• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وقفات تربوية مع دعاء: (اللهم استر عوراتي، وآمن ...
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    واجب أمة الإسلام نحو نبيها محمد عليه الصلاة ...
    عبدالقادر دغوتي
  •  
    من فضل الله على العباد، هدايتهم، للفوز يوم المعاد ...
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    العلم عبادة ورسالة لبناء الإنسان والمجتمع (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    شذرات الفوائد من صحيح البخاري (PDF)
    د. ابراهيم شذر حمد الصجري
  •  
    الرؤى والأحلام (1) أنواع الناس في الرؤى
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير قوله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    شروط الصلاة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    أسباب التوفيق
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    نعمة عظيمة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    وقفات تربوية مع سورة العصر
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تسخير الكون للإنسان: نظرات وتأملات
    عامر الخميسي
  •  
    التقادم في القضايا المدنية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستقامة طريق السلامة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: معالم القدوة من سيرة الرسول صلى الله عليه ...
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    قصة التوكل والمتوكلين (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الآيات القرآنية المتعلقة بالوجه وأبعادها الفقهية: دراسة موضوعية

الآيات القرآنية المتعلقة بالوجه وأبعادها الفقهية: دراسة موضوعية
محمد عبدالعاطي محمد عطية

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/9/2025 ميلادي - 25/3/1447 هجري

الزيارات: 101

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآيات القرآنية المتعلقة بالوجه وأبعادها الفقهية: دراسة موضوعية


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فهذه دراسة موجزة عن الوجه في القرآن الكريم، ودراسته دراسة موضوعية مختصرة، وربطها بالفقه الإسلامي.

 

فالوجه يضم الحواس الرئيسية في جسم الإنسان؛ مثل: البصر والسمع والشم والتذوق؛ مما يجعله مركزًا للإدراك والتفاعل مع العالم المحيط به، ويعرف الوَجهُ بأنه: ما يَستقبلُكَ من كُل شَيءٍ، ويأْتي بِمعنى العُضو الذي في الرأْس من الإنسان أَو الحيوان.

 

وأَصله من المواجهة، وهي: المقابلَةُ، يقال: واجهتُ فُلانًا مُواجهةً؛ أيْ: قابَلْتُهُ، ومنه سُمي عُضو الوَجْهِ بذلك؛ لأن الشخص يُقابِل بِهِ غيره، ويُطْلَقُ بمعنى الجِهَةِ والوِجْهَةِ والاتِّجاهِ، وهو: كُل مكانٍ استقبلته وقَصَدْتَهُ؛ كَقَوْلِهِم: أَيْنَ وَجْهُكَ؟ أيْ: وِجْهَتُك، ومِنْ مَعَانِيه أيضًا: الاحْتِمالُ والنَّوْعُ، وجَمعُه: أَوْجُهٌ ووُجُوهٌ[1].

 

وقيل: الواو والجيم والهاء: أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلةٍ لشيء، والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء؛ يقال: وَجْه الرجلِ وغَيره، وربَّما عُبِّر عن الذات بالوَجْه[2].

 

ويطلق مُصْطلَح (وَجْه) في كتاب الطَّهارَةِ، باب: التَّيَمُّم، وفي كتاب الصَّلاةِ، باب: صِفَة السُّجودِ في الصَّلاة، وفي كتاب الحَجِّ، باب: مَحْظورات الإحْرامِ، وفي كتاب النِّكاحِ، باب: خِطْبَة المَرْأَةِ، ويُطْلَقُ في العَقِيدَةِ في باب: الأسْماء والصِّفات، ويُرادُ به: صِفَةُ اللهِ الذّاتِيَّةِ، وقد يُطْلَقُ ويُرادُ بِهِ: ذاتُ اللهِ تعالى[3].

 

قال في تاج العروس: الوجه مستقبل كل شيء والجمع أوجه[4].

 

ثانيًا: المعني العام:

لقد كرَّم الله الإنسان؛ حيث قال ربنا: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

 

ومن تكريمه أعضاءَه التي خصها الله بالتكريم، ومن ذلك الوجه, فالوجه عمومًا هو ما يواجه به الإنسان كلَّ مَن يلقاهم، فهو مرآة يكشف عما فينفس صاحبه، ويعبِّر عما يشعر به قبل أن ينطق، ولذلك فها هي تعاليم القرآن تُهيب بالإنسان أن يوظف وجهه توظيفًا صحيحًا، ويستثمر ما فيه مما أنعم الله به عليه من أدوات، ومن هنا يقول الله: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ﴾ [لقمان: 18]، وفي هذه الآية يهيب القرآن بالإنسان ألا يلوي عنقه مائلًا تجاه مَن يحدِّثه، ﴿تُصَعِّر خَدَّكَ﴾؛ أي مؤذيًا محتقرًا من أمامه، فمهما كانت قدرة الإنسان وثقته بنفسه، فيجب ألا يَستعلي أو يتكبر على الآخرين، ويبيِّن القرآن أفضلَ توظيف للوجه، فيقول تعالى: ﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾ [يونس: 105]، ويقول تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ﴾ [الروم: 43].

 

وإقامة الوجه معناها: اعتداله وإيقاظ مراكز الإحساس فيه، وبه تعرف الكلمات والمجادلة بالتي هي أحسن، فهذا هو ما عناه القرآن بقوله: ﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾ [يونس: 105]، كذلك ما عناه قوله تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ﴾ [الروم: 43].

 

الإعجاز العلمي في غسل الوجه:

لا شك في أن الوجه يُعد المرآة الطبيعية للإنسان، فكل واحد منَّا هو عبارة عن موسوعة حية للتطور الروحي والعاطفي والعقلي والبدني، فقد قسَّم العلماء الوجه إلى ثلاثة أجزاء:...

الأول: من مبدأ تسطيح الجبهة حتى الحاجبين، وهو المستوى الروحي والعقلي.

 

الثاني: من الحاجبين حتى طرف الأنف، وهذا المستوى خاص بالحواس وقدرة الإنسان الحسية.

 

الثالث: من طرف الأنف حتى أسفل الذقن، وهو خاص بالجزء البدني[5].

 

لذلك فإن الإسلام اعتنى بغسل الوجه اعتناءً تامًّا حين جعله فرضًا من فرائض الوضوء، ونرى اليوم العلم الحديث يكشف عن أهمية غسل الوجه في الوضوء وفوائده الصحية؛ كما يلي:

1- بداية لا يخفى علينا أن غددَ العرق تحتشد بصورة كبيرة في الجبهة، وبغسل الوجه يتم تنظيفه من الميكروبات والطفيليات التي تخرج من الجلد أو تَحط عليه، وفي حال عدم تنظيف جلد الوجه بغسله بالماء الحار والصابون في مواقيت متقاربة، ألا وهي أوقات الوضوء، ستحدث البثور والتقرحات والتهيُّجات، وتتراكم المادة الدهنية والغبار والأوساخ والجراثيم، فتنسد مسام الجلد، وينحبس تنفس الجلد، وبالتالي يضعف إفرازه للعرق، ومن ثَم ترتفع نسبة الفضلات السامة التي تؤدي إلى ظهور أعراض التسمم الذاتي، ويَنتج عن ذلك الإصابة بفقر الدم وشحوب اللون[6].

 

2- تكرار غسل الوجه يعطي مناعة طبيعية للوجه من ظهور التجاعيد بسبب جفاف الجلد[7].

 

3- تدليك النقاط أثناء غسل الوجه يُمثل تنشيط للدورة الدموية العامة، وتجديد حيوية الجسم بتنبيه الأعصاب، وعلاج للصداع وشلل الوجه النصفي، والجيوب الأنفية[8].

 

ثالثًا: آيات الوجه في القرآن الكريم ودلالتها:

1- دلالة النعيم والعذاب:

قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106]؛ يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات: وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾؛ يعني: يوم القيامة، حين تبيضُّ وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودُّ وجوه أهل البِدْعَة والفرقة، قاله ابن عباس، ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [آل عمران: 106]، قال الحسن البصري: وهم المنافقون: ﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [آل عمران: 106]، وهذا الوصف يَعُمُّ كلَّ كافرٍ، ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران: 107]، يعني: الجنة، ماكثون فيها أبدًا لا يبغون عنها حوَلًا[9].

 

2- دلالة القبول والإنكار:

قال الله تعالى: ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ ﴾ [الحج: 72].

 

والمعني: تتبين في وجوههم ما يُنكره أهل الإيمان بالله من تغيرها لسماعهم بالقرآن[10]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [الملك: 27]؛ أي: لَما قامت القيامة وشاهدها الكفار، ورأوا أن الأمر كان قريبًا؛ لأن كل ما هو آتٍ آتٍ وإن طال زمنه، فلما وقع ما كذبوا به ساءَهم ذلك، لما يعلمون ما لهم هناك من الشر؛ أي: فأحاط بهم ذلك، وجاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال ولا حساب، ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الزمر:47، 48]، ولهذا يقال لهم على وجه التقريع والتوبيخ: ﴿ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ﴾ [الملك: 27]؛ أي: تستعجلون[11].

 

3- دلالة النعيم وحده: قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22].

والمعني: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾ من النضارة؛ أي: حسنة بَهِيَّة مشرقة مسرورة، ﴿ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾؛ أي: تراه عيانًا؛ كما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه: ((إنكم سترون ربَّكم عَيَانًا))[12].

 

4- دلالة العذاب وحده: قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ﴾ [عبس: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾ [عبس: 40]، والمعنى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس: 38، 39]؛ أي: يكون الناس هنالك فريقين: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ)؛ أي: مستنيرة، ﴿ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾؛ أي: مسرورة فرحة من سرور قلوبهم، قد ظهر البِشر على وجوههم، وهؤلاء أهل الجنة, ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ [عبس: 40، 41]؛ أي: يعلوها ويغشاها قترة؛ أي: سواد[13].

 

5- دلالة الذُّل والصَّغار:

قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ﴾ [الغاشية: 2، 3]؛ أي: ذليلة؛ قاله قتادة، وقال ابن عباس: تخشع ولا ينفعها عملها[14].

 

6- دلالة الرضا: قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ [الغاشية: 8، 9], والمعنى ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ﴾؛ أي: يوم القيامة، ﴿ نَّاعِمَةٌ ﴾؛ أي: يُعرَف النعيم فيها، وإنما حَصَل لها ذلك بسعيها[15].

 

وقال سفيان: ﴿ لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ قد رضِيت عملها.

 

7- دلالة الإخلاص؛ كما قال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [البقرة: 112]؛ أي: من أخلص العمل لله وحده لا شريك له؛ كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ﴾ [آل عمران: 20]، وقال أبو العالية والربيع: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ﴾، يقول: من أخلص لله، وقال سعيد بن جبير: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ ﴾ أخلص، ﴿ وَجْهَهُ ﴾ قال: دينه، ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ أي: متبع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم[16].

 

8- دلالة الطهارة والوضاءة: ومنه قوله تعالى: ﴿ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6]، والمعني: ﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ﴾ التيمم بدل عن الوضوء في التطهر به، لا أنه بدل منه في جميع أعضائه، بل يكفي مسح الوجه واليدين فقط بالإجماع[17].

 

سبب النزول: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش [18]، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على التماسه وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - واضع رأسه على فَخِذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال: ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يَمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على فخذي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمَّموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر؟ قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فأصبنا العقد تحته، وفيه هلكت قلادة لأسماء، فبعث النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في طلبها رجالًا، الحديث، وفيه نزلت آية التيمم، وفيه تعيين الآية النازلة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 6] - أنها استعارت من أسماء قلادة، فظهر بحمد الله ما تقدم من قولها: هلكت قلادة لأسماء[19].

 

رابعًا: الأبعاد الفقهية المتعلقة بالوجه:

أولًا: في العبادات:

مسألة (غسل الوجه ومسحه في الطهارة للصلاة).

أما غسل الوجه فالمقصود به (غسل الوجه للوضوء)، فقد نص القرآن الكريم على أركان وفرائض للوضوء، وهي غسل الوجه، واليدين، والرجلين، ومسح الرأس؛ كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6]، وغسل الوجه: أي غسل ظاهر وجميع الوجه مرة[20].

 

والغسل هو: إسالة الماء على العضو بحيث يتقاطر، وأقله قطرتان في الأصح، ولا تكفي الإسالة بدون التقاطر، والمراد بالغسل، الانغسال، سواء أكان بفعل المتوضئ أم بغيره، والفرض هو الغسل مرة، أما تَكرار الغسل ثلاث مرات، فهو سنة وليس بفرض.

 

والوجه: ما يواجه به الإنسان، وحده طولًا: ما بين منابت شعر الرأس المعتاد، إلى منتهى الذقن، أو من مبدأ سطح الجبهة إلى أسفل الذقن[21].

 

وحده عرضًا، ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن، وروى أنه صلى الله عليه وسلم "توضَّأ فغرفَ غرفَةً غسل بها وجهَهُ وكان كثَّ اللِّحيةِ "[22].

 

قال ابن عبد البر[23]: العلماء أجمعوا على أن غسل الوجه واليدين إلى المرفقين، والرجلين إلى الكعبين، ومسح الرأس - فرضٌ ذلك كله؛ لأمر الله في كتابه المسلمَ عند قيامه إلى الصلاة إذا لم يكن متوضئًا، لا خلاف علمته في شيء من ذلك إلا في مسح الرجلين وغسلهما[24].

 

وأما مسح الوجه فالمقصود به (التيمم), والتيمُّم في اللغة: القصد، وشرعًا: مسحُ الوجه واليدين بشيءٍ من الصعيد (وجه الأرض)[25].

 

ومن هذا المبحث يتبيَّن أهمية (الوجه) عند المشرع الحكيم، وكيف أولاه اهتمامًا بالغًا في كتابه وتشريعه الحنيف.

 

الحكم الفقهي في غسل الوجه:

اتَّفق الفقهاء[26] على أن غسل ظاهر الوجه فرض من فرائض الوضوء؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ﴾ [المائدة: 6].

 

يقول ابن قدامة: والفم والأنف من الوجه؛ يعني أن المضمضة والاستنشاق واجبان في الطهارتين جميعًا: الغسل، والوضوء، فإن غسل الوجه واجب فيهما، هذا المشهور في المذهب، وبه قال ابن المبارك وابن أبي ليلى وإسحاق وحكي عن عطاء، ورُوي عن أحمد رواية أخرى في الاستنشاق وحده أنه واجب[27].

 

ولما روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا بد منه.

 

ثانيًا: في الجنايات:

1- مسألة دية صعر الوجه:

والصعر معناه: أن يضربه، فيصير وجهه في جانب وأصل الصعر، داء يأخذ البعير في عنقه، فيلتوي عنقه، وقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ﴾ [لقمان: 18]؛ أي: لا تُعرض عنهم بوجهك تكبرًا، كإمالة وجه البعير الذي به الصعر، فمن جنى على إنسان جناية، فعوَج عُنقَه، حتى صار وجهه في جانب، فإن في ذلك الديةَ, فعن زيد بن ثابت قال: وفي الصعر الدِّية، ولم يُعرَف له في الصحابة مخالفٌ، فكان إجماعًا، ولأنه أذهب الجمال والمنفعة، فوجبت فيه دية كاملة كسائر المنافع، فعليه دية كاملة، رُوي ذلك عن زيد بن ثابت[28].


وقال الشافعي: ليس فيه إلا حكومة[29]؛ لأنه إذهاب جمال من غير منفعة[30].

 

والحكومة هي أن يقوم المجني عليه كأنه عبد لا جناية به، ثم يقوم وهي به قد برأت، فما نقص من القيمة فله مثل نسبته من الدية، إلا أن تكون الحكومة في محل له مقدَّر من الشرع، فلا يبلغ بها المقدر كشجَّة دون الموضحة لا تبلغ حكومتها أَرْش الموضحة، وإن لم تنقصه الجناية حال برء قوم حال جريان دم، فإن لم تنقصه أيضًا، أو زادته حسنًا، فلا شيء فيها[31].

 

2- مسألة الشجاج: الشجاج جمع شجة، وهي الجرح يكون في الوجه والرأس في الأصل، ولا يكون في غيرهما من الجسم، ثم استعمل في غيرها من الأعضاء[32].

 

واصطلاحًا: يستعمل بعض الفقهاء لفظ "الشجاج" في جراح الوجه والرأس، وأطلق لفظ "جراح" على ما كان في غير الوجه والرأس.

 

ومنهم من استعمل الشجاج والجراح استعمالًا واحدًا في الجراح في جميع الجسم.

 

ومن فرَّق في استعمال اللفظ اعتمد على اللغة؛ لِما ثبت من مغايرة العرب في الاستعمال بينهما، كما اعتمد على المعنى، فإن الأثر المترتب على شجاج الوجه والرأس، يختلف عن أثر الجراح في سائر البدن والرأس، أما سائر البدن فالغالب فيه أن يُغطى فلا يظهر فيه الشين[33].

 

وقال ابن عرفة [34] - من المالكية - في بيان متعلق الجناية في غير النفس: إن أفاتت بعض الجسم فقطع، وإلا فإن أزالت اتصال عظمٍ لم يبن فكُسر، وإلا فإن أثرت في الجسم فجرح، وإلا فإتلاف منفعة[35].

 

وحكم الشجاج: فقد اتفق الفقهاء على وجوب القصاص في الموضحة إن كانت عمدًا، لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قضى بالقصاص في الموضحة، ولأنه يمكن أن ينتهي السكين إلى العظم فيتساويان، فيتحقق القصاص، ولا يشترط فيها ما له بالٌ واتساع، بل يثبت القصاص فيها، وإن كان الشجُّ ضيقًا، ولو قدر مَغرز إبرة.

 

واتَّفقوا على أن الموضحة إن كانت خطأً، فيجب فيها نصف عشر الدية، وهو خمس من الإبل، وقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه لعمرو بن حزم، وثبت من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في الموضحة خمس)) يعني من الإبل، ولما رواه الترمذي وحسَّنه ((في الموضحة خمس من الإبل))[36] ، فأما الدية المقدرة، فلا تجب فيما قبل الموضحة، ويجب فيها وفيما بعدها، فتصير شجاج الرأس منقسمة ثلاثة أقسام: أحدها: ما لا يجب فيه قصاص ولا دية مقدرة، وهو ما قبل الموضحة.

 

والثاني: ما يجب فيه الدية المقدرة، ولا يجب فيه القصاص، وهو ما بعد الموضحة.

 

والثالث: ما يجب فيه القصاص، ويجب فيه الدية المقدرة، وهو الموضحة، ودية الموضحة مقدرة بخمس من الإبل[37].

 

ثالثًا: حكم وجه المرأة وكفَّيها أمام الرجل الأجنبي:

لقد تعدَّد رأي السادة الفقهاء في حكم وجه المرأة أهو من العورة أو لا؟

 

وإجمال أقوال العلماء في حكم وجه المرأة وكفَّيها أمام الرجل الأجنبي كالتالي:

القول الأول: الوجه والكفان عورة يجب سترهما مع جميع البدن.

 

القائلون به: قول عند الحنفية[38]، والأظهر والصحيح عند الشافعية[39]، والصحيح من مذهب الحنابلة[40].

 

واستدلوا بالأدلة التي استدل بها القائلون بوجوب تغطية الوجه والكفين في مسألة الحجاب وغيرها، ومنها حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي"[41].

 

وجه الدلالة أنه لم يرخِّص النبي صلى الله عليه وسلم في نظر الرجل إلى المرأة إلا بقدر ما ينظر في المرة الأولى، فدل ذلك على حُرمته من غير سبب، ونظر الفجأة معناه هو أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد ولا تعمُّد، وهذا لا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يَصرِف بصرَه في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أَثِمَ؛ لهذا الحديث[42].

 

ثانيًا: الإجماع: قال الجُويني - رحمه الله -: اتفق المسلمون على منع النساء من التبرج، والسفور، وترك التنقب[43].

 

وقال غير واحد من أهل العلم: اتفق المسلمون على منع النساء أن يَخرجن سافرات الوجوه لا سيما عند كثرة الفساد وظهوره[44].

 

ثالثًا: المعقول: لأن حرمة النظر لخوف الفتنة، وعامةُ محاسنها في وجهها، فخوف الفتنة في النظر إلى وجهها أكثر منه إلى سائر الأعضاء.

 

ولأن في إباحة النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوَّجها دليلًا على التحريم عند عدم ذلك؛ إذ لو كان مباحًا على الإطلاق، فما وجه التخصيص لهذه؟

 

القول الثاني: الوجه والكفان ليسا عورة، ولا يجب سترهما.

القائلون به: الحنفية، والمالكية، وقول عند الشافعية، وقول عند الحنابلة، والظاهرية.

 

إلا أن أبا حنيفة زاد القدَم، فقال: ليست من العورة[45]، وزاد أبو يوسف الذراعين.

 

استدلوا بالأدلة التي استدل بها القائلون بعدم وجوب تغطية الوجه والكفين في المسألة السابقة.

 

ولأنها تصلي مكشوفة الوجه واليدين، فلو كانا عورة لكان عليها سترهما كما عليها سترُ ما هو عورة[46].

 

أُجيب بأنه ثبت أن المرأة الْمُحرِمة يجب عليها تغطية وجهها إذا مرت بالرجال، فعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنَّا «نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ، وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ»[47].

 

لأن الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه للبيع والشراء، وإلى إبراز الكف للأخذ والعطاء، فلم يجعل ذلك عورة[48]، أُجيب بأنه في معارضة النص، فلا يصح الترجيح.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.



[1] المصباح المنير في غريب الشرح الكبير لأحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (المتوفى: نحو 770هـ) الناشر: المكتبة العلمية – بيروت، عدد الأجزاء: 2: (2/ 649)، والمحيط في اللغة لإسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني، المشهور بالصاحب بن عباد (المتوفى: 385هـ): (1/ 314).

[2] معجم مقاييس اللغة لأبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، الطبعة: 1399هـ - 1979م، عدد الأجزاء: 6: (6/ 88).

[3] مغني الـمحتاج فـي شرح الـمنهاج لشمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى: 977هـ) الناشر: دار الكتب العلمية، الطبعة: الأولى، 1415هـ - 1994م، عدد الأجزاء: 6: (1/ 172).

[4] تاج العروس من جواهر القاموس لمحمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) تحقيق: مجموعة من المحققين الناشر: دار الهداية (36/ 535).

[5] الجوارح وأسرار الوضوء: ماجدة عامر (ص44).

[6] علم الطب القرآني: عدنان الشريف، (ص245-243).

[7] الجوارح وأسرار الوضوء: ماجدة عامر (ص44).

[8] الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: محمد سامي علي (ص161).

[9] تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، تحقيق سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م، (2/ 92).

[10] جامع البيان في تأويل القرآن لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولي، (18/ 683).

[11] "تفسير ابن كثير" (8/ 182).

[12] "تفسير ابن كثير" (8/ 279), والحديث رواه البخاري, كتاب التوحيد, باب: في رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة,(9/ 127), رقم الحديث:(7435).

[13] "تفسير ابن كثير" (8/ 327).

[14] “تفسير ابن كثير” (8/ 384).

[15] “تفسير ابن كثير” (8/ 386).

[16] "تفسير ابن كثير" (1/ 385).

[17] "تفسير ابن كثير" (2/ 319).

[18] ذات الجيش هي موقع تاريخي في المدينة المنورة، تقع على الطريق القديم إلى مكة المكرمة على مسافة 7 كم من مسجد ذي الحليفة.

[19] أخرجه البخاري, كتاب: الأيمان والنذور, باب: القول في الميل, رقم الحديث (334).

[20] روي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة مرة وتوضَّأ أيضًا مرتين وثلاثًا"؛ صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب: ما جاء في الوضوء، رقم الحديث (157).

[21] الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها) لوَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، دار الفكر - سوريَّة – دمشق، الطبعة: الرَّابعة المنقَّحة المعدَّلة بالنِّسبة لما سبقها (وهي الطبعة الثانية عشرة لما تقدمها من طبعات مصورة) (1/ 367).

[22] أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب: غسل الوجه. الجزء الأول، (ص253) رقم الحديث (85).

[23] هو الإمام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الإسلام أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة، مولده في سنة ثمان وستين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر، وطلب العلم بعد التسعين وثلاثمائة، وأدرك الكبار، وطال عمره وعلا سنده, قال أبو علي الغساني: ألف أبو عمر في " الموطأ " كتبًا مفيدة، منها: كتاب "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد"، فرتَّبه على أسماء شيوخ مالك، على حروف المعجم، وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله، وهو سبعون جزءًا؛ سير أعلام النبلاء: (18/ 161).

[24] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبدالبر، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب، 1387تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي، ‏محمد عبد الكبير البكري (4/ 31).

[25] المغني، لابن قدامة (1/ 310).

[26]التمهيد, لابن عبدالبر (4/ 31).

[27] المغني، لابن قدامة (1/ 88).

[28]شرح الزركشي على مختصر الخرقي, (1/ 156).

[29] قال ابن عاشر: اتفقت النقول على أن المراد بالحكومة الاجتهاد وإعمال الفكر فيما يستحقه المجني عليه من الجاني. حاشية الصاوي على الشرح الصغير (4/ 381).

[30] المرجع السابق (8/ 466).

[31] الروض المربع شرح زاد المستقنع للبهوتي، تحقيق: عبدالقدوس محمد نذير، الناشر: دار المؤيد، (ص482-484).

[32] لسان العرب، لابن منظور مادة: (شجج).

[33] بدائع الصنائع للكاساني 8/ 296 ط - الأولى - الجمالية مصر، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق، لابن نجيم (8/ 381) ط - الأولى - العالمية - مصر، وكشاف القناع (6/ 51) ط - الرياض مكتبة النصر.

[34]هو محمد بن محمد بن عرفة الورغمي التونسي يكنى أبا عبد الله بن عرفة, روى عن الفقيه القاضي أبي عبد الله بن عبد السلام وسمع عليه موطأ مالك وعلوم الحديث لابن صلاح, وتفرد بشيخوخة العلم والفتوى في المذهب له التصانيف العزيزة والفضائل العديدة انتشر علمه شرقًا وغربًا فإليه الرحلة في الفتوى والاشتغال بالعلم والرواية حافظًا للمذهب ضابطًا لقواعده إمامًا في علوم القرآن مجيدًا, له في أصول الدين تأليف عارض به كتاب الطوالع للبيضاوي, واختصر كتاب الحوفي اختصارًا, وجيزًا، توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ودفن بالبقيع؛ ينظر: الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لليعمري(2/ 332).

[35] الشرح الصغير، للدردير (4/ 347).

[36]سنن الترمذي, كتاب: القسامة, باب: ذكر حديث عمرو بن حزم في العقول واختلاف الناقلين له, رقم الحديث(4853). قال الترمذي: حديث حسن.

[37]الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي، للماوردي (12/ 231).

[38] المبسوط، للسرخسي (10/ 152) وفتح القدير شرح الهداية، لابن الهمام (2/ 514).

[39] تحفة المحتاج في شرح المنهاج، لابن حجر الهيتمي (7/ 193).

[40] المغني، لابن قدامة (9/ 498).

[41] أخْرجَهُ مسلم، كتاب الآداب، باب: نظر الفجأة, حديث رقم (2159).

[42] المنهاج شرح صحيح مسلم، للنووي (14/ 139).

[43] نهاية المطلب في دراية المذهب، للجويني (12/ 31).

[44] نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار، للشوكاني(12/ 59)، وبذل المجهود في حل سنن أبي داود، تحقيق: أ.د. تقي الدين الندوي، طبعة: مركز الشيخ أبي الحسن الندوي- الهند، ط1، 1427هـ، 2006م، (12/ 132).

[45] مختصر اختلاف العلماء، للطحاوي (1/ 307).

[46] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبدالبر(6/ 364).

[47] أخْرجَهُ الإمام مالك في الموطأ (1/ 328).

[48] المجموع شرح المهذب، للنووي (3/ 167).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية
  • لا تحزنوا: فوائد أصولية مقاصدية من الآيات القرآنية
  • الآيات القرآنية التي أجاب بها الإمام أحمد في مسائله جمعا ودراسة
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير الآيتين (6-7) من سورة البقرة
  • أضرار الترف على الفرد والمجتمع: دراسة في ضوء السنن الكونية والآيات القرآنية
  • عشر آيات كونية من الآيات القرآنية
  • بعض الآيات القرآنية المتعلقة بالاقتصاد: دراسة فقهية

مختارات من الشبكة

  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أخلاق وفضائل أخرى في الدعوة القرآنية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قواعد قرآنية في تقوية الحياة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قواعد قرآنية في تربية الأبناء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا يعلم متى الساعة إلا الله وحده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حين تربت الآيات على القلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: سورة البقرة الآيات (1-5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الآيات البينات في مشروعية ختان البنات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التوثيق القرآني لبيت المقدس(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/3/1447هـ - الساعة: 10:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب