• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرد على صاحب المقال السخيف: يوميات عصيد البخاري!
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الوصف الشجي لصبر الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    الحياة الطيبة (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    خطبة بعدما حجوا وضحوا
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    فضائل الورع (خطبة)
    حامد عبدالخالق أبو الدهب
  •  
    خطبة: العبرة من الحوادث وسرعة الفناء
    د. علي برك باجيدة
  •  
    خطبة: الجريمة وطرق علاجها
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    في الاستدلال لحجية السنة بقوله تعالى: {إن هو إلا ...
    الشيخ عايد بن محمد التميمي
  •  
    خطبة: تأملات في بشرى ثلاث تمرات - (باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    فاحشة قوم لوط عليه السلام (6) التحول الجنسي
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    من أسماء الله (الرحمن والرحيم)
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    ورزق ربك خير وأبقى (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    حديث: إنه يشب الوجه، فلا تجعليه إلا بالليل
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: {إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    القول الوجيز في حكم الدعوة إلى الله تعالى
    الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
  •  
    حركات القلب بحسب قوته وضعفه
    إبراهيم الدميجي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

فضائل الورع (خطبة)

فضائل الورع (خطبة)
حامد عبدالخالق أبو الدهب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/12/2025 ميلادي - 21/6/1447 هجري

الزيارات: 151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضائلُ الوَرَعِ

 

1- الورع في القُرآن:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾[الْبَقَرَة: 168]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾[الْبَقَرَة: 172]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحًا إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾[ الْمُؤْمِنُونَ: 51]، وقَالَ: ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ﴾[النور: 15]، وقال: ﴿ إنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾[الفجر: 14]، وقال: ﴿ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كانُوا يَكْسِبُونَ ﴾[المطففين: 14].

 

2- الورع في الأحاديثِ:

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾[المؤمنون: 51]، وَقَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾[البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِي بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟»؛ مُسلم. حديث 65 - (1015).

 

2- وعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ، فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"، قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: "غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ، وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلَا يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ»؛ المُسند. حديث (3672). قال مُحققوه: إسناده ضعيف.

 

3- وعن أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه عنِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «طَلبُ الحلالِ واجبٌ على كلِّ مُسلمٍ»؛ ذكره الألباني في (ضعيف الترغيب والترهيب) حديث 1066 - (1)، وقال: [ضعيف]، وفي (ضعيف الجامع الصغير وزيادته) حديث (3622) وقال: (ضعيف).

 

4- وفي (رياض الصالحين): حديث (587) عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وَإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبَهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وَإنَّ لكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وَإنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، ألا وَإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وَهِيَ القَلْبُ»؛ متفقٌ عَلَيْهِ، وروياه مِنْ طرقٍ بِألفَاظٍ متقاربةٍ.

 

5- وحديث (589) عن النَّواسِ بن سمعان- رضي الله عنه- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «البِرُّ: حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ: مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ»؛ رواه مسلم. «حَاكَ» بِالحاءِ المهملةِ والكافِ؛ أيْ: تَرَدَّدَ فِيهِ.

 

6- وحديث (590) عن وَابِصَةَ بن مَعبدٍ- رضي الله عنه- قَالَ: أتَيْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «جئتَ تَسْألُ عَنِ البِرِّ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، البرُّ: مَا اطْمَأنَّت إِلَيْهِ النَّفسُ، وَاطْمأنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَالإثْمُ: مَا حَاكَ في النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإنْ أفْتَاكَ النَّاسُ وَأفْتُوكَ»؛ حديث حسن، رواه أحمد والدَّارمِيُّ في مُسْنَدَيْهِمَا.

 

7- وحديث (592) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قَالَ: حَفِظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْ مَا يَريبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ»؛ رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح»، معناه: اتْرُكْ مَا تَشُكُّ فِيهِ، وَخُذْ مَا لا تَشُكُّ فِيهِ.

 

8- وحديث (595) عن عَطِيَّةَ بن عُروة السَّعْدِيِّ الصحابيِّ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَبْلُغُ الْعَبدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ المُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لا بَأسَ بِهِ، حَذَرًا مِمَّا بِهِ بَأسٌ»؛ رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».

 

9- وفي (الكبائر) للإمام الذهبي: (الكبيرة (28):... فصلٌ: رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: «يُؤْتى يَوْم الْقِيَامَة بأناس مَعَهم من الْحَسَنَات كأمثال جبل تهَامَة حَتَّى إِذا جِيءَ بهم جعلهَا الله هباء منثورًا، ثمَّ يقذف بهم فِي النَّار»، فَقيل: يَا رَسُول الله، كَيفَ ذَلِك؟ قَالَ: «كَانُوا يصلونَ وَيَصُومُونَ ويزكون ويحجون غير أَنهم كَانُوا إِذا عرض لَهُم شَيْء من الْحَرَام أَخَذُوهُ فأحبط الله أَعْمَالهم»).

 

- قلتُ: (لم أجدْ حديثًا بهذا اللفظِ، لكن جاء في (تخريج أحاديث الإحياء) للإمام العراقي: (حَدِيث «ليجيئن أَقوام يَوْم الْقِيَامَة وأعمالهم كجبال تهَامَة فَيُؤْمَر بهم إِلَى النَّار» قَالُوا: يَا رَسُول الله، مصلين؟ قَالَ: «نعم كَانُوا يصلونَ وَيَصُومُونَ وَيَأْخُذُونَ هنة من اللَّيْل، فَإِذا عرض لَهُم شَيْء من الدُّنْيَا وَثبُوا عَلَيْهِ»؛ أخرجه أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من حَدِيث سَالم مولَى أبي حُذَيْفَة بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، وَأَبُو مَنْصُور الديلمي من حَدِيث أنس وَهُوَ ضَعِيف أَيْضًا)؛ انتهى.

 

وذكره أبو نُعيم في (حلية الأولياء) بلفظ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مَطَرِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ دِينَارٍ الْقُطَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَكِيل آلِ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيُجَاءَنَّ بِأَقْوَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ مِثْل جِبَالِ تِهَامَةَ، حَتَّى إِذَا جِيءَ بِهِمْ جَعَلَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ هَبَاءً، ثُمَّ قَذَفَهُمْ فِي النَّارِ»، فَقَالَ سَالِمٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، حَلِّ لَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ حَتَّى نَعْرِفَهُمْ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: «يَا سَالِمُ، أَمَا إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْحَرَامِ وَثَبُوا عَلَيْهِ، فَأَدْحَضَ اللهُ تَعَالَى أَعْمَالَهُمْ»، فَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: هَذَا وَاللهِ النِّفَاقُ، فَأَخَذَ الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ: صَدَقْتَ وَاللهِ أَبَا يَحْيَى"، وفي (جمع الجوامع) للإمام السيوطي. حديث (1087/ 18134) «لَيُجَاءَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوم مَعَهُمْ منَ الْحَسَنَاتِ مِثْلُ جِبَالِ تِهَامَةَ، حَتَّى إِذَا جِيء بِهِمْ، جَعَلَ الله أَعْمَالهُمْ هَبَاءً، ثُمَّ قَذَفَهُمْ فِي النَّارِ، كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ، وَيَأخُذُونَ هَنَةً (*) مِنَ اللَّيل، وَلكِنْ كَانُوا إِذَا عُرِضَ عَلَيهِمْ شَيْءٌ مِنَ الْحَرَامِ وَثَبُوا عَلَيهِ، فَأَدْحَضَ الله أَعْمَالهُمْ". وفي هامشه: (*) (الهَنة) بفتح الهاء الوقت اليسير). وفي (سُنن ابن ماجه) حديث (4245): عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا»، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» [حكم الألباني]: صحيح. وقال شُعيبُ الأرنؤوط: إسناده حسن.

 

3- الورع في الآثار:

1-17- في (إحياء عُلُوم الدين): (وقالت عائشة رضي الله عنها: إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة، هو الورع. وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يقبل ذلك منكم إلا بورع حاجز. وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: ما أدراك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه. وقال الفضيل: من عرف ما يدخل جوفه كتبه الله صديقًا، فانظر عند من تفطر يا مسكين. وقيل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: لِمَ لا تشرب من ماء زمزم؟ فقال: لو كان لي دلو شربت منه. وقال سفيان الثوري رضي الله عنه: من أنفق من الحرام في طاعة الله كان كمن طهر الثوب النجس بالبول، والثوب النجس لا يطهره إلا الماء، والذنب لا يكفره إلا الحلال. وقال يحيى بن معاذ: الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مِفْتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام، وقال سهل التستري: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه أربع خصال: أداء الفرائض بالسنة، وأكل الحلال بالورع، واجتناب النهي من الظاهر والباطن، والصبر على ذلك إلى الموت. وقال: مَنْ أحب أن يكاشف بآيات الصديقين، فلا يأكل إلا حلالًا، ولا يعمل إلا في سنة أو ضرورة. ويقالُ: مَنْ أكل الشبهة أربعين يومًا أظلم قلبه، وهو تأويل قوله تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾[المطففين: 14]، وقال ابن المبارك: رد ردهم من شبهة أحب إليَّ من أن أتصدَّق بمائة ألف درهم ومائة ألف ألف ومائة ألف، حتى بلغ إلى ستمائة ألف. وقال بعض السلف: إن العبد يأكل أكلة فينقلب قلبه، فينغل كما ينغل الأديم ولا يعود إلى حاله أبدًا. وقال سهل رضي الله عنه: من أكل الحرام عصت جوارحه شاء أم أبى، علم أو لم يعلم. ومن كانت طعمته حلالًا أطاعته جوارحه ووفقت للخيرات. وقال بعض السلف: إن أول لقمة يأكلها العبد من حلال يغفر له ما سلف من ذنوبه، ومن أقام نفسه مقام ذل في طلب الحلال تساقطت عنه ذنوبه كتساقط ورق الشجر... قال يوسف بن أسباط: منذ ثلاثين سنة ما حاك في قلبي شيء إلا تركته. وتكلم جماعة في أشق الأعمال فقالوا: هو الورع، فقال لهم حسان بن أبي سنان: ما شيء عندي أسهل مِن الورع، إذا حاك في صدري تركته).

 

18-22- وفي (حلية الأولياء): (عن عتبة بن ضمرة بن حبيب بن صهيب: حدثني أبي، قال: كان يقال: لا يعجبنكم صيام امرئ، ولا قيامه؛ ولكن: انظروا إلى ورعه، فإن كان ورعًا مع ما رزقه الله من العبادة، فهو عبد الله حقًّا... وعن يونس بن عبيد قال: إنك تكاد تعرف ورع الرجل: في كلامه إذا تكلم. وعن يوسف بن أسباط قال: يجزئ قليل الورع عن كثير العمل، ويجزئ قليل التواضع عن كثير الاجتهاد. وعن ابن سيرين قال: كان أبو الشعثاء مسلمًا عند الدينار، والدرهم؛ يعني: كان ورعًا عندهم. وعن عبدالله بن أبي زكريا قال: من كثر كلامه، كثر سقطه؛ ومن كثر سقطه، قل ورعه؛ ومن قل ورعه، أمات الله قلبه).

 

23-25- وفي (الرسالة القُشيرية): (أما الورع فَإِنَّهُ ترك الشبهات كَذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أدهم: الورع ترك كُل شهبة وترك ما لا يعنيك هُوَ ترك الفضلات. وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق رضى اللَّه عَنْهُ: كُنَّا ندع سبعين بابًا من الحلال مخافة أَن نقع فِي بَاب من الحرام... وَكَانَ إِبْرَاهِيم بْن أدهم كبير الشأن فِي باب الورع. يحكي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أطب مطعمك ولا حرج عليك أَن لا تقوم الليل، ولا تصوم النهار).

 

26- وفي (صفة الصفوة) لابن الجوزي: (وعن مؤمل قال: سمعتُ وهيبًا يقولُ: لو قمتَ قيام هذه السارية، ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك؟ حلال أو حرام؟).

 

27- وفي (شُعب الإيمان للبيهقي): (رقم (5393) أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِاللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْدَوَيْهِ الصَّائِغَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ فَضْلِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَقَالَ: "انْظُرْ كِسْرَتَكَ الَّتِي تَأْكُلُهَا، مِنْ أَيْنَ تَأْكُلُهَا؟ وَقُمْ فِي الصَّفِّ الْأَخِيرِ" وَرُوينَا عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: انْظُرْ دِرْهَمَكَ، مِنْ أَيْنَ هُوَ وَصَلِّ فِي الصَّفِّ الْأَخِيرِ).

 

4- مِنْ أخبار وقِصص الورعينَ:

1- عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ تَحْتَ جَنْبِهِ تَمْرَةً مِنَ اللَّيْلِ، فَأَكَلَهَا، فَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ بَعْضُ نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِقْتَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: «إِنِّي وَجَدْتُ تَحْتَ جَنْبِي تَمْرَةً، فَأَكَلْتُهَا، وَكَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ»؛ المُسند. حديث (6820) قال مُحققوه: إسناده حسن.

 

2-وفي (رياض الصالحين): حديث (588) عن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ تَمْرَةً فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «لَوْلا أنِّي أخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَة لأَكَلْتُهَا»؛ متفقٌ عَلَيْهِ.

 

3- وحديث (593) عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ لأبي بَكر الصديق- رضي الله عنه- غُلامٌ يُخْرِجُ لَهُ الخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيءٍ، فَأكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الغُلامُ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بكر: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإنْسَانٍ في الجَاهِلِيَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الكَهَانَةَ، إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي، فَأعْطَانِي لِذلِكَ، هَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ. رواه البخاري. «الخَرَاجُ»: شَيْءٌ يَجْعَلُهُ السَّيِّدُ عَلَى عَبْدِهِ يُؤدِّيهِ كُلَّ يَومٍ، وَبَاقِي كَسْبِهِ يَكُونُ لِلْعَبْدِ.

 

4- وحديث (591) عن أَبي سِرْوَعَةَ- بكسر السين المهملة وفتحها- عُقبَةَ بنِ الحارِثِ رضي الله عنه: أنَّهُ تَزَوَّجَ ابنَةً لأبي إهَابِ بن عزيزٍ، فَأتَتْهُ امْرَأةٌ، فَقَالَتْ: إنّي قَدْ أرضَعْتُ عُقْبَةَ وَالَّتِي قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أنَّك أرضَعْتِنِي وَلاَ أخْبَرْتِني، فَرَكِبَ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ: فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ وَقَد قِيلَ؟»، فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ؛ رواه البخاري. «إهَابٌ» بكسر الهمزة، وَ«عَزيزٌ» بفتح العين وبزاي مكررة.

 

5- وحديث (594) عن نافِع: أن عُمَرَ بن الخَطَّاب- رضي الله عنه- كَانَ فَرَضَ لِلمُهَاجِرينَ الأَوَّلِينَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَفَرَضَ لابْنِهِ ثَلاثَة آلافٍ وَخَمْسَمئَةٍ، فَقيلَ لَهُ: هُوَ مِنَ المُهَاجِرينَ فَلِمَ نَقَصْتَهُ؟ فَقَالَ: إنَّمَا هَاجَرَ بِهِ أبُوهُ. يقول: لَيْسَ هُوَ كَمَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ؛ رواه البخاري.

 

الخطبة الثانية

5 - تكملة مِنْ أخبار وقصص الورعينَ:

6- في صحيح البخاري، حديث (3472)- واللفظُ له-: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلامٌ، وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الغُلامَ الجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ، وَتَصَدَّقَا"، وأخرجه مُسلمٌ. حديث 21 - (1721) بلفظ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، فَقَالَ الَّذِي شَرَى الْأَرْضَ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ، وَمَا فِيهَا، قَالَ: فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الْآخَرُ لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِكُمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا».

 

7-9- وفي (الرسالة القُشيرية): (وَمِنْهُم- قلتُ: (يقصدُ أهل الوَرَعِ)- أَبُو عَبْداللَّهِ الْحَارِث بْن أسد المحاسبي عديم النظير فِي زمانه علمًا وورعًا ومعاملةً وحالًا، بصري الأصلِ، مَات ببغداد سنة ثَلاث وأربعين ومائتين، قيل: إنه ورث من أَبِيهِ سبعين ألف درهم، فلم يأخذ منها شَيْئًا. قيل: لأن أباه كَانَ يَقُول بالقَدَر، فرأى مِنَ الورع أَن لا يأخذ من ميراثه شَيْئًا، وَقَالَ: صحَّت الرواية عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لا يتوارث أهل مِلَّتَينِ شَيْئًا. سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت الْحُسَيْن بْن يَحْيَى يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن مسروق يَقُولُ: مَات الْحَارِث بْن أسد المحاسبي وَهُوَ محتاج إِلَى درهم وخلف أبوه ضياعًا وعقارًا فلم يأخذ منه شَيْئًا. سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق رحمه اللَّه تَعَالَى يَقُول: كَانَ الْحَارِث المحاسبي إِذَا مَدَّ يده إِلَى طَعَامٍ فِيهِ شبهةٌ، تحرك عَلَى إصبعه عرقٌ فكان يمتنع منه... وقيل: إِن بشرًا الحافي دُعي إِلَى دعوة، فوضع بَيْنَ يديه طَعَام، فجهد أَن يمد يده إِلَيْهِ، فلم تمتد، ففعل ذَلِكَ ثَلاث مراتٍ، فَقَالَ رجلٌ يعرف ذَلِكَ منه: إِن يده لا تمتد إِلَى طَعَام فِيهِ شُبْهة. مَا كَانَ أغني صاحب الدعوة أَن يدعو هَذَا الشيخ).

 

10-12 وفي (الغُنية) للشيخ عبدالقادر الجيلاني: (وقيل: إن أم أبي يزيد البسطامي، رحمهما اللهُ، كانت إذا مدت يدها إلى طعام فيه شبهة، تباعد حال كونها حبلى بأبي يزيد، فلم تمد يدها إليه. وكان بعضهم إذا قدم إليه طعام فيه شبهة، فاحت منه رائحة منكرة، فعلم من ذلك، فامتنع من أكله. وقيل عن بعضهم: أنه كان إذا وضع في فيه لقمة من طعام فيه شبهة، لم يمتضغ فتصير كالرمل في فمه. وإنما فعل الله تعالى لهم ذلك تخفيفًا ورحمة وشفقة وحمية لهم، لما صفوا اللقم واجتهدوا في طلب الحلال وترك الحرام والشبهة، حماهم الله تعالى عما يكرهونه من المطاعم، فذبَّ عنهم في معرفة ذلك، وكفاهم مؤنه التفتيش والتنقير عن بائع الطعام وكسبه ومعيشته، وعن الثمن الذي اشترى به وأصله وتحصيله من وجه الحلال. فجعل ذلك علامة عندهم في أي وقت رأوها كفوا أيديهم عن تناول الطعام، وإذا لم يروها تناولوه، هذا في حق هؤلاء السادة الكرام الذين سبقت لهم العناية وعمتهم الرعاية).

 

13- وفي (الكبائر): (وَعَن بعض الصَّالِحين أَنه رُؤِيَ بعد مَوته فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ: مَا فعل الله بك؟ قَالَ: خيرًا غير أَنِّي مَحْبُوسٌ عَنِ الْجنَّة بإبرةٍ استعرتُها فَلم أردهَا).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضائل الورع (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من درر العلامة ابن القيم عن فضائل الصحابة رضي الله عنهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مائة حديث في فضائل الصحابة رضي الله عنهم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الوافي في فضائل يوم عرفة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من فضائل لا إله إلا الله(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • فضائل وثمرات الاستغفار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأدب مع الخالق ورسوله ومع الخلق فضائل وغنائم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طلب العلم وتعليمه فضائل وغنائم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإحسان للوالدين: فضائل وغنائم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: سورة الفاتحة فضائل وهدايات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضائل الصلاة وثمارها من صحيح السنة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/6/1447هـ - الساعة: 0:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب