• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
    سعيد بن محمد آل ثابت
  •  
    الخشوع (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    أ. د. كامل صبحي صلاح
  •  
    حال الأمة وسنن الله في التغيير (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    من مائدة السيرة: إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    سلسلة الآداب الشرعية (آداب البشارة والتهنئة)
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    إجارة المشاع
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    صفة الحكمة
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    خطبة: الوطن في قلوب الشباب والفتيات
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة: العبرة من كسوف الشمس والقمر
    سعد محسن الشمري
  •  
    خطبة: استشعار التعبد وحضور القلب (باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    من الكبائر الشائعة: (9) إيذاء الله تعالى ورسولِه ...
    أبو حاتم سعيد القاضي
  •  
    فصل في معنى قوله تعالى: ﴿وروح منه﴾
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    لبس السلاسل والأساور
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    علة حديث ((الدواب مصيخة يوم الجمعة حين تصبح حتى ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من هم الذين يحبهم الله؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورة الكافرون

تفسير سورة الكافرون
أ. د. كامل صبحي صلاح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/10/2025 ميلادي - 4/5/1447 هجري

الزيارات: 81

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة الكافرون

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإن سورة الكافرون من السور المكية، وهي من سور المفصَّل، وآياتها (6) آيات، وترتيبها في المصحف (109)، في الجزء الثلاثين من المصحف، وسُميت السورة بهذا الاسم؛ لوقوع لفظ (الكافرون) في فاتحتها.

 

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 1 - 6].

 

تفسير السورة:

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، أي: قل - أيها الرسول - للكافرين معلنًا ومصرِّحًا؛ وهم الذين كفروا بالله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم: يا أيها الكافرون بالله سبحانه وتعالى.

 

ولقد أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآيات لتكون جوابًا لِما عرضه المشركون على النبي محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أن يعبدوا الله تبارك وتعالى سنةً، على أن يعبد نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم آلهتهم سنة، فأنزل الله سبحانه وتعالى الجواب في هذه الآيات.

 

قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكان المشركون من قومه فيما ذُكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله تعالى سنةً، على أن يعبد نبي الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة، فأنزل الله تعالى معرفه جوابهم في ذلك: ﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لهؤلاء المشركين، الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة، على أن يعبدوا إلهك سنة: ﴿ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] بالله، ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2] من الآلهة والأوثان الآن، ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 3] الآن، ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ ﴾ فيما أستقبل، ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ [الكافرون: 4] فيما مضى، ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ ﴾ فيما تستقبلون أبدًا ﴿ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 5] أنا الآن، وفيما أستقبل.

 

وإنما قيل ذلك كذلك؛ لأن الخطاب من الله تبارك وتعالى كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين، قد علِم أنهم لا يؤمنون أبدًا، وسبق لهم ذلك في السابق من علمه، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يُؤيسَهم من الذي طمعوا فيه، وحدثوا به أنفسهم، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم، في وقت من الأوقات، وآيس نبي الله صلى الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم، ومن أن يفلحوا أبدًا، فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا، إلى أن قُتل بعضهم يوم بدر بالسيف، وهلك بعضهم قبل ذلك كافرًا.

 

وفي الحديث عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن قريشًا وعدوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالًا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوِّجوه ما أراد من النساء، ويطؤوا عَقِبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمد، وكُفَّ عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل، فإنا نعرض عليك خَصلة واحدة، فهي لك ولنا فيها صلاح، قال: ما هي؟ قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعُزَّى، ونعبد إلهك سنة، قال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي، فجاء الوحي من اللوح المحفوظ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]؛ السورة، وأنزل الله: ﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴾ [الزمر: 64] إلى قوله: ﴿ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 66].

 

ولقد لَقِيَ الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبدالمطلب، وأمية بن خلف، رسولَ الله، فقالوا: يا محمد، هلمَّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا، كنا قد شركناك فيه، وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يديك، كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت منه بحظك؛ فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] حتى انقضت السورة.

 

ولقد أورد الإمام القرطبي في تفسيره سببَ نزول هذه السورة؛ حيث قال: ذكر ابن إسحاق وغيره عن ابن عباس: أن سبب نزولها أن الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبدالمطلب، وأمية بن خلف، لقُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا، كنا قد شاركناك فيه، وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما بيدك، كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت بحظك منه، فأنزل الله عز وجل: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وقال أبو صالح عن ابن عباس: أنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو استلمت بعض هذه الآلهة لصدَّقناك، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه السورة، فيئسوا منه، وآذَوه، وآذَوا أصحابه.

 

وقوله تعالى: ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2]؛ أي: تبرَّأ مما كانوا يعبدون من دون الله تبارك وتعالى، ظاهرًا وباطنًا، ولا أعبد في الحال ولا في المستقبل ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة، والمعبودات الباطلة، ولا أفعل ما تطلبون مني من عبادة ما تعبدون من الأصنام، قيل: والمراد فيما يُستقبل من الزمان؛ لأن (لا) النافية لا تدخل في الغالب إلا على المضارع الذي في معنى الاستقبال، كما أن (ما) لا تدخل إلا على مضارع في معنى الحال.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 3]؛ أي: ولا أنتم عابدون ما أعبد من إلهٍ واحد، هو الله رب العالمين المستحق وحده للعبادة؛ لعدم إخلاصكم في عبادته، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمَّى عبادة، ثم كرَّر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا.

 

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ [الكافرون: 4]؛ أي: ولا أنا عابد ما عبدتم من الأصنام والآلهة الباطلة، والمعبودات الزائفة.

 

ولقد جيء بالفعل الماضي في قوله: ﴿ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ للدلالة على رسوخهم في عبادة الأصنام من أزمانٍ مضت، وفيه رمز إلى تنزُّهه صلى الله عليه وسلم من عبادة الأصنام من سالف الزمان، وإلا لقال: ولا أنا عابد ما كنا نعبد؛ [ابن عاشور].

 

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 5]؛ أي: ولا أنتم عابدون مستقبلًا ما أعبد، وهذه الآية نزلت في أشخاصٍ بأعيانهم من المشركين، قد علم الله تبارك وتعالى أنهم لا يؤمنون أبدًا، لعدم إخلاصهم في عبادته، فعبادتهم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة، ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا.

 

وقال الإمام البغوي في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ [الكافرون: 4] في الاستقبال، ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 5] في الاستقبال، وهذا خطاب لمن سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون، وقوله: ﴿ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 3]؛ أي: من أعبد، لكنه ذكره لمقابلة: ﴿ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2].

 

ووجه التكرار: قال أكثر أهل المعاني: هو أن القرآن نزل بلسان العرب، وعلى مجاز خطابهم، ومن مذاهبهم التكرار؛ إرادةَ التوكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادةَ التخفيف والإيجاز.

 

وقوله تعالى: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]؛ أي: لكم دينكم الذي ابتدعتموه لأنفسكم، ولي ديني الذي أنزله الله تبارك وتعالى عليَّ، وكذلك لكم دينكم فلا تتركونه أبدًا، لأنه قد خُتم عليكم، وقُضي ألَّا تنفكوا عنه، وأنكم تموتون عليه، ولي ديني الذي أنا عليه، لا أتركه أبدًا، لأنه قد مضى في سابق عِلم الله تعالى أني لا أنتقل عنه إلى غيره من الأديان، فلكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه، ولي ديني الذي لا أبغي غيره.

 

ولهذا ميَّز بين الفريقين، وفصَل بين الطائفتين؛ فقال تبارك وتعالى: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84]، وقال: ﴿ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 41].

 

ويقول الإمام الطبري في تفسيره: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول الله تعالى: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6] قال: للمشركين؛ قال: واليهود لا يعبدون إلا الله ولا يشركون، إلا أنهم يكفرون ببعض الأنبياء، وبما جاؤوا به من عند الله، ويكفرون برسول الله، وبما جاء به من عند الله، وقتلوا طوائف الأنبياء ظلمًا وعدوانًا، قال: إلا العصابة التي بقوا حتى خرج بختنصر، فقالوا: عزير ابن الله، دعا الله، ولم يعبدوه، ولم يفعلوا كما فعلت النصارى، قالوا: المسيح ابن الله وعبدوه.

 

ولقد جاء سياق التكرار لقوله تعالى: ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2] وما بعده على وجه التوكيد، كما في قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]، وكقوله تعالى: ﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 6، 7].

 

من فضائل سورة الكافرون:

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من قراءة (سورة الكافرون) في سُنَّة الفجر وسُنة المغرب؛ حيث كان يقرأ في الركعة الأولى بسورة الكافرون، ويقرأ في الركعة الثانية بسورة الإخلاص؛ ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعًا وعشرين مرةً، أو بضع عشرة مرةً: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [أخرجه الترمذي (٤١٧)، وابن ماجه (١١٤٩) باختلاف يسير، والنسائي (٩٩٢) مطولًا، وانظر: تخريج المسند للشيخ أحمد شاكر (٦/٣٤٢)، إسناده صحيح].

 

وفي الحديث كذلك عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال: ((ما أُحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـــــ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [أخرجه الترمذي (431) واللفظ له، وابن ماجه (1166) مختصرًا، الألباني، صحيح الترمذي (431)].

 

ولعل من الأسباب لقراءة هاتين السورتين البراءةَ من الكفر وأهله، والإقرار بالتوحيد الخالص لله سبحانه، وإثبات صفات الكمال لله، ونفيَ صفات النقص، كما أنهما سورتان خفيفتان تتناسب مع خفة صلاته صلى الله عليه وسلم في هذين الوقتين، هاتين الركعتين.

 

وفي الحديث: بيان ما كان عند الصحابة رضي الله عنهم من حرصٍ على الأخذ من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ومما يُبرهن على فضل مكانة سورة الكافرون قراءتُها في عدة مواطن وأزمنة؛ كالطوَّاف، وركعتي الفجر وغيرها من المواطن؛ فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة، وبـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] في ركعتي الطواف)).

 

وفي صحيح مسلم أيضًا من حديث أبي هريرة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر)).

 

وأخرج أحمد، والترمذي وحسنه، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، وابن مردويه عن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعًا وعشرين مرةً، أو بضع عشرة مرةً: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1])).

 

وأخرج الحاكم وصححه عن أُبَيٍّ قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتِر بـ ﴿ سَبِّح ﴾، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]))، وأخرج محمد بن نصر، والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] تعدل ثلث القرآن، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] تعدل ربع القرآن، وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر)).

 

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] كانت له عدل ربع القرآن)).

 

وأخرج الطبراني في الصغير، والبيهقي في الشعب، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] فكأنما قرأ ثلث القرآن)).

 

وأخرج أحمد، وابن الضريس، والبغوي، وحميد بن زنجويه في ترغيبه، عن شيخٍ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فمرَّ برجل يقرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، فقال: أما هذا فقد برِئ من الشرك، وإذا آخر يقرأ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بها وجبت له الجنة، وفي رواية: أمَّا هذا، فقد غُفر له)).

 

وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن الأنباري في المصاحف عن أبيه: ((قال: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي، قال: اقرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، ثم نَمْ على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك)).

 

وفي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: ((رمقت رسول الله عشرين مرةً، يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1] و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]))؛ [أخرجه الترمذي (417)، والنسائي (992) واللفظ له، وابن ماجه (1149)، وأحمد (5691)، الألباني، صحيح النسائي، حديث حسن، (991)].

 

من مقاصد سورة الكافرون وهداية آياتها ما يلي:

1- تقرير عقيدة القضاء والقدر، وأن الكافر من كفر أزلًا، والمؤمن من آمن أزلًا.

 

2- ولاية الله تبارك وتعالى رسولَه صلى الله تعالى عليه وسلم، وعصمته من قبول اقتراح المشركين الباطل.

 

3- تقرير وجود المفاصلة بين أهل الإيمان وأهل الكفر والشرك.

 

4- تقرير توحيد العبادة والبراءة من الشرك.

 

5- التمايز التام بين الإسلام والشرك.

 

6- بيان المفارقة والمفاصلة بين عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك وعبادة غيره، وأنهما لا يجتمعان، وأن دين الإسلام العظيم لا يخالط شيئًا من دين الشرك.

 

7- تيئيس المشركين من أن يوافقهم الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في شيء مما هم عليه من الكفر والشرك.

 

المصادر والمراجع:

 

1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.

 

2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.

 

4- معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.

 

5- فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني.

 

6- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.

 

7- التحرير والتنوير، للمفسر محمد الطاهر بن عاشور.

 

8- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.

 

9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر المعروف بأبي بكر الجزائري.

 

10- المختصر في التفسير، مركز تفسير.

 

11- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

 

12- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الشهير باسم «صحيح البخاري»، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري.

 

13- سنن الترمذي، الحافظ أبي عيسى محمد الترمذي.

 

14- السنن، لأبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي.

 

15- سنن ابن ماجه، أبي عبدالله محمد بن ماجه القزويني.

 

16- صحيح النسائي، المحدث محمد ناصر الدين الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أضواء حول سورة الكافرون (خطبة)
  • تفسير سورة الكافرون
  • سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
  • تفسير سورة الكافرون
  • وقفات تربوية مع سورة الكافرون (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تفسير سورة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة التكاثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة الهمزة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التسبيح في سورة (ق) تفسيره ووصية النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة الكوثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مائدة التفسير: سورة الماعون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة الفلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة النصر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/5/1447هـ - الساعة: 14:34
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب