• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق النفس
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    خطبة: ارحموا الأبناء أيها الآباء (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    السيرة النبوية: ما؟ ولم؟
    شوقي محمد البنا
  •  
    صفة اليدين
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    السعادة كما يراها القلب
    محمد ونيس
  •  
    معرفة الله باسم السميع
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الإسلام يدعو إلى السلام
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    إلى من ابتلي بموت قريب أو حبيب..
    سلطان بن سراي الشمري
  •  
    فوائد من "شرح علل الترمذي" لابن رجب (1)
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الفرع السابع: ما يحرم لبسه في الصلاة من (الشرط ...
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة الصحابة: حفصة رضي الله عنها
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أقوال ومواقف للسلف الصالح عن الرضا بقضاء الله
    د. أنس محمد الغنام
  •  
    بحث في حال ابن إسحاق (WORD)
    د. سليمان بن عبدالله المهنا
  •  
    السوق بين ضوابط الشرع ومزالق الواقع (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    فوائد من توبة سليمان الأواب (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    رعاية الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وحمايته ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

حقوق النفس

حقوق النفس
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/12/2025 ميلادي - 19/6/1447 هجري

الزيارات: 235

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق النفس

 

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال. أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.

 

وبعد: وقفتا اليوم مع حقوق النفس.

 

تعريف النفس في اللغة:بعض تعريفات النفس في اللغة:

أولًا: النفس بمعنى الروح، يقال: خرجت نَفْس فلان؛ أي: روحه[1]، ومنه قولهم: فاضَتْ نَفْسه؛ أي: خرجت روحه[2].

 

ثانيًا: النفس بمعنى "حقيقة الشيء وجملته، يقال: قتل فلانٌ نَفْسه؛ أي: ذاته وجملته، وأهلك نَفْسه؛ أي: أَوقَع الإِهلاك بذاته كلِّها[3]، ومنه قول صاحب الصحاح "والتكبر: هو أن يرى المرء نَفْسه أكبر من غيره"؛ أي: ذاته[4].


ثالثًا: النَّفْس بمعنى "الحسد، والعين، يقال: أصابته نَفْسٌ؛ أي: عَيْن[5].


والنافس العائن.

 

رابعًا: النفس بمعنى الدم، وذلك أنه إذا فُقِد الدم من الإنسان فَقَد نَفْسه؛ أو لأن النَّفْس تخرج بخروجه، يقال: سالت نفسه، وفي الحديث: ((ما ليس له نفس سائلة لا يُنجِّس الماء إذا مات فيه[6].

 

خامسًا: النفس ما يكون به التمييز، والعرب قد تجعل النفس التي يكون بها التمييز نفسين؛ وذلك أن النَّفْس قد تأمره بالشيء وتنهَى عنه، وذلك عند الإقدام على أمر مكروه، فجعلوا التي تأمره نَفْسًا، وجعلوا التي تنهاه كأنها نفس أخرى[7].

 

سادسًا: النَّفْس بمعنى الأخ، وشاهده قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [النور: 61].

 

وجمع النفس: أنفُس ونفوس، أما النَّفَس، فهو خروج الهواء ودخوله من الأنف والفم، وجمعه أنفاس، وهو كالغِذاء للنَّفْس؛ لأن بانقطاعه بطلانَها.

 

تعريف النفس في الاصطلاح:

قال صاحب كتاب التعريفات: "النَّفْس هي الجوهر البخاريُّ اللطيف، الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية، فهو جوهرٌ مشرق للبدن، فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه، وأما في وقت النوم، فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه"[8].

 

حقوق النفس:

حقوق النفس كثيرة أهمها:

معرفة أهمية النفس البشرية وحمايتها:

لقد عنى الإسلام عناية فائقة بالنفس الإنسانية، وجعل الإنسان محل عناية الله دائماً، فلقد خلق الله الإنسان حيث سواه بيده ونفخ فيه من روحه، وكرّمه بالعقل، وجعله خليفة له في أرضه، وأسجد له ملائكته، وزوده بمنهج يسير على مقتضاه حتى لا يضل ولا يشقى، إلى غير ذلك من نواحي التكريم، ولقد بيّن القرآن الكريم المهمة الأساسية لوجود الإنسان وهى خلافته في الأرض، وعمارتها ولأجل ذلك أوجب حقوقا للنفس فعليك أن تستوفيها في طاعة الله، فتؤدي إلى لسانك حقه، وإلى سمعك حقه، وإلى بصرك حقه، وإلى يدك حقها، وإلى رجلك حقها، وإلى بطنك حقه، وإلى فرجك حقه، وتستعين بالله على ذلك لأداء حق النفس عليك، وأن عليك حقوقاً أهمها أن تستوفيها في مرضاة الله وطاعته، ولا تجعل للشيطان عليها سبيلاً، وبذلك تنقذها من المخاطر والمهالك، وتنجيها من شر عظيم، لذلك أقسم القرآن بالنفس وتسويتها فقال الله تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 10] وأن الله أعطاها العقل لتميز بين الفجور والتقوى فمن زكى نفسه فاز ومن لم يزكيها خاب وخسر وبين الله أن من آثر الحياة الدنيا ولم يحفظ نفسه ويصونها من العطب وطغى فمصيره إلى النار ومن صانها وقام بحقوقها التي أوجبها الله في طاعته فإن الجنة مأواه قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 41].

 

المحافظة عليها:

ومن حقوق النفس المحافظة عليها من كل ما يلحق بها الضرر: الأصل في ذلك القرآن والسنة حيث تضمنا ما يحفظ للنفس حرمتها ومنزلتها فأمرهم بالتوحيد وحرم عليهم الشرك: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

 

وفي صحيح البخاري ج3/ص1049 عن معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار يقال له عفير فقال: "يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا".


وحرّم الاعتداء عليها أو على طرف من أطراف الإنسان إلا بحق، بل إن الشرائع السماوية كلها قد اشتملت على ما يحفظ للنفس حرمتها، يقول تعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32]. ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 93].

 

كذلك بيّنت السنة المطهرة مكانة النفس الإنسانية وعظمها، وشددت العقاب على كل من يقترف إثماً في قتلها أو إهلاكها بغير حق.

 

في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إلّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ".

 

و في الصحيحين عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

 

و في البخاري عن عبادة بن الصامترضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: "تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بِالْحَقِّ، فَمَنْ وفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، ومَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، ومَنْ أَصَابَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ". وحرّم قتل الإنسان نفسه وأوجب عليه حفظها.

 

وفي الصحيحين عن أَبِي هريرة رضي الله عنه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قَالَ: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جبل فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ومَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ومَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا"

 

و في الصحيحين عن ثابت بْنَ الضَّحَّاكِ أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "منْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِي شَيْءٍ لَا يَمْلِكُهُ، وزاد مسلم في لفظ " متعمدا".

 

وفي البخاري عن أَبِي هريرةرضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ والَّذِي يَطْعنها يَطْعنها فِي النَّارِ".


وفي الصحيحين عن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ" وهذا لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم" إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قُرْحَةٌ فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَنَكَأَهَا فَلَمْ يَرْقَأْ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ قَالَ رَبُّكُمْ قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".


وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"شهدنا خيبر فقال -صلى الله عليه وسلم- لرجل ممن معه يدّعي الإسلام هذا من أهل النار؛ فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض الناس يرتاب فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى كنانته فأستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه فأشتد رجال من المسلمين فقالوا يا رسول الله:صدق الله حديثك انتحر فلان فقتل نفسه فقال: "قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر".


ففي هذه الأحاديث: نص أكيد على إثم من يقتل نفساً بغير حق، كذلك نهت عن القتل بأنواعه. وحفظ النفس من الأمور الضرورية التي حث عليها الشارع وأولى الاهتمام بحفظها.

 

يقول ابن عاشور –رحمه الله -: "معنى حفظ النفوس، حفظ الأرواح من التلف أفراداً وعموماً لأن العالم مركب من أفراد الإنسان، وفى كل نفس خصائصها التي بها بعض قوام العالم، وليس المراد حفظها بالقصاص كما مثل لها الفقهاء، بل نجد القصاص هو أضعف أنواع حفظ النفوس لأنه تدارك بعض الفوات، بل الحفظ أهمه حفظها عن التلف قبل وقوعه مثل مقاومة الأمراض السارية، وقد منع عمر بن الخطاب الجيش من دخول الشام لأجل طاعون عمواس والمراد النفوس المحترمة في نظر الشريعة، وهى المعبر عنها بالمعصومة الدم، ألا ترى أنه يعاقب الزاني المحصن بالرجم، مع أن حفظ النسب دون مرتبة حفظ النفس، ويلحق بحفظ النفوس من الإتلاف حفظ بعض أطراف الجسد من الإتلاف، وهى الأطراف التي ينزل إتلافها منزلة إتلاف النفس في انعدام المنفعة بتلك النفس، مثل الأطراف التي جعلت في إتلافها خطأ الدية كاملة. بعد هذا العرض وضح أن الإسلام اهتم بالنفس الإنسانية وحافظ عليها، فالنفس لها قدسيتها واحترامها في نظر الشارع الحكيم.

 

حفظها من المعاصي والذنوب:

ومن حقوق النفس حفظها من الهلكة بمعصية الله ووقوعها في النار وإلزامها بطاعته لنجاتها، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. قال القرطبي: "هي الأمر بوقاية الإنسان نفسه وأهله النار. قال الضحاك: "معناه قوا أنفسكم، وأهلوكم فليقوا أنفسهم نارا. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوا أنفسكم وأمروا أهليكم بالذكر والدعاء حتى يقيهم الله بكم. وقال علي -رضي الله عنه- وقتادة ومجاهد: "قوا أنفسكم بأفعالكم وقوا أهليكم بوصيتكم.

 

وأمر الله ورسوله بالبر بالوالدين والإحسان لهما وحرّما عقوقهما:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].

 

وأوجب النفقة على النفس والعمل لإغنائها:

قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15].

 

وفي صحيح مسلم ج2: ص692 عن جابر قال أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ألك مال غيره؟ فقال: لا.فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك.

 

وفي الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة إلا كان له صدقة" وفي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطيور فهو له صدقة ولا ينقصه أحد إلا كان له صدقة وفي رواية له أيضًا فلا يأكل منه إنسان ولا دابة ولا طائر إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة‏".


اعطائها حقها من الراحة وعدم تكليفها فوق طاقتها:

ومن حقوق النفس إعطائها حقها من الراحة وعدم تكليفها فوق طاقتها:

في البخاري عن أبي سلمة قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما – قَالَ:" كُنْتُ أَصُومُ الدَّهْرَ وأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ - قَالَ - فَإِمَّا ذُكِرْتُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وإِمَّا أَرْسَلَ إِلَىَّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي ‏"‏أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ وتَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ"‏. ‏ قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ولَمْ أُرِدْ بِذَلِكَ إِلاَّ الْخَيْرَ. ‏ قَالَ ‏"‏فَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‏"‏. ‏ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ‏، قَالَ ‏"‏فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ولِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ولِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا - قَالَ - فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ‏"‏. ‏ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ومَا صَوْمُ دَاوُدَ قَالَ ‏"‏كَانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا‏"‏. ‏ قَالَ ‏"‏واقرأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ‏"‏‏. ‏ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ ‏"‏فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ"‏. ‏ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ ‏"‏فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ‏"‏. ‏ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. ‏ قَالَ ‏"‏فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ ولاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. ‏ فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ولِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ولِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا‏"‏. ‏ قَالَ فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَىَّ. ‏ قَالَ وقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏إِنَّكَ لاَ تَدْرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ‏"‏. ‏ قَالَ فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَبِرْتُ ودِدْتُ أَنِّي كُنْتُ قَبِلْتُ رُخْصَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ‏

 

وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو: "فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا". وفي البخاري عن أبي جحيفة قصة سلمان الفارسي عندما قال لأبي الدرداء: "إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتى فذكر ذلك له فقال: (صدق سلمان)" قوله: وأن لنفسك عليك حقا، أي تعطيها ما تحتاج إليه ضرورة البشرية مما أباحه الله للإنسان من الأكل والشرب والراحة التي يقوم بها بدنه ليكون أعون على عبادة ربه لذلك جعل من حقوق النفس قطعها عما سوى الله تعالى لكن ذلك يختص بالتعلقات القلبية.

 

مجاهدتها وترك الشر:

ومن حقوق النفس مجاهدتها على فعل الخير وترك الشر فالمحاسبة خير وسيلة لتقويم اعوجاج النفس بين حين وآخر لغرض تزكيتها. ويكون أساس المحاسبة هو مقارنة ما تفعله النفس مع ما يطلبه الشرع. فإن كانت قد وفّتْ، فهل يمكنها أن تزيد إحسانا؟ وإن كانت مقصّرَةً، فما السبيل إلى تقويم اعوجاجها؟ والوسيلة إلى تنفيذ ذلك هو مخالفة هواها. قال ابن حجر: "مجاهدة النفس فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم على تعليمها لذلك حذرها الشر وأمرهم بفعل الخير: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77] وأمر بأركان الإسلام وبالشهادتين وبالصلاة وجعلها دليل الإيمان: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 43] والصلاة حق النفس قاله الطيبي، وإيتاء الزكاة ﴿ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، وصيام رمضان ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

وأمرهم بالحج: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، وفي الصحيحين: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحج البيت الحرام".

 

قال ابن حجر -رحمه الله-" أن حق النفس الصلاة وحق المال الزكاة فمن صلى عصم نفسه ومن زكى عصم ماله فان لم يصل قوتل على ترك الصلاة ومن لم يزك أخذت الزكاة من ماله قهرا وان نصب الحرب لذلك قوتل".

 

وفي الصحيحين عن أبي ذر قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ: "الْإِيمَانُ بِاللَّهِ والْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ قَالَ قُلْتُ أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ قَالَ أَنْفَسُهَا عندَ أَهْلِهَا وأَكْثَرُهَا ثَمَنًا قَالَ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ قَالَ تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عن بَعْضِ الْعَمَلِ قَالَ تَكُفُّ شَرَّكَ عن النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ" وهذا لفظ مسلم.

 

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الْخُدْرِيَّ ا "قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ فَقَالَ: "مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ قَالُوا ثُمَّ مَنْ قَالَ مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ ويَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ" وفي لفظ لمسلم "رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ".


وفي الصحيحين عن أبي موسى ا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:"على كل مسلم صدقة قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال قيل أرأيت إن لم يستطع؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال قيل له أرأيت إن لم يستطع؟ قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل؟ قال يمسك عن الشر فإنها صدقة".


وفي البخاري عن جابر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ". وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: "كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة ودل الطريق صدقة".

 

وفي لفظ لمسلم عن عائشة-ب- إِنَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ أنسانٍ مِنْ بَنِي آدَمَ عَلَى سِتِّينَ وثَلَاثِ مِائَةِ مَفْصِلٍ فَمَنْ كَبَّرَ اللَّهَ وحَمِدَ اللَّهَ وهَلَّلَ اللَّهَ وسَبَّحَ اللَّهَ واسْتَغْفَرَ اللَّهَ وعَزَلَ حَجَرًا عن طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ شَوْكَةً أَوْ عَظْمًا عن طَرِيقِ النَّاسِ وأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهَى عن مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ والثَّلَاثِ مِائَةِ السُّلَامَى فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عن النَّارِ".


وفي البخاري عن بن عمرو ا يَقُولُ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعنزِ مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إلّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ قَالَ حَسَّانُ فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعنزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ وتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وإِمَاطَةِ الْأَذَى عن الطَّرِيقِ ونَحْوِهِ فَمَا اسْتَطَعنا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً".


وأمرهم بمكارم الأخلاق، في صحيح مسلم ج1/ص 48 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للأشج أشج عبد القيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة".


ونهاهم عن ما يُضاد الأخلاق الكريمة وفي الصحيحين عن أبي هريرة ا: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

 

وفي مسلم عن ابن مسعود قَالَ: فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ قَالَ قُلْنَا الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ قَالَ: "لَيْسَ بِذَلِكَ ولَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عندَ الْغَضَبِ".


الصرعة: الذي يصرع الناس.

 

وأمرهم بصلة الأرحام ونهاهم عن قطعها وأمرهم بإكرام الجار: ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴾ [الرعد: 21] وقال سبحانه: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22].

 

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقول:"من سرّه أن يبسط عليه رزقه أو ينسأ في أثره فليصل رحمه".

 

وفي صحيح البخاري ج5/ص2273 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".

 

العفو عن حديث النفس:

وفي صحيح البخاري ج5/ص2020 عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".


قال النووي -رحمه الله -: بيان تجاوز الله تعالى عن حديث النفس (والخواطر بالقلب إذا لم تستقر وبيان أنه لم يكلف إلا ما يطاق) (وبيان حكم الهم بالحسنة وبالسيئة) وفيه قوله (عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284].

 

قال: فاشتد ذلك فأنزل الله تعالى في إثرها ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

 

حقوق الجوارح والمحاسبة على كل خطأ يصدر منها:

حق اللسان:

(وأما حق اللسان فإكرامه عن الخنى، وتعويده على الخير، وحمله على الأدب، واجمامه إلا لموضع الحجة والمنفعة للدين والدنيا، وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة، التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها وبعد شاهد العقل والدليل عليه، وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...).

 

إن اللسان من أهم الجوارح في بدن الإنسان، كما أنه من أخطرها على حياته، فبإقراره واعترافه في حقوق الناس وأموالهم يدان، وقد قال الفقهاء: إقرار المرء على نفسه جائز ـ أي نافذ ـ كما أن الإنسان إنما يعز أو يهان بمنطقة فإن صدر منه خير احترم، وإن صدر منه شر حقر، وقد دعا الإمام الحكيم الإنسان إلى السيطرة على لسانه، وإلزامه بمراعاة الحقوق التالية:

(أ) إكرامه عن الخنى ـ أي الفحشاء ـ لأنها مما توجب سقوط الإنسان ومهانته.

(ب) تعويده على مقالة الخير، وما ينفع الناس ولا يضرهم.

(ج) حمله على التلفظ بالأدب، والكلم الطيب، الذي يرفع إلى الله تعالى.

(د) اجمامه وسكوته إلا لموضع الحاجة من الأمور الدينية أو الدنيوية.

(هـ) إعفاؤه ومنعه من الخوض في فضول القول الذي لا يعود عليه ولا على الناس بخير.

 

هذه بعض الأمور التي ينبغي للإنسان المسلم أن يحمل لسانه عليها ومن المؤكد أنها ترفع شأنه، وتعزز مكانته. والأصل في ذلك قوله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

 

عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: "لقد سالت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]‏ حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]ثم قال:"ألا أخبركبرأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟قلت: بلى يا رسول الله.فأخذ بلسانه ثم قال:"كُف عليك هذا. قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" [9]. وفي المسند والترمذي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعًا "الاستحياء من الله تعالى أن تحفظ الرأس وما وعي وتحفظ البطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى".

 

حق السمع:

(وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلى قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيراً، أو تكسب خلقاً كريماً، فإنه باب الكلام إلى القلب، يؤدي إليه ضروب المعاني على ما فيها من خير أو شر، ولا قوة إلا بالله..). إن جهاز السمع هو الأداة الفعالة في تكوين شخصية الإنسان، وبناء سلوكه، وذلك بما ينقله من المسموعات التي تنطبع في دخائل الذات وقرارة النفس، ومن حقه على الإنسان أن يجعله بريداً لنقل الآداب الكريمة، والفضائل الحسنة، والمزايا الحميدة ليتأثر بها، وتكون من صفاته وخصائصه. ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20].

 

حق البصر:

(وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك، وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصراً أو تستفيد بها علماً فإن البصر باب الاعتبار) إن للبصر حقاً على الإنسان، وهو حجبه عن النظر إلى ما حرمه الله الذي هو مفتاح الولوج في اقتراف الآثام، فينبغي للمسلم أن يغض بصره عما لا يحل له، وأن ينظر إلى مواضع العبر ليستفيد منها في بناء شخصيته، كما أنه ينبغي له أن يستفيد ببصره علماً يهذب به نفسه، وينفع به مجتمعه.

 

حق الرجلين:

(وأما حق رجليك فإن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك، ولا تجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها، فإنها حاملتك، وسالكة بك مسلك الدين، والسبق لك، ولا قوة إلا بالله...). خلق الله الرجلين ليمشي بهما الإنسان إلى مواطن الرزق، فيكد ويعمل ليعيش هو وأفراد أسرته، ومن حقهما عليه أن يسعى بهما إلى طريق الخير والصلاح، وليس له أن يسعى بهما إلى الحرام كالوشاية بمؤمن، أو سرقة إنسان، وغير ذلك مما حرمه الله.

 

حق اليد:

(وأما حق يدك فأن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك، فتنال بما تبسطها إليه من الله العقوبة في الآجل، ومن الناس بلسان اللائمة، في العاجل ولا تقبضها مما افترضه الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها، وبسطها إلى كثير مما ليس عليها، فإذا هي قد عقلت، وشرفت في العاجل وجب لها حسن الثواب في الآجل...).

 

ومن حقهما أن لا يبسطهما في ما حرمه الله تعالى من نهب أموال الناس، والاعتداء عليهم أو يعين بهما ظالماً على ظلمه، فإنه بذلك يستحق العقاب في دار الآخرة كما يستحق اللوم والعتاب من الناس في دار الدنيا، فالواجب عليه أن يوقرهما بالالتزام بما أمر الله. والأصل قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

وقوله: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20].

 

حق البطن:

(وأما حق بطنك فأن لا تجعله وعاءً لقليل من الحرام، ولا لكثير، وأن تقتصد له في الحلال، ولا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين، وذهاب المروءة، وضبطه إذا همَّ بالجوع والظمأ، فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة، ومثبطة، ومقطعة عن كل بر وكرم، وأن الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومذهبة للمروة...).

 

في هذه الفقرات بحقوق البطن على الإنسان، والتي منها.

(أ) عدم التغذية بالطعام الحرام فإن له كثيراً من المضاعفات السيئة كقساوة القلب، اللامبالاة الموجبة الانحراف عن الطريق القويم.

 

(ب) الاعتدال في الأكل، والاقتصاد في تناول الطعام الحلال.

 

(ج) النهي عن الشبع الموجب للتخمة، فإنها تسبب الإصابة بالكسل، والابتعاد عن البر والكرم، والخلق النبيل، كما أنها تعطل جميع القوى العقلية، بالإضافة إلى ما تحدثه من الأضرار الصحية كالإصابة بمرض السكر، وضغط الدم، والسمنة وغيرها. عن المقدام بن معدي كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطن بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

 

حق الفرج:

(وأما حق فرجك فحفظه مما لا يحل لك، والاستعانة عليه بغض البصر، فإنه من أعون الأعوان، وكثرة ذكر الموت، والتهدد لنفسك بالله، والتخويف لها به، وبالله العصمة والتأييد، ولا حول ولا قوة إلا به...). تتركز الحياة الجنسية في الإسلام على العفة والفضيلة، وصيانة النفس من اقتراف الزنا والفحشاء، أما الطرق الوقائية التي تحجب الإنسان عن هذه الجريمة والأصل في ذلك قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا)سورة الإسراء. هذه جملة من حقوق النفس ذكرت البعض واختصرت لضيق المجال وخشية الخروج عن المسموح به ومعلوم أن كل خير أمر الله به أو نهي نهى عنه فهما داخلان في حقوق النفس.



[1] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية؛ للمؤلف: أبو نصر، إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، (المتوفى: 393هـ.

[2] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية؛ للمؤلف: أبو نصر، إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، (المتوفى: 393هـ.

[3] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية؛ للمؤلف: أبو نصر، إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، (المتوفى: 393هـ.

[4] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية؛ للمؤلف: أبو نصر، إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، (المتوفى: 393هـ.

[5] بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز؛ للمؤلف: مجد الدين، أبو طاهر، محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (المتوفى: 817 هـ).

[6] انظر: لسان العرب.

[7] المصدر السابق

[8] من كتاب التعريفات للمؤلف: علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني، (المتوفى: 816 هـ)، بإيجاز بسيط.

[9] رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق النفس على صاحبها (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة المسجد الحرام 23 / 10 / 1434 هـ - حقوق الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الطريق (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الفقراء والمساكين في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الخدم في الاسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق المطلقات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول المبين في بيان حقوق الإمام على المأمومين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق المساجد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق المعلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق البيئة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/6/1447هـ - الساعة: 17:3
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب