• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة صلاة الاستسقاء (5)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    واجبنا نحو الإيمان بالموت (خطبة)
    محمد موسى واصف حسين
  •  
    الذب عن نبينا صلى الله عليه وسلم (خطبة)
    سعد محسن الشمري
  •  
    خطبة (أم الكتاب 1)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة صلاة الاستسقاء (4)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (41) «لا يؤمن ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    الدعوات التي تقال عند عيادة المريض
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } ...
    د. حسناء علي فريد
  •  
    تحريم تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه وضرب الأمثال ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    علة حديث: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة له ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: من تلعنهم الملائكة
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم بالسنوات الخداعات
    حسام كمال النجار
  •  
    السيرة النبوية وتعزيز القيم والأخلاق في عصر ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    مناظرة رائعة بين عالم مسلم وملحد
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

خطبة صلاة الاستسقاء (5)

خطبة صلاة الاستسقاء (5)
د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2025 ميلادي - 25/4/1447 هجري

الزيارات: 578

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صلاة الاستسقاء (5)

 

الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيمًا وتشريفًا وثناءً، المتصف بصفات الكمال عزةً وقوة وكبرياءَ، به نَصول وبه نَجول، وبه نؤمِّل دفعَ الكروب شدةً وبلاءً، ودرءَ الخطوب ضنكًا ولأْواءَ.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله أفضل هذه الأمة جهادًا وفداءً، وأعظمها قدوة واصطفاءً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ضربوا أروع الأمثلة صفاءً ووفاءً، وطهرًا ونقاءً، والتابعين ومن تبِعهم وسار على نهجهم اهتداءً واقتفاءً، صلاةً لا تطاولها أرضٌ أرضًا ولا سماءٌ سماءً، وسلم تسليمًا يزيده بهجة وبهاءً، ونورًا وضياءً، وبركة وسناءً، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

الحمد لله المتعالي في مجده وملكه، أحمَده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحْبه والتابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فيا عباد الله، أُوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، فهي وصيته جل وعلا للأوَّلين والآخرين؛ كما قال رب العالمين: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء: 131].

 

فاتقوا الله في السر والعلن، فبالتقوى تُستنزل البركات وتُجلب الرحمات، وتُفرَّج الكربات وتُستجلى العقبات، وتُستدفع العقوبات، ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، ويقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

عباد الله، لقد مضى مِن سُنة الله جل في علاه مع عباده وأوليائه أن يَبتليهم بنزول بعض ما يكرهون في حياتهم؛ في أمنهم وفي عيشهم، ومطعمهم ومشربهم، وأموالهم وصحَّتهم، واجتماعهم بأحبَّتهم، كما مضى من سنته سبحانه أن يَزيد في بلائه لهم كلما زاد إيمانهم وارتفعت عنده منزلتُهم، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: ((الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)).

 

وأيضًا مضى من سنتِهِ سبحانه وعدلِهِ أن يعاقب من عبادِهِ من غفلَ عنه وصدَّ عنه، وتزداد العقوبة مع زيادة البعد، وتشتدُّ في حالِ الجهرِ بالمعصيةِ وإظهارِ عدمِ الخوفِ منه جل وعلا، وفي هذا قال عمر بن عبد العزيز: "كان يقال: إن الله تبارك وتعالى لا يعذِّب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهارًا استحقوا العقوبة كلهم"؛ نسأل الله العافية من سخطه وغضبه.

 

عبادَ الله، ربُّنا الرحيم الرحمن أعلمُ بخلقه، يعلم عجزَهم وضعفَهم، ويعلم نقصَهم وتقصيرَهم، فتَح لهم بمنِّه وكرمه بابَ الرجاء في عفوِه والطمع في رحمته، والأمل في مَرضاته ومغفرته، دعاهم إلى ساحةِ جوده وكرمه، ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 221].

 

وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنكم تُخطؤون باليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم»؛ أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه، ﴿ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].

 

رحمةٌ من ربِّكم فيَّاضة لا ينقطع مددُها، ونعمةٌ من عنده دفَّاقة لا يضعُف سببُها، من ذا الذي يتألَّى على الله ألا يغفر ذنوبَ عباده؟! ﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 135].

 

ومن منَّة الله الكبرى وفضله العظيم أن يدعوَ عبادَه لعفوه ومغفرته، ثمَّ يُتبعها بمنةٍ أخرى، يؤخِّرُهم إلى مُهلة يراجعون فيها أنفسَهم، ويتدبَّرون فيها أحوالهم، ﴿ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [إبراهيم: 10].

 

الذنوب يا عباد الله مغفورةٌ ولو كانت مثلَ زَبَد البحر، فلا يقنَطنَّ عبدٌ من رحمة الله، ومن عظُمت ذنوبُه وكثُرت آثامه، فليعلمْ أنَّ رحمةَ الله ومغفرتَه أعظمُ وأعظم.

 

والتقصير من شأن البشر، فإن نبيكم محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: ((لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يُذنبون ثم يستغفرون، فيغفر لهم))؛ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

سبحانك ربَّنا جلَّ شأنك، تباركت وتعاليت، أنت غفارُ الذنوب، وستارُ العيوب، تَبسط يدَك بالليل ليتوبَ مسيء النهار، وتبسط يدَك بالنهار ليتوبَ مسيء الليل، وتنادي عبادَك ولك الحمد: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

 

قولوا كما قال الأبوان عليهما السلام: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، وقولوا كما قال موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16].

 

وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87].

 

وفي الحديث القدسي: ((يقول الله تعالى: يَا بنَ آدم، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني، غفرتُ لك على ما كانَ مِنك ولا أُبالي، يا بن آدَم، لو بلغَت ذنوبُك عنانَ السماء، ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتَيتني بقرابِ الأرضِ خطايا، ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُك بقرابِها مغفرةً))؛ رواه الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه، وحسَّنه الألباني.

 

أيها الإخوة، إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربِّها مطمئنة، دفع الله عنها ضروبًا من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]، روى الترمذي من حديث أبي موسى رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل الله على أمَّتي أمانين))، فذكر الآية: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾، قال: ((فإذا مضيتُ تركتُ فيهم الاستغفار)). بالاستغفار تتنزَّل الرحمات، ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46].

 

أيها المؤمنون، المستغفرون يُمتِّعهم ربُّهم متاعًا حسنًا من سعةِ الرزق وبسطِ الأمن ومدِّ العافيَة ورغَد العيش، والقناعَة بالموجود وعدَم الحزن على المفقود، بالاستغفار يبلُغ كلُّ ذي منزل منزلته، وينال كلُّ ذي فضل فضلَه، اقرؤوا إن شئتم في خبر نبيِّكم محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3].

 

في الاستغفار بإذن الله الفرجُ من كلِّ همٍّ، والمخرجُ من كلِّ ضيق، ورزقُ العبد من حيث لا يحتَسب.

 

إن الاستغفارَ الحقَّ صدقٌ في العزم على ترك الذنب، والإنابةُ بالقلوب إلى علامِ الغيوب، إن الخيرَ كله معلَّق بصلاح القلوب وقَبول الإيمان، وحينئذ يأتي الغفران، ﴿ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 70].

 

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعرِفوا نعمته عليكم بهذا الماء الذي يسَّره الله لكم، فأنزله من السماء ثم سلَكه ينابيع في الأرض، وخزَّنه فيها؛ لتستخرجوه عند الحاجة إليه، ولو بقي على وجه الأرض لفسد وأفسد الهواء، ولكن الله بحكمته ورحمته خزَّنه لكم عند الحاجة إليه لكم، ﴿ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22].

 

فاحْمَدوا الله أيها المسلمون على هذه النعمة، واعرِفوا قدر ضرورتكم إلى الماء الذي هو مادة حياتكم وحياة بهائمكم وأشجاركم وزروعكم، وإنه لا غنى لكم عن رحمة الله إياكم به طرفةَ عينٍ ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30].

 

أيها المسلمون، إنكم لتعلمون ما يحصل من الضرر بتأخُّر هذا الماء، أو نقصانه في الزروع والثمار والبهائم، فأنتم أيها المسلمون مضطرون إلى المطر غاية الضرورة، ولا يستطيع أحدٌ أن ينزل المطر إلا الله تعالى يُجيب المضْطر إذا دعاه، ويكشف السوء، فهو غِياث المستغيثين وجابر المنكسرين، وراحَم المستضعفين، وهو على كل شيء قديرٌ، وبكل شيء عليم، يُعطي لحكمة ويَمنع لحكمة، وهو اللطيف الخبير.

 

أيها المسلمون، إذا علِمتم أنكم مضطرون إلى رحمة ربكم وغيْثه غاية الضرورة، وأنه لا يكشف ضرَّكم، ولا يُغيث شدتكم إلا الرحمن الرحيم الجواد الكريم.

 

أيها المسلمون، إذا علِمتم أن الدعاء هو العبادة، وأن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صفرًا، وأن من دعا الله بإخلاص وصدقٍ فلن يَخيب، فإما أن يُعطى مطلوبه، أو يُدَّخر له ما هو أكثر منها وأعظمُ، أو يُدفَع عنه من السوء ما هو أشدُّ وأكبر، إذا علمتم أيها المسلمون ذلك كله، فارفعوا قلوبَكم وأيديكم إلى ربكم مستغيثين به، راجين فضله، آملين كرمَه، وقدِّموا بين يدي ذلك توبة نصوحًا، واستغفارًا من الذنوب.

 

اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولَد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ.

 

يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، نَسألك أن تُغيث قلوبنا - وتُحييها بذكرك - وتُصلح باطننا بالإخلاص والمحبة لك، وظاهرنا بالاتباع التام لرسولك صلى الله عليه وسلم، والانقياد الكامل لشريعته؛ حتى لا نجد في أنفسنا حرجًا مما قضى، ونُسلم تسليمًا.

 

فتضرَّعوا ـ عبادَ الله ـ إلى ربِّكم، وألحُّوا في الدعاء، فإنَّ الله يحبّ الملحِّين في الدعاء.

 

اللهمَّ إنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، ولا تجعلنا من القانطين.

 

اللهم إنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنَّك أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

 

اللهمَّ اسقِنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا طبَقًا مجلِّلًا سحًّا عامًّا، نافعًا غيرَ ضار، عاجلًا غيرَ آجِل، اللهمَّ تحيي به البلاد، وتُغيث به العبادَ، وتجعَله بلاغًا للحاضِر والباد، اللهم سُقيا رحمةٍ لا سقيا عذاب ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ.

 

اللهم اسْقِ عبادَك وبلادَك، وانشُر رحمتَك، وأحيِ بلدَك الميت، اللهم أنبِت لنا الزرعَ، وأدرَّ لنا الضَّرع، وأَنزِل علينا من بركاتِك، واجعَل ما أنزلتَه علينا قوةً لنا ومتاعًا إلى حين، اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك فلا تَمنَع عنَّا بذنوبِنا فضلَك، على الله توكَّلنا، ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 47]، ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286].

 

اللهمَّ أعِذنا من مضلات الفِتن، اللهمَّ أعِذنا من مضلات الفِتن، يا ذا الجلال والإكرام. اللهمَّ اكفِ جميعَ المسلمين شرَّ هذه الفتن، وقِهم منها، واجعَل الدائرةَ على أصحابِها.

 

اللهمَّ يا حيُّ يا قيُّوم احفَظ بلادَنا وبلادَ الإسلام يا ذا الجلال من كلِّ مكروه يا ربَّ العالمين، يا حيُّ يا قيُّوم.

 

عبادَ الله، إنَّ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم حينما استسقى استقبَل القبلةَ، ودَعا ربَّه، وأطال الدعَاء، فاقتدوا بِه، وألِحُّوا في الدعاء، فإنَّ الله يحبُّ الملحِّين في الدعاء، اسألوه أن يغيثَ قلوبَكم بالرجوع إليه، وبلدَكم بإنزال الغَيث عليه، وصلُّوا وسلِّموا على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة صلاة الاستسقاء
  • خطبة صلاة الاستسقاء
  • خطبة صلاة الاستسقاء (1)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (2)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (3)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (4)

مختارات من الشبكة

  • صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • تعظيم قدر الصلاة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضائل الصلاة وثمارها من صحيح السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رفقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • واجبنا نحو الإيمان بالموت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذب عن نبينا صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (أم الكتاب 1)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: من تلعنهم الملائكة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/4/1447هـ - الساعة: 8:53
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب