• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    غنى الخالق عن خلقه وافتقار جميع خلقه إليه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    قبسات من أنوار عفوه وصفحه صلى الله عليه وسلم عمن ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    واجبنا قبل رمضان
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    دموع الخشية من الله عز وجل
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حسن الاستعداد لموسم الزاد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تفسير: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: يا محمد، ألا تخبرني ما الإيمان؟
    الشيخ طارق عاطف حجازي
  •  
    تحويل القبلة: تأملات وعبر
    د. عبدالمحمود يوسف عبدالله
  •  
    يسمونها بغير اسمها
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    جدول أحوال أصحاب الفروض
    علي بن يحيى بن محمد عطيف
  •  
    رفيقك عند تلاوة القرآن (تفاسير مختصرة)
    سالم محمد أحمد
  •  
    خطبة بين يدي رمضان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    أحكام العارية ونوازلها والأدلة والإجماعات الواردة ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    المرشد اليسير للتعامل مع التفاسير
    منى بنت سالم باخلعة
  •  
    القرآن سكينة القلوب (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد
علامة باركود

يا بني (خطبة)

يا بني (خطبة)
د. فهد القرشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/2/2019 ميلادي - 12/6/1440 هجري

الزيارات: 15774

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا بني


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74] دعوة خلَّدَها القرآن على لسان الآباء والأمهات، يلهجون بها ويردِّدونها ليلًا ونهارًا سِرًّا وجهارًا، حبًّا لأبنائهم وشفقةً عليهم، قد لا يشعُر الأبناء بتلك الدعوات، وربما لم يسمعوها؛ لكنها تصعد كل يوم من الأرض لتقرع أبواب السماء، ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15].

 

أيها الأبناء:

إليكم بعض ما يجول في خواطر آبائكم تجاهكم، ربما أفصح بعض الآباء بشيء منها، وربما ألمح آخرون؛ لكنها أحاسيس ومشاعر وآمال وطموحات يتمنَّونها منكم، ويتطلَّعون لتحقيقها، فأرْعُوني سمْعكم، بارك الله فيكم، وافتحوا قلوبكم قبل آذانكم، فأنتم والله الفائزون إذا سمِعتُم وأطَعْتُم.

 

يا بني، لقد خرجت لهذه الحياة صغيرًا؛ لكنك كنت في قلبي كبيرًا، درجت في هذه الحياة في مراحل مختلفة، وأنا أرمقك عن كثبٍ، وأتابعك بحبٍّ، وأنت تتخطَّى مراحل الحياة واحدة بعد الأخرى، تنتقل في دراستك من صفٍّ إلى آخر، وتكبر في كل سنة معك طموحاتي وآمالي، وها أنت يا بني قد كبرت وبلغت سنًّا أستطيع فيها مصارحتك ببعض ما يجول في داخلي:

• كم كنت أنتظر يا بني هذه اللحظة التي أبثُّ لك فيها شجوني، وأصارحك فيها ببعض التباريح.

 

• يا بني، إن أباك الذي كان يمسح دموعك بيديه صغيرًا هو نفسه الذي يخاطبك الآن ليجنِّبك دموعًا قد تدمعها في مستقبل أيامك، إن أباك الذي وضع الضماد على جبهتك ليُخفِّف شيئًا من حرارتك عندما كنت مريضًا، هو نفسه الذي يخاطبك الآن ليقيك بإذن الله لفح جهنم، فاسمعني يا بني، فأنت مهما فعلت قرة عيني، ومهجة فؤادي.

 

• يا بني، كن مسجديَّ الانطلاقة نحو المعالي، واجعل شمس تفوُّقك تشرق من المسجد، ابدأ يومك من المسجد، وأطِلْ مكثك في المسجد، ذاكرًا وتاليًا؛ فلحظاتك في المسجد هي الوقود الحقيقي لساعاتك خارجه.


• أتدري يا بني، أين يُصنَع الرجال؟ إنهم يُصنعون في: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36].

 

• يا بني، إن تفوُّقك المدرسي شيءٌ جميلٌ يبعث على السرور؛ فهلَّا أكملته بتفوُّقك المسجدي، ما أسعد تلك اللحظات التي أراك فيها في الصف الأول في المسجد! وما أجمل تلك الأيام التي تسبقني فيها إلى المسجد! إن حملك للمصحف في المسجد صورة رائعة! كم كنت أتخيَّلها! وحفظك لبعض سور القرآن أمنية طالما تمنيتها! ما أشدَّ غبطتي يا بني لأولئك الآباء الذين يؤُمُّنا أبناؤهم في الصلاة! وما أشدَّ حسرتي عندما أراك واقفًا في الصفوف الخلفية أو في الجماعة الثانية!

 

• يا بني، إذا كنت تحفظ عن ظهر قلب أسماء الفرق الرياضية، وتعلم متى حصل كل فريق على البطولة، وكم كانت النتيجة، وفي أي عام إلى غير ذلك من التفاصيل، فيا ليتك يا بني تحفظ ذكر دخول البيت والخروج منه! أو تذكر شيئًا من أذكار النوم أو طرفًا من أذكار الصباح والمساء.

 

• يا بني، كم كنت أتمنى أن تحمل بين يديك كتابًا نافعًا تقضي معه نصف الوقت الذي تقضيه مع جوَّالك، كم مرة كنت أتمنَّى أن تبذل بعض الوقت في إصلاح خلل في البيت بدلًا من استكمالك لعبة في الجوَّال مع صديق أو أصدقاء، كم مرة أمسكت بالجوَّال بين دفتي كتابك المدرسي لتتغافلني وأنا لست بغافلٍ!

 

• يا بني، أنت لا تعلم كم دعوة حصلت عليها عندما تقوم بعمل ما قبل أن أطلبه! وكم مرة رضيت عنك عندما تقف الموقف المشرف في حدث ما! وأنت لا تعلم كذلك يا بني كم مرة رأيت منك ما لا يسرُّ أو سمِعتُ منك ما لا يرضي؛ فهمهمتُ في خاطري بالدعاء لك بالهداية؛ لأُطفِئ جمرةً أشعلتها لم أشأ أن أخبرك بها!

 

• يا بني، هل تظنُّ أنِّي لا أحبُّك؟ كلا يا بني أياك أن يتسلَّل إليك ذلك الشعورُ تحت ظل كثرة أسئلتي وتوجيهاتي وزفراتي بين حين وآخر، إنني يا بني بكل بساطة خائفٌ عليك، وقد رأيت في غيري ما لا أريد أن أراه فيك، إن تأخُّرك عن الحضور للبيت يقلقني، وبعض أصدقائك يريبني أمره، وعكوفك على الجوَّال يستثير تساؤلات لا تنتهي في داخلي، ليس لأني لا أثق فيك؛ ولكن لأن شياطين الإنس والجن يحوكون بك وبغيرك الدوائر، وكلامهم معسول، وطرقهم خفية، يستدرجونك بذكاء خبيث حتى تقع في حبائلهم.

 

• انتشر يا بني هذه الأيام تساؤلات إلحادية لم نكن نسمع بها من قبل، وأصبح كثير من الشباب يُشكِّكُون في الثابت، ويتنازلون رويدًا رويدًا عن الكتاب والسنة إلى آراء تزعم زورًا وبُهْتانًا أنها تبحث في سؤالات المعرفة، وأن الشك طريق لليقين، إياك يا بني أن تبدأ هذا الطريق؛ فإنه يبدأ بالمعرفة، وينتهي بالإلحاد، فليتك يا بني إذا عرض عليك شيء من ذلك تستشيرني فيما يعرض عليك من إشكالات وتستثمر تجربتي فيما تريد من آمال وطموحات؛ فليس جوجل بالمستشار المؤتمن.

 

• ليتك يا بني تُفاجئني يومًا بالذَّهاب إلى المسجد قبل الأذان أو بركعتي الضُّحَى أو بصلاة الوتر قبل المنام أو بصيام يوم في سبيل الله أو غير ذلك من أعمال البرِّ، أنت لا تتخيَّل سعادتي بذلك يا بني، ولا تتصوَّر تلك الدعوات التي ستحلُّ عليك بعدها بالتوفيق والتسديد والإعانة.

 

• يا بني، لا تجعل من تقصيري شمَّاعةً تتذَرَّع بها لتقصيرك، فإن هذا لن ينفعك يوم القيامة، فإذا قصرت تجاه ربِّي، فلا تُقصِّر أنت؛ فكم من أبناء مباركين هداهم الله، فاهتدى بهداهم آباؤهم وأُمَّهاتهم، فلا تستقلَّ نفسَكَ.

 

• يا بني، إن شعور الأبوَّة يخبرني من ملامح وجهك إن كنت محزونًا أو مريضًا أو مهمومًا، وهو كذلك يا بني يخبرني إن كنت تكذب أو تخفي أمرًا أو تقصُّ عليَّ نصف الحقيقة، وتُخفي النصف الآخر.

بارك الله لي ولكم في القرآن...

♦♦♦♦


الخطبة الثانية

• يا بني مرِّر هذه الآيات على عقلك وقلبك

• قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [البقرة: 83].

 

• وقال: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ ﴾ [البقرة: 215].

 

• وقال: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36].

 

• وقال: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الأنعام: 151].

 

• وقال: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [إبراهيم: 41].

 

• وقال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

 

• وقال: ﴿ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ﴾ [الأحقاف: 15].

 

• وقال: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].

 

•وقال: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14].

 

• وقال: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15].

 

• وقال: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴾ [الأحقاف: 15].

 

• وقال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [نوح: 28].

 

•وقال: ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرً ﴾ [الإسراء: 23، 24].

 

• ألم تسأل نفسك يا بني: لماذا كل هذا التكرار لحق الوالدين في القرآن؟ آسف يا بني، دعني أسألك سؤالًا قبل هذا: متى كان آخر عهدك بالمصحف؟

 

• يا بني، لقد قال نوح لابنه مشفقًا عليه: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا ﴾ [هود: 42]، فردَّ الابنُ بغرور: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي ﴾ [هود: 43]، فكانت النتيجة ﴿ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 43]، ومع ذلك لم ييأس الأب، فنادى ربَّه مشفقًا على ولده: ﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45]، إن هذا الحب الأبوي الدَّفَّاق ليس خاصًّا بنوح عليه السلام؛ ولكنه في صدر كل أب نحو أبنائه، يا بني اركب في فلك الصالحين قبل أن تكون من المغرقين في بحر مُتلاطمٍ من الأهواء والشُّبُهات والأوهام والأحلام.

 

• قد يكون في صدرك يا بني حديثٌ كثيرٌ يمنعك من البوح به خوفٌ أو رهبةٌ مني، اكسر حاجز الخوف يا بني، فهو وهم يستغله الشيطان؛ ليوسوس لك ما يريد بعيدًا عني، لن تجد يا بني في هذه الدنيا كلها من يحبك مثلي، ولا من يطير فرحًا بسعادتك مثلي؛ لكني يا بني أعطيك ما ينفعك، وأمنع عنك ما يضرُّك، وإن كان خلاف ما ترغب وتتمنَّى؛ لأني أصدق في نصحك يا بني من كل أصدقائك ومن نفسك التي بين جنبيك.


• قد تسمع يا بني لمز اللامزين للملتزمين تصريحًا أو تلميحًا جدًّا أو هزلًا، فيستحثك الشيطان للبعد عنهم، ويُوهمك بأن تكون "عاديًّا" كما يقال، ويهمس في أذنك أن تستمتع بالحياة بدلًا من تعنُّتهم وتزمُّتهم، هذا هراء يا بني وكلام إبليسي خرج من أفواه آدمية، لم يكن نبيُّك ولا صحابته ولا السلف الصالح ولا الموفقون في كل زمان ومكان إلا أصحاب صلاة وسُنَن وذكر وقرآن وسمت وإخبات، كانوا يا بني ينطلقون من المسجد، وإليه يفيئون، أرواحهم مُعلَّقة بمرضاة الله، يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك يا بني هم عباد الرحمن: ﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 66].

 

• ختامًا يا بني: إذا تصاممت عن كل نصائحي السابقة، فأرْعِ سمعَك إلى ربِّك وهو يقول لك: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

 

أيها المؤمنون، لقد أمركم ربُّكم بالصلاة على نبيِّكم، ولا سيما في هذا اليوم، فقال مستحثًّا لكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

الدعاء....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • يا بني اركب معنا
  • أبكيتني يا بني!!
  • يا بني.. أتعبتنا الحياة

مختارات من الشبكة

  • سالم بن عبد الله بن عمر رحمه الله وأثره في الجانب الاجتماعي والعلمي في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السيرة النبوية للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • مخطوطة حديث محمد بن عبدالله بن المثنى بن أنس بن مالك الأنصاري عن شيوخه (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تراجم: المأمون – عبدالحميد الكاتب – عبدالله بن معاوية – طارق بن زياد – الأحنف بن قيس - عمرو بن العاص(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة حديث محمد بن عبدالله بن المثنى بن أنس بن مالك الأنصاري عن شيوخه(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أسماء البدريين من الخزرجيين من الأنصار(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ماذا تعرف عن نبينا صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمام الفقيه محمد بن إدريس الشافعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسماء البدريين الأوسيين من الأنصار(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • أبناء عبدالله بن عمر العدوي حياتهم وأثرهم في الحياة الاجتماعية والعلمية في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/8/1444هـ - الساعة: 14:40
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب