإلحاد المبثوثة اليوم في بلدان المسلمين، لرأيت عجبًا، حتى إن بعض المسلمين إذا أراد أن يحصل على اللجوء إلى أوروبا، يسرع إلى إعلان الإلحاد والكفر، فتسارع منظمات الكفار بالدفاع عنه وأخذه، وإعطائه حقَّ اللجوء حتى لا يقتله المسلمون.

 

ونشروا كذلك البطالة والفقر في المجتمعات، وأخذوا ثروات المسلمين، فيعيش المسلم من الصباح إلى الليل يبحث عن لقمة العيش، وليس في خَلَده التفكير في إقامة مجتمع صالح، أو الدفاع عن الحقوق، أو اختراع شيء ينفعه وينفع مجتمعه، بل كل وقته مشغول في البحث عن لقمة العيش؛ لأن البلدان الإسلامية قد أُصيبت بالفقر والبطالة بسبب حصار أعدائهم لهم.

 

ونشروا كذلك الفساد الأخلاقيَّ والسلوكيَّ في المجتمعات، فكم هي كثيرة المنظمات التي تعمل في إفساد المجتمع المسلم! وكم هي تلك العصابات التي توزع وتبيع وتروِّج المخدرات هنا وهناك! وكم هي العصابات التي تبطش هنا وتقتل هنا وتسرق هنا! وكل ذلك ناتج عن غياب الصلاح والإصلاح للفرد والأسرة والمجتمع.

 

كما غيَّبوا العدل، ونشروا الظلم والفساد، وشجعوا الجريمة؛ وكل ذلك من أجل أن يعيش المجتمع مشغولًا بما هو فيه، فالمظلوم مشغول بمتابعة ظالمه، والمجرم مشغول بضحيته وفريسته، وهكذا...

 

فلا يجدوا فرصة للإنتاج والبناء في مجتمعاتهم.

 

لقد شجعوا الفوضى في العالم كله، فأوجدوا الحروب والاختلافات داخل الشعوب؛ من أجل أن يحصلوا على ما يريدون، وينفذوا ما يشاؤون.

 

لقد شجعوا الفاسدين وجعلوهم هم المتحكمين في الخَلق، وأبعدوا الصالحين وشوَّهوا سمعتهم.

 

لفد شغلوا الناس بالتوافه والمُلهيات، وأبعدوهم عن الأشياء المهمة التي تنفعهم في دينهم ودنياهم.

 

لقد حاربوا التعليم، ونشروا الجهل والفوضى، كل ذلك ليعيش المجتمع خاضعًا خانعًا لهم.

 

أيها المؤمنون، وكم وكم من الأمراض والأسقام الموجودة في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم! لا نستطيع ذكرها كلها.

 

كل ذلك يعطينا مؤشرًا خطيرًا؛ وهو أن الجبهة الداخلية يجب أن تُعالج وتُبنى ويُحافظ عليها قبل الحديث عن غيرها.

 

إن الجبهة الداخلية للمجتمع المسلم مهمة جدًّا أن تكون على قلب رجل واحد: دينًا وعقيدة، واستقامة وأخلاقًا وصلاحًا؛ لأنهم إذا اجتمعوا، قذف الله في قلوب أعدائهم الرعب، وإذا اجتمعوا، فإنهم سينتجون ويصنعون، ويقاتلون ويجاهدون أعداء الله سبحانه وتعالى بكل ما يملكون.

 

أما إذا كانوا متفرقين متناحرين، فاسدين منحرفين، لم يستطيعوا أن يجاهدوا أنفسهم، فكيف سيجاهدون عدوهم؟

 

وهذا كله يدعونا إلى مزيدٍ من الجِد والاجتهاد في إصلاح أوضاعنا ومجتمعاتنا، وأُسرنا ونفوسنا.

 

ويجب أن يشارك الجميع في ذلك: ابتداءً بالفرد والأسرة، والمجتمع والدولة، وسائر من يهمه نصر الإسلام والمسلمين.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفِّق الجميع لما يحب ويرضاه.





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القرآن والدعوة إلى إصلاح المجتمع إصلاحا شاملا
  • فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ركيزة الإصلاح المجتمعي ومفتاح النهضة

مختارات من الشبكة

  • العلم عبادة ورسالة لبناء الإنسان والمجتمع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سوء الظن وآثاره على المجتمع المسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لنصلح أنفسنا ولندع التلاوم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية التوحيد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشجاعة: حقيقتها وأقسامها وأدلتها وأهميتها وعناصرها وضوابطها ووسائلها (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • أهمية التطعيمات الموسمية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية مراقبة الله في حياة الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحفة الأنام بأهمية إدارة الوقت في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية ممارسة الهوايات عند الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة قرآنية في سراييفو تجمع حفاظ البوسنة حول جمال العيش بالقرآن
  • سلسلة ورش قرآنية جديدة لتعزيز فهم القرآن في حياة الشباب
  • أمسية إسلامية تعزز قيم الإيمان والأخوة في مدينة كورتشا
  • بعد سنوات من المطالبات... اعتماد إنشاء مقبرة إسلامية في كارابانشيل
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 5/7/1447هـ - الساعة: 12:54
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب