• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسباب تليين القلوب
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    البر بالوالدين وصية ربانية لا تتغير عبر الزمان ...
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الأرض شاهدة فماذا ستقول عنك يوم القيامة؟! (خطبة)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    الإسلام يدعو إلى الرفق
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير: (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    حسن الظن بالله من أخلاق المؤمنين
    د. نبيل جلهوم
  •  
    روضة المسبحين لله رب العالمين (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (30) «إن الله ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    خطبة: شكر النعم
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    فضل ذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح والمغرب
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطبة: فتنة الدجال... العبر والوقاية (2)
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    شروط الصلاة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    لا بد من اللازم!
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (29) «أخبرني ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    يا أهل بدر اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ما يستثنى من الآنية وثياب الكفار والميتة من كتاب ...
    مشعل بن عبدالرحمن الشارخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

إيلاف النعم (خطبة)

إيلاف النعم (خطبة)
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/7/2024 ميلادي - 14/1/1446 هجري

الزيارات: 12431

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إيلافُ النِّعَمِ

 

الحمدُ للهِ ذي الأوصافِ العاليةِ والنِّعمِ الضافيةِ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، غطَّى جودُه كلَّ ناحيةٍ، وأحاطَ علمُه كلَّ خافيةٍ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلّمَ عليه وعلى آلِه وصحبِه الفرقةِ النّاجيةِ.

 

أما بعدُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أيها المؤمنون!

عطاءُ اللهِ نهرٌ غَمَرَ العبادَ بسوابغِ النِّعمِ الظواهرِ والبواطنِ، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]؛ تحبُّبَاً، وابتلاءً لشكرِهم وصبرِهم. هذا، وإنَّ أُلفةَ النِّعمِ مِن أشدِّ المخاطرِ التي كثيراً ما تُكدِّرُ صفاءَها، وتَحرِمُ بركتَها، وتُهدِّدُ بقاءَها، وذلك حين يَعتادُها المرءُ، ويَكثرُ إمساسُه لها، حتى غدا لا يَشعرُ بها إلا إنْ فَقَدَها! إنِّ أُلفةَ النِّعمِ مَزْلَقٌ جِدُّ خطيرٍ؛ كثيراً ما يُفضي إلى قبائحَ تَهوي بالشقيِّ في قَعْرٍ سحيقٍ من دركاتِ غضبِ اللهِ وعقابِه. ومن شؤمِ القبائحِ التي تُفْرِزُها تلكمُ الألفةُ نسيانُ النِّعمِ والغفلةُ عنها، وعدمُ خَطَرِ ذِكرِها على القلبِ، وانحباسُ اللسانِ عن التحدثِ بها؛ فضلاً عن شكرِها. جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ يَشْكُو ضِيقَ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ يُونُسُ: أَيَسُرُّكَ بِبَصَرِكَ هَذَا الَّذِي تُبْصِرُ بِهِ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: الرَّجُلُ لَا، قَالَ: فَبِيَدَيْكَ مِائَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ: فَبِرِجْلَيْكَ؟ قَالَ الرَّجُلَ: لَا، فَذَكَّرَهُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقَالَ يُونُسُ: أَرَى عِنْدَكَ مِئِينَ أُلُوفٍ وَأَنْتَ ‌تَشْكُو ‌الْحَاجَةَ! وما تزال تلك الغفلةُ تَستحْكِمُ على القلبِ حتى تُشْعِرَه بشعورِ الاستحقاقِ والجَدارةِ والاعتدادِ بالنفسِ إذ كانت أهلاً لتنزُّلِ النِّعمِ وحيازتِها وبقائها، كما فاهَ به مَنطِقُ قارونَ الكفورُ إذ ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78].

 

عبادَ اللهِ!

والزهدُ في النعمةِ واستقلالُها من شؤمِ أُلفَتِها؛ فلا تَمتدُّ العينُ حين يُعْميها حِجَابُ الألفةِ عن تبصُّرِ قدْرِ النعيمِ الموجودِ إلّا إلى استقلالِه واحتقارِه والتطلُّعِ إلى ما في يدِ الغَيرِ وتَطلُّبِ المفقودِ. قال محمدُ بنُ غسانَ الهاشميُّ: دخلتُ على والدتي في يومِ نَحْرٍ، فوجدتُ عندها امرأةً بَرْزَةً[1]في ثيابٍ رَثَّةٍ، فقالت لي والدتي: أتعرفُ هذه؟ قلت: لا، قالت: هذه أمُّ جعفرَ البرمكيِّ (أحدِ كبارِ وزراءِ الخليفةِ هارونَ الرشيدِ)، فأقبلتُ عليها بوجهي وأكرمتُها، وتحادثنا زماناً، ثم قلتُ: يا أمَّه، ما أعجبَ ما رأيتُ! فقالت: لقد أتى عليَّ -يا بُنيَّ- عيدٌ مثلُ هذا وعلى رأسي أربعُمائةِ وَصِيفةٍ[2]، وإنِّي لَأعدُّ ابني عاقَّاً لي، ولقد أتى عليَّ -يا بُنيَّ- هذا العيدُ وما مُنايَ إلا جِلدا شاتينِ أفترِشُ أحدَهما وألتحِفُ الآخرَ، قال: فدفعتُ إليها خمسَمائةِ درهمٍ، فكادتْ تموتُ فَرَحاً بها، ولم تزلْ تختلفُ إلينا حتى فرَّقَ الموتُ بيننا ". والمللُ والتشكِّي مِن أُلفةِ الحالِ داءٌ خطيرٌ سَلَبَ به اللهُ نعمتَه من أممٍ حينَ رَتَعَتْ في ذلك المَرتِعِ الوخيمِ، كما حكى اللهُ عن سَبَأٍ حين شَكَوْا امتدادَ رُقعةِ نعيمِهمُ الذي كانوا به لا يَتزوَّدون في سفرِهم من اليمنِ إلى الشامِ لوفرةِ النِّعمِ بالقُرى الظاهرةِ التي لا تنقطعُ؛ فطلبوا أنْ يُباعِدَ اللهُ هذه القرى عن بعضِها؛ بطراً وكفراً، فقالَ: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [سبأ: 15 - 19]، وكما وقعَ لبني إسرائيلَ حين طَلبوا تبدُّلَ طعامِ المَنِّ والسلوى الشهيِّ الذي يتنزَّلُ عليهم دون كُلْفةٍ بالطعامِ الأدنى، كما قال اللهُ -تعالى-: ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61]. قال ابنُ القيِّمِ: " وليسَ على العبدِ أضرُّ مِن ‌مَلَلِه لِنعمِ اللهِ؛ فإنّه لا يراها نعمةً، ولا يشكرُه عليها، ولا يفرحُ بها، بل يَسخَطُها، ويشكوها، ويَعُدُّها مصيبةً، هذا وهيَ من أعظمِ نعمِ اللهِ عليه. فأكثرُ الناسِ أعداءُ نِعَمِ اللهِ عليهم، ولا يَشعُرون بفتحِ اللهِ عليهم نِعمَه، وهم مجتهدون في دفعِها وردِّها جهلًا وظلمًا؛ فكم سَعَتْ إلى أحدِهم مِن نعمةٍ وهو ساعٍ في ردِّها بجَهدِه! وكم وصلتْ إليه وهو ساعٍ في دفعِها وزوالِها بظلمِه وجهلِه! ". ومن أخطرِ ما تُفْرِزُه ألفةُ النِّعمِ الأمانُ من زوالِها، والاسترواحُ لدوامِها؛ فيَلِجُّ المرءُ في طغيانِه، ولا يَرعوي عن غيِّه، وذاك داءُ أهلِ التَّرفِ؛ وهو من أعظمِ أسبابِ زوالِ النِّعمِ وتحوُّلِ العافيةِ وفُجاءةِ النِّقمِ، كما حذَّرَ اللهُ قريشاً كفرانَ نعمتِه عليهم بإيلافِهم واعتيادِهم دَرَّ الأرزاقِ برحلةِ الشتاءِ والصيفِ وأمْنِهم بوجودِ بيتِه العتيقِ. وكان مِن دائبِ دعائه صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ! إني أعوذُ بك من زوالِ نِعمتك، وتحوُّلِ عافيتك، وفُجاءةِ ‌نِقمتك، وجميعِ سخطِك " رواه مسلمٌ.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ.

أما بعدُ، فاعلموا أنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ...

 

أيها المؤمنون!

وحتى يَسلمَ المرءُ من مَخاطرِ أُلفةِ النَّعيمِ؛ فإنَّ عليه واجبَ التمسُّكِ بطوْقِ نجاةِ الشكرِ ومحاسبةِ النفسِ على التشبُّثِ به؛ لئلا يَغرقَ في طوفانِ الأُلفةِ وهو لا يَشعرُ؛ فذاك أمانٌ من التغييرِ، بل هو ضمانٌ للزيادةِ والبركةِ، وسببٌ لهناءِ العيشِ بها، ومُكْسِبٌ لكنزِ القناعةِ التي يكونُ بها الغِنى وطِيبُ الحياةِ؛ وذاك مِن عطاءِ المَزيدِ للشاكرين. "وذكرَ العارفون أنَّ الربَّ قَطَعَ بالمزيدِ مع الشكرِ، ولم يستثنِ فيه، واستثنى في خمسةِ أشياءَ: في الإغناءِ، والإِجابةِ، والرزقِ، والمغفرةِ، والتوبةِ؛ فقال تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ﴾ [التوبة: 28]، وقال تعالى: ﴿ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ ﴾ [الأنعام: 41]، وقال تعالى: ﴿ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 212]، ﴿ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 40]، وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ﴾ [التوبة: 27]، وقال في الشكرِ من غيرِ استثناءٍ: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]". فالنِّعمُ وحشيةٌ؛ تَنْفِرُ إلا إنْ قُيِّدَتْ بعِقالِ الشكرِ. ومن أعظمِ ما تُشكَرُ به النِّعمُ اعترافُ العبدِ بانفرادِ اللهِ بإسدائِها واستحقاقِ حَمْدِها، ولَهَجُ اللسانِ بذلك الحمدِ، كما جاءَ في مناجاةِ المصلي ربَّه إذا قال في الفاتحةِ: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، قال اللهُ: " حَمِدَني عبدي " رواه مسلمٌ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللهُمَّ ‌مَا ‌أَصْبَحَ ‌بِي ‌مِنْ ‌نِعْمَةٍ، أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ؛ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ يومِه، ومَن قالَ مِثلَ ذلك حين يُمسي؛ فقد أدَّى شُكرَ ليلتِه " رواه أبو داودَ وصحَّحَه ابنُ حبانَ وحسَّنَه ابنُ القيِّمِ. كتبَ عَديُّ بنُ أَرْطاةَ إلى عمرَ بنِ عبدِالعزيزِ: إنَّ الناسَ ‌أصابوا ‌خِصْباً وخيراً كادوا يَبْطُرون له، فكتبَ إليه عمرُ: " إنَّ اللهَ رضيَ من أهلِ الجنةِ حين دخلوها بأنْ قالوا: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، فمُرْ مَنْ قِبَلِك أنْ يَحمدوا اللهَ على ما آتاهم إنْ شاءَ اللهُ، والسلامُ ". والعملُ الصالحُ، والاستغفارُ من جناياتِ الغفلةِ عِمادٌ لا يَقومُ بناءُ الشكرِ إلا عليه؛ ولذا شُرِعَ الجمعُ بين الحمدِ والاستغفارِ، قالت عائشةُ -رضيَ اللهُ عنها-: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‌يُكْثِرُ ‌مِنْ ‌قَوْلِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " رواه مسلمٌ. لَحِقَ بكرُ بنُ عبدِاللهِ المزنيُّ حَمَّالًا عَلَيْهِ حِمْلُهُ وَهُوَ يَقُولُ:‌‌ الْحَمْدُ لِلَّهِ، اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، قَالَ: فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى وَضَعَ مَا عَلَى ظَهْرِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: مَا تُحْسِنُ غَيْرَ ذَا؟ قَالَ: بَلَى، أُحْسِنُ خَيْرًا كَثِيرًا: أَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ (أي: أحفظُه كاملاً)، غَيْرَ أَنَّ الْعَبْدَ بَيْنَ نِعْمَةٍ وَذَنْبٍ، فَأَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى نَعْمَائِهِ السَّابِغَةِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ لِذُنُوبِي، فَقُلْتُ: الْحَمَّالُ ‌أَفْقَهُ ‌مِنْ بَكْرٍ!

 

ذاكم -يا عبادَ اللهِ- فقهُ التعاملِ مع خطرِ أُلفةِ النَّعيمِ.

إِذا كُنتَ ‌في ‌نِعمَةٍ ‌فَاِرْعَها
فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ النِعَم
وَحافِظ عَلَيها بِتَقوى الإِلَهِ
فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم


[1] كبيرة سن.

[2] خادمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من مفردات غريب القرآن (1) (الإيلاف)
  • إلف النعم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • آداب النعمة وواجبنا نحوها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان بين النعمة والنقمة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البر بالوالدين وصية ربانية لا تتغير عبر الزمان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأرض شاهدة فماذا ستقول عنك يوم القيامة؟! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روضة المسبحين لله رب العالمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فتنة الدجال... العبر والوقاية (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بناء الشخصية الإسلامية في زمن الفتن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اكتشف أبناءك كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضيلة الصف الأول والآثار السيئة لعدم إتمامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حقوق الجار وأنواعه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/3/1447هـ - الساعة: 13:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب