• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ما حكم الصوم للمسافر والمريض؟ (PDF)
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    التكافل وقت الأزمات: مواقف وعظات
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    هل لك سر عند الله؟ (خطبة)
    خالد بن حسن المالكي
  •  
    مستحبات الصيام وآدابه
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    سلسلة جود قراءتك للمبتدئين (الحلقة الثانية)
    أبو مارية محمد أحمد عبده
  •  
    عندما تتكافأ أقوال الفقهاء في مسألة
    محمد عبدالعزيز محمد عبدالعزيز
  •  
    الدنيا بحر عميق غرق فيه ناس كثير
    السيد مراد سلامة
  •  
    مبطلات الصيام
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    الفاتحة وشرط الإخلاص
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    إضاءات في ظلال السيرة (1)
    وليد عبدالله حواله
  •  
    من آداب الصيام: عدم ترك السحور
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يأتي على الناس زمان، ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    ضياع الأمانة من أشراط الساعة
    د. ناصر بن سعيد السيف
  •  
    شروط وجوب الصوم
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    التنبيه على ضعف حديث في فرضية صوم رمضان على الأمم ...
    وائل بن علي بن أحمد آل عبدالجليل الأثري
  •  
    على رسلكما إنها حفصة
    السيد مراد سلامة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

وقفات مع حلول رمضان

وقفات مع حلول رمضان
أحمد عبدالله صالح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/3/2022 ميلادي - 26/8/1443 هجري

الزيارات: 8485

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفات مع حلول رمضان

 

أما بعد:

أيها الأحباب الكرام، بعد بضعة من أيام قليلة سيطل علينا شهر الخير والرحمات والبركات، ولا يخفى عليكم ما أودع الله فيه من الخيرات العظيمة والهبات الجسيمة، والعطايا الكثيرة!

 

ومثل هذا الموسم يحتاج إلى حنكة وذكاء للتعامل معه حتى لا يمر علينا مرور الكرام، يحتاج إلى وقفات ووصايا ورسائل أُذكِّر بها نفسي وإياكم قبل حلوله.

 

نعــم ثمة وقفات مهمة نقفها اليوم، ونمر عليها سريعًا، ونحتاج إليها مع قرب حلول شهر الصوم شهر رمضان:

وأول هذه الوقفات والرسائل:

"تجـديد النية الصالحـة وإخــلاص العمــل لله".

 

نعـم، كل عمل تريد عمله فلا بد من استحضار النية الطيبة، وأن يكون العمل خالصًا لله تعالى؛ فكل عمل يُراد به غير وجه الله فهو حابط، يُعاقب عليه العبد ولا يُؤْجر؛ كما قال سبحانه: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((قال تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه))؛ فلنستحضر النية الطيبة من الآن، ونحن نقف على مسافات بسيطة من أبواب شهر الصوم رمضان.

 

لنستحضر النية الخالصة، ولنعلم أن الإمساك ونية الصوم يأتي بهما كل صائم، أما نية إخلاص الصوم، وصدق العبادة، فهي التي لا يحققها إلا القلة من الموفقين: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35].

 

لا يستوي من لا يتجاوز اهتمامه وتفكيره في استقبال رمضان شراء الحاجيات وتكديس الأطعمة الرمضانية، والتسابق على الأسواق لشراء كل ما لذَّ وطاب، ومن يجعل جُلَّ اهتمامه غذاء الروح، والتفكير في تطهير القلب، وتزكية النفس، والإقبال على الله تعالى في هذا الشهر المبارك، ولسـان حاله:

• كيف أستفيد من هذا الموسم؟

 

• كيف أستعد وأخطط لأن أكون من العتقاء من النار، من الذين تشتاق لهم الجنة، من الذين يغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم.

 

• كيف أستعد لأسبق الناس في الخير، فأكون أولهم قراءة للقرآن، وأولهم إطعامًا، وأكثرهم تسبيحًا واستغفارًا، وأكثرهم عطفًا ورحمة، وأكثرهم صدقة وبذلًا، وأكثرهم صلاة وقيامًا، وأكثرهم أخلاقًا ومعاملة.

 

أمـا وقفتنا الثانية ونحن نتهيَّأ لاستقبال رمضان:

"فهي وقفة المحاسبة والتوبة، والانخلاع من الذنوب، وترك الإصرار عليها؛ ليستنير القلب ويقبل على ربه".

 

والتوبة إلى الله جل وعلا من جــميع الذنوب صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها، واجبة على كل مسلم ومسلمة وفي كل حين؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، ولكن تجديدها قبل مواسم الخير له أهمية خاصة؛ إذ التوبة من أسباب تهيئة القلب؛ كما قيل: "التخلية قبل التحلية"، فتخلية القلب وتطهيره من ذنوب الشهوات والشبهات تجعل القلب مستعدًّا، ومهيَّأً للقيام في تلك المواسم بما أوجب الله، وبالتزود من الخير، والمسابقة مع المتسابقين؛ بل وتجده مقبلًا على ربه جل وعلا؛ وذلك لزوال حجب الذنوب عنه.

 

والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عباده، ويدعوهم إليها، ويرغبهم فيها، ويريدها منهم، ويحبها لهم ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 27].

 

إن المؤمن يجب أن يتوقف مليًّا عند هذه الآية، ويتفكَّر فيها ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾:

 

لمـــــــاذا يريد سبحـانه أن يتــوب علينا؟!

 

يريد التوبة لنا لئلا يعذبنا، يريد التوبة لنا ليجزينا على توبتنا أعظم الجزاء، يريد التوبة لنا ليرفعنا بها لأعلى المنازل والدرجات، يريد التوبة لنا ليحمينا من العقوبات المترتبة على الذنوب والمعاصي، يريد التوبة لنا ليحمينا من نقص الخيرات، ونزع البركات، ومن حلول الخوف والجوع والهم والغم وغيرها من آثار الذنوب.

 

فهي دعوة منه سبحانه لحفظ أمن الناس ورزقهم بالتوبة؛ لأنه إذا انتهى أهل الشر عن شرهم زالت موجبات العذاب.

 

إنه يريد أن يتوب علينا مع أن توبتنا لا تنفعه شيئًا، وعدم توبتنا لا تضره شيئًا؛ وانما نفع ذلك وضرره عائد علينا، ومع ذلك يريد سبحانه أن يتوب علينا، يريد عز وجل التوبة منا لنجاتنا وسعادتنا وفوزنا.

 

فهل يدعونا ربنا لشيء يريده منا، ونفعه عائد علينا، ولا نمتثل أمره، ولا نخضع لمراده، ونحن عبيده وهو ربنا، وبيده أرزاقنا وحياتنا وموتنا، وإليه مرجعنا ومصيرنا، وهو من يملك نفعنا وضرنا، وسعادتنا وشقوتنا، فإما سعدنا ونعمنا بتوبتنا، وإما عذبنا بصدودنا واستكبارنا؛ كل هذه هبات من التوَّاب الرحيم وهبنا إياها، لما أراد سبحانه أن يتوب علينا، ولولا وحيه سبحانه لما علمنا ما التوبة؟ وما طريقتها؟ ولولا فطرته التي فطرنا عليها بالتأله له وعبوديته لاستكبرنا عن التوبة، ولولا أنه فتح أبوابها لنا، ووعظنا بها حتى لانت قلوبنا لما تبنا، ثم يتوج سبحانه ذلك بقبولها عنا مهما عظم جرمنا، وكبرت جنايتنا، وتعددت آثامنا.

 

وكم من ملك في الدنيا يتاب إليه ويعتذر منه فما يقبل ذلك ممن جنى، وربنا سبحانه يقبلنا وهو غني عنا، ويفرح بنا، ويحب ذلك منا، فأي كرم أكرمنا به عز في علاه، وتبارك في مجده، سبحانه وبحمده: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25].

 

ولهــــذا التوبة النصوح قبل مواســم الخـير من أسباب تطهير القلب من أدران الذنوب والمعاصي وتهيئته للسير في مدارج السالكين، والرقي في درجات المقربين؛ إذ المعاصي والذنوب حجب وأقفال على القلب تمنعه وتثبطه عن السير إلى الله جل وعلا، ومتى ما تخفف العبد من أثقاله، وزالت الحجب عن قلبه سمت روحه وارتفعت، وعلت نفسه؛ وحينها يجد نشاطًا، وإقبالًا على الطاعة في رمضان، وتجده يسابق في الخيرات بنفس مقبلة توَّاقة للخير، شعــارها: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، وأما من لم يتخلص من ذنوبه فإنه سيكون أسيرًا لها، فتكون حجبًا على قلبه، أو تقصر به عن القيام بالخير في رمضان.

 

ولهذا تجد أمثال هؤلاء- عافانا الله وإياكم من حالهم- لديهم ضعف في الشعور بلذة العبادة، والأنس بالطاعة والراحة في القلب.

 

الوقفــة الثالثة: "الفـرح والســـرور بقدوم رمضان".

وإذا لم يفرح المؤمن بقدوم شهر المغفرة والعتق من النار، فبمــــاذا سـيفرح؟! إذا لم يتهلل وجه المؤمن سعادةً بقدوم شهر البركة والخير، فبمــاذا سيتهلل وجهه وينفرج؟! فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، ويبين لهم ما فيه من الفضائل والأحكام.

 

نعـــم، يفرح المؤمنون بقدوم شهر رمضان ويستبشرون، ويتأهبون له بنفس توَّاقة، وبنفس راضية منتظرة، وبنفس مستشرفة كاستشرافها لقدوم حبيب غائب من سفره.

 

كما أنهم يحمدون الله أن بلَّغَهم إياه، ويعقدون العزم على تعميره بالطاعات، وزيادة الحسنات، وهجر السيئات، وهؤلاء يبشرون بقول الله تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58] لـمـاذا؟!

 

لأن محبة الأعمال الصالحة والاستبشار بها فرع عن محبة الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [التوبة: 124].

 

وإنني أعتذر إليكم يأيها الأحبة، وأنا أتحدث اليوم عن رمضـان، لا أعتذر لأني قد بكرت وقد بقي في شعبان جمعة أخرى؛ بل أعتذر لأننا اليوم متأخرون في الحديث، والاستعداد لاستقبال هذا الضيف الكريم، وقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في شعبان استعدادًا وتهيئة للنفس قبل رمضان، لو قيل لأحــــدنا: إن أحد الكبراء أو الأمراء أو المسئولين سيزورك في بيتك، لرأيته يستعد لاستقباله وإكرامه قبل أيام وأيام، ولربما استدان المال لأجل استقبال مُشرِّف يليق بهذا الأمير أو المسؤول! فكيف بشهر فيه من الفضائل والمحاسن ما يعجز عنه الحصر والبيان.

 

ولهــــذا كان الصالحون يدعون الله زمانًا طويلًا ليـبلغهم أيام شهر رمضان، قال معلى بن الفضل رحمه الله: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان.

 

وقال يحيى بن أبي كثير رحمه الله: كان من دعــائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلًا.

 

فادع يا أخي بدعائهم، وافرح كفرحهم، عسى الله أن يشملك بنفحات رمضان، فيغفر الله لك ذنبك، وتخرج من رمضان وقد أعتقت من النار، وفزت بالدرجات الرفيعة والمنازل العالية في الجنة.

 

اللهم بلغنا شهر رمضان ونحن في صحة وإيمان، وأمن وأمان، وسلامة واطمئنان، يا كريم يا منان.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

أحبتي الكرام، وصايا مهمة ووقفات لا بد من الإشارة إليها، ونحن على بُعْد مسافات بسيطة من معانقة شهر الصوم رمضان، ووقفتنا الرابعـة هي: "تقـدير قـدر نعمـــة بلـوغ رمضـان".

 

والتي هي بحد ذاتها مؤشر خير، يدل على محبة الله للعبد أن بلَّغه شهر الخير، وأن مد في عمره وبلغه شهر العتق والغفران، بينما آخرون من أحبائه أو إخوانه، أو من يعرفهم فاجأهم الموت، واختطفهم بسبب مرض أو غيره قبل أن يدركوا هذا الموسم العظيم والمبارك، أو يحققوا الأمنيات والآمال.

 

نعـم، كـم في المقابر من كان يُؤمِّل آمــالًا عظيمة؛ أن يبني، أن يسافر، أن يتزوج، أن يربح الملايين، أن يتخرج، أن ينال الشهادات العالية، ومنها كذلك أمنية أن يصوم رمضان مع أهله وأبنائه، أو أفراد أسرته، لكن المنية أخذته قبل أن يحقق شيئًا من مراده، لكن الموت اختطفه قبل أن يفعل شيئًا أو يقدم شيئًا، أما أنت فقد مدَّ الله في عمرك، ومتعك بالصحة والعافية لكي تبلغ شهر مضاعفة الحسنات ورفع الدرجات، كذلك بلوغ ليلة خير من ألف شهر؛ لكن دون أن يخطر ببالك يومًا فضل من أدرك رمضــان، أو تفكرت يومًا في عظم ثواب العمل في هذا الشهــر المبارك.

 

تأمــل معـي هذه القصــة العجيبـة؛ روى الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم تُوفي، يقـــول طلحة: فرأيت في المنام كأني عند باب الجنة، وإذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج، فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع، فإنك لم يأذن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث برؤياه الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه الحديث، فقال: ((من أي ذلك تعجبون؟)) فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أليس قد مكث هذا بعده سنة؟))، قالوا: بلى، قال: ((وأدرك رمضان وصامه؟))، قالوا: بلى، قال: ((وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟))، قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض)).

 

الله أكـــبر:

• إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة، ترفع لك الدرجات، وتضاعف لك الحسنات، وتزيد من رصيدك.

• بلوغ رمضان فضل كبير من الله تعالى.

• بلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان.

 

أما وقفتنا الخامسـة والأخيرة فهي عبارة عن جملة من التوصيات، أُذكِّر بها نفسي وإياكم، وبشـــكل مختصر وعاجل وهـي:

أولًا: الإكثـــار مـن الدعاء أن يُبلِّغك الله شهر الخير وأنت صحيح نقي من الذنوب، والإلحاح على الله تعالى في أن يبارك لك في وقتك وعمرك، وأن يبارك لك في شعبان ورمضان، وأن يجعلك في رمضان من أسبق الناس إلى الخير.

 

ثانيًـا: تعلم ما لابد منه من فقه الصيام وأحكامه وآدابه، والعبادات فيه كالاعتكاف والعمرة وزكاة الفطر وغيرها.

 

ثالثًــا: اعقـد العزم الصادق والهمة العالية على استغلال رمضان بالأعمال الصالحة؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21].

 

رابعــًا: استحضر أن رمضـان كما وصفه الله عز وجل أيـامًا معــدودات، أيامًا سريعة الانقضاء، أيامًا ســريعة الرحيل، أيامًا سريعة الانصرام.

 

كذلك استحضر أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة سرعان ما تذهب، وسرعان ما تختفي بعد أيام، وسيبقى الأجر، ويبقى الثواب وشرح الصدر بإذن الله، أما المفـــرط فإن ساعات لهوه وغفلته تذهب سريعًا؛ ولكن تبقى تبعاتها وأوزارها.

 

خامسـًا وأخــيرًا: التخطيط والترتيب لبرنامج يومي للأعمال الصالحة؛ كقراءة القرآن، والجلوس في المسجد، والجلوس مع الأهل، والصدقة، والقيام، والعمرة، والاعتكاف، والدعوة وغيرها من الأعمال، فلا يدخل عليك الشهر وأنت في شتات، فتحرم كثيرًا من الخيرات والبركات.

 

أســأل الله أن يبلغنا وإيــاكـم رمضان، اللهم بلغنا رمضان، وأحسن عملنا فيه، إنك أجود مسؤول وخير مأمول، اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلًا.

 

ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ به نفسه، وثنى به ملائكته المسبحة بقدسه، وثلث به عباده من جنِّه وإنسِهِ؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع صيام رمضان
  • خطبة: وقفات مع قدوم رمضان
  • وقفات مع رمضان (خطبة)
  • وقفات مع انقضاء رمضان

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع حلول عام هجري جديد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات قبل حلول شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقالت هيت لك: وقفات قصيرات مع قصة يوسف مع امرأة العزيز وتنزيلها على الواقع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع حديث: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مطوية وقفات مع رمضان(كتاب - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • وقفات مع آيات الصيام (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • وقفات مع قوله تعالى: { فلذلك فادع واستقم }(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • وقفات مع القاعدة القرآنية: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات إيمانية مع الزلازل الكونية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع 3 صحابيات(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/9/1444هـ - الساعة: 14:42
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب