• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرد والبيان على بطلان مقالة: "الأديان السماوية"
    صلاح عامر قمصان
  •  
    الحديث الثامن عشر: السماحة في البيع والشراء ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    أفضل الأعمال
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    صفات اللباس المكروهة في الصلاة من (الشرط السابع ...
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    تفسير: (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    لطائف من القرآن (4)
    قاسم عاشور
  •  
    من مائدة السيرة: الهجرة الثانية إلى الحبشة
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    التوحيد أصل النجاة ومفتاح الجنة: قراءة في ختام ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الإخلاص سبيل الخلاص
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أسباب مرض القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    خطبة: عبودية الترك
    د. ناصر بن حسين مجور
  •  
    خطبة بر الوالدين
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    من آفات اللسان (3) الكذب (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    خطبة: الإيجابية.. خصلة المؤمنين
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    حفظ الأسرار خلق الأبرار (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    المضاف إلى الله
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

التوحيد أصل النجاة ومفتاح الجنة: قراءة في ختام سورة المؤمنون (خطبة)

التوحيد أصل النجاة ومفتاح الجنة: قراءة في ختام سورة المؤمنون (خطبة)
د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2025 ميلادي - 16/6/1447 هجري

الزيارات: 112

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التوحيد أصل النجاة ومفتاح الجنة:

قراءة في ختام سورة المؤمنون

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

 

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 

فإن أعظمَ ما أمر الله به، وأول ما دعا إليه المرسلون، وعليه مدار النجاة يوم الدين، هو توحيد الله عز وجل، وإفراده بالعبادة دون سواه.

 

رسالة التوحيد في وصايا الأنبياء:

أخرج الإمام أحمد في «مسنده» (ط الرسالة - 17170)، والترمذي في «جامعه» (2863) بإسناد صحيح، عن الحارث بن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلماتٍ أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطِّئ بها، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات؛ لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسف بي أو أُعذب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشُّرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن: أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورِق، فقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصِب وجَهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك، فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن، السمع والطاعة، والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قِيدَ شبرٍ، فقد خلع رِبْقَةَ الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن ادَّعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثا جهنم، فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ فقال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين، عباد الله)).

 

من أساليب البيان في القرآن والسنة النبوية: ضرب الأمثال لتقريب المفاهيم للناس عند وعظهم وتعليمهم، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات))؛ أي: أوحى إليه وأمره بخمسة أوامر ووصايا، ((أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها))؛ أي: على سبيل التكليف بها، ((وإنه كاد أن يبطئ بها))؛ أي: تأخر في بلاغها لبني إسرائيل، فقال عيسى ليحيى: ((إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أنا آمرهم))؛ أي: إما أن تبلغهم أنت أو أبلغهم أنا بها، وهذا من باب الحثِّ على السرعة في تبليغ أوامر الله، فقال يحيى: ((أخشى إن سبقتني بها))؛ أي: بتبليغها لبني إسرائيل، ((أن يُخسف بي أو أُعذب))؛ أي: يقع غضب من الله عليه، ((فجمع الناس))؛ أي: فجمع يحيى بني إسرائيل، ((في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف))؛ جمع شرفة، وهي الأماكن المرتفعة في المسجد وحوله، وهذا كناية عن شدة الازدحام وكثرة من حضر، فقال يحيى عليه السلام: ((إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن: أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مَثَلَ من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورِق، فقال: هذه داري وهذا عملي))، وهذا كناية عن خلق الله للعباد، وعطائه ورزقه لهم، ((فاعمل وأدِّ إليَّ))؛ أي: يكون نتاج عمل العبد لسيده لا لغيره، ((فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟))؛ أي: ينكر عليهم أن يشركوا مع الله غيره بمثل ما ينكر أحدهم أن ينتج مملوكه، ويعطي نتاجه لغير سيده.

 

وهكذا أوضح نبي الله يحيى عليه السلام أن الإخلاص في العبادة هو رأس الأمر كله، وأن الشرك ظلم عظيم يُبطل العمل، ويُفسد التوحيد.

 

دروس من ختام سورة المؤمنون:

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 84 - 89].

 

أقر كفار قريش بأن الله هو الخالق، المالك، المدبر، ولكنهم لم يعبدوه وحده، ولم يُفردوه بالدعاء، فبيَّن الله أن الإقرار بالربوبية لا ينفع، ما لم يصاحبه إفراد الله بالألوهية والعبادة، فأي تناقض أعظم من أن يقر العبد بالخالق المالك، ثم يرفع أكفَّه بالطلب إلى مخلوق مثله، لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا؟

 

ذلك هو التناقض الذي ترده سورة المؤمنون بالبيان والحجة، ليُعلم أن توحيد الله في العبادة هو مقتضى الإيمان بربوبيته.

 

حقيقة التوسل المشروع:

قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا * وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا * قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الجن: 18 - 22].

 

فالدعاء عبادة عظيمة لا تصح إلا لله وحده، لا تُصرف لنبي ولا لولي ولا لملَك مقرب.

 

ومن دعا غير الله، فقد صرف العبادة في غير موضعها؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 117، 118].

 

أما التوسل المشروع فهو ما أقره الشرع:

بأسماء الله وصفاته:

أخرج أحمد في «مسنده» (22965)، والترمذي في «جامعه» (3475) واللفظ له، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، قال: ((سمِع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، قال: فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى)).

 

وبالإيمان والعمل الصالح:

كما في حديث أصحاب الغار؛ أخرج البخاري في «صحيحه» (2272)، ومسلم في «صحيحه» (2743) باختلاف يسير، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أوَوا المبيت إلى غار، فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل، فسدَّت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبِق قبلهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلب شيء يومًا، فلم أُرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلًا أو مالًا، فلبِثت والقدح على يدي، أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عمٍّ، كانت أحبَّ الناس إليَّ، فأردتها عن نفسها، فامتنعت مني حتى ألمَّت بها سنة من السنين، فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلِّي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، قالت: لا أُحل لك أن تفضَّ الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجرَهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمَّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبدَالله، أدِّ إليَّ أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبدَالله، لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله، فاستاقه، فلم يترك منه شيئًا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون)).

 

وبدعاء الحي الصالح:

كما توسل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته؛ أخرجه البخاري في «صحيحه» (1033)، ومسلم في «صحيحه» (897) عن أنس بن مالك، قال: ((أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة، قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادعُ الله لنا أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قزعة، قال: فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، قال: فمُطرنا يومنا ذلك، وفي الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي - أو رجل غيره - فقال: يا رسول الله، تهدَّم البناء وغرق المال، فادعُ الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: اللهم حَوالينا، ولا علينا، قال: فما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرَّجت، حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي - وادي قناة - شهرًا، قال: فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدَّث بالجود)).

 

وكما توسل الصحابة بدعاء الصالحين الأحياء، ولم يتوسلوا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم؛ أخرج البخاري في «صحيحه» (3710) عن أنس بن مالك، ((أن عمر بن الخطاب: كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: ‌اللهم ‌إنا ‌كنا ‌نتوسل ‌إليك ‌بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقِنا، قال: فيسقون)).

 

وأما جعل الأموات وسائطَ أو الاستغاثة بهم، فذلك من الشرك الذي حذَّر الله منه؛ إذ الدعاء عبادة لا تُصرف إلا له سبحانه.

 

الدعاء هو العبادة:

أخرج الترمذي في «جامعه» (2969) عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقال: ((الدعاء هو العبادة؛ وقرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60] إلى قوله: ﴿ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60])).

 

ذلك لأن الدعاء يجمع معانيَ العبودية كلها: الخضوع، والافتقار، والرجاء، والتوكل.

 

فمن دعا الله فقد أقرَّ له بالربوبية، ومن دعا غيره فقد صرف عبادة قلبه لغير مستحقها.

 

ولأجل ذلك، كان الدعاء مقياسًا دقيقًا لتوحيد العبد، فإن من أخلص قلبه لله وحده في طلب الحوائج، فقد حقق معنى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

 

الدعاء هو العبادة الحقيقية، وهو لبُّها وروحها؛ لأن فيه إظهار الافتقار والتذلل لله، وهو غاية التوحيد وذروة سنامه.

 

فاجعل دعاءك كله لله، واطلب منه ما شئتَ، واسعَ أن يكون دعاؤك خاشعًا، مستحضرًا عظمة الله، خاليًا من الوسائط التي تفسد الإخلاص.

 

خطر الغلو في الصالحين:

إن الغلوَّ في الأنبياء والأولياء باب من أبواب الشرك القديم المتجدد.

 

وكثيرًا ما يكون مدخله المحبة الصادقة، لكن الشيطان يزين لأصحابها تجاوز الحد المشروع، فيحوِّل المحبة إلى تقديس، والتقديس إلى عبادة من دون الله.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا * فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 17 - 19]، فيتبرأ الأنبياء والأولياء ممن عبدهم الناس، ويقولون كما قال عيسى عليه السلام: ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 116، 117].

 

فليحذر من هذا المسلك الذي سوَّله الشيطان للناس باسم "حب الصالحين"، وهو في حقيقته تعدٍّ لحقِّ الله في العبادة.

 

الدعوة إلى التوحيد بالحكمة والرفق:

إن الدعوة إلى التوحيد تحتاج إلى علم وحِلم معًا؛ أخرج مسلم في «صحيحه» (2594) عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه)).

 

وكثير ممن يقعون في البدع أو الشرك يفعلون ذلك جهلًا لا عنادًا، فالواجب أن نبدأ بأنفسنا علمًا وعملًا، ثم نعلم أهلنا وأولادنا، ثم ننصح غيرنا برفق.

 

قال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 96]؛ أي: قابِلِ الجهلَ بالحِلم، والعدوان بالإحسان، فإن القلوب تُفتح بالحكمة لا بالغلظة.

 

خطورة الموت على الشرك:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، فالشرك ذنب لا يُغفر لصاحبه إن مات عليه، والمشرك حين يلقى الله يقول: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 - 104].

 

كلمة لا تُسمع، وطلب لا يُجاب؛ لأن الأجل إذا جاء لا يُؤخَّر ولا يقدَّم؛

فالموت على التوحيد نجاة، والموت على الشرك هلاك أبديٌّ لا نجاة بعده.

 

من مشاهد الخلود والجزاء:

أخرج البخاري في «صحيحه» (4730) عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يُؤتَى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي منادٍ: يا أهل الجنة، فيشرئِبُّون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة، خلود فلا موتَ، ويا أهل النار، خلود فلا موت؛ ثم قرأ: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ﴾ [مريم: 39]))، وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا، ﴿ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [مريم: 39].

 

تأمَّل: ((خلود لا موت))، أهل الجنة في نعيم لا ينقطع، وأهل النار في عذاب لا يفتر.

 

فأي خسارة أعظم من أن يبيع الإنسان الخلودَ الأبديَّ بمعصية عابرة، أو شرك لحظة في حياته؟

 

الغاية من الخلق:

قال الله تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115، 116].

 

ما خُلق الإنسان للهو والعبث، بل خُلق ليعبد ربه وحده؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أي: ليُوحِّدونِ".

 

فمن أقر لله بالخلق والملك، لزِمه أن يُقر له بالغاية، وهي عبادته وحده لا شريك له، تحقيقًا لكلمة التوحيد.

 

وصايا لحفظ التوحيد:

أيها الأحبة في الله، قبل أن ننشغل بالحكم على الآخرين، علينا أن نؤدي ما هو أوجب: أن نحفظ توحيدنا، ونقوِّيَه، ونجدد عهده في قلوبنا وأهلنا.

 

وهذه خمس خطوات عملية، يمكن أن تكون برنامجًا إيمانيًّا متجددًا لكل مسلم:

تعلُّم التوحيد الواجب:

أخرج البخاري في «صحيحه» (3116) عن معاوية بن أبي سفيان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم، ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون)).

 

العمل بمقتضاه:

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

تعاهُد التوحيد بالتجديد:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الإيمان لَيخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم)).

 

تعليم التوحيد للأهل والأبناء:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

الدعوة إلى التوحيد بالرفق والحكمة:

قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 125 - 128].

 

وقال تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 96].

 

من حافظ على هذه الخمس، وداوَم عليها بإخلاصٍ، كان من الدعاة الصادقين إلى توحيد الله، وذاق حلاوة الإيمان؛ أخرج مسلم في «صحيحه» (43) من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ من كُنَّ فيه، وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذف في النار)).

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، له الحمد الحسن، والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله عز وجل عنه في محكم التنزيل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 

عباد الله، إن التوحيد هو أصل الدين وغاية الوجود، وهو أول واجب على العبد، وآخر ما يختم به العمر.

 

فلنجدد توحيدنا، ولنراجع عقيدتنا، ولنعلم أبناءنا وأهلنا معنى "لا إله إلا الله".

 

اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخالص.

اللهم أحيِنا عليه، وتوفَّنا عليه، وابعثنا عليه.

اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لِما لا نعلمه.

اللهم اجعل القرآن ربيعَ قلوبنا، ونورَ صدورنا، وجِلاء همومنا وغمومنا.

اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعلها الوارث منا.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمنا، واجعل الجنة دارنا وقرارنا.

اللهم اجعل بلاد المسلمين أمنًا وإيمانًا، وسلامًا وإحسانًا، وعزًّا للإسلام وأهله.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وأصلِح نساءنا، واهدِ شبابنا وبناتنا.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

 

اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معنى الشهادة وشروط الانتفاع بالتوحيد
  • تعريف بكتاب: (المدرسة التوحيدية: دراسة تاريخية وصفية)
  • سورتا التوحيد: الكافرون والإخلاص (خطبة)
  • حماية جناب التوحيد
  • ضرورة إعادة فهم التوحيد في العصر الحديث: دراسة علمية شرعية

مختارات من الشبكة

  • أقسام التوحيد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنجيات الثلاث: مفاتيح النجاة والفلاح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النجاة من التيه - لزوم المحكم واتخاذ الشيطان عدوا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سفينة النجاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طوق النجاة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أسباب النجاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • المزيد في شرح كتاب التوحيد لخالد بن عبدالله المصلح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تعريف توحيد الربوبية والأدلة عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإنسان والكون بين مشهد جلال التوحيد وجمال التسخير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون في التوحيد من صحيحي البخاري ومسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل
  • الشباب المسلم والذكاء الاصطناعي محور المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/6/1447هـ - الساعة: 9:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب