تخريج حديث: أجنبت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم

تخريج حديث: أجنبت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم

عن الأسلع بن شريك، رحَّال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أجنبت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجمعت حطبًا، فأحميت الماء، فاغتسلت، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فَلَم يُنْكِر عليَّ. (1/ 28).

ضعيف جدًّا.

أخرجه الطبراني في «الكبير» (1/ 299) (877)، وابن منده في «معرفة الصحابة» (ص204)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1094)، والبيهقي في «الكبير» (10)، والضياء في «المختارة» (1430)، من طريق العلاء بن الفضل، عن الهيثم بن رُزيق المالكي، عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحِّل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة، وكرهت أن أرحل ناقته، وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلًا من الأنصار فرحَّلها، ووضعت أحجارًا، فأسخنت بها ماء، فاغتسلت، ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال: «يَا أَسْلَعُ، مَا لِي أَرَى رِحْلَتَكَ تَغَيَّرَتْ؟»، فقلت: يا رسول الله، لم أرحِّلها، رحَّلها رجل من الأنصار، قال: «وَلِمَ؟»، فقلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القَرَّ على نفسي، فأمرته أن يرحلها، ووضعت أحجارًا فأسخنت ماء واغتسلت به، فأنزل الله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ إلى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ [النساء: 43] [النساء: 43].

قال الزيلعي في «نصب الراية» (1/ 103): «قال الذهبي في «مختصر سنن البيهقي»: تفرد به العلاء بن الفضل، وليس بحجة».

وقال الهيثمي في «المجمع» (1/ 262): «رواه الطبراني في «الكبير»، وفيه الهيثم بن رُزيق، قال بعضهم: لا يتابع على حديثه».

وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (1/ 26): «والهيثم بن رُزيق الراوي له عن أبيه، عن الأسلع؛ هو وأبوه مجهولان، والعلاء بن الفضل المنقري راويه عن الهيثم؛ فيه ضعف، وقد قيل: إنه تفرد به» اهـ.

قلت: العلاء بن الفضل.

قال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 175): «كان ممن ينفرد بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي انفرد بها، فأما ما وافق فيها الثقات، فإن اعتبر بها معتبر لم أر بذلك بأسًا» اهـ.

وقال الذهبي في «الميزان» (3/ 114): «صدوق إن شاء الله».

♦ والهيثم بن رُزيق المالكي.

ذكره العقيلي في «الضعفاء» (6/ 280)، وقال: «عن الحسن، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به».

♦ وأبوه رُزيق المالكي، مجهول، كما قال الحافظ.

وقد ترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 504)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وتوبع رُزيق المالكي.

فقد أخرجه الطحاوي في «معاني الآثار» (677)، وابن المنذر في «الأوسط» (2، 50)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (1/ 50)، والطبراني في «الكبير» (1/ 298) (875) و (876)، والدارقطني في «سننه» (683)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (1092) و (1093)، والبيهقي في «الكبير» (1000)، من طريق الربيع بن بدر، عن أبيه، عن جده، عن الأسلع، وليس فيه تسخين الماء.

قلت: هذا إسناد ساقط لا يصلح للتقوية.

♦ الربيع بن بدر، يُلَقب بـ«عُلَيلة»، متروك.

قال ابن معين في «رواية الدوري» (3276): «الربيع بن بدر ليس بشيء».

وقال أحمد في «مسائل ابن هانئ» (2272): «لا يسوى حديثه شيئًا».

وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 455): «لا يشتغل به، ولا بروايته، فإنه ضعيف الحديث ذاهب الحديث».

وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (181): «واهي الحديث».

وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (333) و (515): «ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه».

وقال يعقوب الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/ 61): «ضعيف متروك».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (200): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 366): «كان ممن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات المقلوبات، وعن الضعفاء الموضوعات».

وقال الحافظ في «التقريب»: «متروك».

♦ وأبوه بدر بن عمرو بن جراد التميمي، مجهول العين.

قال المزي في «التهذيب» (4/ 28): «روى عنه ابنه الربيع بن بدر، ولم يرو عنه غيره».

وقال الذهبي في «الميزان» (1/ 285): «لا يدرى حاله، فيه جهالة، ما روى عنه غير ولده».

وقال الحافظ في «التقريب»: «مجهول».

♦ وجده عمرو بن جراد، مجهول العين أيضًا.

قال الذهبي في «الميزان» (3/ 259): «عمرو بن جراد، عن أبي موسى الأشعري، لا ندري من هو، وهو جد لعُلَيلة بن بدر».

وقال الحافظ في «التقريب»: «مجهول».

« نيل الأماني بتخريج أحاديث المغني لابن قدامة المقدسي»