• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق العلماء (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حديث: أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطا فهو لزوجها
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    تعريف شروط الصلاة لغة واصطلاحا
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    الحلول والاتحاد
    إبراهيم الدميجي
  •  
    الثبات: أهميته وسير الثابتين (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    لفي خسر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    عاشوراء: فضل ودروس (خطبة)
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    عظمة القرآن تدل على عظمة الرحمن (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    مكانة الصحابة رضي الله عنهم في الكتاب والسنة ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    الوصية بالوالدين (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة (المولد النبوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ذكر الله سبب من أسباب نزول السكينة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطبة: عندما يكون الشاب نرجسيا
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    علمتنا الهجرة (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    خطبة: تدبر أول سورة البقرة
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تفسير: (وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الثبات: أهميته وسير الثابتين (خطبة)

الثبات: أهميته وسير الثابتين (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/8/2025 ميلادي - 22/2/1447 هجري

الزيارات: 63

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الثبات: أهميته وسير الثابتين

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، إمام المتقين، وسيد الغُرِّ المحجَّلين، أرسله الله مبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فترك أمَّته على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.

 

فصلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره، وانتهج نهجه، إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله، اتقوا اللهَ حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن أقدامكم على النار لا تقوى، واعلموا أن ملك الموت قد تخطَّاكم إلى غيركم، وسيتخطَّى غيركم إليكم، فخذوا حذركم، واستعدُّوا لما أمامكم، واعملوا بوصية ربكم: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]. ﴿ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

 

عباد الله، إن أعظم ما يجب طلبه: الهدايةُ إلى الإسلام الذي شرعه الله، فأتمَّه، وأكمله، ورضيه، ففيه صلاحُ الدنيا والآخرة، وسكونُ النفسِ وانشراحُها، والغفلةُ عن الهداية ضياعٌ وخسران؛ قال الله جل جلاله: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].

 

ولذا جاء الأمر في القرآن العظيم بسؤال الله الهداية،بل أمرنا بطلبها كل يوم على سبيل الوجوب سبعَ عشرةَ مرةً، فتقول في كل ركعة من ركعات صلاتك: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6].

 

فإن وُفِّقْتَ يا أخي للإسلام، فالثباتُ عليه وملازمتُه من أهم المطالب.

نحن في زمنِ فتنٍ كثرت فيه الشهواتُ والشُّبهات، فتساقط أمامها فِئامٌ من الناس، وما يزيد تساقط الناس أمام الشهوات والشبهات إلا اليقين بصدقِ المصطفى صلى الله عليه وسلم.

 

فلقد أخبرَنا- بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام- فقال: «بادِروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المُظلم، يُصبح الرجل مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويُصبح كافرًا، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا».

 

عباد الله، المتأمل في نصوص الكتاب والسُّنَّة، يجد أن الهداية منَّةٌ إلهيَّة، وفضلٌ محضٌ، يتفضَّل الله به على من يشاء.


ولقد أرسل الله رُسلَه، فَيَسَّروا السُّبُل، ودلُّوا على ربهم، وأرشدوا إليه، وأبان الله الطريق الموصل لرضاه، ورغَّب فيه؛ ليحيى مَن حَيَّ عن بينة، ويهلِك مَن هَلَك عن بينة، ولا يهلكُ على الله إلا هالك.

 

وأيَّد ذلك ربُّنا جل جلاله بالحُجَج الواضحة، والبراهين القاطعة، حتى أصبح الحقُّ كفلق الصبح.

 

بل لا تزال الآيات الشرعية- آيات القرآن- والآيات الكونية ناطقةً بصحَّة الرسالة المحمديَّة.


ثم تأمل، واسمع بقلبك، وعِ قول ربك تبارك وتعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].

 

وها نحن نرى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أن الناس يؤمنون ويسلمون لمجرد سماعهم آيات من القرآن؛ لما فيها من التأثير العجيب، ومن الإعجاز العلمي، وأخباره عنَّا ليست ببعيد. القرآن وتأثيره أعظم المواعظ؛ فآياته وكلماته وتطلب الثبات وخوف الزيغ بعد الهداية، قطع قلوبَ الصالحين، وأطار النوم من أعينهم؛ فهذا فاروقُ الأمة عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه، يأتيه ابنُ عباس رضي الله عنه يوم طُعِن، فيقول له: يا أمير المؤمنين، أسلمتَ حين كفر الناس، وجاهدتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقُتلتَ شهيدًا، ولم يختلف عليك اثنان، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ.

 

فقال له عمر: أَعِدْ مقالتك. فأعادها عليه، فقال: المغرور مَنْ غررتموه! واللهِ لو أن لي ما طلعت عليه الشمسُ أو غربت، لافتديتُ به من هول المطلَع.

 

ويَبكي أبو هريرة- راوية أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم- عند موته، ويقول: والله ما أبكي حزنًا على الدنيا، ولا أسفًا على فراقكم، ولكن أبكي انتظارًا لما أمامي، لا أدري إلى جنَّةٍ أم إلى نار؟

 

وهذا مالك بن دينار، يقوم طيلة ليله قابضًا على لحيته، ويقول: يا رب، قد علمتَ ساكنَ الجنة من ساكن النار، ففِي أيِّ الدارين مالك؟ ففي أيِّ الدارين منزلُ مالك؟

 

لقد كان سلفُ الأمة حريصين غاية الحرص على الثبات على الدين حتى الممات، متفطِّنين لمداخل الشيطان وإغوائه، يعلمون حقًّا، ويؤمنون بقول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

ولا يستطيع الإنسان أن يعلم بما يُختم له، ولكنَّ الاستمرارَ على العمل الصالح أمارةٌ على حُسْن الخاتمة.

 

فهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، في مرض موته، يُروى عن ابنه صالح أنه قال: لما حضرت أبي الوفاة، جلستُ عنده، فجعل يُغشى عليه ثم يفيق، ويفتح عينيه ويقول بيده: "لا، بعد! لا، بعد!" فلما كانت الثالثة، قلت له: يا أبتِ، ما هذا الذي تُلهج به؟ قال: يا بني، أما تدري؟ قلت: لا. قال: إبليس- لعنه الله- قائمٌ بحذائي، عاضٌّ على أنامله، يقول: يا أحمد، فُتَّني! فأقول: "لا، بعد! لا، حتى أموت".

 

أُناسٌ علموا أن الثبات بيد الله تبارك وتعالى، فكان الثباتُ على دين الله أهمَّ مطالبهم، يدعون الله ليلًا ونهارًا، وسرًّا وجهرًا، يتحرَّون أوقات الإجابة، يسألون الله أن يُثبِّتَهم.

 

هذا ثبات نبيِّكم صلى الله عليه وسلم، وثبات أئمة الإسلام. فما هي قضية الثبات على الإسلام في نفسك؟

 

وما هو الجهد الذي تبذله للثبات على دينك حتى تموت؟

 

يقول أحد السلف: "خوفُ الصِّدِّيقين من سوء الخاتمة عند كل خَطرة، وعند كل حركة".

 

هم الذين وصفهم الله بقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60].

 

وكان من دعاء أولي الألباب في القرآن: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].

 

عباد الله، من أراد السلامة، فليلزم الاستقامة، ومن أراد الثبات، فليُكثِر من الدعاء، واللجوء إلى الله.


عباد الله، من أراد السلامة فليلزم الاستقامة، يقول ابن رجب رحمه الله: "الخواتيم ميراثُ السوابق"؛ أي: من شبَّ على شيء شاب عليه، ومن شابَّ على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِث عليه.

 

والغرض من الوعظ هو الاندفاع والعمل لتصحيح المسار؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾ [النساء: 66].

 

عباد الله، لقد جاء مفهوم الثبات في نصوص الكتاب والسنة بتصريفات متعددة وصيغ متنوعة لبيان أهميته وأثره فكرًا وسلوكًا، وتجلَّت دلالاته في وجوه كثيرة، منها:

• أنه ذُكر في القرآن في معرض الفضل من الله على عباده والامتنان؛ قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

 

• ويأتي الأمر بالثبات بصيغة الإلزام لا التخيير؛ قال الله جل جلاله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

 

• وجاء الثبات في صورة المدح والثناء؛ قال الله جل وعلا عن المنفقين في سبيله: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ﴾ [البقرة: 265].

 

• وجاء الثبات في مقام التأسي والاقتداء بأنبياء الله ورسله؛ قال الله جل وعلا مخاطبًا نبيَّه ومسلِّيًا له، ومخاطبًا أمته من بعده: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120].

 

• وجاء الثبات في مشاهد التضرُّع والافتقار والابتهال إلى الله جل وعلا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147].

 

عباد الله، تتجلَّى أهمية الثبات على الدين والقيم والمبادئ؛ لأن ذلك أمر الله جل جلاله، وحقيق بأمر الله أن يُتَّبع؛ قال الله جل وعلا: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99].

 

وتتجلَّى أهمية الثبات عند اختلال الموازين والاضطراب، واسْمَع لوصية حبيبك صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: «تأتي على الناس سنواتٌ خدَّاعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة». قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».

 

فالثباتَ، الثباتَ عباد الله، ثبَّتني الله وإياكم على دينه حتى نلقاه، ووفَّقنا لبلوغ أعلى المراتب، وأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن قال الله فيهم: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثره إلى يوم لقائه.

 

عباد الله، إن من أعظم ما يُوصِل إلى الثبات: سؤالُ الله جل وعلا، والتضرع بين يديه أن يُثبِّتك على دينه حتى تلقاه.

 

فهذا غالبُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المعصوم بعصمة الله له، كان يقول كثيرًا: «يا مُقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك».

 

قيل له: يا رسول الله، آمَنّا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء». فالثبات عزيز؛ ولذا وجب أن يُؤخَذ له بكل سبب:

• بالاستمرار على الطاعة.

• ومتابعة الحسنة بالحسنة.

• وإقامة الصلاة في وقتها وفي المسجد.

• والإكثار من قراءة القرآن.

• والدعاء بأن يُثبِّت الله قلبك على دينه.

 

اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحُسْن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودَمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحِّدين، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذله، وولِّ علينا خيارنا، ولا تولِّ علينا شرارنا، يا جبَّار السماوات والأرض.

 

اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمرنا، وارزقهم البِطانة الصالحة الناصحة، التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على الحق يا رحمن، اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازِهم عنا خير ما جزيت والدًا عن ولده.

 

اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا برَّه ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه رحمةً واسعةً، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة، اللهم اجعلنا وإياهم في زمرة النبيين، والصدِّيقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

 

اللهم أصلح نيَّاتنا وذرياتنا، وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا، وأعمامنا وعماتنا، وأخوالنا وخالاتنا، ومن له حقٌّ علينا يا أرحم الراحمين.

 

واعلموا- رحمكم الله- أنكم في خيرِ الأيام وسيِّدها، يوم الجمعة، ومن خير ما تتقرَّبون به إلى ربِّكم في هذا اليوم: كثرةُ الصلاة والسلام على نبيِّكم محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم أورِدنا حوضَه، واسقِنا من يده الشريفة شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا، واجعلنا من أهل شفاعته، واجعلنا من جيرانه في جنة النعيم، يا رب العالمين.

 

اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارِك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد.

 

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مواعظ الشتاء (خطبة)
  • محمد صلى الله عليه والسلام قدوة الأزواج (خطبة)
  • وداع رمضان (خطبة)
  • ماذا بعد رمضان (خطبة)
  • صلاة الفجر (خطبة)
  • لا تغرنكم الحياة الدنيا (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الثبات عند الابتلاء بالمعصية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سورة آل عمران (5) الثبات والتثبيت(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الثبات... الثبات...(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات على الدين (2) الطريق إلى الثبات (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الثبات الثبات عباد الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا مسلمي أوربا: الثبات الثبات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • من وحي عاشوراء: ثبات الإيمان في مواجهة الطغيان وانتصار التوحيد على الباطل الرعديد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية ممارسة الهوايات عند الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية المسؤولية في العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/2/1447هـ - الساعة: 8:46
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب