• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المندوبات في الوصايا عند الحنابلة: دراسة فقهية ...
    سمر بنت عبدالرحمن بن سليمان السكاكر
  •  
    رحلة القلب بين الضياع واليقين
    ريحان محمدوی
  •  
    حق المساواة بين الناس في الإسلام
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الغضب من لهيب النيران
    شعيب ناصري
  •  
    فضل العلم وأهله وبيان مسؤولية الطلاب والمعلمين ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    هديه النبي صلى الله عليه وسلم في التداوي بسور ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الحياء (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    من أقوال السلف في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أتعجبون من غيرة سعد؟! (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من مائدة التفسير: سورة العصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الخوف والرجاء (خطبة)
    سعد محسن الشمري
  •  
    وجادلهم بالتي هي أحسن (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    خطبة: كيف نربي شبابنا على العقيدة الصافية؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    مع بداية العام الدراسي (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    حقيقة الدنيا في آية
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    لأنه من أهل بدر
    عبدالله بن محمد بن مسعد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

من أقوال السلف في حكم الاحتفال بالمولد النبوي

من أقوال السلف في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/8/2025 ميلادي - 3/3/1447 هجري

الزيارات: 109

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أقوال السلف في حكم الاحتفال بالمولد النبوي

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:

فالبدع في الدين لها أضرارٌ عظيمة؛ قال العلامة العثيمين رحمه الله: البدع أضرارها على القلوب عظيمة، وأخطارها على الدين جسيمة، والدين قد كمُل لا يحتاج إلى أن يزيد فيه الإنسان ما ليس منه؛ يقول العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله: قول الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة:3]، في هذه الآية الكريمة أبلغ ردٍّ على كل مَن ابتدع بدعة يزيد بها في الدين ما ليس منه.


والبدع كلها شر وضلالة، ولا يوجد بدعة حسنةٌ؛ قال الإمام ابن الماجشون رحمه الله: سمعت مالكًا يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة:3]، فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا، وقال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين رحمه الله: فمن ابتدع شيئًا واستحسَنه، وقال هذه بدعة حسنة، فهو مشاق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل بدعة ضلالة)).


ومن البدع المحدثة بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، مع أن هذا التاريخ لم يثبُت أن الرسول صلى الله عليه وسلم وُلد فيه، يقول العلامة العثيمين رحمه الله: القول أنه صلى الله عليه وسلم وُلد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، هو قول باطل لا يؤيِّده التاريخُ، ولا يؤيده الحساب الفلكي، فالحساب الفلكي يقول: إن ولادته كانت ليلة التاسع من ربيع، وليس في ليلة الثاني عشر.


ويرجع تاريخ هذه البدعة إلى الدولة العبيدية؛ يقول الأستاذ/ عبدالرؤف محمد عثمان: مولد النبي صلى الله عليه وسلم... يرجع تاريخ ظهور هذه البدعة إلى الدولة العبيدية التي تسمت بالدولة الفاطمية؛ حيث أحدثت هذه البدعة لجذب قلوب الناس إليها، والظهور بمظهر من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنها من أكثر الدول التي فشا فيها الإلحاد والزندقة، تحت شعار التشيع وحب آل البيت.


والكفار النصارى يشجعون على إقامة هذه المولد النبوي، حكى المؤرخ الجبرتي رحمه الله أن الفرنسيين في مصر أَحْيَوْا الاحتفال بالمولد النبوي سنة (1213هـ)، ودفعوا تكاليفه، واجتمعوا في يوم المولد، ولعبوا وضربوا طبولهم.


وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي يجب على المسلمين منع إقامتها، والإنكار على من قام بها؛ حفاظًا على الدين، وقيامًا بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.


للسلف رحمهم الله أقوال في حكم الاحتفال بالمولد النبوي، يسَّر الله الكريم فجمعت بعضًا منها، أسأل أن ينفع بها الجميع.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا مع اختلاف الناس في مولده... هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه لو كان خيرًا، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا، لكان السلف رضي الله عنهم أحقَّ به منا، فإنهم كانوا أشدَّ محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته، وتعظيمه في متابعته، وطاعته، واتباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بُعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان.


قال العلامة تاج الدين الفاكهاني رحمه الله: لا أعلم لهذا المولد أصلًا في كتاب ولا سنة، ولا يُنقلُ عمله عن أحدٍ من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطَّالون... وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولم يفعله الصحابة، ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون، فيما علمت، وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سُئلتُ، ولا جائز أن يكون مباحًا؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحًا بإجماع المسلمين.


قال الإمام الشاطبي رحمه الله: معلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة.


قال العلامة ابن الحاج الفاسي رحمه الله: فإن خلا - أي: عمل المولد - منه - أي: من السماع - وعمل طعامًا فقط، ونوى به المولد، ودعا إليه الإخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي: من المفاسد - فهو بدعة بنفس نيته فقط؛ إذ إن ذلك زيادة في الدين، ليس من عمل السلف الماضين، واتباع السلف أولى، بل أوجب، من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشدُّ الناس اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيمًا له ولسنته صلى الله عليه وسلم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحدٍ منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم.


قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله: الحب الصحيح لمحمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يدع صاحبه عن البدع، ويحمِله على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبونه، فيحبون سنته، ويذودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له المولد.


قال الإمام الشوكاني رحمه الله: وسريان البدع أسرعُ مِن سريان النار، لا سيما بدعة المولد، فإن أنفس العامة تشتاق إليها غاية الاشتياق.


قال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله: ذكرى المولد شيء محدث في الدين، ولا أصل له في صدر هذه الأمة أبدًا، وأن تعظيم وقت من الأوقات على سواه وتميُّزه على ما عداه - كتخصيص مكان على خلافه من الأمكنة من غير تخصيص شرعي لذلك الزمان أو المكان - باطل، والتخصيص المذكور يدخل في التعبد، والعبادات مبناها على الأمر. وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بالإيمان به، واتباعه، ومحبته، وتقديم محبته على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين.


قال العلامة أبو عبدالله الحفار _ من علماء المالكية _: وليلة المولد لم يكن السلف الصالح وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعون لهم يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة.


قال العلامة أحمد الخريصي رحمه الله: لا بلية أصابت المسلمين في عباداتهم وعقائدهم أخطر من بلية الصوفية؛ إذ من بابهم دخلت على المسلمين تصورات ومفاهيم أجنبية غريبة، لا عهد لهم بها في ماضيهم النقي المجيد، ومن بابهم دخلت الوثنية، وبدعة إقامة الموالد، ومواسم الأضرحة والمهرجانات على عقائد المسلمين.


قال الشيخ على محفوظ رحمه الله: الموالد هي الاجتماعات التي تُقام لتكريم الماضين من الأنبياء والأولياء... قيل: أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا المولد النبوي، ولا نزاع في أنها من البدع.


قال الشيخ محمد بن أحمد بن محمد عبد السلام خضر الشقيري الحوامدي: القسم الثالث: البدعة المكروهة تحريمًا، وهي كالاحتفال بليلة النصف من شعبان، وبلية مولد النبي صلى الله عليه وسلم، هذه بدعة ضلالات.


قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: هذه الموالد بدعة بلا نزاع، وأول من ابتدع الاجتماع لقراءة قصة المولد أحدُ ملوك الشراكة بمصر.


قال العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله: الاحتفال بليلة المولد واتخاذها عيدًا، لم يكن من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من المحدثات التي أُحدثت بعد زمانه صلى الله عليه وسلم... وعلى هذا فالاحتفال بهذا العيد المحدث داخل فيما حذَّر الله منه في قوله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، ولو كان الاحتفال بهذا العيد المبتدع أدنى شيء من الخير لسبق إليه الصحابة.


قال العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى: الاحتفال بالمولد هذا بدعة، فلو طلبنا ممن يقيم الاحتفال حرفًا عن الرسول في ذلك لا يستطيع، أو عن الخلفاء الأربعة، هل يقيمون الاحتفال بمولد الرسول، أو أحد من الصحابة، أو أحد من التابعين، أو القرن الثاني، أو الثالث، إنما يقال: أول من فعله كوكبوري، فهذه بدعة، لماذا صارت بدعة؟ لأنها لم تكن تحت أوامر الرسول، وكانت مندرجة تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ)).


قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: هذه البدعة أعنى بدعة الاحتفال بالمولد، لو كانت خيرًا لسبَقنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون، والصحابة الكرام، وقرون الأمة المفضلة... فلا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، لا إعلانًا ولا إسرارًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من البدع، وقال: ((كلُّ بدعة ضلالة)).


قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: إذا علمت أيها القارئ الكريم أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن موجودًا في عهده صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد أصحابه الكرام، ولا في عهد أتباعهم في الصدر الأول، ولا كان معروفًا عندهم، علمت أنه بدعة محدثة في الدين، لا يجوز فعلها، ولا إقرارها، ولا الدعوة إليها، بل يجب إنكارها والتحذير منها، عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم الجمعة: ((خيرُ الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسنتي، وسُنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسَّكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، وقوله عليه الصلاة والسلام ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ))، وفي لفظ: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ ))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.


ومعلوم عند كل من له أدنى مسكة من علم وبصيرة - أن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، لا يكون بالبدع، كالاحتفال بيوم المولد، وإنما يكون بمحبته، واتباع شريعته، وتعظيمها، والدعوة إليها، ومحاربة من خالفها، من البدع، والأهواء؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾[آل عمران:31] وقال سبحانه: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى..))، قيل: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: ((من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))؛ خرجه الإمام البخاري في صحيحه.


قال العلامة الفوزان: يحتفل جهلة المسلمين، أو العلماء المضلون، في ربيع الأول من كل سنة بمناسبة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فمنهم من يقيم هذا الاحتفال في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت، أو الأمكنة المعدَّة لذلك، ويحضره جموعٌ كثيرة من دَهماء الناس وعوامهم، يفعلون ذلك تشبهًا بالنصارى في ابتداعهم الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام، والغالب على هذا الاحتفال علاوة على كونه بدعة، وتشبهًا بالنصارى، لا يخلو من وجود الشركيات والمنكرات، كإنشاء القصائد التي فيها الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى درجة دعائه من دون الله والاستعانة به، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه، فقال: ((لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبدالله ورسول))، والإطراء معناه: الغلو في المدح، وربما يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر احتفالاتهم، ومن المنكرات التي تصاحب هذه الاحتفالات الأناشيد الجماعية المنغَّمة، وضرب الطبول، وغير ذلك من عمل الأذكار الصوفية المبتدعة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء؛ مما يسبِّب الفتنة ويجرُّ إلى الوقوع في الفواحش، وحتى لو خلا هذا الاحتفال من هذه المحاذير، واقتصر على الاجتماع، وتناول الطعام، وإظهار الفرح كما يقولون، فإنه بدعة محدثة، ((وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، وأيضًا هو وسيلة إلى أن يتطور، ويحصل فيه ما يحصل في الاحتفالات الأخرى من المنكرات.


قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله: سبيل حب الله اتباع رسوله، لا الطواف حول قبره، ولا التمسح بستره، ولا إقامة حفل كلما عبرت على الخواطر ذكراه، بهذا آمن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يطوفوا حول القبر، ولم يُقيموا في ربيع الأول له عيدًا ولا مولدًا.


قال العلامة الألباني رحمه الله: الاحتفال بالمولد لم يكن في عهد الرسول عليه السلام، ولا في عهد الصحابة، ولا في عهد التابعين ولا الأئمة، وإنما حدث في القرن الرابع أو الخامس، وهو لا شك بدعة، ولا يجوز التقرب إلى الله تبارك وتعالى.


قال العلامة عبدالرزاق عفيفي، والعلامة عبدالله الغديان، والعلامة عبدالله المنيع - رحمهم الله: لا احتفَل أحدٌ من الصحابة، ولا السلف الصالح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، ولا بعد مماته، ولا صنعوا له طعامًا بعد مماته، فإقامة مولد للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لأحد من الصالحين، أو الوجهاء، والاحتفال بذلك، وقراءة ما أُلِف في مولده، وقيام الحاضرين عند ذكر ولادته، زعمًا من الحاضرين أنه قد حضر ذلك الوقت، وصنع الطعام للاحتفال بالمولد لنبي أو خليفة... أو غيره من البدع المنكرة، واحترام النبي صلى الله عليه وسلم وحبه في اتباعه، والسير على شريعته.


قال الشيخ فوزان السابق رحمه الله: إقامة الموالد كلها بدعة، إذا لم يقترن بها ما هو واقع فيها اليوم من المفاسد، وأنواع الفسوق، فإذا انضمت إليها هذه المنكرات التي يجب أن يصان عنها جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويطهر ذكره من أوساخها، فلا يشك عاقل - فضلًا عن عالم - في أنها من البدع المحرمة التي لم تكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا عهد أصحابه، ولا القرون المفضلة من بعدهم.


قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: الاحتفالات البدعية... ومنها: الاحتفال بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم.


قال الشيخ علي الدبيان: الاحتفال بالمولد النبوي عملٌ ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحدٌ من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وبذا أصبح مثل هذا الاحتفال واعتياده كلَّ عام بدعةً منكرة في الدين، وفيه تشبُّه بأعياد اليهود والنصارى.


قال العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد آل الشيخ رحمه الله: قد أنكر - أي: الإمام محمد بن عبدالوهاب - ما كان عليه الناس في تلك البلاد وغيرها من تعظيم الموالد، والأعياد الجاهلية التي لم ينزل في تعظيمها سلطان، ولم تَرِد حجة شرعية ولا برهان؛ لأن في ذلك مشابهة للنصارى الضالين في أعيادهم الزمانية والمكانية، وهو باطل مردود في شرع سيد المرسلين.


سُئل الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله عما يُخَصُّ به يوم المولد من النحر... فأجاب: هذه الأمور المذكورة من البدع؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ))، وقوله في الحديث الأخر: ((إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، وهذه الأمور ليس عليها أمره صلى الله عليه وسلم، فتكون مردودة، يجب إنكارها.


سُئل الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله: عن صرف المال باسم مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأجاب: إن عمل المولد من البدع، والمنكرات والأعمال السيئة، وصرف المال لأجل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بدعة محرَّمة، فاعلها مأزور غير مأجورٍ، فيجب الإنكار على من فعل ذلك.


قال العلامة محمد إسماعيل الأنصاري رحمه الله: تقع في القصص التي تقرأ بمناسبة الاحتفال باليوم الذي يقال: إنه يوافق يوم المولد النبوي الاستغاثة بغير الله تعالى، فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وغيرها من أنواع الكفر.


قال الشيخ ناصر بن عبدالرحمن الجديع: مما ابتُلي به المسلمون في العصور المتأخرة ما استحدث من أعياد مبتدعة أشهرها وأخطرها ما يسمى عيد المولد النبوي... ولا يجوز الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم.


سئل العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟ فأجاب رحمه الله: بدعة من البدع لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فعلت في عهده، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، فالقرون الثلاثة المفضلة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))، هذه القرون الثلاثة ما فُعِل فيها، إنما فعله القرامطة أو الباطنية أو من يسمون أنفسهم بالفاطميين الذين ملكوا مصر والمغرب، وهم كذبة ليسوا بفاطميين، وإنما هم بنو عبيد، وهم رافضة غُلاة، وهم أول من ابتدع في القرن الرابع بدعة المولد، وزيَّنوا للناس أن هذا سنة، وأن فيه محبة للرسول ونحو ذلك، ومع الأسف تمكَّنت هذه البدعة وانتشرت في كثير من البلاد الإسلامية، ولا يزال يحتفل بها الكثير إلى اليوم، ويُدعى إليها، وتُكتب فيها الرسائل، ومع ذلك أهله لم يقتنعوا بكثرة ما رُدَّ عليهم،وما كُتب في ذلك من الرسائل والكتب؛ وذلك لأنهم ممن يصدق عليهم قوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ﴾ [فاطر: 8].


قال الشيخ أبو بكر جابر الجزائري رحمه الله: إن كلمة الموالد جمع مولد مدلولها لا يختلف بين إقليم إسلامي وآخر، إلا أن كلمة مولد لا تطَّرِد في كل البلاد الإسلامية؛ إذ أهل بلاد المغرب الأقصى (مراكش) يسمونه بالمواسم... وأهل المغرب الأوسط (الجزائر) يسمونه بالزرد... وأهل مصر والشرق الأوسط عامة يسمونه المولد.

 

وحكم الإسلام على هذه الموالد والمواسم والزرد والحضرات - المنع والحرمة، فلا يبيح منها مولدًا، ولا موسمًا، ولا زردة، ولا حضرة؛ وذلك لأنها بدع قامت على أساس تقويض العقيدة الإسلامية، وإفساد حال المسلمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حكم الاحتفال بالمولد النبوي
  • حكم الاحتفال بالمولد النبوي

مختارات من الشبكة

  • من أقوال السلف في البخل والشح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في الإنصاف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الودود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في معاني أسماء الله الحسنى: (الواسع، المقيت، المحسن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (اللطيف، الخبير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القاهر، القهار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الكبير، العظيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القريب، المجيب)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدارس إسلامية جديدة في وندسور لمواكبة زيادة أعداد الطلاب المسلمين
  • 51 خريجا ينالون شهاداتهم من المدرسة الإسلامية الأقدم في تتارستان
  • بعد ست سنوات من البناء.. افتتاح مسجد أوبليتشاني في توميسلافغراد
  • مدينة نازران تستضيف المسابقة الدولية الثانية للقرآن الكريم في إنغوشيا
  • الشعر والمقالات محاور مسابقة "المسجد في حياتي 2025" في بلغاريا
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/3/1447هـ - الساعة: 0:21
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب