• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نعمة البيوت والمساكن (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (39) «إن الله ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    حين تمطر السماء.. دروس من قطرات الماء! (خطبة)
    محمد الشقيري
  •  
    الفطرة السليمة من أدلة اثبات وجود الخالق جل وعلا
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    التسبيح والتحميد يملآن ما بين السماء والأرض
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    نصائح وعظات لطالب العلم
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي ...
    د. أحمد مصطفى نصير
  •  
    من يهد الله فهو المهتدي
    محمد شلبي محمد شلبي
  •  
    معادن الرجال في الأزمات (خطب)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    لهذا صدقناه! (خطبة)
    محمد موسى واصف حسين
  •  
    علة حديث: ((الحجر الأسود من الجنة))، وحديث: ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة عن فاحشة اللواط والشذوذ والمثلية
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    تحريم إنكار أسماء الله وصفاته جملة أو تفصيلا
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    فتنة نبي الله سليمان هبة الله لداود وعطاء الله له
    د. أحمد مصطفى نصير
  •  
    التذكير بالنعم المألوفة (7) الطعام والشراب
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    التاريخ من أدلة إثبات وجود الخالق جل وعلا
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

نصائح وعظات لطالب العلم

نصائح وعظات لطالب العلم
د. محمد أحمد صبري النبتيتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/10/2025 ميلادي - 17/4/1447 هجري

الزيارات: 67

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نصائح وعظات لطالب العلم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فهذه نصائح وعِظات إليك طالبَ العلم، نفعني الله بها وإياك.

 

بعدما ذكر ابن القيم في (زاد المعاد) مراتبَ جهاد النفس؛ وهي العلم ثم العمل، ثم الدعوة إليه، ثم الصبر على الأذى قال قولةً يقشعرُّ منها البدن، مبينًا عظيمَ قدر الداعي إلى الله: "فإن السلف مُجمعون على أن العالِم لا يستحق أن يسمى ربانيًّا حتى يعرِف الحق، ويعمل به، ويعلِّمه، فمن علِم وعمِل وعلَّم، فذاك يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات"؛ [زاد المعاد 3/3].

 

إذا أتقنت علوم الآلة، وفقك الله بإذنه إلى الرسوخ في العلم، ووفر عليك ذلك وقتًا طويلًا.

 

أهل العلم هم أهل الخشية؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]؛ قال السعدي رحمه الله: "فكل من كان بالله أعلمَ، كان أكثرَ له خشية، وأوجبت له خشية الله، الانكفافَ عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داعٍ إلى خشية الله، وأهل خشيته هم أهل كرامته؛ كما قال تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8]".

 

قال سفيان الثوري رحمه الله: "إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيُحسنه كل أحد"؛ [آداب الفتوى للنووي، ص: 37].

 

والمعنى أن الفقيهَ الحقيقيَّ هو الذي لا يُشدِّد على الناس بقوله: الأحوط كذا وكذا، بل يقول ما يراه باجتهاده، مادامت عنده شروط الاجتهاد، والموفِّق هو الله وحده.

 

قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]: "إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم، الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى - كلما كانت المعرفة به أتمَّ، والعلم به أكملَ، كانت الخشية له أعظم وأكثرَ".

 

وقال ابن عاشور: ثم إن العلماء في مراتب الخشية متفاوتون في الدرجات تفاوتًا كثيرًا، وتقديم مفعول ”يخشى“ على فاعله؛ لأن المحصور فيهم خشية الله هم العلماء، فوجب تأخيره على سُنة تأخير المحصور فيه.

 

والمراد بالعلماء: العلماء بالله وبالشريعة، وعلى حسب مقدار العلم في ذلك تَقْوَى الخشيةُ، فأما العلماء بعلومٍ لا تتعلق بمعرفة الله وثوابه وعقابه معرفةً على وجهها، فليست علومهم بمقربةٍ لهم من خشية الله؛ ذلك لأن العالم بالشريعة لا تلتبس عليه حقائق الأسماء الشرعية، فهو يفهم مواقعها حق الفهم، ويرعاها في مواقعها، ويعلم عواقبها من خير أو شرٍّ، فهو يأتي ويدَع من الأعمال ما فيه مرادُ الله ومقصدُ شرعه، فإن هو خالف ما دعت إليه الشريعة في بعض الأحوال أو في بعض الأوقات لداعي شهوة، أو هوًى، أو تعجُّل نفع دنيوي، كان في حال المخالفة موقنًا أنه مورَّط فيما لا تُحمد عقباه، فذلك الإيقان لا يلبث أن ينصرف به عن الاسترسال في المخالفة بالإقلاع أو الإقلال.

 

وغير العالم إن اهتدى بالعلماء، فسعيه مثل سعي العلماء، وخشيته متولدة عن خشية العلماء؛ قال الشيخ أبو محمد بن أبي زيد: والعلم دليل على الخيرات وقائد إليها، وأقرب العلماء إلى الله أولاهم به، وأكثرهم له خشيةً، وفيما عنده رغبةً.

 

قد يصل حبُّ طالب العلم لمجالس العلم أن يرجو من ربه في الجنة مجالس مثلها هنالك، وذلك من جرَّاء ما رآه من نعيمها وبركتها ولذتها في الدنيا، وأثرها الإيماني وحلاوتها في القلب.

 

طالب العلم أحوج إلى التوفيق الإلهي من كثرة المطالعة:

لا أقلل من كثرة المطالعة وملازمة الشيوخ، لكن لا تنسَ أنك لا حول لك ولا قوة إلا بالله أيها المسيكين، واجعل لسانك دائمًا رطبًا بـ: ﴿ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، ((اللهم اهدِني وسدِّدني، اللهم إني أسألك الهدى والسداد)).

 

اسجد للغنيِّ وسَلْه ما تريد.

 

بينما كنت أقرأ في وِردي، استوقفتني هذه الآيةُ، وكررتها من حلاوتها وما انقدح في ذهني من معانٍ: ﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].

 

1- الله بعظمته وجلاله يكيد لعبدٍ من عباده.


2- أثبت مشيئته سبحانه لشيئين:

أ- بقاء بنيامين مع أخيه يوسف.

ب- ورفع أناس درجات.

 

فلولا مشيئته لما تم الأمران.

 

3- ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76] فيها إشارة إلى أن العلم من أسباب رفعة الدرجات، وهذا قد قرَّره الله في قوله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

 

4- لا بد للمرء من زيادة علمه وفقهه في الدين بإخلاصٍ؛ ليكتسب:

أ. رفعة درجته في الجنة.

ب. معرفة أن الله أراد به خيرًا؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يُرِدِ الله به خيرًا، يفقهه في الدين)).

 

الخلاصة: أرِ اللهَ من نفسك خيرًا وفقهًا وعلمًا؛ لتستشعر إرادته الخير بك، وليرفع درجتك في الجنة.

 

ليس الفقيه مراوغًا، إنما الفقيه الحقُّ هو الحكيم الذي يعرِض فتواه بحكمةٍ تُفهم الناس، فتواه منضبطة بضوابط متينة، وليست مما يزيد التائه تيهًا.

 

حسن الفتوى لا يُشترط له علمُ المفتي الواسع فقط، بل يحتاج إلى حكمة واسعة، ومعرفة بحال المستفتي ولوازم فتواه؛ فبعض الفتاوى يحسُن فيه الإجمال، والبعض يحسن فيه التبيين، وبعضها قد لا يحتاج إلى ضوابطَ تُذكر، وبعضها لا بد من هذه الضوابط.

 

لذلك هناك طائفة موفَّقة أخرجت فتاواها في حُلة بهية، وبحُجَّةٍ مُقنعة، وهناك طائفة أخرى أخرجتها شوهاءَ، لا بهاء لها ولا نقاء فيها، إجمال مقصود لتمييع قضايا الدين، وفيها انفلات ونبذٌ للضوابط، وإهمال لحال العوام وأخلاقهم، وانتهاز بعضهم لمثل هذه الفتاوى؛ ليعيشوا على الميوعة بارتياح ضميرٍ.

 

لذلك ينبغي أن نعلم أن الفتوى تحتاج إلى حكمة وسداد، وإعانة من رب العالمين، وليس العلم فقط.

 

فطوبى للموفَّق المسدَّد، وهدى الله الجميع.

 

ليست كثرة مجالسة العلماء وكثرة تحصيل العلم هي الشرطَ الوحيد لتأصيل العلوم، بل لا بد أن تعرف أن العلم فضل من الله، ورزق يؤتيه من يشاء من عباده، وكلما تواضعتَ وعمِلت بما علِمتَ، ورَّثك الله علم ما لم تعلم، ووُفِّقت لأقوال المسددين من أهل العلم وإن لم تقرأ أقوالهم قبلُ.

 

وهناك من يشتهي العلم لا للعمل، بل لمجرد التشهِّي، فلا تزيده كثرة العلم تأصيلًا وخشيةً وإنابة.

فمن حسُنت نيته، وتعِب في تحصيل العلم، وجاهد من أجل تحصيله فهو السعيد، وإلا فلا.

وأخيرًا إنما العلم الخشية، فانظر ماذا تريد.

 

هناك من يسهر الليالي في سماع الخطب والدروس، وكلما أصابه النعاس، صبَّ على رأسه الماء البارد، وشرب القهوة لينتبه، ولكن يسمع الخطب والدروس والقلم بيده، ينتظر صيدًا ليكتب سقطة فلان، وزلَّة فلان، وخطأ فلان، لسماعه أو قراءته كلامًا مقصوصًا، بعمد أو بغير عمد عن سياقه؛ فيقول مستعينًا بالشيطان: الرد على الضال المبتدع الفاجر الحزبي السروري القطبي المفتون المغرور الجاهل حاطب الليل المتعالم المضل الخارجي فلان ابن فلان.

 

ثم ينهي كلامه بقوله: وكتبه الفقير إلى الله أبو فلان فلان ابن فلان.

 

ليتك سهِرتَ في القيام أو ليتك لم تتعلم أصلًا، فعلمك جلب لك الويلات، اتقِ الله وأخلص نيتك في طلب العلم، ودَعْ عنك البذاء والتعصب وقسوة القلب، من ذا الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟

 

طالب العلم الجادُّ المخلِص سيجد أثرَ ذلك في فهمه ومدارسته، وعلمه وعمله، وخُلقه وقلبه، إي والله.

 

علم نافع قليلٌ تحصله بانتظام، يصير بعد مدة جبلًا عظيمًا، وتصبح ساعتها راسخًا في العلم متينًا، ولقد ضيع كثيرًا من طلبة العلم العشوائيةُ والفوضى في الطلب؛ فاستعن بالله وانتظم، تفُز فوزًا عظيمًا.

 

جهلُ كثيرٍ من الناس جعلهم يظنون الرويبضات علماء:

كلما زاد المرء رسوخًا في العلم، علِم من هو العالم ومن هو بخلاف ذلك، والموفَّق هو من إذا زاد علمه، زاد تواضعًا وخشية؛ ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

من علامات المنتكسين البحثُ عن رخص العلماء وزلَّاتهم وتتبعها، أو البحث عن أهل الأهواء مهما شذت أقوالهم ليقتدوا بهم في ذلك، وهؤلاء المساكين في الحقيقة قائدهم الهوى، وقدوتهم إبليس، وإن زعموا ما زعموا؛ ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

 

حق وواجب:

حق عليك لشيخك أن تحسن الأدب معه ما حييت، وواجب عليك ألَّا تظل مشاهدًا متفرجًا لحاله وعلمه، دون أن تأخذ من حيث أخذ، وأن تبذل وسعك في العلم؛ فلربما فاق التلميذ أستاذه، ومن آفات طلبة العلم أن يظلوا ممجدين لشيوخهم، وهم مازالوا (محلك سر)، استعن بالله فلا حول ولا قوة إلا بالله.

 

إن من البركة عزوَ الكلام إلى قائله، ومن السذاجة والتشبع بما لم يعطَ المرء أن ينسُب كلام غيره له؛ ليبدو عالمًا.

 

*وهذه المقولة نقلها ابن عبدالبر فقال: "يُقال: إن من بركة العلم أن تضيف الشيء إلى قائله"؛ [جامع بيان العلم (2/922)].

 

هناك طلاب علم شباب على قدر كبير من العلم والمتانة والتأصيل، لكن ينقصهم الخبرات والتجارب، فينبغي على ذلكم الشباب ألَّا يحرموا أنفسهم من طلب النصيحة، والانتصاح ممن هو أكبر منهم سنًّا وأعمق تجربة وخبرة، وينبغي على ذي التجربة والخبرة ألَّا يحسُد ذلكم الشباب، بل يحب لهم الخير والنصيحة، وينتفع بعلمهم وهمتهم، وليكمل كل منهما صاحبه، وبذلك يكمل البنيان المرصوص.

 

فرحة أن تستنبط شيئًا ثم تجد ذلكم الشيء قد استنبطه قبلك أهل العلم هي فرحة بالدنيا وما فيها، فرحة تستوجب شكرًا وسجودًا لربك الموفِّق والمستعان.

 

فرقٌ بين من تعلم العلم ليقضي وطره من شهوته وشهرته، وبين من تعلَّمه ليصيبه من رحمة الله وخشيته؛ فأولئك الذين سمى الله: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 

كثير من الدعاة وأهل العلم ينشغلون بدعوة الناس في رمضان عن حالهم مع الله وحال قلوبهم، والحكيم منهم هو من يعلم أنه محتاج لرمضان أكثر من غيره، فرمضان هو الذي يسنده طوال العام بإذن ربه، لا تنشغل عن قلبك وعبادتك في رمضان، ولا تكن شمعة تحرق نفسك لغيرك، لا أزهدك في دعوة الناس، لكن أذكِّرك ألا تنسى نفسك؛ فرمضان فرصتك لتزيد تقواك وفهمك، ومدى قربك من ربك وأنسك به.

 

في رمضان يحدث انقطاع عن طلب العلم إلا النزر اليسير؛ وذلك تفرغًا لكتاب الله وتدبره، وسائر عبادات رمضان، وبعد انقضاء رمضان ينكب أهل العلم على كتبهم ليزدادوا علمًا.

 

فاللهم زدنا علمًا يقربنا منك، ويزيدنا خشية منك، وافتح لنا آفاق العلوم التي تزيدنا يقينًا وإيمانًا، ولا تحُل بيننا وبين العلم بحائل يا كريم.

 

ما أجمل هذا الأمر من الرب العليِّ للحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]!

 

علم القراءات من أسهل العلوم، لكن صعَّبه من يرهِّبون منه ويقولون: هو علم عسِر.

 

وذلكم العلم له أفرُع أفضلها برأيي توجيه القراءات؛ ليعلم المرء مراد ربه من تنوع القراءات، واتخذ الكثير هذا العلم - أعني القراءات - راية للرياء وحب الظهور، نسأل الله السلامة.

 

للعلم مكانة عظيمة في الإسلام، وتعظُم أهميته في وقت ازدياد الجهل، وتصديره وتصدره للمشهد، بالعلم يطمئن قلبك ويزول شكه، ويزيد يقينه، بالعلم يُدحض الباطل، ويُزهق، ويظهر الحق؛ فاستعن بالله واسلك سبيل العلم؛ ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].

 

أتعلم أين راحتك؟

في بعدك عن حب الظهور والرئاسة، في مكثك في المسجد برهة من الوقت، ترِد عليك فيها العظات والفوائد واللطائف، في عدم دخولك في جدال مع أناس لا يستحقون شيئًا من وقتك، في سلامة صدرك وعفوك وتغافلك، في مراقبتك لربك، في ركعتين في جوف الليل تطيل فيهما القيام والسجود، تتنعم بلذة القرآن والمناجاة، في جلستك مع أهلك وأقاربك وأصهارك، في دراسة ما يفيد ويعود نفعه عليك، راحتك تكون في مجالات يغفُل عنها كثير من الناس.

 

تزكية النفس أمر مركزي وخطير:

استهدِ بالقرآن والسنة، اقرأ الآيات بفهم جديد، وكذا الأحاديث تأملها وعِش معانيها وفوائدها، وتعلم كيف تستنبط من الآيات والأحاديث الأخرى فوائدَ ودروسًا أخرى، تدبَّر رسالات القرآن والسنة، ولا يكن همك فقط الإجابة على التقييمات والاختبارات؛ فلرُبَّ متلعثم في الإجابة هنا، لكن قلبه يُحسن الإجابة والتطبيق.

 

ليُجِب عملك نداءَ علمك؛ فإن العلم يقتضي أن تعمل؛ فهناك من يظن أن العلم والتنظير، والتأصيل والتقعيد هو كل شيء، وهو الغاية، ولا يدري المسكين أن الغاية هي العمل، وأثر ذلك العلم على القلب والجوارح، ما خلق الله العلم إلا من أجل العمل، وللخطيب البغدادي كتاب جميل اسمه (اقتضاء العلم العمل)، ومما نقله فيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال: "هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل".

 

العلم الذي تطلبه إن لم يزكِّ قلبك ويُورِثك الخشية، ذَكاك أنت وصيَّرك حطبًا للنار.

 

العلم ليس بالدراسة ولا المدارسة فقط، العلم يكون بالتوفيق والسداد من رب العالمين ذي الفضل العظيم.

 

مهم جدًّا لطالب العلم في بداية طلبه أن يدرس كتابًا في آداب طلب العلم، ولا بد أن يعلِّمه شيخه ذلك، وذلك لِما يشاهَد من الكثيرين من أخلاق سيئة؛ كالعُجب والرياء، والغرور وغمط الناس، وحب الظهور، وغيرها مما قد يكون سببًا في هلاكهم.

 

المرء يتعلم العلم ليخشى الله لا ليعجب ويعلو.

 

أمقُت جدًّا من يعلِّمون طلابهم التعصبَ لأقوالهم دون فَهم ولا رويَّة، يخلقون منهم ببغاوات يرددون الأقوال ثقةً في فهم من لقَّنهم، يوالون ويعادون من أجلها، يتعلمون الجدل لا لشيء إلا للانتصار والإفحام، وهم خالون تمامًا من الأفهام والإفهام، طوبى لمن علَّم غيره كيف يفهم دون تعصب، كيف ينمي موهبته، كيف يوجد مهارات للتفكير، متى يجادل ومتى يتوقف، ويا لسعادة من نوَّع مشاربه التي تفيد قلبه وعقله! وتبًّا للتعصب المقيت.

 

إن التعصب المقيت لشيخٍ معين أو دعوة ضيَّع كثيرًا من الناس، وجعلهم يتبعون أهواءهم، ويوالون ويعادون حمية وجهلًا، لا من أجل الدين.

 

إلى متى تترك فطرتك وعقلك جانبًا، وتستمر في جانب الأثَرة والهوى؟

 

ألم يأنِ لك أن تحرِّر نفسك، وتريح قلبك، وتسلك الطريق الصحيح للوصول إلى ربك؟

 

لا تمكِّن جاهلًا أو متعصبًا من أن يفسد جنتك التي في صدرك - أعني أنسك بالله - وعلاج هؤلاء الإعراضُ، أعرِض عنهم وقل قيلًا سلامًا، تحفظ وقتك وقلبك، وتَزْدَد اغتنامًا.

 

قليل دائم خير من كثير منقطع في أي أمر، دينيًّا كان أو دنيويًّا.

وقد تسبق السلحفاة الأرنب.

نصيحتي، لا تتعجل، لا تتكاسل، استمرَّ وإن كنت بطيئًا.

 

لتعلم مقدار الغبن الذي نعيشه، قلت لصاحبي: تعالَ لنحسب كم من الوقت يستغرق قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) عشر مرات، فوجدنا ذلك يستغرق حوالي 30 ثانية، فقلت: ما أشد غفلتنا! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مِرار، كان كمن أعتق أربعة أنفُس من ولد إسماعيل))؛ [رواه البخاري ومسلم].

 

تعلم العلم ميسور، لكن الأدب عزَّ على الكثيرين وصعُب.

 

هنالك أناس منشوراتهم مفخخة، تشتمُّ من ورائها رائحة دخان الجدال والخصومة، فاحذرهم ووفِّر وقتك وجهدك، ولا تشحن قلبك، ولا تكبِّر حجم أمور صغرها الله، وكن حكيمًا تعش نعيمًا.

 

سيظهر يوم القيامة للجميع من تعلَّم العلم للتزكية والتربية، ومن تعلمه لمجرد التشهي وحب الظهور.

 

استفِد من أي أحد، وإياك والتعصب لأحد، بذا تُبحر في بحور العلم والفكر، وإلا صِرتَ أسيرَ الجمود، ومغلولًا عن الانطلاق إلى العلا والمجد.

 

ألا أدلك على ما هو أحلى من أكلة شهية، أو نكاح امرأة بهية؟ أن تقرأ أو تسمع آية تؤثر فيك، أو أن تحصل على فائدة نفيسة من كتب العلم كنت تبحث عنها، أو جاءتك عرَضًا، أو أن تقوم ليلة خاشعًا فيها باكيًا، أو أن تسمع خطبة أو درسًا يفيقك من غفلة أو شهوة أو شبهة، أو أن ترى أولادك وزوجك يطيعون الله، أو أن يصلك تأثيرك في الناس بعلمك أو خلقك، أو أي شيء يعود عليك بالنفع يوم تلقى الله فردًا.

 

العلم الذي اكتسبته يا مسكين ليس بحولك وقوتك، بل الله هو الذي خلقك، وخلق عقلك وقلمك، ويدك ومهارتك وخبرتك؛ قال السعدي رحمه الله: "﴿ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ ﴾ [يوسف: 68]؛ أي: لصاحب علم عظيم، ﴿ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ﴾ [يوسف: 68]؛ أي: لتعليمنا إياه، لا بحوله وقوته أدركه، بل بفضل الله وتعليمه".

 

بعض من ينتسبون إلى العلم يريدون السيطرة على أفكار تابعيهم، ويبررون سوء أخلاقهم وبذاءة ألسنتهم، بحجة ردع المبتدع، أو كبت الجاهل، ومنهم من يبرر تعصبه ورمي الآخر بالتهم بحُجة حفظ الكيان، ومضغ اللِّبان، وأي هري كان.

 

يريدون أتباعهم ذوي فكر متجمد كالثلج، لا يتحرك ولا يتحرر من عقدة التقديس، وقاكم الله شرهم وكفاكم أذاهم.

 

يسقط الكثيرون في الفتنة، وتزيغ قلوبهم، وتتبدل أحوالهم، فسلِ الله الثبات، واستنَّ بمن قد مات، ولا تذهب نفسك على من فُتن حسراتٍ.

 

من دعاء الراسخين في العلم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم مقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك)).

 

تحصيل العلم من أسهل الأمور، والعلم ليس مقصودًا لذاته، بل هو وسيلة للعمل، وعلم بلا عمل وقودٌ يُحرقك في النار، والآيات التي أثنى الله فيها على العلم وأهله المقصود هم العلماء العاملين، ليس إلا؛ فلا تغترنَّ بعلم أوتيتَه، والعالم العامل هو أكثر الناس خشيةً لله في السر قبل العلن.

 

ستون دقيقة تفرق كثيرًا معك يوم الجمعة، صلِّ على رسولك صلى الله عليه وسلم ليصلي الله عليك، وتطبق وصية نبيك بالإكثار منها، وأكثِر من الدعاء، ويا ليتك تبكر في ذهابك للمسجد قبل الجمعة، فتُكتب في صحائف الملائكة، ولتقدم لربك القرابين، اقرأ الكهف كي تنال نورها، ولا تنسَ مسك ختام اليوم الدقائق الغالية قبيل المغرب، الدعاءَ الدعاءَ؛ فإنه مجاب بإذن الله، استغلَّ عمرك حبيبي فعمَّا قريب تزول أنت وتبقى أعمالك.

 

احذر أن تكون ممن يعلم دون أن يعمل؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدَّمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد؛ قال: كأنهما غمامتان، أو ظُلتان سوداوان، بينهما شَرْق، أو كأنهما حِزقان من طير صوافٍّ، تحاجَّان عن صاحبهما)).

 

وقال: ((المؤمن الذي يقرأ القرآن، ويعمل به كالأُترجَّة طعمها طيب، وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن، ويعمل به كالتمرة طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب، وطعمها مُرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر - أو خبيث - وريحها مُرٌّ)).

 

تأمل كانوا يعملون به، ويعمل به.

رزقني الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.

 

كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا))، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طالب العلم.. بين السعادة والشقاء!
  • من لوازم طالب العلم
  • أهمية معرفة التاريخ لطالب العلم
  • اللؤلؤ والمرجان في حفظ وإسماع متون طالب العلم
  • آداب طالب العلم
  • تنمية الملكات العقلية لطالب العلم
  • مراتب طالب العلم

مختارات من الشبكة

  • رسالة بعنوان: كيف يستثمر المسلم وقته: فوائد وتوجيهات لطالب العلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حادثة الإفك... عبر وعظات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: حر الصيف عبر وعظات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • علي بن أبي طالب أبو الحسنين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نيل المطالب بأربعين حديثا من الفضائل والمناقب لعلي بن أبى طالب (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: فضل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح متن طالب الأصول: (1) معنى البسملة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نصائح مهمة لطالب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نصائح لطالب العلم، وسبل الوصول لطريق النجاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العلم النافع: صفاته وعلاماته وآثاره (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا
  • أكثر من 150 مشاركا يتعلمون مبادئ الإسلام في دورة مكثفة بمدينة قازان
  • انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة
  • أطباء مسلمون يقودون تدريبا جماعيا على الإنعاش القلبي الرئوي في سيدني
  • منح دراسية للطلاب المسلمين في بلغاريا تشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/4/1447هـ - الساعة: 15:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب