• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه رقم (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    التوبة واستقبال رمضان (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    اسم الله تعالى العليم (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام متفرقة في الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    من أقوال السلف في الصيام
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تنبيه الصائمين بالعناية بالمساجد وكتاب رب ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أهلا ومرحبا برمضان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
    السيد مراد سلامة
  •  
    لا تر الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر
    السيد مراد سلامة
  •  
    الصيام وأقسامه
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    أعظم سورة في القرآن
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    أحكام الدية (خطبة)
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    من صفات عباد الرحمن: قيام الليل (خطبة)
    محمد بن أحمد زراك
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    منهج الإمام يحيى بن سعيد القطان في توثيق الرواة ...
    أ. د. طالب حماد أبوشعر
  •  
    جذور طرائق التدريس الحديثة في الهدي النبوي ...
    هبة أحمد مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

فليسقط عجبك بالكلية: عشرون علاجا للعجب

فليسقط عجبك بالكلية: عشرون علاجا للعجب
خالد بن حسن المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/11/2021 ميلادي - 22/4/1443 هجري

الزيارات: 2357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فليسقط عُجْبُك بالكلية

عشرون علاجًا لمرض العجب


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فيقول ابن حزم رحمه الله تعالى: "من امتُحن بالعُجب، فليفكر في عيوبه، فإن أُعجب بفضائله، فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة، فإن خفيَتْ عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه، فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه أتم الناس نقصًا، وأعظمهم عيوبًا، وأضعفهم تمييزًا.

 

وأول ذلك أنه ضعيف العقل، جاهل، ولا عيب أشد من هذين؛ لأن العاقل هو من ميَّز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه، إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأنه يُقدِّر أن عيوبه خصال، وهذا أشد عيب في الأرض، وفي الناس كثير يفخرون بالزنا واللياطة، والسرقة والظلم، فيعجب بتأتِّي هذه النحوس له، وبقوته على هذه المخازي! واعلم يقينًا: ألَّا يسلم إنسيٌّ من نقص، حاشا الأنبياء صلوات الله عليهم، فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط، وصار من السُّخْفِ والضَّعَةِ، والرذالة والخسة، وضعف التمييز والعقل، وقلة الفهم بحيث لا يتخلف عنه متخلف من الأرذال، وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة، فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه، والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها، وعن عيوب غيره التي لا تضره لا في الدنيا ولا في الآخرة.

 

وما أدري لسماع عيوب الناس خَصلة إلا الاتعاظ بما يسمع المرء منها، فيجتنبها ويسعى في إزالة ما فيه منها بحول الله تعالى وقوته.

 

وأما النطق بعيوب الناس، فعيب كبير لا يسوغ أصلًا، والواجب اجتنابه إلا في نصيحة من يتوقع عليه الأذى بمداخلة المعيب، أو على سبيل تبكيت المعجب فقط في وجهه، لا خلف ظهره.

 

ثم يقول للمعجب: ارجع إلى نفسك، فإذا ميزت عيوبها، فقد داويت عجبك، ولا تمثل بين نفسك وبين من هو أكثر عيوبًا منها، فتستسهل الرذائل، وتكون مقلدًا لأهل الشر، وقد ذُمَّ تقليد أهل الخير[1]، فكيف تقليد أهل الشر؟ لكن مثِّل بين نفسك وبين من هو أفضل منك، فحينئذٍ يتْلَف عجبك، وتفيق من هذا الداء القبيح الذي يُولِّد عليك الاستخفاف بالناس، وفيهم بلا شك من هو خير منك، فإذا استخففتَ بهم بغير حق، استخفوا بك بحقٍّ؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ [الشورى: 40]، فتُولِّد على نفسك أن تكون أهلًا للاستخفاف بك، بل على الحقيقة، مع مقت الله عز وجل، وطمس ما فيك من فضيلة.

 

فإن أُعجبت بعقلك: ففكِّر في كل فكرةٍ سوء تحلُّ بخاطرك، وفي أضاليل الأماني الطائفة بك، فإنك تعلم نقص عقلك حينئذٍ.

 

وإن عجِبتَ بآرائك: فتفكَّر في سقطاتك، واحفظها ولا تنسَها، وفي كل رأي قدَّرتَه صوابًا فخرج بخلاف تقديرك، وأصاب غيرك وأخطأت أنت، فإنك إن فعلت ذلك، فأقل أحوالك أن يوازن سقوط رأيك بصوابه، فتخرج لا لك ولا عليك، والأغلب أن خطأك أكثر من صوابك، وهكذا كل أحد من الناس بعد النبيين صلوات الله عليهم.

 

وإن أُعجبت بعملك، فتفكر في معاصيك، وفي تقصيرك، وفي معاشك ووجوهه، فوالله لتجدنَّ من ذلك ما يغلب على خيرك، ويُعفي على حسناتك، فليطُلْ همُّك حينئذٍ، وأبدِلْ من العجب تنقصًا لنفسك.

 

وإن أُعجبت بعلمك، فاعلم أنه لا خَصلة لك فيه، وأنه موهبة من الله مجردة، وهبك إياها ربك تعالى، فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها، تُولِّد عليك نسيان ما علمت وحفظت.

 

ولقد أخبرني عبدالملك بن طريف - وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث - أنه كان ذا حظٍّ من الحفظ عظيم، لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته، وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ، وأخلَّ بقوة حفظه إخلالًا شديدًا، لم يعاوده ذلك الذكاء بعد.

 

وأنا أصابتني علة فأفقْتُ منها، وقد ذهب ما كنت أحفظ إلا ما لا قدرَ له، فما عاودته إلا بعد أعوام.

 

واعلم أن كثيرًا من أهل الحرص على العلم يجدون [في] القراءة والإكباب على الدروس والطلب، ثم لا يُرزقَون منه حظًّا، فليعلم ذو العلم أنه لو كان بالإكباب وحده، لكان غيره فوقه، فصحَّ أنه موهبة من الله تعالى، فأي مكان للعجب ها هنا؟! ما هذا إلا موضع تواضُعٍ وشكر لله تعالى، واستزادة من نِعَمِهِ، واستعاذة من سَلْبِها.

 

ثم تفكر أيضًا في أنَّ ما خفي عليك وجهِلْته من أنواع العلم الذي تختص به، [و]الذي أُعجبت بنفاذك فيه - أكثرُ مما تعلم من ذلك، فاجعل مكان العجب استنقاصًا لنفسك، واستقصارًا لها، فهو أولَى.

 

وتفكر فيمن كان أعلم منك، تجدهم كثيرًا، فلتهُنْ نفسك عندك حينئذٍ.

 

وتفكر في إخلالك بعلمك، وأنك لا تعمل بما علمت منه، فلعلمك عليك حجةٌ حينئذٍ، ولقد كان أسلم لك لو لم تكن عالمًا، واعلم أن الجاهل حينئذٍ أعقل منك وأحسن حالًا وأعذر، فليسقط عُجبك بالكلية.

 

ثم لعل علمك الذي تعجب بنفاذك فيه من العلوم المتأخرة التي لا كبيرَ خَصلة فيها، كالشعر وما جرى مجراه، فانظر حينئذٍ إلى مَن علمُهُ أجلُّ من علمك في مراتب الدنيا والآخرة، فتهون نفسك عليك.

 

وإن أعجبت بشجاعتك، فتفكَّر فيمن هو أشجع منك، ثم انظر في تلك النجدة التي منحك الله تعالى: فيمَ صرفتها؟ فإن كنت صرفتَها في معصية فأنت أحمق؛ لأنك بذلت نفسك فيما ليس ثمنًا لها، وإن كنت صرفتها في طاعة فقد أفسدتها بعجبك، ثم تفكر في زوالها عنك بالشيخوخة، وأنك إن عشت، فستصير من عدد العيال، وكالصبي ضعفًا.

 

على أني ما رأيت العجب في طائفة أقل منه في أهل الشجاعة، فاستدْلَلْتُ بذلك على نزاهة أنفسهم، ورفعتها، وعلوِّها.

 

وإن أعجبت بجاهك في دنياك، فتفكر في مخالفيك وأندادك ونظرائك، ولعلهم أخسِّاء وضعفاء سقاط، فاعلم أنهم أمثالك فيما أنت فيه، ولعلهم ممن يُستحيا من التشبه بهم؛ لفرط رذالتهم وخساستهم في أنفسهم وأخلاقهم ومنابتهم، فاستهِنْ بكل منزلة شاركك فيها من ذكرتُ لك، وإن كنتَ مالكَ الأرض كلها، ولا مخالف [عليك]، وهذا بعيد جدًّا في الإمكان.

 

[و]تفكَّر فيما قال ابن السماك للرشيد، وقد دعا بحضرته بقدح فيه ماء ليشربه، فقال له: يا أمير المؤمنين، فلو مُنعت هذه الشربة، بكم كنت ترضى أن تبتاعها؟ فقال له الرشيد: بملكي كله، قال: يا أمير المؤمنين، فلو مُنعت خروجها منك، بكم كنت ترضى أن تفتدي من ذلك؟ قال: بملكي كله، قال: يا أمير المؤمنين، أتغْتَبِطُ بملك لا يساوي بولة ولا شربة ماء؟ وصدق ابن السماك رحمه الله.

 

وإن كنت ملك المسلمين كلهم، فاعلم أن ملك السود - وهو رجل رَذْلٌ مكشوف العورة - جاهل يملك أوسع من ملكك، فإن قلت أنا أخذته بحقٍّ، فلعمري ما أخذته بحق إذا استعملت فيه رذيلة العجب، وإذا لم تعدل فيه، فاستحي من حالك، فهي حالة رذالة لا حالة يجب العجب فيها.

 

وإن عجبت بمالك، فهذه أسوأ مراتب العجب، فانظر في كل ساقط خسيس هو أغنى منك، فلا تغتبط بحالة يفوقك فيها من ذكرت، واعلم أن عجبك بالمال حُمْقٌ؛ لأنه أحجار لا تنتفع بها إلا أن تخرجها عن ملكك بنفقتها في وجهها فقط، والمال أيضًا غادٍ ورائح، وربما زال عنك، ورأيته بعينه في يد غيرك، ولعل ذلك يكون في يد عدوك، فالعجب بمثل هذا سُخف، والثقة به غرور وضعف.

 

وإن أعجبت بحُسْنك، ففكر فيما يُولِّد عليك مما نستحيي نحن من إثباته، وتستحيي أنت منه إذا ذهب عنك بدخولك في السن، وفيما ذكرنا كفاية.

 

وإن أعجبت بمدح إخوانك لك، ففكِّر في ذم أعدائك إياك، فحينئذٍ ينجلي عنك العجب؛ فإن لم يكن لك عدو فلا خير فيك، ولا منزلة أسقطُ من منزلة من لا عدو له، فليست إلا منزلة من ليس [لله] تعالى عنده نعمة يُحسد عليها، عافانا الله.

 

فإن استحقرت عيوبك، ففكر فيها لو ظهرت إلى الناس، وتمثَّل اطلاعهم عليها، فحينئذٍ تخجل، وتعرف قدر نقصك، إن كانت لك مَسكة من تمييز.

 

واعلم بأنك إن تعلمت كيفية تركيب الطبائع وتولُّدِ الأخلاق من امتزاج عناصرها المحمولة في النفس، فستقف من ذلك وقوف يقين على أن فضائلك لا خصلة لك فيها، وأنها مِنَحٌ من الله تعالى، لو منحها غيرك لكان مثلك، وأنك لو وُكلت إلى نفسك لعجزت وهلكت، فاجعل بدل عجبك بها شكرًا لواهبك إياها، وإشفاقًا من زوالها، فقد تتغير الأخلاق الحميدة بالمرض وبالفقر، وبالخوف وبالغضب وبالهرم، وارْحَمْ مَن مُنع ما مُنحت، ولا تتعرض لزوال ما بك من النعم بالتعاصي على واهبها تعالى، وبأن تجعل لنفسك فيما وهبك خصلة أو حقًّا، فتقدر أنك استغنيت عن عصمته، فتهلك عاجلًا أو آجلًا.

 

ولقد أصابتني علة شديدة ولَّدت عليَّ ربوًا في الطحال شديدًا، فولَّد ذلك عليَّ من الضجر وضيق الخلق، وقلة الصبر والنزق - أي: العجلة والخفة والحمق والطيش[2] - أمرًا حاسبت نفسي فيه، إذ أنكرت تبدُّلَ خُلُقي، واشتد عَجبي من مفارقتي لطبعي.

 

وإن أعجبت بنسبك، فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا؛ لأن هذا الذي أُعجبت به لا فائدة له أصلًا في دنيا ولا آخرة، وانظر هل يدفع عنك جوعة؟ أو يستر لك عورة؟ أو ينفعك في آخرتك؟

 

ثم انظر إلى من يساهمك في نسبك، وربما فيما هو أعلى منه ممن نالته ولادة الأنبياء عليهم السلام، ثم ولادة الخلفاء، ثم ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء.

 

[ثم تأمل غَبراتِ وبقايا ومَن يُدْلِي بمثل ما تدلي به من ذلك، من] ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة، ثم ولادة التبابعة، تجد أكثرهم أمثال الكلاب خساسة، وتُلْفِهم في غاية السقوط والرذالة، والتبدل والتحلي بالصفات المذمومة، فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نظراؤك، ثم لعل الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقًا وشربةَ خمور، ولَاطةً، ومتعبثين ونَوكى - أي: حمقى - أطلقت الأيام أيديهم بالظلم والجور، فأنتجوا ظلمًا وآثارًا قبيحة، تُبقي عارهم بذلك الأيام، ويعظُم إثمهم والندم عليها يوم الحساب.

 

فإن كان كذلك، فاعلم أن الذي أعجبت به من ذلك داخل في العيب والخزيِ، والعار والشَّنار - أي: الأمر المشهور بالشنعة والقبح - لا في الإعجاب.

 

فإن أُعجبت بولادة الفضلاء إياك، فما أخلى يدك من فضلهم إن لم تكن أنت فاضلًا، وما أقل غناهم عنك في الدنيا والآخرة إن لم تكن محسنًا، والناس كلهم أولاد آدم الذي خلقه الله بيده، وأسكنه جنته، وأسجد له ملائكته، ولكن [لم ينتفع به] كل معيب وكل فاسق وكل كافر.

 

وإذا فكر العاقل في أن فضل آبائه لا يقرِّبه من ربه تعالى، ولا يُكسِبه وجاهة لم يحُزْها هو بسعده أو بفضله في نفسه، ولا مالًا، فأي معنى للإعجاب بما لا منفعة فيه؟ وهل المعجب بذلك إلا كالمعجب بمال جاره وبجاهِ غيرِهِ، وبفرس لغيره سبق كان على رأسه لجامه؟ وكما تقول العامة في أمثالها: كالغبي يزْهَى بذكاء أبيه!

 

فإن تعدى بك العجب إلى الامتداح، فقد تضاعف سقوطك؛ لأنه قد عجز عقلك من مقاومة ما فيك من العجب، هذا إن امتدحت بحقٍّ، فيكف إن امتدحت بالكذب؟


وقد كان ابن نوح وأبو إبراهيم وأبو لهب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرب الناس من أفضل خلق الله تعالى، وممن الشرف كله في اتباعهم، فما انتفعوا بذلك، وقد كان فيمن وُلد لغير رشدة مَن كان الغاية في رياسة الدنيا؛ كزياد وأبي مسلم[3]، ومن كان نهاية في الفضل على الحقيقة، كبعض من نُجِلُّه عن ذكره في مثل هذا الفصل، ممن يُتقرَّب إلى الله تعالى بحبه والاقتداء بحميد آثاره.

 

وإن أعجبت بقوة جسمك، فتفكر في أن البغل والحمار والثور أقوى منك وأحمل للأثقال، وإن أعجبت بخفَّتك، فاعلم أن الكلب والأرنب يفوقانك في هذا الباب، فمن العجب العجيب إعجاب ناطق بخصلة يفوقه فيها غير الناطق!

 

واعلم أن من قدر في نفسه عجبًا، أو ظن لها على سائر الناس فضلًا، فلينظر إلى صبره عندما يَدْهَمُه من همٍّ أو نكبة أو وجع أو دُمَل - أي: خُرَاج - أو مصيبة، فإن رأى نفسه قليلة الصبر، فليعلم أن جميع أهل البلاء من المجذومين وغيرهم الصابرين أفضل منه، وإن رأى نفسه صابرة، فليعلم أنه لم يأتِ بشيء يسبق فيه على ما ذكرنا، بل هو إما متأخر عنهم في ذلك، أو مساوٍ لهم، ولا مزيد.

 

ثم لينظر إلى سيرته وعدله أو جوره فيما خوَّله الله من نعمة أو مال، أو خَوَلٍ أو أتباع، أو صحة أو جاه، فإن وجد نفسه مقصرة فيما يلزمه من الشكر لواهبه تعالى، ووجدها خائفة في العدل، فليعلم أن أهل العدل والشكر والسيرة الحسنة، من المخوَّلين أكثر مما هو فيه أفضلُ منه، فإن رأى نفسه ملتزمة للعدل، فالعادل بعيد عن العجب ألبتة، لعلمه بموازين الأشياء ومقادير الأخلاق، والتزامه التوسط الذي هو الاعتدال بين الطرفين المذمومين، فإن أُعجب فلم يعدل، بل قد مال إلى جنبة الإفراط المذمومة.

 

واعلم أن التعسف وسوء الملكة لمن خوَّلك الله تعالى أمره من رقيق أو رعية يدلَّان على خساسة النفس، ودناءة الهمة، وضعف العقل؛ لأن العاقل الرفيع النفس العالي الهمة إنما يغلب أكفاءه في القوة، ونظراءه في المنعة، وأما الاستطالة على من لا يمكنه المعارضة، فسقوطٌ في الطبع، ورذالة في النفس والخُلُق، وعجز ومهانة، ومن فعل ذلك، فهو بمنزلة من يتبجح بقتل جُرَذٍ، أو بقتل برغوث، أو بفرك قُمَّلة، وحسبك بهذا ضَعَةً وخساسة!

 

واعلم أن رياضة الأنفس أصعب من رياضة الأُسْدِ؛ لأن الأُسْدَ إذا سُجنت في البيوت التي تتخذ لها الملوك أُمن شرها، والنفس وإن سُجنت لم يؤمن شرها"[4].

 

من خلال تأمل كلام ابن حزم السابق يمكن الوصول للنتائج الآتية:

• أن العجب أصل الشر، ومنبت الفساد، وأساس الضلال.

 

• أن العجب ضد العبودية، وهو عادة شيطانية، وطريقة فرعونية؛ كما قال تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 75، 76]، وقال سبحانه: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [النازعات: 15 - 26].

 

• أن العجب مرض من أمراض النفوس الخطيرة، وأن النفس المعجبة إذا لم تجد ما تعجب به من الخير، عجبت بأعمال الشر!

 

• أن العجب بالمعاصي خزيٌ وعار، والعجب بالطاعات مفسدة ومهلكة؛ فصح أن العجب شر محض، لا خير فيه ألبتة.

 

• أن منشأ مرض العجب جهلان[5]؛ هما:

1- جهل بالله سبحانه وتعالى وكماله، وعظمته وجلاله وكبريائه، وأن النعم كلها محض فضله وحده.

 

2- جهل بالنفس ونقصها وعيوبها، وأمراضها وآفاتها، وأنها لا تملك لذاتها ولا لأحدٍ نفعًا ولا ضرًّا.

 

• أن من أعراض مرض العجب: النظر في عيوب الآخرين، ونسيان عيوب النفس؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يبصر أحدكم القَذاة في عين أخيه، وينسى الجذع - أو الجِدْل - في عينه معترضًا))؛ [أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 99)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (33)]؛ و"القذاة": هي ما يقع في العين والماء والشراب من نحو تراب وتبن ووسخ، "وينسى الجذع أو الجدل في عينه معترضًا"؛ أي: الخشبة العالية الكبيرة، والمعنى: أنه يبصر عيب غيره وإن كان صغيرًا ويتحدث به، ولا يبصر عيب نفسه الظاهر، مع أن العبد ينبغي عليه ألَّا ينشغل بذنوب العباد وينسى نفسه؛ لأنه سيُسأل عما قدم لنفسه[6].

 

• أن العجب قرين المنِّ، والمن مذموم في التعامل مع المخلوق الضعيف، الفقير المحتاج؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6]، فكيف به في التعامل مع الخالق القوي الغني الوهاب؟


• أن المعجب يستخف بالناس بغير حق، ويجازَى أن يُستخَفَّ به بحق؛ نسأل الله تعالى العفو والعافية.

 

وفيما يلي عرض لعشرين علاجًا لمرض العجب[7]:

أولًا: الاستعانة بالله عز وجل[8]؛ فإنه لا يُدرَك خير ولا يُصرَف شرٌّ إلا بعونه[9]، مستحضرين مقام ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5][10]، مرددين بلسان المقال مع صدق الحال: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))[11]، و((لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه))[12]، و((اللهم أعنا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك))[13].

 

ثانيًا: أن نعلم أن العجب نوع من الشرك، فكثيرًا ما يُقرَن "بين الرياء والعجب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر؛ فالمرائي لا يحقق قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5]، والمعجب لا يحقق قوله: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، فمن حقَّق قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ خرج عن الرياء، ومن حقق قوله ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ خرج عن الإعجاب"[14].

 

ثالثًا: دوام مجاهدة النفس، والدأب في ذلك، مستحضرين حلاوة عاقبة: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وصدق الإلحاح في طلب الشفاء من مرض العجب، والإكثار من دعاء: ((اللهم رحمتك أرجو، فلا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت))[15].

 

رابعًا: الاشتغال عن العجب بتشخيص عيوب النفس، والسعي في علاجها؛ وأن نعلم أنه "لولا ستر الله عز وجل ما جالسنا أحد"[16].

 

خامسًا: اليقين أن في الناس من هو خير منا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]؛ أي: وفوق كل عالم من هو أعلم منه، حتى ينتهيَ العلم إلى الله عز وجل عالم الغيب والشهادة[17].

 

سادسًا: تذكر الذنوب والخطايا، فقد قال "بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة، ويعمل الحسنة يدخل بها النار، قالوا: كيف؟ قال: يعمل الذنب فلا يزال نُصب عينيه، خائفًا منه، مشفقًا، وجِلًا، باكيًا، نادمًا، مستحيًا من ربه تعالى، ناكسَ الرأس بين يديه، منكسر القلب له، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة؛ بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد، وفلاحه، حتى يكون ذلك الذنب سببَ دخوله الجنة، ويفعل الحسنة، فلا يزال يمنُّ بها على ربه، ويتكبر بها، ويرى نفسه، ويعجب بها، ويستطيل بها، ويقول: فعلت وفعلت، فيورثه من العجب، والكبر، والفخر، والاستطالة، ما يكون سبب هلاكه، فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيرًا ابتلاه بأمر يكسره به، ويذل به عنقه، ويُصغر به نفسه عنده"[18].

 

سابعًا: معرفة أن جميع النعم من الله تعالى وحده؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21].

 

ثامنًا: تعلم العقيدة والتوحيد، والتفقه في معاني أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العلى، وزيادة المعرفة بقيمة الإخلاص[19].

 

تاسعًا: تذكر أن العجب من أقبح الذنوب وأكبر الخطايا، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: "جهله بنفسه، وصفاتها، وآفاتها، وعيوب عمله، وجهله بربه، وحقوقه، وما ينبغي أن يعامل به - يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنِّه بها، ويتولد من ذلك من العجب، والكبر، والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا، وشرب الخمر، والفرار من الزحف ونحوها"[20].

 

عاشرًا: أن نعلم يقينًا أن أعمالنا لن تدخلنا الجنة، وأن الجنة إنما يدخلها العباد برحمة الله عز وجل وحده؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يُنجيَ أحدًا منكم عملُهُ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة))؛ [أخرجه البخاري (6463)، ومسلم (2816)][21].

 

حادي عشر: الدخول على الله تعالى من أقرب باب دخل منه العباد عليه سبحانه؛ وهو باب "الإفلاس؛ فلا يرى لنفسه حالًا، ولا مقامًا، ولا سببًا يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصِّرف، والإفلاس المحض، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه، حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع، وشمِلته الكسرة من كل جهاته، وشهِد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته، وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك، وخسِر خسارة لا تُجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه، ويتداركه برحمته"[22].

 

ثاني عشر: التواضع للخلق؛ فعن عياض المجاشعي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: ((إن الله أوحى إليَّ: أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ))؛ [أخرجه مسلم (2865)]، ومعرفة أن الرفعة مرتبطة بالتواضع لله تعالى، فكلما ازداد العبد تواضعًا، زاده الله تعالى عزًّا، وكلما ازداد العبد عجبًا، زاده الله تعالى ذلًّا؛ كما في حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله))؛ [أخرجه مسلم (2588)].

 

ثالث عشر: معرفة أن العجب محبط للأعمال؛ لحديث جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث: ((أن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلانٍ، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى عليَّ ألَّا أغفر لفلان؛ فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك))؛ [أخرجه مسلم (2621)]، فهذا الرجل حبِط عمله؛ لأنه ما قال ما قال إلا معجبًا بنفسه، محتقرًا لأخيه؛ نسأل الله تعالى السلامة والعافية.

 

رابع عشر: محاسبة النفس، وأن نعلم أن أعمالنا الحسنة تنفعنا، ولا تنفع الله تعالى شيئًا، وأن أعمالنا السيئة تضرنا، ولا تضر الله تعالى شيئًا[23].

 

خامس عشر: مراقبة الخواطر، ومدافعة وساوس العجب والكبر.

 

سادس عشر: التذكر الدائم لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ * وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [المؤمنون: 57 - 62]، ولحديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَة ﴾ قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألَّا يُقبل منهم، ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾))؛ [أخرجه الترمذي (3175)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي].

 

سابع عشر: الحذر من الكبر واحتقار الناس لحديث عبدالله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْرٍ، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْرُ بَطرُ الحق، وغَمْط الناس))؛ [أخرجه مسلم (91)]، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يَبِعْ بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقِرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه))، وفي رواية: ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صُورِكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، وأشار بأصابعه إلى صدره))؛ [أخرجه مسلم (2564)][24].

 

ثامن عشر: اليقين بأن عقوبة العجب النار؛ لقوله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60]، ولحديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار))؛ [أخرجه أبو داود (4090)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود]، وحديث عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذَّرِ في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولَسَ، تعلوهم نار الأنْيَار، يُسقَون من عُصارة أهل النار طينةَ الخَبال))؛ [أخرجه الترمذي (2492)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي]، و"من عصارة أهل النار طينة الخبال"؛ أي: مما يسيل من دم وقيح ونَتَنِ من أهل النار[25].

 

تاسع عشر: معرفة أن العجب من الذنوب التي قد تُعجَّل عقوبتها في الدنيا مع ما ينتظر صاحبه في الآخرة؛ لحديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجل يمشي في حُلَّةٍ تعجبه نفسه، مرجِّل جُمَّتَهُ؛ إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة))؛ [أخرجه البخاري (5789)]، و"حلة": إزارٌ ورداء، "مرجل جمته": مسرح شعره الطويل الذي يصل إلى المَنْكِبين، "يتجلجل إلى يوم القيامة": يتحرك ويضطرب وهو ينزل ويغوص في باطن الأرض إلى قيام الساعة، جزاءً له على عجبه وكِبره.

 

عشرون: أن يعلم المعجب أن قدوته في العجب الشيطان، وفرعون وهامان وقارون، و ﴿ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59]؛ فلننظر في أحوالهم، ولنتفكر في مآلاتهم، ولنتدبر ما يلي من آيات الكتاب العزيز:

• قال الله تعالى: ﴿ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 73 - 85].

 

• وقال سبحانه: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴾ [القصص: 38 - 42].

 

• وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 76 - 83].

 

• وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17].

 

والله تعالى أعلم.

 

"اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هاديَ لما أضللت، ولا مضلَّ لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العَيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، وشر ما منعت، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفَّنا مسلمين، وأحْينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق"[26].

 

"اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق؛ أحْيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بالقضاء، وبَرَد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مُضرَّة وفتنة مُضلَّة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين"[27].

 

"اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"[28].

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

 

"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"[29].



[1] تقليد أهل الخير المذموم: هو تقليدهم في فعل الخيرات دون استصحاب لنية الإخلاص لله تعالى والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، أما التقليد الذي معه هذه النية فمحمود بلا شك.

[2] مرجع معاني الكلمات: موقع ((معجم المعاني)).

[3] لعل ابن حزم رحمه الله تعالى يقصد أبا مسلم الخولاني وزياد بن أبيه، وقد كانا من الولاة الذين لم يُعرَفوا بعلوِّ النسب؛ والله تعالى أعلم.

[4] ((الأخلاق والسير في مداواة النفوس)) (ص: 66 - 75) باختصار يسير.

[5] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "جهله بنفسه، وصفاتها، وآفاتها، وعيوب عمله؛ وجهله بربه، وحقوقه، وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب، والكبر، والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا، وشرب الخمر، والفرار من الزحف ونحوها"؛ [((مدارج السالكين)) (1/ 175)].

[6] ((شرح حديث: "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه...")) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية.

[7] المراجع:

((عشرون علاجا لفتور النفس عن الطاعة)) على الرابط التالي:

https://www.alukah.net/social/0/144288/#_ftn38

رسالة عنوانها: ((كيف نعالج فتور النفس عن الطاعة بعد رمضان؟))، لزياد خياط؛ وفيما يلي نص الرسالة:

" كيف نعالج فتور النفس عن الطاعة بعد رمضان؟

لنعلم أولًا أن تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه؛ فإن "لكل عمل شِرَّة، ولكل شرة فَترة".

ومن ثم فمعالجة الفتور عن الطاعة تقتضي أمورًا:

أولًا: الاستعانة بالله عز وجل؛ فإنه لا يدرك خير إلا بعونه... مستحضرين مقام ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، مرددين بلسان المقال مع صدق الحال: ((اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).

ثانيًا: دوام المجاهدة والدأب، وصدق الإلحاح والطلب؛ مستحضرين حلو عاقبة: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69].

ثالثًا: الرفق بالنفس، وأخذها باليُسر، وحسن سياستها، وقيادها إلى الخير؛ متأملين حكمته صلى الله عليه وسلم في قوله: ((اكْلَفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فوالله لا يمل الله حتى تَمَلُّوا))، وقوله: ((القصدَ القصدَ، تبلغوا)) و((سددوا وقاربوا)).

رابعًا: تعويد النفس على القليل الدائم الذي هو خير من الكثير المنقطع؛ ملتفتين إلى أنه: ((كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمةً))، ((وأن أحب الأعمال إلى الله ما دام عليه صاحبه وإن قلَّ)).

خامسًا: تنويع العمل الصالح وتجديد الطاعة بعد الطاعة، وعدم قصر النفس على لون واحد من التعبد؛ ففي ذلك إجمام للنفس وتطرية لها... فإذا سئمت النفس من عمل، انتقلت إلى آخر؛ حتى تكون هي التي تشتاق إلى ذلك العمل؛ فتجد له خفة ونشاطًا ولذة وحلاوة...

والله المسؤول أن يذيقنا حلاوة مناجاته، ولذة طاعته؛ إنه أكرم مسؤول.

وكتبه/ زياد خياط، ٣ شوال ١٤٤١".

[8] عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعِنْ بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّر الله وما شاء فعل؛ فإن "لو" تفتح عمل الشيطان))؛ [أخرجه مسلم (2664)].

[9] عن ابن عباس قال: ((كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف))؛ [أخرجه الترمذي (2516)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي].

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فتيقن حينئذٍ أن الحسنات من نعمه فتشكره عليها وتتضرع إليه ألَّا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يَكْلُك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك؛ وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده؛ وأجمعوا أن التوفيق ألَّا يكلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخليَ بينك وبين نفسك؛ فإذا كان كل خير فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ، والرغبة والرهبة إليه، فمتى أُعطيَ العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقيَ باب الخير مرتجًّا دونه... وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك، يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هِمَمِهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك؛ فالله سبحانه أحكم الحاكمين، وأعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به، هو العليم الحكيم، وما أُتيَ مَن أُتيَ إلا من قِبل إضاعة الشكر، وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظَفر من ظفر - بمشيئة الله وعونه - إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء"؛ [((الفوائد)) (ص: 97)].

[10] قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "القلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يلتذُّ، ولا يُسَرُّ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبِّه، والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات، لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور، واللذة والنعمة، والسكون والطمأنينة، وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له، لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائمًا مفتقر إلى حقيقة ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، فإنه لو أُعين على حصول ما يحبه، ويطلبه، ويشتهيه، ويريده، ولم يحصل له عبادته لله بحيث يكون هو غاية مراده، ونهاية مقصوده، وهو المحبوب له بالقصد الأول، وكل ما سواه إنما يحبه لأجله، لا يحب شيئًا لذاته إلا الله - فمتى لم يحصل له هذا، لم يكن قد حقَّق حقيقة "لا إله إلا الله"، ولا حقق التوحيد، والعبودية، والمحبة، وكان فيه من النقص والعيب، بل من الألم والحسرة والعذاب بحسب ذلك، ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينًا بالله، متوكلًا عليه، مفتقرًا إليه في حصوله لم يحصل له، فإنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب، المحبوب، المراد، المعبود، ومن حيث هو المسؤول، المستعان به، المتوكل عليه، فهو إلهه لا إله له غيره، وهو ربه لا رب له سواه. ولا تتم عبوديته لله إلا بهذين؛ فمتى كان يحب غير الله لذاته، أو يلتفت إلى غير الله أنه يعينه، كان عبدًا لِما أحبه، وعبدًا لِما رجاه، بحسب حبه له ورجائه إياه، وإذا لم يحب لذاته إلا الله، وكلما أحب سواه فإنما أحبه له، ولم يرجُ قط شيئًا إلا الله، وإذا فعل ما فعل من الأسباب، أو حصل ما حصل منها، كان مشاهدًا أن الله هو الذي خلقها وقدرها، وأن كل ما في السماوات والأرض فالله ربه ومليكه وخالقه، وهو مفتقر إليه - كان قد حصل له من تمام عبوديته لله بحسب ما قسم له من ذلك، والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحصي طرفيها إلا الله؛ فأكمل الخلق، وأفضلهم، وأعلاهم، وأقربهم إلى الله، وأقواهم، وأهداهم أتمُّهم عبوديةً لله من هذا الوجه، وهذا هو حقيقة دين الإسلام الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه، وهو أن يستسلم العبد لله لا لغيره، فالمستسلم له ولغيره مشرك، والممتنع عن الاستسلام له مستكبر"؛ [((مجموع الفتاوى)) (10/ 194، 195)، ((العبودية)) (ص: 97 - 99)].

[11] عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت))؛ [أخرجه مسلم (2137)].

[12] عن أبي هريرة، قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة، فقال: يا أبا هريرة - أو: يا أبا هِرٍّ - هلك المكثرون، إن المكثرين الأقلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا، وقليلٌ ما هم، يا أبا هريرة، ألَا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ من الله إلا إليه، يا أبا هريرة، هل تدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وإن حق العباد على الله ألَّا يعذب من فعل ذلك منهم))؛ [أخرجه أحمد (10795)، وصححه شعيب الأرنؤوط ومن حقق المسند معه].

[13] عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنَّا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك))؛ [أخرجه أحمد (7982)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (844)].

[14] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (10/ 277).

[15] عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت))؛ [أخرجه أبو داود (5090)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود].

[16] قال سفيان بن عيينة: "لولا ستر الله عز وجل ما جالسنا أحد"؛ [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4203)].

[17] ينظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/ 267)، ((تفسير ابن كثير)) (4/ 401)، ((تفسير السعدي)) (ص: 403)، ((التفسير المحرر)) للدرر السنية (تفسير الآيات 69 - 77 من سورة يوسف).

[18] ((الوابل الصيب من الكلم الطيب)) لابن القيم، (ص: 6، 7).

[19] قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

وعن سليمان بن يسار، قال: ((تفرق الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ، حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يُقضَى يوم القيامة عليه رجل استُشهد، فأُتيَ به، فعرَّفه نِعَمَه، فعرفها، قال: فما عمِلت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استُشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يُقال: جريء، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، حتى أُلقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلمه، وقرأ القرآن، فأُتي به، فعرَّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليُقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، حتى أُلقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن يُنفَق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليُقال: هو جَوَاد، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، ثم أُلقي في النار))؛ [أخرجه مسلم (1905)].

[20] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (1/ 175).

[21] وأما قوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]، فيعني: ادخلوا الجنة برحمة الله الذي وفقكم لأعمال ترضيه، وقبِلها منكم، ولولا فضله سبحانه ورحمته لم يحصل للعباد شيء من ذلك، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؛ [ينظر: ((شرح حديث: "لن ينجي أحدًا منكم عمله...")) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية].

[22] ((الوابل الصيب من الكلم الطيب)) لابن القيم (ص: 7، 8).

[23] قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، وعن أبي ذرٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى، أنه قال: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أهدِكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أُكْسِكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخيط إذا أُدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه))؛ [أخرجه مسلم (2577)].

[24] وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)): أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى أجسام العباد؛ هل هي كبيرة أو صغيرة، أو صحيحة أو سقيمة، ولا ينظر إلى الصور؛ هل هي جميلة أو ذميمة؛ كل هذا ليس بشيء عند الله، وكذلك لا ينظر إلى الأنساب؛ هل هي رفيعة أو دنيئة، ولا ينظر إلى الأموال ولا ينظر إلى شيء من هذا أبدًا، ليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى؛ فمن كان لله أتقى، كان من الله أقرب وكان عند الله أكرم؛ إذًا فعلى المرء ألَّا يفخر بماله ولا بجماله، ولا ببدنه ولا بأولاده، ولا بقصوره ولا بسيارته، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدًا، إنما إذا وفقه الله للتقوى؛ فهذا من فضل الله عليه؛ فليحمد الله عليه، وإن خُذل، فلا يلومن إلا نفسه؛ [((شرح حديث: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا...")) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية].

[25] ((شرح حديث: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال...")) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية.

[26] عن عبدالله بن رفاعة الزرقي رضي الله عنه، قال: ((لما كان يوم أُحُدٍ وانكفأ المشركون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استووا حتى أُثنيَ على ربي، فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العَيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، وشر ما منعت، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق))؛ [أخرجه أحمد (15492)، وقال شعيب الأرنؤوط ومن حقق المسند معه: رجاله ثقات].

[27] عن قيس بن عباد، قال: ((صلى عمار بن ياسر بالقوم صلاةً أخفَّها، فكأنهم أنكروها، فقال: ألم أتمَّ الركوع والسجود؟ قالوا: بلى، قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة وفتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين))؛ [أخرجه النسائي (1306)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1305)].

[28] عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علمني دعاءً أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم))؛ [أخرجه البخاري (834)].

[29] عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: ((لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال: ألَا أهديَ لك هديةً سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فأهدِها لي، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ فإن الله قد علمنا كيف نسلم، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))؛ [أخرجه البخاري (3370)].

ومما ورد في فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثُ أُبيِّ بن كعب، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام، فقال: يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت: يا رسول الله، إني أُكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تُكفَى همك ويُغفر لك ذنبك))؛ [أخرجه الترمذي (2457) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • من أغرب وأعجب الطوائف في العالم!
  • التعريف بخدمة (أعجبني) (Like)، وتكامل شبكة الألوكة مع فيسبوك
  • إذا أعجبتك خصال امرئ (بطاقة أدبية)
  • أيهما أعجب؟! (خاطرة)
  • مواقف أعجبتني
  • التنفس خارج الإناء ثلاثا، والاجتماع على الطعام، ومدحه إذا أعجبه
  • أقوال أعجبتني

مختارات من الشبكة

  • حديث: ((إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها...)) إعراب ومعنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السلاجقة‏ .‏‏.‏ الذين أنقذوا الخلافة يسقطون(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • ميانمار: تجدد الاشتباكات يسقط ثلاث ضحايا جدد وإصابة خمسة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قاعدة: (الميسور لا يسقط بالمعسور)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يسقط الحج عن المرأة بعدم المحرم ؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح القاعدة: إذا سقط الأصل سقط الفرع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العجب كل العجب ممن يلتمس عند أذل الناس عزا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عجب ممن عجب ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مسقطات حد القذف، وكيف يتوب القاذف؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مداخل الشيطان: العجب(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/9/1444هـ - الساعة: 6:6
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب