• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإلحاد جفاف معنوي.. وإفلاس روحي
    نايف عبوش
  •  
    الاحتكار
    محمد علي عباد حميسان
  •  
    البهائم تلعن عصاة بني آدم
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    رسول الرحمة والإنسانية (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    زاد الداعية (10): التوحيد أولا وقبل كل شيء
    صلاح صبري الشرقاوي
  •  
    أوقات النهي عن الصلاة (درس 1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    ذلكم وصاكم به (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    المحبة تاج الإيمان (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (31) «ازهد في ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    التحقيق في كون سورة الكوثر مكية لا مدنية
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    فضل ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الأمر بإكرامه صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإعزازه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    ما ورد من استغفار الأنبياء عليهم السلام في القرآن ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    مفهوم اليسر
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    حسن الظن بالله تعالى (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

المحبة تاج الإيمان (خطبة)

المحبة تاج الإيمان (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/9/2025 ميلادي - 23/3/1447 هجري

الزيارات: 245

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المحبة تاج الإيمان

 

الحمد لله الذي أسبَغ على عباده نعمَه ظاهرة وباطنة، وذكَّرهم شكر آلائه ونعمه؛ ليزداد عليهم فضله وإنعامه، وحذَّرهم من كفرها، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أيَّد أولياءه بنصره، وأمرهم بالتفكر في آياته وآلائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره واستنَّ بسنته إلى يوم القيامة؛ أما بعد:

فأُوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

 

إن من عظمة ديننا أنه رسَم لنا منهجَ حياتنا، وأرشدنا لضبط أعمالنا وتوجُّهاتنا، ومن ذلك قلوبنا ومشاعرنا، لتضبط أفكارنا ومنطلقاتنا، فتتواءَم المشاعر القلبية الباطنة مع الأقوال والأفعال الظاهرة، ومن ذلك إرشاد الله عبادَه لعبادة قلبيَّة عظيمة.

 

هي عبادة المحبة التي هي رُوح العبادة وأصلها، ولذا كان أوجب من تتجه له المحبة الخالصة الكاملة محبة الإجلال والتعظيم لله ربنا العظيم، فوصف الله جل جلاله عباده المؤمنين بشدة حبهم لله رب العالمين؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165].

 

فالله تعالى هو المألوه المعبود المحبوب، فنحب ربَّنا العظيم؛ لأنه الموجد من العدم، والمربي بالنعم، آلاؤه ونعمه عمَّت الأنام، فخلَقهم ورزقهم، ومن كلِّ خير أمدهم، فتعلقت قلوب عباده به، وطمِعوا في رضاه وجزيل عطائه، ربُّهم الله جل جلاله الموصوف بصفات الكمال.

 

فالعبادة عباد الله تجمع أمرين: كمال المحبة مع كمال الذل، فمن أحب شيئًا ولم يخضع له، لم يكن عابدًا له، ومن ذل لشيء ولم يُحبه، لم يكن عابدًا له، ولذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله، بل يجب أن يكون الله أحبَّ إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء.

 

عباد الله، المحبة هي مَعقِد نِسبة العبودية، فمتى انحلَّت المحبة انحلت العبودية، المحبة هي روح الإيمان والأعمال، والمقامات والأحوال، ولقد ذهب أهل المحبة بشرف الدنيا والآخرة؛ إذ لهم من معية محبوبهم وربِّهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدَر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة - أن المرء مع من أحب، فيا لها من نعمة على المحبين سابغة، فلقد أجابوا منادي الشوق إذ نادى: حي على الفلاح، وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول لمحبوبهم، فحمدوا الله على ما وفَّقهم وأعانهم، وشكروا مولاهم على ما أعطاهم، فهل استشعرت وأنت تعبد ربك أنك محبٌّ لربك؟ وهل تلذَّذت بحبك لربك، واستشعرت أنه كلما ازددت حبًّا لربك، وبرَهنت على ذلك بعملك، زاد حبُّ ربك لك؟

 

عبد الله، البرهان على حب الله العمل، فأين المشمرون، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

 

عبد الله، من فقَد اللذة بحب ربِّه، فبالله عليكم ماذا وجد من متعِ الحياة؟! ومن تنعَّم بحب ربه ومولاه ماذا فاته من متعِ الحياة؟! ولتعلم أن الله يُعبَد بالمحبة والخوف والرجاء.

 

من مراتب الحب العالية الواجبة:

حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة دين وإيمانٍ وإحسان، قرن الله اسمه باسمه في الشهادتين والأذان، وجعل طاعته من طاعة الرحمن، وجعل الله حبَّه مع حب رسوله الطريق الموصل للذة الإيمان، رفع الله ذكره بين الإنس والجان، أكرم وأشرف العالمين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، أشار عليه السلام للقمر فانفَلق ليكون شاهدًا على نبوته، وأشار للغمام فتتفرَّق بأمر الله إكرامًا لإشارته، شكت البهيمة حالها إليه، وسبَّح الحصى بين يديه، وقبل مبعثه سلَّم عليه، وترك الجذع حينًا فحنَّ الجذع إليه، وكم تبارك الطعام بين يديه، أوجَب الله حب رسوله – صلى الله عليه وسلم – في كتابه، فقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].

 

قال القاضي عياض: قَرَع الله من كان أهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وتوعَّدهم بقوله: ((فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ))، ثم فسَّقهم وأعلمهم أنهم ممن ضلَّ ولم يهتدِ، قال تعالى: ((وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ))، وقال تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما)).

 

ولنعلم أيها الفضلاء أن حبنا لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - تابعٌ لحب ربنا تبارك وتعالى، قال ابن القيم رحمه الله: ((وكلُّ محبة وتعظيم للبشر، فإنما يجوز تبعًا لمحبة الله وتعظيمه؛ كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له، ويعظِّمونه ويُجلونه لإجلال الله له)).

 

فيا محبَّ رسول الله، ألا تريد الاستزادة من حبه تأمل فيما يلي:

1- حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قُربة وعبادة واستجابة لأمر الله تبارك وتعالى، وهو تابع لحب الله الذي أرسله رحمةً بنا، فهو عليه السلام من هدانا للطريق القويم الذي من سلكه نال رضا الرب الرحيم، وسكَن برحمة الله جنات النعيم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 170].

 

2- نحب رسولنا عليه الصلاة والسلام لأخلاقه العالية، فسيرته مليئة برحمته وعطفه وحنانه، وحلمه وصبره وسَعة صدره، وقد جُبلت النفوس على محبة صاحب الخلق الكريم.

 

3- نحب رسولنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يحبنا فنحن من أمته التي قدَّمها على نفسه، واستمع بقلبك لهذا الحديث: ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجَّل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله، من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا))، ومن دلائل حبه لأمته أنه ضحى عن فقراء أُمته، وتاقت نفسه لرؤية مَن لم يأتِ من أمته، فهل تاقت رؤيتك يا عبد الله لرؤيته.

 

4- نحب رسولنا صلى الله عليه وسلم حبًّا عظيمًا؛ لأن المرء مع من أحب، هل سمعتم خبر ثوبان مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: غاب النبي – صلى الله عليه وسلم – طوال اليوم عنه، وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله، وبكى فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أهذا يُبكيك! فقال ثوبان: يا رسول الله، ولكني تذكرت مكانك في الجنة ومكاني، فذكرت الوحشة، فنزل قول تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]؛ أورده القرطبي وابن كثير في تفسيره، وقال المقدسي: لا أرى في إسناده بأسًا.

 

5- نحب رسولنا – صلى الله عليه وسلم – لأنه الطريق الموصل لشفاعته، فنُحشر يوم القيامة في زمرته، ونرافقه في الجنة، لما روى أنس بن مالك رضي الله عنه: جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: ما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله، قال: فإنك مع مَن أحببت، قال أنس: فما فرِحنا بعد الإسلام فرحًا أشد من قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحبُّ الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن يكون معهم وإن لم أعمَل بأعمالهم))؛ رواه البخاري ومسلم، ونحن يا ربنا نُشهدك على حبك وحبِّ رسولك وأبي بكر وعمر، فاللهم احشرنا معهم.

 

فيا محبَّ الله ورسوله، لتعلم أن حب رسول الله فرض وندب، فالفرض منه أن تُحبه محبة تقتضي قبول ما جاء به وتتلقاه بالرضا والمحبة والتعظيم والتسليم، ومحبة مندوب إليها، وهو أن تتعرف عليه وتحقَّق الاقتداء بسُننه في أخلاقه، وأقواله ومأكله ومشربه.

 

يا أحباب رسول الله – صلى الله عليه وسلم، لقد ضرب أسلافنا في حب رسول الله أروع الأمثلة، فأبو بكر يدخل الغار يوم الهجرة قبل المصطفى لتفقُّد المكان؛ حتى لا يصاب النبي بالأذى، وطالما تأخَّر وتقدم في مسيرة الهجرة؛ حتى لا يصاب النبي المجتبى، فكان يجعل نفسه لرسول الله الفدى، وفي فتح مكة وقت إسلام أبي قحافة والد أبي بكر، وحين وضع الأب اليد في يد المصطفى بكى، وتمنَّى أن كانت اليد يد عم رسول الله أبي طالب طلبًا لسعادة قلب النبي المرتضى، ويخاطب الفاروق العباس قائلًا: والله لإسلامك يوم أسلمت، كان أحبَّ إليَّ من إسلام الخطاب يعني والده – لو أسلم – لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من إسلام الخطاب)).

 

وعلى حين سُئل: كيف كان حبكم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: كان والله أحبَّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد عند الظمأ.

 

وصدق والله وبرَّ في كلامه، فقد نام على فراش رسول الله يوم الهجرة، وفي الخندق بدأ المبارزة، وفي خيبر شرف بحمل الراية، وفي أُحد لَما أُشيع مقتل حبيبنا، فزع المسلمون ومنهم امرأة أنصارية، فُجعت بأبيها وزوجها وأخيها وابنها، ولا تبالي وتسأل عن حبيبها وقدوتها – صلى الله عليه وسلم – وتقول: ما فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيقولون: أمامك فأخذت بناحية ثوبه، ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطبٍ.

 

ولا تسأل عن استقبال الأنصار للمصطفى بعد الهجرة، واستقبال المسلمين له بعد كل غزوة، وهذا الحسن البصري رحمه الله كان يبكي إذا حدث بحديث الجذع، ويقول: (يا عباد الله، خشبة تَحن إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شوقًا إليه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه).

 

وكان أئمة السلف كمالك وقتادة والزهري غيرهم، إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – عندهم تغيَّرت وجوههم، وسالت دموعهم حبًّا وإجلالًا لرسولهم، ومالك إمام دار الهجرة إذا أراد الخروج لتحديث الناس توضَّأ وضوءَه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، وتطيَّب ومشَّط لحيته؛ توقيرًا لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فاللهم يا ربنا ارزُقنا حبَّك وحبَّ مَن يُحبك، وحبَّ عملٍ يقرًّبنا إلى حبك؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].

 

عباد الله، حب النبي مستقر في النفوس، ويجب أن يُغذَّى بين الفينة والأخرى على وَفق ما أمر به المصطفى، وأما إقامة الموالد، فمنكر عظيم لم يفعله رسولنا ولا صحابته الكرام، ولا التابعون لهم بإحسان، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، فالتزام الهدي هو المخرج من كل فتنة.

 

والذي ينبغي على المسلم فعله في مسألة حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تصديق الرسول فيما أخبر، واتباع هديه وسنته، والدفاع عنه والذب عن عرضه، وألا يقدم المسلم قولَ أحد على قول رسوله، ويتأدب عند ذكره، فنَصِفَه بالنبوة والرسالة، ونوقر حديثه، ويتأدب عند سماع خبره، وأن يُكثر من ذكره، فمن أحب شيئًا أدام، ويكثر من الصلاة عليه في كل حين. عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم اجعلنا معظِّمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا معظمين لما نَهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى - أن تُعز الإسلام والمسلمين وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تدمر أعداء الدين، وأن تنصُر مَن نصَر الدين، وأن تخذل مَن خذله، وأن توالي من والاه بقوَّتك يا جبار السماوات والأرض.

 

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح آمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخُذ بنواصيهم للبر والتقوى.

 

اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمنَنا وشبابنا ونساءنا بسوءٍ وفتنة، اللهم اجعل كيده في نحْره، واجعل تدبيره دمارَه يا سميع الدعاء، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازِهم خير الجزاء، اللهم اقبَل مَن مات منهم، واخلُفهم في أهليهم يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمَع كلمتهم على ما يُرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذ الجلال والإكرام، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرقًا معصومًا.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خيرَ الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا، فأطل عمرَه وأصلِح عمله، وارزقنا بره ورضاه، وَمَن سبق للآخرة فارحَمه رحمة من عندك تُغنيهم عن رحمة مَن سواك.

 

اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.

 

اللهم احفَظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفِّقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.

 

اللهم أصلحنا وأصلِح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا، وَمن لهم حقٌّ علينا يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد، تصمد إليك الخلائق في حوائجها، لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جُودك ورحمتك وعظيم عطائك، اقضِ لكل واحدٍ منا حاجتَه يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اغفِر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خيرَ ما جزيتَ والدٍ عن والده، اللهم كان منهم حيًّا، فأطل عمره وأصلح عمله، وارزقنا برَّه ورضاه، ومن كان منهم ميتًا، فارحَمه برحمتك التي وسعت كلَّ شيء، وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

 

وصلِّ الله وسلِّم وبارِك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أقسام المحبة
  • المحبة امتثال لا احتفال (خطبة)
  • بذور المحبة وبذور البغضاء (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من مائدة العقيدة: وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اتباع لا ابتداع (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • الرضا كنز المحبين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في أخوة المصالح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحبيب الله إلى عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب الحقد والطرق المؤدية له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب النجاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • الصحابة وآل البيت: علاقة نور وإيمان، ورد على أهل الطعن والخذلان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أركان الإيمان الستة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/3/1447هـ - الساعة: 2:4
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب