• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من الكبائر الشائعة: (9) إيذاء الله تعالى ورسولِه ...
    أبو حاتم سعيد القاضي
  •  
    فصل في معنى قوله تعالى: ﴿وروح منه﴾
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    لبس السلاسل والأساور
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    علة حديث ((الدواب مصيخة يوم الجمعة حين تصبح حتى ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من هم الذين يحبهم الله؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    خطبة (أم الكتاب 2)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    جؤنة العطار في شرح حديث سيد الاستغفار
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    دعوة للمراجعة في التعامل مع التفسير المأثور
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    معارك دعوية!
    د. أحمد عادل العازمي
  •  
    كنوز من الأعمال الصالحة (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    سياسة اختيار الولاة في عهد الخليفة عثمان بن عفان ...
    أحمد محمد القزعل
  •  
    بيع فضل الماء
    محمد علي عباد حميسان
  •  
    بين هيبة الذنب وهلاك استصغاره
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    ثواب التسبيح خير من الدنيا وما فيها
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    كلام الرب سبحانه وتعالى (1) الأوامر الكونية.. ...
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    القواعد الأصولية المؤثرة في اللقاحات الطبية (PDF)
    د. إسماعيل السلفي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

سياسة اختيار الولاة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه

سياسة اختيار الولاة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
أحمد محمد القزعل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2025 ميلادي - 2/5/1447 هجري

الزيارات: 159

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سياسة اختيار الولاة

في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه


بدايةً يتجاوز عدد الولاة الذين عيَّنهم الخليفة عثمان رضي الله عنه على مختلف الأمصار والأقاليم الخمسين، ولا يوجد من بين هؤلاء الولاة الخمسين غير خمسة ولاة هم من أقاربه؛ وهم:

1- معاوية بن أبي سفيان،

2- سعيد بن العاص،

3- الوليد بن عقبة،

4- عبدالله بن سعد بن أبي سرح،

5- عبدالله بن عامر بن كريز.

 

مع العلم أن معاوية كان عمر بن الخطاب قد عيَّنه واليًا في خلافته، ومن المعروف أن بني أمية من أشهر القبائل العربية، وأكثرهم توليًا للمناصب منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام قد استعمل خالد بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعتَّاب بن أسيد، وأبا سفيان بن حرب، ويزيد بن أبي سفيان، وكل هؤلاء من بني أمية، ولا نعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عمَّال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرَ من بني عبد شمس؛ لأنهم كانوا كثيرين، وكان فيهم شرف وسؤدد، فاستعمل النبي صلى الله عليه وسلم في عزة الإسلام على أفضل الأرض مكة عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية، واستعمل على نجران أبا سفيان بن حرب بن أمية، واستعمل أيضًا خالد بن سعيد بن العاص على صدقات بني مُذحج[1].


ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد ثبت أن عمر بن الخطاب ولى معاوية الشام، كما ثبت أن عليًّا ولى أقاربه من قِبل أبيه وأمه كعبدالله وعبيدالله بني العباس، فولى عبيدالله بن عباس على اليمن، وولى على مكة والطائف قثم بن العباس، وأما المدينة فولى عليها سهل بن حنيف وقيل: ثمامة بن العباس، وأما البصرة فولى عليها عبدالله بن عباس، وولى على مصر ربيبه محمد بن أبي بكر الذي ربَّاه في حجره"[2].

 

فإن موضوع تعيين الأقارب الصالحين والجديرين بالولاية ليس عيبًا أو مطعنًا في الخليفة؛ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك: "إن نصر ولي الأمر والذب عنه متعيِّن، وأقاربه ينصرونه ويذبون عنه ما لا يفعله غيرهم؛ وبالجملة فلا بد لكل ذوي أمر من أقوام يأتمنهم على نفسه، ويدفعون عنه من يريد ضرره، فإن لم يكن الناس مع إمامهم كما كانوا مع أبي بكر وعمر، احتاج الأمر إلى بطانة يطمئن إليهم، وهم لا بد لهم من كفاية"[3].

 

وعثمان رضي الله عنه لم يُعين من أقاربه أو غيرهم إلا من يرى فيه الخير والصلاح للأمة الإسلامية، ولقد طلب محمد بن أبي حذيفة الذي تربى في حجر عثمان منذ صغره الولايةَ، فرفض الخليفة عثمان طلبه، واعتبره صغيرًا وليس أهلًا للإمارة، مما جعل محمد بن أبي حذيفة يحقد على الخليفة عثمان، واستأذنه في الخروج من المدينة والتحق بمصر، ثم انقلب على الخليفة عثمان وأصبح من أكبر المتألبين المحرضين عليه، ونسيَ فضل عثمان عليه في تربيته بعد موت أبيه[4].

 

كان الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يطلب من ولاته على الأمصار الحضورَ إليه في كل موسم حجٍّ، فيطَّلع منهم على شؤون ولاياتهم بشكل مباشر، وكان عندما يستدعي الأمر يطلبهم للحضور فورًا، فعندما شهِد بعض الناس على والي الكوفة الوليد بن عقبة بشرب الخمر، وهو أخوه لأمه، طلبه فورًا، وأقام عليه الحد وعزله عن الكوفة، وكان قد تولاها أربع سنين[5].

 

ونفصل القول في أقارب الخليفة عثمان بن عفان الذين تولوا بعض الولايات في عهده:

1- سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي: أموي، ولاه عثمان إمارة الكوفة سنة 29 للهجرة، واستمر واليًا عليها حتى سنة 34 للهجرة؛ حيث ذهب للحج، فلما رجع إلى الكوفة منعه جيش من الكوفة من دخولها، وذلك قبيل فتنة مقتل الخليفة عثمان؛ حيث أرسل أهل الكوفة يطلبون الموافقة على تعيين أبي موسى الأشعري عليهم، فوافق الخليفة عثمان على ذلك، وقد كان سعيد بن العاص أحد أشراف قريش ممن جمع السخاء والفصاحة، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان، وغزا بالناس طبرستان فافتتحها، ولقد استمرت ولاية سعيد بن العاص خمس سنوات، وسار بالناس بالعدل والعطاء، لكن الذين منعوه من دخول الكوفة وانقلبوا عليه هم من دعاة الفتنة، ومن كان مثلهم، ويؤكد ذلك قول حذيفة بن اليمان وأبي مسعود البدري لمن جاء إليهما يطلب الموافقة على منع دخول سعيد الكوفة: "كيف تكونون على السنة وقد طردتم إمامكم؟ والله لا تكونون على السنة حتى يشفِق الراعي وتنصح الرعية"، وكان سعيد بن العاص محسنًا إلى بني هاشم، حليمًا وقورًا كريم الأخلاق، وسعيد بن العاص من قادة الجهاد وفتح أذربيجان وطبرستان، وكان معه أعيان الصحابة كحذيفة بن اليمان[6].

 

2- الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط: هو أخو الخليفة عثمان لأمه، ولاه عثمان إمارة الكوفة سنة 25 للهجرة، واستمر واليًا عليها حتى سنة 29 للهجرة، وفي فتنة مقتل الخليفة عثمان أنكر أهل الفتنة تولية عثمان للوليد بحجة أنه فاسق، مع أن عثمان كان قد عزله قبل أحداث الفتنة بست سنوات، وقال عثمان في تولية الوليد: "ما ولَّيته لأنه أخي، وإنما وليته؛ لأنه ابن أم حكيم البيضاء عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوأمة أبيه"[7]؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]، وهذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة أبي معيط؛ حيث أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الوليد إلى بني المصطلق، فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإسلام[8].

 

بدايةً: الآية نزلت في الوليد بن عقبة، فهذا صحيح، لكن الرجل تاب إلى الله عز وجل، وباب التوبة مفتوح لمن تاب توبة صادقة وأصلح، والدليل على ذلك أن أبا بكر الصديق قد استعمله على صدقات قضاعة، وكذلك استعمل الخليفة عمر بن الخطاب الوليد بن عقبة على صدقات بني تغلب[9].

 

ولا يُلام الخليفة عثمان بن عفان في توليته وقد استعمله الشيخان من قبله، ولقد ثبت أن الوليد بن عقبة شرب الخمر أثناء ولايته ووصل الأمر إلى الخليفة عثمان، فأقام عليه الحد وعزله عن إمارة الكوفة؛ وقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن حصين بن المنذر قال: "شهدت عثمان بن عفان وأُتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم، فشهِد عليه رجلان أحدهما حمران (مولى عثمان)، أنه شرب الخمر وشهد عليه آخر أنه رآه يتقيأ، فقال عثمان: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال الخليفة عثمان: يا عليُّ قم فاجلده، فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ولِّ حارَّها من تولى قارها – أي: ولِّ شدتها من تولى نعيمها - فقال: يا عبدالله بن جعفر قم فاجلده، فجلده وعليٌّ يعد حتى بلغ أربعين، فقال: أمسِك، ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلٌّ سُنَّة، وهذا أحب إليَّ"[10].

 

إن ما قام به الوليد من شرب الخمر معصية وذنب، ولم يتساهل معه الخليفة عثمان، فقد أقام عليه الحد الشرعي وعزله عن إمارة الكوفة.

 

3- عبدالله بن سعد بن أبي سرح: هو أخو الخليفة عثمان من الرضاعة، ولَّاه عثمان إمارة مصر سنة 27 للهجرة، واستمر واليًا عليها حتى مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وقد أسلم عبدالله بن سعد قبل فتح مكة، ثم ارتدَّ والتحق بالمشركين، فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه، ولما فتحت مكة استجار بأخيه عثمان بن عفان، فشفع له وتاب وبايع النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وبيَّن ابن إسحاق سببَ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل عبدالله بن سعد، وشفاعة عثمان فيه، بقوله: وإنما أمر رسول الله بقتله، لأنه كان قد أسلم، وكان يكتب لرسول الله الوحي، فارتد مشركًا راجعًا إلى قريش، ففر إلى عثمان بن عفان وكان أخاه للرضاعة، فغيَّبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن الناس وأهل مكة، فاستأمن له؛ قال ابن هشام: ثم أسلم بعد، فولاه عمر بن الخطاب بعض أعماله، ثم ولاه عثمان بن عفان بعد عمر، فحسن إسلامه[11].

 

وقال الذهبي: "وقد ولاه الخليفة عمر بن الخطاب صعيد مصر ... وإن عبدالله أسلم يوم الفتح ولم يتعدَّ ولا فعل ما يُنقم عليه بعدها، وكان أحد عقلاء الرجال، ثم ولاه عثمان على مصر، وكان حسن السيرة فيها، ولما حدثت فتنة مقتل الخليفة عثمان جاء دعاة الفتنة من مصر إلى الخليفة يريدون عزل عبدالله بن سعد، وتوليةَ محمد بن أبي بكر، وبعد موافقة الخليفة، عاد هؤلاء يزعمون أنهم وجدوا كتابًا مع غلام الخليفة فيه أمر لعبدالله بن سعد بقتلهم، مع العلم أنه في مدة ولاية عبدالله بن سعد بن أبي سرح لمصر تم فتح بلاد النوبة والسودان وإفريقية"[12].

 

4- معاوية بن أبي سفيان: عن محمد بن عبدالله بن أبي سيف قال: نظر أبو سفيان يومًا إلى معاوية وهو غلام، فقال لهند: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه، فقالت هند: قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسُدِ العرب قاطبة، وكانت هند تحمله وهو صغير، وتقول:

إن بني معرق كريم
محبب في أهله حليم
ليس بفحاش ولا لئيم
ولا بطخرور ولا سئوم
صخر بني فهر به زعيم
لا يخلف الظن ولا يخيم

 

صحب معاوية رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكتب الوحي بين يديه مع الكتَّاب، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في الصحيحين، وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، وكان حليمًا وقورًا رئيسًا سيدًا في الناس، كريمًا عادلًا شهمًا[13].

 

وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بإسناد صحيح؛ فعن عبدالرحمن بن أبي عميرة الأزدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية، وقال: ((اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهدِ به))[14].

 

تولى معاوية ولاية الأردن في الشام في عهد الخليفة عمر سنة 21 للهجرة، بعد موت أخيه يزيد بن معاوية من طاعون عمواس، ثم ولاه الخليفة عمر بن الخطاب ولاية دمشق وما يتبع لها من البلاد، واستمر واليًا عليها إلى خلافة الخليفة عثمان الذي جمع له ولاية الشام كلها[15]، وكان معاوية حكيمًا متواضعًا، محبوبًا مطاعًا عند أهل الشام، ولم تذكر أي من الروايات أن أهل الشام ثاروا عليه أو نقموا، وهو من كتَّاب الوحي، وقاتل المرتدين في معركة اليمامة، وقاد جيش أخيه يزيد وشارك بتحرير الشام، ولقد زاد عثمان في ولاية معاوية، حتى جمع له الشام، وكانت الشام في خلافة عمر أربعة أرباع؛ فلسطين ودمشق، وحِمص والأردن، ثم بعد ذلك فُصلت قنسرين والعواصم من ربع حمص، ثم بعد هذا عمرت حلب وخربت قنسرين، وصارت العواصم دولًا بين المسلمين وأهل الكتاب، وأقام معاوية نائبًا عن عمر وعثمان عشرين سنة، ثم تولى عشرين سنة، ورعيته شاكرون لسيرته وإحسانه راضون به[16].

 

5- عبدالله بن عامر بن كريز: عبدالله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب العبشمي بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، الأمير، أبو عبدالرحمن القرشي العبشمي، الذي افتتح إقليم خراسان، وهو ابن خال عثمان، وأبوه عامر: هو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء بنت عبدالمطلب، وليَ البصرة لعثمان سنة 29 للهجرة، واستمر واليًا عليها حتى استشهاد عثمان[17].

 

كان عبدالله بن عامر محمود السيرة كريم النقيبة؛ قال أبو موسى الأشعري فيه: "قد أتاكم فتًى من قريش كريم الأمهات والعمات، يقول بالمال فيكم هكذا وهكذا ..."[18]، يُروى أنه اشترى دارًا من خالد بن عقبة بثمانين ألف درهم، فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد، فقال لأهله: ما سبب بكاء هؤلاء؟، فقيل له: يبكون دارهم، فقال: يا غلامُ، أعلِمهم أن الدار والمال لهم جميعًا"[19].

 

إن عبدالله بن عامر بن كريز له جهاد وغزو ومناقب عظيمة، فقد فتح خراسان وسجستان وأردشير وأصطخر وغيرها، ولما كان عبدالله بن عامر طفلًا صغيرًا، أُخذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((هذا شبهنا))، ثم تفل عليه وعوَّذه، فجعل عبدالله يتسوق ريق النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: ((إنه لمَسقيٌّ))، فكان عبدالله لا يعالج أرضًا إلا ظهر له فيها الماء[20].


وبالنتيجة فلا يصح القول بأن الخليفة عثمان رضي الله عنه خص أقاربه بالولايات دون غيرهم من الناس، وتولية عثمان رضي الله عنه خمسة من أقاربه طوال سنوات خلافته التي امتدت لأكثر من اثنتي عشرة سنة، لم تمنعه من إقامة الحدود عليهم أو عزلهم إن ارتكبوا خطأ، فقد أقام حدَّ الخمر على الوليد بن عقبة وعزله عن الكوفة.

 

وأتمنى أن يكون بحثي هذا سبيلًا لتعريف الإنسان المسلم بمكانة الصحابة رضي الله عنهم، من خلال سيرة ثالث الأركان عثمان بن عفان رضي الله عنه، فإن أصبتُ فبفضل الله ونعمته، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] أبو عبدالله، محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، عمل: حسان عبدالمنان، بيروت، بيت الأفكار الدولية، ط1، 1424هـ/2004م، الجزء: 3، الصفحة: 480.

[2] أبو العباس، أحمد بن عبدالحليم، ابن تيمية، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، تحقيق: محمد رشاد سالم، الرياض، دار قرطبة، ط1، 1406هـ/1986م، الجزء: 6، الصفحة: 184.

[3] أبو العباس، أحمد بن عبدالحليم، ابن تيمية، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، تحقيق: محمد رشاد سالم، الرياض، دار قرطبة، ط1، 1406هـ/1986م، الجزء: 6، الصفحة: 251.

[4] أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، صحيح وضعيف تاريخ الطبري، عمل: محمد بن طاهر البرزنجي، دمشق، دار ابن كثير، ط1، 1428هـ/2007م، الجزء: 3، الصفحة: 318 وما بعدها، بتصرف.

[5] أبو الفداء، إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، تحقيق: عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الرياض، دار هجر، ط1، 1418هـ/1997م الجزء: 11، الصفحة: 605.

[6] صلاح الدين خليل الصفدي، الوافي بالوفَيَات، تحقيق: أحمد الأرنؤوط، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط2، 1420هـ/200م الجزء: 15، الصفحة: 142.

[7] محمد بن عبدالله المالكي، أبو بكر بن العربي، العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة، تحقيق: محب الدين الخطيب، القاهرة، دار السنة، ط1، 1405هـ/1985م، الصفحة: 98.

[8] أبو عبدالله، محمد بن أحمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن الكريم، تحقيق: أحمد البردوني، القاهرة، دار الكتب المصرية، ط2، 1384هـ/1964م، الجزء: 16، الصفحة: 311.

[9] علي بن الحسن بن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: محب الدين العمروي، دمشق، دار الفكر، ط1، 1415هـ/1995م، الجزء: 63، الصفحة: 22.

[10] أبو الحسين، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، تحقيق: مسلم بن محمود عثمان، دمشق، دار الخير، ط1، 1423هـ/2003م، كتاب الحدود (29)، باب: حد الخمر (8)، حديث رقم: (1707)، الجزء: 3، الصفحة: 1707.

[11] أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى عبدالواحد، بيروت، دار المعرفة، ط1، 1395هـ/1983م، الجزء: 3، الصفحة: 163.

[12] أبو عبدالله، محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، عمل: حسان عبدالمنان، بيروت، بيت الأفكار الدولية، ط1، 1424هـ/2004م، الجزء: 2، الصفحة: 2392.

[13] أبو الفداء، إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، تحقيق: عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الرياض، دار هجر، ط1، 1418هـ/1997م، الجزء: 11، الصفحة: 97 وما بعدها.

[14] أبو عبدالله أحمد بن حنبل، المسند، تحقيق: أحمد شاكر، القاهرة، دار الحديث، ط1، 1416هـ/1995م، رقم الحديث: 17895، الجزء: 29، الصفحة: 426، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: حديث صحيح.

[15] علي بن الحسن بن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: محب الدين العمروي، دمشق، دار الفكر، ط1، 1415هـ/1995م، الجزء: 59، الصفحة: 111.

[16] أبو العباس، أحمد بن عبدالحليم، ابن تيمية، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، تحقيق: محمد رشاد سالم، الرياض، دار قرطبة، ط1، 1406هـ/1986م، الجزء: 8، الصفحة: 48.

[17] أبو عبدالله محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، عمل: حسان عبدالمنان، بيروت، بيت الأفكار الدولية، ط1، 1424هـ/2004م، الجزء:3، الصفحة: 18 وما بعدها.

[18] أبو عبدالله، محمد بن أحمد الذهبي، سير أعلام النبلاء، عمل: حسان عبدالمنان، بيروت، بيت الأفكار الدولية، ط1، 1424هـ/2004م، الجزء: 3، الصفحة: 3949.

[19] علي بن الحسن بن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: محب الدين العمروي، دمشق، دار الفكر، ط1، 1415هـ/1995م، الجزء: 29، الصفحة: 266.

[20] أبو عبدالله، محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1411هـ/1990م، رقم الحديث: 6697، الجزء: 3، الصفحة: 741.

وللمزيد: كتاب الخليفة المظلوم ثالث الأركان عثمان بن عفان رضي الله عنه، تأليف: أبي عثمان، الأستاذ الدكتور أحمد محمد القزعل الهاشمي، طبع دار الخير، دمشق، الطبعة الثالثة، 1446هــ/ 2024م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عن عثمان بن عفان رضي الله عنه
  • عثمان بن عفان والخدمة المجتمعية
  • الرد على من يطعن في عثمان بن عفان
  • أوليات عثمان بن عفان رضي الله عنه
  • عثمان بن عفان (خطبة)
  • من مائدة الصحابة (عثمان بن عفان رضي الله عنه)
  • عثمان بن عفان ذو النورين

مختارات من الشبكة

  • وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق والسياسة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • السياسة النبوية في اكتشاف القدرات وتنمية المهارات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا اختيار الإسلام دينا؟ الاختيار بين الإسلام والمعتقدات الأخرى (كالنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية..) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسس اختيار المؤذن(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • رسالة في الزكاة لابن كمال باشا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العناية في اختيار القادة: خالد بن الوليد رضي الله عنه أنموذجا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق السياسي في الهدي النبوي: تجلّيات المنهج وسموّ الرسالة دراسة تأصيلية في الرد على سياسات "ما بعد الحقيقة" وثقافة التضليل المعاصر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطوات إجراء الحديث الصحفي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقدار القراءة في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنه(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/5/1447هـ - الساعة: 14:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب