• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    غنى الخالق عن خلقه وافتقار جميع خلقه إليه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    قبسات من أنوار عفوه وصفحه صلى الله عليه وسلم عمن ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    واجبنا قبل رمضان
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    دموع الخشية من الله عز وجل
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حسن الاستعداد لموسم الزاد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تفسير: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: يا محمد، ألا تخبرني ما الإيمان؟
    الشيخ طارق عاطف حجازي
  •  
    تحويل القبلة: تأملات وعبر
    د. عبدالمحمود يوسف عبدالله
  •  
    يسمونها بغير اسمها
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    جدول أحوال أصحاب الفروض
    علي بن يحيى بن محمد عطيف
  •  
    رفيقك عند تلاوة القرآن (تفاسير مختصرة)
    سالم محمد أحمد
  •  
    خطبة بين يدي رمضان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    أحكام العارية ونوازلها والأدلة والإجماعات الواردة ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    المرشد اليسير للتعامل مع التفاسير
    منى بنت سالم باخلعة
  •  
    القرآن سكينة القلوب (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

الشذوذ الجنسي انحراف نفسي

الشذوذ الجنسي انحراف نفسي
د. خالد بن محمد الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/5/2022 ميلادي - 21/10/1443 هجري

الزيارات: 14441

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشذوذ الجنسي انحراف نفسي


تشيع اليوم الدعوةُ إلى تطبيع الشذوذ الجنسي، وتقبُّله باعتبار أنه خيار من حق صاحبه أن يقرِّر ميوله وجنسه، ويدعم هذه الدعوة وسائل إعلام عالمية ودول كبرى أقرت الشذوذ حقًّا شخصيًّا، وسمحت بالشذوذ سلوكًا مقبولًا لدى الأفراد، وسمحت بالزواج بين الشواذ، حتى أصبح بعض الوزراء ورؤساء لدول من الشواذ المتزوجين بشواذ بطريقة قانونية ومعلنة، وهنالك عدد من مجموعات الضغط "اللوبيات" التي تمارس ضغوطها لنشر الشذوذ وتطبيعه على مستوى العالم، وقد ناقشت ذلك في مقال سابق بعنوان إعلان جمهورية المثليين، وماذا بعد؟

 

وفي هذا المقال سنناقش قضية الشذوذ من الناحية النفسية من جهة أسبابه وآثاره الفردية والأسرية والصحية والمجتمعية من خلال مراجعة لكتاب "الرجولة إنجاز".

 

وفي البداية حين نتساءل عن تحول الطفل إلى الشذوذ الجنسي من أين جاء ؟ وماهي أسبابه؟

 

وكيف تقوده مشاعر الألم إلى سيطرة الأفكار الشاذة التي تغير سلوكه ثم تقوده إلى الشذوذ؟

 

وبقراءة مدققة يُمكن أن نلخص الأسباب النفسية التي قد تكون مجتمعة وقد تكون متفرقة؛ من حيث العدد أو حتى من حيث درجتها - في الجوانب التالية:

1- شعور الشاذ بأنه شخص غير محبوب (شعوره بعدم القبول).

 

2- افتقاده لدور الأب القدوة في جوانب الرجولة في مراحله الأولى لتكوين شخصيته.

 

3- افتقاد دور الأب يؤدي إلى ارتباطه الزائد بالأم مما يجعل سلوك الأنثى هو القدوة.

 

4- رفض الأنداد والانعزال عنهم؛ مما يقلِّل من فرص السلوك المناسب للذكورة بالنسبة للأولاد والسلوك المناسب للأنثى بالنسبة للبنات.

 

5- ينتج عما سبق ضعف الثقة بهويته الجنسية.

 

6- في بعض الحالات قد يكون تعرض لاعتداء الجنسي في مراحل مبكرة.

 

7- ممارسة تجارب جنسية مبكرة وقد يكون مارس فيها دور الأنثى.

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

ويتضح للمتأمل أن السبب الرئيس للشذوذ الجنسي يعود إلى أنه مشكلة نفسية وتربوية بالدرجة الأولى تحدث بسبب خلل في عملية التنشئة، وانحراف في النمذجة السلوكية، فافتقاد القدوة المناسبة والتعرض لخبرات سيئة من قبل عالم الكبار يقود إلى الانحراف عن السلوك السوي.

 

وفي تجربة الذكور الذين تعالجوا من الشذوذ يتضح أنه:

"لا يوجد شاذ لم يعان من جراح في علاقته بعالم الذكور"، "لم نجد حالة واحدة لرجل يتألم من ميوله الشاذة، لم تعان علاقته مع الرجال الآخرين أو مع عالم الرجال من النفور العاطفي والإقصاء، كل طفل لديه حنين إلى حب الأب، وإلى احتضانه له، وإلى من يقوده ويرشده إلى عالم الرجال، وإلى أن يعترف بطبيعته الرجولية؛ إذا لم تتوفر له مثل هذه العلاقات للترحيب به في عالم الذكورة، فسوف يبقى بعيدًا فقط يتطلع إلى الرجال الآخرين باشتياق ورغبة"، ذلك ما بيَّنه "ريتشارد ويلر" وهو يتحدث نيابة عن مجموعة من الرجال الذين شُفوا من الشذوذ - وهو أحدهم وتأكيدًا لكلام ويلر، يقول مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: فأنا لم أقابل حالة واحدة لشاذ لم يعان من جراح في علاقته مع عالم الذكور.

 

ويبدو كما يرى البعض أن مشاعر اليأس من تكاليف الرجولة قد تقود بعض الأطفال إلى الشذوذ الجنسي! إذ إن تعوُّدَ الليونة والدلع في الطفولة المبكرة، وحب الراحة والهرب من المسؤوليات قد تكون بداية الانزلاق في وحل الشذوذ.

 

يقول آلان ميدينجر: "الطريق إلى الرجولة طويل جدًّا، وهو مليء بالتعلم والمحاولة والفشل والمحاولة مرة أخرى، بعض الصبية لا يكملون الطريق، في مرحلة ما تصبح الضغوط كبيرة، فالهزائم والفشل مريرة جدًّا، ويقرر الصبي الانسحاب من مواصلة الرحلة، وينعطف في مسار جانبي، لقد كنت واحدًا من هؤلاء الصبية، وقادني هذا المسار الجانبي إلى عالم الشذوذ..".

 

نفس هذا الرأي الذي يرى الرجولة تكليفًا يحتاج إلى بذل جهد من قِبل الطفل تؤيده الناشطة السحاقية کاميلی باجليا إذ تقول: "المرأة مرأة، ولكن الرجل لا بد أن يسعى ليكون رجلًا، فالرجولة مفهوم محير ومحفوف بالمخاطر، ولا يمكن اكتسابه إلا من خلال التمرد على الأنوثة، ولا يؤكد الرجولة إلا رجال آخرون..".

 

هذه المشاعر بتكاليف الرجولة ووجوب سعي الطفل الناشئ للقيام بها؛ ليلتحق بعالم الرجال قد تتعرض لهزة عنيفة..

 

"فعندما يحدث له اعتداء من قبل الذكور الآخرين.. فإن ارتباكًا مريرًا يعصف بالصبي يفقده القدرة على تمييز الأشياء من حوله، فيخلط بين الحب والإيذاء، وبين الأنوثة والذكورة".

 

ومن هنا ينبع الخطر، فحين يفقد الصبي الانسجام مع هويته الجنسية، يشعر أنه أقل ذكورة من أقرانه،

ولذلك فهو يعجب بالذكورة أو الفحولة التي تبدو على الذكور الآخرين، والتي يشعر أنه يفتقدها مما يجعله ينكفئ إلى والدته بحثًا عن الشعور بالأمان الذي يفتقده بين الذكور..

 

وهذا السقوط يبدأ حينما يبتعد الصبي عن والده الذي يفترض أن يكون قدوته في عالم الرجولة، وذلك حين يفقد من والده:

1- الإشباع العاطفي.

 

2- والاهتمام.

 

3- والقبول والرضا.

 

حينها تتآكل علاقة الصبي مع والده وتصبح عديمة الأهمية فتسقط القيمة الرمزية للأب؛ مما يقود الصبي للبحث عن معالم الفحولة لدى الذكور الآخرين!

 

وفي تلك الحال يقوم الصبي بترميز رموز للفحولة والرجولة، ويجعلهم مقصدًا يتسول منهم إشباع جوعه العاطفي، "ومنذ تلك اللحظة، تبدأ علاقتهم – الشاذين - مع آبائهم بالتآكل، وتصبح عديمة الأهمية، فتسقط رمزية الأب بالنسبة لهم، وهو الأمر الأكثر خطورة، فتجدهم لا يهتدون عندما يكبرون أن يصبحوا مثل آبائهم، وفي الحقيقة هذا يعني أنهم يعلنون تنازلهم عن أي طموح لتحقيق ذكوريتهم الفطرية، وبعد ذلك عندما يتجنبهم الأطفال الأسوياء يستغرقون في وحل الانطواء والوحدة، وهو ما يكرِّس شعورهم بالدونية، وبأنهم ليسوا ذكورًا بالقدر الكاف، وفي نهاية المطاف يقودهم كل هذا إلى أن يزداد إعجابهم بمعالم الفحولة البادية على الذكور الآخرين..

 

يكشف ذلك بوضوح أحد الشاذين المتعافين حين يقول:

"شعورنا بالنقص - نحن الرجال - يجعلنا نتوق ونتلهف لأن يقبل بنا الآخرون، وخاصة من يملكون ذكورة طاغية، نبدأ بالإعجاب بمعالم الفحولة التي تبدو على الذكور الآخرين، والتي نشعر أننا نفتقدها، وهذا الإعجاب يعمق الفجوة التي صنعناها بأوهامنا بيننا وبين الرجال الحقيقيين، وإعجابنا المفرط بهم يعمق من شعورنا بنقص الرجولة، ويدفعنا إلى تجريد هؤلاء الرجال من إنسانيتهم والتعامل معهم كرموز بعيدة المنال".

 

يؤيد ذلك اعتراف كولن ويلسن في سيرته الذاتية - رحلة نحو البداية - أن سلوكه كان أنثويًّا وهو طفل، وأنه كان متعلقًا بأمه وعلاقته بوالده سيئة، وذكر شيئًا مما يقوده إلى الشذوذ يقول في ذلك:

"ولقد كانت هناك باعتراف الجميع مظاهر قليلة لأشياء تظهر لي الآن على أنها كانت أنواعًا من الانحراف الجنسي، لقد أحببت أن أرتدي ثياب أمي، بما في ذلك ثيابها الداخلية، وأعرف عن هذا من خلال ما قاله هافلوك إليس: إن هذا السلوك دائمًا ما يعبر عن ميل إلى الشذوذ الجنسي - مثلما يشير إليه ارتباطي العصبي بأمي ومقتي لأبي، وفي الحقيقة فإنه لم يحدث أبدًا أن لاحظت أي أثر للشذوذ الجنسي في تكويني في أي فترة من الفترات، رغم ما سمعته من حين إلى حين من بعض الأصدقاء المصابين بالشذوذ الجنسي من أن كل إنسان يتضمن في فترة مراهقته جانبًا يعبر عن الشذوذ الجنسي، فإذا كان لدي مثل هذا الجانب، إذًا فإنني قد فشلت في ملاحظته، ولقد ظهرت لدي أيضًا ميول واضحة نحو النزعة السادية، هذه الميول التي برزت في عدم التسامح بصورة عنيفة...".

 

لكن ما ذكره عن علاقته بجده وأعمامه وعلاقاته بأصدقائه وشجاراته العنيفة وهو طفل، يبدو أنها حدَّت من تحوله إلى الشذوذ الجنسي؛ إذ ضمنت له تلك التجارب والعلاقات مصدرًا غنيًّا لتغذيته بمشاعر الرجولة التي تغلبت على نزعته الأنثوية التي مر بها في طفولته الأولى.

 

في الأسرة يكمن الداء وفيها الدواء:

ونظرًا إلى أهمية الأسرة في تأثيرها على سلوك الطفل وميوله إلى الشذوذ، فإن هنالك أبحاثًا علمية مهمة تظهر أن عائلات الصبية الذين يعانون اضطراب الهوية الجنسية، تميل إلى الحياة الفوضوية، وقد كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت على 610 من هؤلاء الصبية، عن وجود مستوى عال من الخلافات الأسرية، ولاحظ الكثير من الأطباء وجودَ نسبة أعلى من حالات الطلاق والانفصال، والتعاسة الزوجية في عائلات مرضاهم الشاذين، وسبق أن لجأ الكثير من آباء هؤلاء الصبية وأمهاتهم لطلب الاستشارة الزوجية قبل أن تظهر حاجة أطفالهم إلى الرعاية الطبية بسبب اضطراب الهوية الجنسية لديهم.

 

كما وجد أن هنالك سمة مشتركة بين آباء الرجال الشواذ وهي: العجز عن استحضار القدرة على حل مشكلات علاقاتهم مع أبنائهم، وبدلًا من التواصل بقوة، فإن هؤلاء الآباء كانوا يميلون إلى الانسحاب والتجنب والشعور بالألم، وبالتالي انعكس هذا على علاقتهم بأطفالهم وحرمانهم من النشأة السوية.

 

وحين تتبع انحرافات الأبناء فغالبًا ستجد أنها ظهرت ضمن أسرة غير سوية، وتعدت آثارها لتصبغ سلوك أبنائها في بقية أعمارهم، كما تدل على ذلك الدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية.

 

وظهر في بعض الحالات النادرة أن تريد أمهات الصبية الشواذ جنسيًّا أن يصبحن رجالًا، فيبدأنَ في التنافس مع أولادهن؛ مما يشوه مفهوم الذكورة لدى هؤلاء الصبية، وحين تصبح المرأة المسترجلة قدوة لطفلها، فإن ذلك سيجعل معالم الرجولة لديه مشوهة!

 

تغيير الهوية الجنسية لن يغير الواقع:

على المجتمع أن يقاوم تضليل الذات وتضليل الأفراد الذي تمارسه جماعات دعم الشواذ:

فإن قطع أجزاء من الجسم

وتكبير حجم الثدي

وحقن الهرمونات

وقص اللحية

لن تحول الرجل إلى امرأة

بل ستجعل منه أقل من شخص خصيٍّ!

 

يقول ديل أوليري مؤلف كتاب أجندة الهوية الجنسية:

"إنه يجب على المجتمع أن يقاوم تضليل الذات والفتى في - مدينة بروكتون، بولاية ماساشوستس - لا تجب الإشارة إليه بالضمير "هي"، ولا يهم في ذلك عدد القضاة والاختصاصيين المعالجين الذين يد عون بأنه كذلك، بل هو في الحقيقة يعاني اضطرابًا حادًّا في الهوية الجنسية، ولذلك فهو في أمس الحاجة إلى المساعدة الجادة، وللأسف فإن الكثير من اختصاصيي الصحة العقلية والطبية يرون أن تقديم الدعم لهذه الصورة المضللة يعتبر أساسًا للعلاج بدلًا من العمل على إيجاد علاج لهذا النوع من المشكلات النفسية، والأدهى من ذلك، أنهم يتمادون في ضلالهم من خلال السماح بإجراء عملية جراحية تستهدف تغيير جنس الفرد.

 

إن المرضى الذين يعانون الاعتقاد بأنهم رجال محبوسون أجساد النساء، (أو أنهم نساء محبوسات في أجساد الرجال)، يحتاجون إلى مساعدة حقيقية، إن قطع الأجزاء الخاصة بجسم الرجل وتكبير حجم الثدي، وحقن الجسم بالهرمونات الأنثوية، وقص اللحية لن تجعل من هذا الرجل امرأة - بل ستجعل منه شيئا أقل من شخص خصي - إن إجراء العملية الجراحية لن يغير من حقيقة أن كل ذرة وكل خلية في جسد هذا الرجل تُظهر بوضوح الجينات الذكورية.

 

ويشير "أوليري" أيضًا إلى أن كل هذه الجهود هي جزء من حركة اجتماعية تهدف إلى إثارة البلبلة حول الهوية الجنسية للفرد، وزعزعة استقرار الحياة الجنسية السوية".

 

علاقة الشواذ بعالم ديزني:


علاقة الشواذ بعالم ديزني علاقة إشباع الجانب الأنثوي في تكوينهم الشاذ!

 

"يشعر الرجال الشواذ بالانجذاب نحو الصور الأنثوية المثيرة للإعجاب والجدل، ولا يختارون الرجال رموزا لهم، فيشعرون بسحر شخصيات نسائية يتسمن بالصرامة والحزم والإغراء مثل "جودي جارلاند"، و"باربرا سترايساند"، و"بيتي ديفيس" و"بيتي ميدلر"، أو شخصيات مأساوية أُسِيَء فَهْمُهنَّ مثل "مارلين مونرو"، و"جودي جارلاند"، و"الأميرة ديانا"، وعندما كان هؤلاء الشواذ أطفالًا، كانت تأسرهم صور كرتونية مثل الأميرة الهندية "بوكاهانتس"، وعروس البحر الصغيرة و"سندريلا"، وكانت مسايرة الرموز الأنثوية تتيح لهم النفاذ إلى التصورات الأنثوية السرية لعالم الطفولة؛ مما كان يسمح لهم بالهروب من تحدي تنمية قدراتهم الذكورية.

 

ويتساءل "توم هيس" كبير المحررين سابقًا في "عين على العائلة"، وهي مؤسسة كنسية تهتم بشؤون الأسرة: "لماذا ينجذب الرجال الشواذ إلى عالم ديزني في شهر يونيو من كل عام؟

 

إن كل من يشكك في أن الاضطراب الجنسي هو أساس الشذوذ الجنسي لدى الرجال، سوف تزول شكوكه بعد أن يرى احتفال ديزني السنوي بما يسمى يوم الشاذين، يقول "هيس" ملاحظًا: "إن الإعجاب الشديد برموز عالم ديزني - مثل "أليس" - هو أحد الأمور المفضلة التي تجذب انتباه الشواذ الذين يتقاطرون على ديزني في يوم الشواذ في كل عام.

 

ويضيف "هيس" تنزل سنووايت ومعها الأقزام السبعة من عربة الغابة المسحورة، وابتسامة عريضة تعلو وجوههم، ويدعون الكثير من الأطفال تحت سن السادسة للانضمام إليهم والرقص معهم، ولكن في هذا اليوم يوم الشواذ هناك رجل يرقص بمرح مع سنووايت، بينما يرتدي تاجًا من الماس لفتاة صغيرة.

 

ويقول "هيس": وهناك أيضًا آلاف الشواذ الذين يشاهدون ذلك، والذين يظهرون الفرحة مثل الأولاد الصغار.. فهناك بحر من الرجال الذين يصفقون ويهتفون".

 

اختيار الشذوذ بوابة للدمار:

الشذوذ الجنسي أوسع بوابات الانتحار والمشاكل العقلية، كما أنه أهم أسباب الأمراض النفسية والجسدية!

 

ففي عصر كثُرت فيه المؤثرات - ولا سيما في السينما وفي وسائل التواصل الاجتماعي - قد يستمتع بعض المراهقين بعقد المقارنات مع الأجيال الأكبر سنًّا، خاصة عندما يربطون بين تمردهم وبين النضال من أجل الحرية، وحق تقرير المصير، وتحقيق العدالة للأقلية المحرومة، لكن التحدي الحقيقي الذي سيواجهه المراهقون الشواذ في المستقبل سيكون أقل جاذبية من ذلك.

 

وقد بيَّنت الدراسات ارتفاع مستوى المشكلات السلوكية والنفسية بين الشباب الذين يعانون الشذوذ الجنسي، مقارنة بالشباب الأسوياء، ومن هذه المشكلات:

1- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.

 

2- تعاطي المخدرات.

 

3- زيادة محاولات الانتحار.

 

4- كثرة مشكلات الخروج على القانون.

 

5- ارتفاع نسبة الهروب من المنزل.

 

إضافة إلى ذلك فقد توصلت دراسة حديثة إلى "دليل قاطع" على ارتفاع نسبة اضطراب القلق العام، ونوبات الاكتئاب القوية، وهواجس الانتحار، وحتى إدمان النيكوتين، ويعاني الصبية المتأنثون - بصورة خاصة - من ارتفاع نسبة المشكلات النفسية، ومنها الإحساس العميق بالدونية.

 

وعندما نلقي نظرة عامة على هذه الدراسات، يبدو واضحًا أن المراهق الذي يعلن عن نفسه بوصفه شخصًا شاذًّا ترتفع نسبة إصابته بعدوى مرض الإيدز، أو تعرُّضه لأمراض جنسية أخرى، وترتفع نسبة تعرضه للمشكلات النفسية؛ مثل التفكير في الانتحار، وسلوكيات تدمير الذات؛ مثل إدمان تناول المخدرات والمشروبات الكحولية، والاتجاه إلى البغاء.

 

الشواذ والاعتداء:

تبيِّن الدراسات أن غالبية الشواذ تعرضوا في طفولتهم إلى الاستغلال الجنسي؛ مما قد يتسبب في ميلهم إلى تكرار التجربة بحثًا عن تلك المشاعر – السلبية - التي جرَّبوها!

 

"وقد كشفت دراسة صدرت في مجلة أرشيف السلوك الجنسي، واشتملت على ٩٤٢ شخصًا بالغًا لم يخضعوا للعلاج النفسي - أن 46% من الرجال الشواذ و٢٢٪ من النساء السحاقيات، قد تعرضوا للاستغلال الجنسي الشاذ في مقابل 7٪ من الرجال الأسوياء و1٪ من النساء السويات.

 

وبالنظر إلى كل هذه الأمور مجتمعة، نجد أن هذه الدراسات تشير إلى أنه من المحتمل وجود علاقة بين الصدمة الجنسية المبكرة والتوجه نحو الشذوذ الجنسي فيما بعد.

 

"لأن التعرض للاستغلال الجنسي على يد شخص بالغ يثير في الطفل مشاعر مختلطة: من الخوف، والإثارة، والمتعة الجنسية، والغضب، وترتبط هذه المشاعر معًا، وتدفع الصبي الذي يتم استغلاله إلى الانجذاب - في حالات متفاوتة - إلى إعادة تمثيل العلاقة الجنسية في وقت لاحق - حينما يصلون إلى سن البلوغ - مع طفل آخر أو مراهق صغير، وتؤدي هذه المشاعر المشوشة - مع ارتباط الجنس بمسائل التحكم والسيطرة - إلى إثارة الاهتمام بممارسة الجنس مع التلذذ بتعذيب الذات والآخرين، والسيطرة، والملابس الجلدية التي تدل على ذلك التي نراها شائعة في ثقافة الشذوذ الجنسي".

 

ما هو الباعث النفسي عند المراهق الشاذ:

إن أهم ما يحتاجه المراهق المائل إلى الشذوذ هو أخطر ما يخشاه، وهو أن "يراه ويهتم به" ذكرٌ آخر، وهذا سبب المرض وفيه مفتاح العلاج..

 

"ولحسن الحظ، فإن رغبة المراهق في أن يراه ويفهمه ذكر آخرُ هي أعمق من رغبته بالتواري والاختباء، ولذلك فإن أول خطوة في العلاج هي تقديم قبول غير مشروط؛ بحيث لا يكون المراهق في حاجة لإخفاء إحساسه بالعار أو مشاعره وميوله المتناقضة، ويحتاج هذا الشاب إلى أن يسمع الرسالة التالية من والديه: "إننا نحبك، ومهما صنعت في حياتك فلن يغير من هذه الحقيقة، وسوف نبذل قصارى جهدنا لاحترام مشاعرك، وتفهُّم وجهة نظرك أيًّا كانت الاختيارات التي تقوم بها، ولكن لأننا نرغب لك في الأفضل، فإننا نريدك أن تفكر بجدية في إمكانية التغير، فنحن لا نعتقد أن أسلوب حياة الشذوذ الجنسي هو اختيار حكيم"؛ كما يعبر عن ذلك مؤلف الرجولة إنجاز.

 

الشذوذ لعبة مصطلحات:

تطور صفة "gay": إلى مسمى في الثقافة الأمريكية ودلالته النفسية على مشاعر الذكر الشاذ تتضمن تعبيرا عن الهوية قد يحمل في داخله أحد مفاتيح العلاج.

 

فكيف نعرف الفارق بين المبتهج والشاذ؟

في الثقافة الأمريكية عبارة (gay) تعني في الأصل المبتهج أو الزاهي، ولكن في القرن السابع عشر أصبحت تطلق على الشخص الذي يبحث عن الملذات الجنسية بتحرُّر ودون قيود، سواء من الذكور أو الإناث، فالمومس التي تمتهن البغاء والرجل الذي يطارد النساء أو زير النساء، جميعهم يطلق عليه (gay)، وطرأ تحول على استخدام هذا العبارة في منتصف القرن الماضي، حيث بدأ ينتشر استخدامها كصفة تطلق على الشواذ، وبمرور الوقت ومع التسامح الذي أظهره المجتمع الأمريكي تجاه الشذوذ، تحول استخدام العبارة من صفة إلى اسم يطلق على الشخص ذي الميول الجنسية الشاذة، والمؤلف هنا يتحدث عن صراع المصطلحات في الحرب الإعلامية، ولجوء نشطاء الشذوذ إلى استخدام مصطلحات محايدة أو إيجابية لوصف الشخص الشاذ)[1].

 

إن أحد الأمور المهمة في علاج الشذوذ الجنسي هي توضيح الفرق بين المسميات، فلا يعني شعور المرء بمشاعر جنسية شاذة فحسب ضرورة تسميته "مبتهجًا"، وعلى خلاف الشذوذ الجنسي الذي يصف توجهًا جنسيًّا، فإن كلمة "مبتهج" هي هوية اجتماعية وسياسية، تعني في جوهرها أن هذه هويتي، وهذا ما أكون عليه بالفعل، ويمكنني أن أعيش مع مشاعر الانجذاب الجنسي لنفس النوع بدون الإحساس بأية اضطرابات داخلية!

 

مسمى المثلية لن يغير الحقيقة:

تروج وسائل الإعلام بضغط من جماعات دعم الشذوذ وصفًا تلطيفيًّا للشذوذ الجنسي بتسميته "المثلية"، وتستبدل مسمى الشواذ بالمثليين، وهذا لا يغير شيئًا من الواقع، ولا يستطيع نفي الحقائق، وربط المثلية بالحب وحق اختيار الشريك الذي يحبه المرء، لن يجعل من الشذوذ حقًّا؛ لأن الباطل مهما تعددت أوصافه، فهو في حقيقته باطل، فكل ما تحت المثلية هو في واقعه شذوذ يأخذ وصفه ويستحق جميع أحكامه، وستكون له نفس نتائجه وإن تَم تغيير اسمه.

 

علاقة الشذوذ بدليل الأمراض النفسية:

كان الشذوذ الجنسي مصنفًا كانحراف في دليل الأمراض النفسية في الإصدارات القديمة، ولكنه أزيل في عام 1972 من قبل د.سبيتزر بناءً على توجهات كان يرى علميتها؛ حيث كان يعتقد أن الشذوذ الجنسي أمر فطري جيني لا يملك الإنسان أن يغيِّره أو يتحكم فيه، لكن رأيه تغير وتغيرت نظرته تجاه أسباب الشذوذ الجنسي وعلاقته باختيار الفرد لنفسه.

 

فبناءً على الدراسة اللاحقة للدكتور سبيتزر - الذي سبق أن أزال تصنيف الشذوذ الجنسي من دليل الأمراض النفسية - تبيَّن له بعد سنوات أن الشذوذ الجنسي ليس حتمية، بل هو:

اختيار وأنه قابل للعلاج!

 

يقول في دراسته: "ولكنني الآن أؤمن بأن بعض الأشخاص يمكنهم التغيير وقاموا به بالفعل".

 

وهذا التراجع ذو أهمية وتأكيد على أن الرجولة إنجاز.

 

دراسة سپيتزر التاريخية "التغيير ممكن":

في مايو ۲۰۰۱ تَم الإعلان عن دراسة جديدة في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للطب النفسي بمدينة "نيو أورليانز" الأمريكية، أطلق عليها الكاتب العلمي في وكالة أنباء "أسوشيتد برس": "قنبلة علمية جديدة"، ولقد جذبت هذه الدراسة أنظار وسائل الإعلام على مستوى العالم، فقد توصل الدكتور "سبيتزر" الطبيب النفسي البارز الذي قاد الفريق الذي أزال الشذوذ الجنسي من دليل الطب النفسي للاضطرابات في عام 1972 - إلى أن بعض الأشخاص لديهم قابلية لتغيير الميول الجنسية الشاذة، (وليس فقط السلوكيات الجنسية الشاذة)، وقال الدكتور سبيتزر مثل كل الأطباء النفسيين: كنت أعتقد أنه بالإمكان مقاومة السلوكيات الشاذة، ولكن لا أحد بمقدوره تغيير الميول الجنسية، ولكنني الآن أؤمن بأن هذا ليس صحيحًا، فبعض الأشخاص يمكنهم التغيير، وقاموا به بالفعل.

 

وللعلم فإن تغيير وجهة نظر الدكتور سبيتزر بدأت قبل ذلك بكثير، وقد بدأت تحديدًا يوم افتتاح المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للطب النفسي في عام 1999، عندما انتبه لوجود مظاهرة لمجموعة من الشواذ السابقين في مدخل مبنى المؤتمر؛ حيث كان المتظاهرون يعترضون على قرار الجمعية الأمريكية للطب النفسي بمنع تقديم العلاج للمساعدة على التحول من الشذوذ الجنسي إلى الجنس السوي، وكان المتظاهرون يحملون لافتات تقول: "إن الشواذ يمكنهم التغير، لقد فعلناها اسألونا"، وكانت هنالك لافتات أخرى تقول: "لا تجبروني على اتباع أسلوب حياة كان يقتلني جسدًا وروحًا"، وكانت هنالك لافتة أخرى تقول: "لقد خانت الجمعية الأمريكية للطب النفسي أمريكا عندما جعلت العلم يخدم السياسة"، ولقد قام بعض الأطباء النفسيين بتمزيق الأوراق التي سلمت إليهم من المعارضين، بينما توقف آخرون ليقولوا لهم كلمات قليلة جدًّا لتشجيعهم.

 

ولقد شعر الدكتور سبيتزر بالشك يملأ قلبه، ولكنه قرر أن يكتشف بنفسه ما إذا كان التوجه الجنسي قابلًا للتغيير أم لا، وهكذا بدأ البحث عن الأشخاص الذين يزعمون أنهم قاموا بالتغيير من الانجذاب إلى الشذوذ الجنسي إلى الانجذاب نحو الجنس السوي، وأن التغيير استغرق خمس سنوات على الأقل، ولقد استعان الدكتور سبيتزر بأشخاص بمعرفة الجمعية الوطنية للبحث وعلاج الشذوذ الجنسي، والجمعيات الكنسية لمساعدة الشواذ، إلى جانب أطباء سريريين متنوعين يعملون في مجال الممارسة العملية الخاصة.

 

وقابل الدكتور سبيتزر 200 شخص (142 من الرجال، 57 من النساء)، كانوا راغبين في التحدث عن تاريخهم الجنسي والعاطفي، بما في ذلك إفادتهم الذاتية عن تحولهم من الشذوذ الجنسي إلى الجنس السوي، ولقد قال معظم المشاركين: إن اعتقاداتهم الدينية كانت مهمة جدًّا في حياتهم، وأصبح ثلاثة أرباع الرجال والنساء متزوجين الذين التقاهم وقت إجراء الدراسة، ولقد سعى معظمهم إلى التغيير؛ لأن أسلوب الحياة الشاذة لم يقدم الإشباع العاطفي لهم، وكثير منهم شعر بالاضطراب جراء علاقات شاذة عاصفة وغير أخلاقية، تتعارض مع قيمهم الدينية، ورغبتهم أن يكونوا (أو أن يظلوا متزوجين).

 

ولم تأت جهود هؤلاء المشاركين نحو التغيير بنتائج إيجابية أول سنتين، وقال المشاركون: إنهم قاموا بفحص العلاقات الأسرية وعلاقات الطفولة، وفهموا أن المشكلات التي أوقعتهم في هذه العلاقات أسهمت في حدوث اضطرابات الهوية الجنسية، وأسهمت في تكوين توجهاتهم الجنسية، ولقد ذكر المشاركون أيضًا أن العلاقات الموجهة المنضبطة، وأساليب العلاج السلوكية، والعلاج الجماعي، كانت وسائل مساعدة بشكل بارز.

 

ولقد أصيب الدكتور سبيتزر بالدهشة عندما علم أن نسبة 67% من الرجال قد قاموا بممارسة الجنس السوي بطريقة فعالة، على الرغم من أنهم لم يشعروا أبدًا بأنهم كانوا يشعرون بالانجذاب إلى الجنس الآخر قبل أن يقوموا بعملية التغيير، أو نادرًا ما كانوا ينجذبون إليه، ولقد أعرب كل المشاركين تقريبًا عن شعورهم الحالي بأنهم أكثر ذكورة (بالنسبة للرجال)، أو أكثر أنوثة (بالنسبة للنساء).

 

وقد خلص الدكتور سبيتزر إلى الاستنتاج التالي:

على خلاف المعرفة الشائعة الآن، فإن هنالك بعض الأفراد المتحمسين جدًّا قد استطاعوا من خلال القيام بمجموعة متنوعة من الجهود للتغير - إحداث تغيير جذري في الكثير من مؤشرات الميول الجنسية، واستطاعوا القيام بوظائف الجنس السوي بكل كفاءة.

 

تغيير الميول تدريجيًّا، ويتحقق بتواصل الجهود:

كما أضاف الدكتور سبيتزر أمرًا مهمًّا وهو أن التغيير من الشذوذ الجنسي إلى الجنس السوي غالبًا ليس مسألة، إما أبيض أو أسود، لكنه يحدث من خلال العمل المتواصل؛ بحيث يكون هنالك تقليل بطيء ومستمر للشذوذ الجنسي، وفي الوقت نفسه نمو وتوسع لإمكانيات الجنس السوي التي تظهر بدرجات متنوعة.

 

وأكد الدكتور سبيتزر أن تغيير التوجه الجنسي بالكامل - أي منع كل التخيلات ومشاعر الانجذاب الجنسية الشاذة (التي تعتبر هدفًا غير واقعي في معظم أساليب العلاج بصورة عامة) - ربما يكون أمرًا نادر الحدوث...

 

الشذوذ عنصر من الوثنية:

ضمن تجربة شاذ متعافى اسمه: جون بولك الذي كان شاذًّا وتعالج من الشذوذ، ثم تزوج سحاقية سابقة وكوَّنا عائلة، ثم ألف سيرة ذاتية بعنوان "الحب ينتصر".

 

وصف فيها جون بولك الشذوذ بأنه: عنصر من الوثنية!!

 

وكلامه هنا يلخص قضية الشذوذ الجنسي بجميع أبعادها؛ حيث يوضح كيف يتكون السلوك الشاذ وما أسبابه؟

 

يقول بولك: "وأنا أعتقد أن الشذوذ الجنسي يحتوي على عنصر وثني، ولكنني لا أعتقد أنه ابتدأ منه، ولكنه انتهى به المطاف هناك، نحن نعلم أن قضايا الشذوذ الحقيقية تبدأ في مراحل مبكرة من الطفولة عند أغلب الناس، الرغبات هي النتيجة النهائية لكثير من الاختلالات الوظيفية - الاعتداءات الجنسية في بعض الأحيان، والتحرش، ورفض الأقران، وعدم الارتباط بطريقة جيدة مع الأب بالنسبة للولد، ومع الأم بالنسبة للبنت، والهجران - هذا هو جوهر الشذوذ الجنسي، ويبدأ الأمر عندما يبدأ الفرد بالشعور بالاغتراب، وأنه غير محبوب، ومنطو، هنا تأتي الوثنية، عبادة أشخاص آخرين من أجل إشباع هذه الاحتياجات...".

 

ستبقى الرجولة السلعة النفيسة:

حتى في عالم الشواذ تُعد الذكورة سلعة نفيسة، والتمييز الطبقي بين الشواذ قائم على درجة الذكورة كما لاحظه الذين درسوا مجتمعات الشذوذ مما يؤكد أهمية الرجولة!

 

وقد جاء في دراسة أحد علماء الاجتماع للمجتمعات الذكورية الشاذة جنسيًّا ما يلي:

"في عالم الشواذ تعد الذكورة سلعة نفيسة، وأحد الأصول التجارية في البورصة الجنسية، وإذا كان هناك إجماع على أي موضوع معين في عالم الشواذ، فلا بد أن يكون على أفضلية الذكورة على الأنوثة، ويجري العرف في عالم الشواذ بأن الفرد يجب أن يكون فحلًا.

 

ينبغي على الفرد أن "يكون رجلًا" وليس متأنثًا، وعبارات مثل "أشباه الإناث هؤلاء يصيبونني بالاشمئزاز"، تتردد كثيرًا.

 

إن هذه الأفضلية للذكورة لا تتضمن الجاذبية الجنسية فحسب، ففي مجموعات الأصدقاء وجمعيات الشواذ التي قمت بدراستها تمييز طبقي، يرتبط بشكل كبير بقضية الذكورة والأنوثة، بوضع الذكور في قمة مراتب التدرج".

 

وفي دراسة ضخمة عن الشذوذ الجنسي التي تعد مرجعًا بإجماع مؤيدي الشذوذ، قال الباحثان "بيل" و"فينبيرج" عن الشواذ من الرجال:

"لقد كان جل اهتمام الكثير من المشاركين في الدراسة فيما يخص الشريك الجنسي المحتمل، هو درجة مطابقة هذا الشريك للصورة النمطية للذكر".

 

نصائح للآباء للعلاج:

عندما تريد التخلص من سلوك التشبه بالفتيات المبالغ فيه، (أو سلوك التشبه بالذكور المبالغ فيه لدى الفتاة)، فعليك بدعم السلوك الملائم للهوية الجنسية لدى الطفل المتشبه بالجنس الآخر؛ ليتخلص من التشبه بغير جنسه.

 

وهنا نصائح رئيسية ستفيدك:

1- التشجيع الإيجابي أكثر فعالية من العقاب.

 

2- استخدم أسلوب رفض واضح وملائم لا ينطوي على عقاب، حتى تكون أكثر تأثيرًا؛ أي: إنه عليك أن توجه الطفل بحنان لا أن تعاقبه، وعلى الجانب الآخر.

 

3- تجاهل السلوك غير المناسب؛ لأن مجرد رفضه بشكل عشوائي سوف ينقل إلى الطفل رسالة خاطئة مفادها أن بإمكانه الاستمرار فيما هو عليه.

 

4- تحلَّ بالصبر، وأبْدِ تقديرًا إيجابيًّا تجاه أقل المجهودات، ومن الأفضل أن تمارس ضغوطًا أقل بشكل متواصل، بدلًا من المبالغة في الضغوط بشكل متقطع، ومن أجل تطوير السلوك الملائم للهوية الجنسية وتقويته، تذكر دائمًا أنك إذا أحسست أنك تضع ضغوطًا كبيرة على الطفل ليبدأ التغيير، فخفف من طلباتك، وتحلَّ بالرفق.

 

5- تجنب الانخداع بوسائل الإعلام المنحرفة التي تسعى لإزالة الرعاية الأبوية للأبناء بدعوى الحرية:

ويشيع ضمن تلك الوسائل اللعب بالمصطلحات؛ مثل: الأبوية السامة، فكن على وعي بأهمية دورك في تنشئة أبنائك، سواء أكنت أبًا أو أمًّا بما يقتضيه دورك في الحياة، ويمليه عليك دينك وأخلاقك لا بما تشيعه وسائل الإعلام المنحرفة.

 

يقول العالم النفسي جوردان بيترسون:

"الجميع وليس الرجال فقط لديهم دور ليلعبوه، دور ضروري وواضح سيستطيعون أن يضعوا حياتهم؛ ليساعدوا عائلاتهم ويجعلون مجتمعاتهم أفضل.

 

فهذه ليست ذكورية سامة، هذا المصطلح مروع! بل إن هذا ما يحافظ على استمرار العالم.

 

ولو كان لدينا أي عقل لفهمنا ذلك بدلًا من بذل قصارى جهدنا في كل لحظة لوصم ما لدينا في الغرب بالظلم والأبوية".

 

وخير منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ على أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ على بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ).

 

6- التنشئة الدينية السليمة وتنمية الإيمان في نفوس الأبناء وتربيتهم على العناية بالقرآن الكريم والاقتداء بالأنبياء والصالحين، خير وقاية وخير علاج، وقد مر معنا من تجارب المتعافين أن أكبر عون لهم على التخلص من الشذوذ كان تمسُّكهم بالجانب الديني، وللعلم فهم على دين محرف بينما نحن المسلمون لدينا الدين القويم الذي من تمسك به سلِم ونجا.

 

اعتقاد المسلم وإيمانه بالله، وبما أحله الله وحرمه، وإيمانه بالقرآن الكريم وما قصه الله عن جريمة قوم لوط العذاب الذي نزل بهم، والإيمان بما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم من تحريم التخنث والتشبه بالجنس الآخر، ولعنه للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال، كل ذلك الإيمان هو حائط الصد الأول الذي يمثل الوقاية من انتشار الشذوذ وتطبيعه في مجتمعات المسلمين، ولذلك لن تجد من يدعمه سوى ملاحدة العرب وملاحدة الذين يعيشون في مجتمعات المسلمين.

 

وقد قيل: فتِّش عن المستفيد لتعرف من يدعمهم ويروِّج لشذوذهم كقضية حقوق إنسانية؟

 

وغالبًا فإن الحالات المتقدمة ستحتاج إلى علاج في عيادة مختصة بتعديل السلوك والعلاج النفسي، وكلما سعى المصاب أو والداه بالبحث عن علاج، كان ذلك أجدى وأسرع للتخلص من ذلك السلوك السيئ والمنحرف والمحرم.

 

حفظ الله شبابنا وشباب المسلمين من تلك الحملة الشرسة التي تريد تغيير فطرتهم.



[1] هذه الفقرة إضافة من مترجم كتاب الرجولة إنجاز.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • التحذير من ظاهرة الشذوذ الجنسي

مختارات من الشبكة

  • الشذوذ الجنسي لدى الفتيات(استشارة - الاستشارات)
  • الشذوذ الجنسي (WORD)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • حياتي تضيع بسبب الشذوذ الجنسي(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • سكوت كوغل: مستشرق الشذوذ الجنسي(مقالة - ملفات خاصة)
  • علاج الشذوذ الجنسي(استشارة - الاستشارات)
  • هل صديقتي تعاني من الشذوذ الجنسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أخشى على أخي الشذوذ(استشارة - الاستشارات)
  • تبت من الشذوذ وبقيت آثاره(استشارة - الاستشارات)
  • تبت من الشذوذ وبقيت آثاره(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يريد ممارسة الشذوذ مع أولادي(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/8/1444هـ - الساعة: 14:40
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب