• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: آداب المجالس
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه ...
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    آيات الصفات وأحاديثها
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    صحبة النور
    دحان القباتلي
  •  
    منهج أهل الحق وأهل الزيغ في التعامل مع المحكم ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    مواقيت الصلوات: الفرع الرابع: وقت صلاة العشاء
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    تلقي الركبان
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    التربية القرآنية (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    حكم سواك الصائم بعد الزوال
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    النهي عن التسمي بسيد الناس أو بسيد ولد لآدم لغير ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    آية الله في المستبيحين مدينة البشير والنذير ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    خطبة (النسك وواجباته)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة: وحدة الكلمة واجتماع الصف
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة
    حسان أحمد العماري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

عبر من قصة نوح عليه السلام

أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/3/2018 ميلادي - 24/6/1439 هجري

الزيارات: 48339

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عِبَرٌ مِن قِصَّةِ نُوحٍ عليهِ السلامُ

 

الحمدُ للهِ شَرَحَ صُدورَ المؤمِنينَ للإِيمانِ بفَضلِهِ ورَحمتِهِ، وأَضَلَّ مَن شَاءَ مِن عِبادِهِ بعَدلِهِ وحِكمَتِهِ، وأَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، جَعَلَ للمتَّقينَ عُقْبَى الدَّارِ، ولأَهلِ الكُفرِ والضَّلالِ الخِزيَ والبَوارَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عَبدُ اللهِ ورسُولُهُ المصطفَى المختَارُ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ والمهَاجِرينَ والأَنصَارِ، والتَّابِعينَ لَهم بإِحسَانٍ مَا تَعَاقَبَ اللَّيلُ والنَّهارُ، وسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا إلى يَومِ القَرَارِ.. أمَّا بَعدُ:

فأُوصِيكُم ونَفسِي بتقوَى اللهِ وطَاعَتِهِ، والخَوفِ مِن عِقابِهِ والرَّجاءِ لِثوابِهِ ورَحمَتِهِ.

 

أيهَا الإِخوةُ... أَبُونَا الأوَّلُ وأَبو العَالَمِ، هو آدَمُ عَليه السلامُ، وأبُونَا الثَّانِي وأَبُو العَالَمِ أَيضاً، نُوحٌ عليهِ السَّلامُ، فكُلُّ مَن علَى ظَهرِ الأَرضِ إنَّمَا هُو مِن ذُريَّتِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}.

 

ونُوحٌ - يَا عبادَ اللهِ - هُوَ أَوَّلُ رَسولٍ بَعثَهُ اللهُ إلى أَهلِ الأَرضِ، ومِن أُولِي الْعَزمِ مِنَ الرَّسُلِ.

عَاشَ نُوحٌ عليهِ السلامُ عُمُراً طَويلاً، فقدْ كَانَ أَطولَ الأَنبياءِ عُمُراً وأَكثَرَهُمْ جُهْداً، فَقدْ تَحمَّلَ مِنَ الأَذَى شَيئاً عَظِيماً؛ فدَعَا قَومَهُ لَيلاً ونَهَاراً، سِرًّا وجِهَاراً، بالتَّرغِيبِ تَارةً والتَّرهيبِ أُخرَى.

 

وأَقامَ فِيهِمْ علَى هذِهِ الحَالِ، تِسعَمِائةٍ وخَمسينَ عَاماً مِن عُمُرِهِ الدَّعَوِيِّ، مَارَسَ فِيهَا كُلَّ الوَسائِلِ المُمكِنَةِ لإقنَاعِهِمْ ودَعوَتِهِم إِلى اللهِ بالحِكمةِ والموعِظَةِ الحَسَنةِ، ولكنَّه مَعَ هذَا لَمْ يَلْقَ مِن قَومِهِ إلاَّ الإِعرَاضَ والتَّكذِيبَ والتَّعذِيبَ، فقدْ كَانتْ قُلُوبُ قَومِهِ أَشَدَّ مِنَ الحِجارَةِ، وعُقُولُهُمْ أَصْلَبَ مِنَ الحَديدِ.

 

فقدِ اتَّهَمُوهُ بالسَّفَهِ والضَّلالِ كعَادَةِ الجَهلَةِ والرَّافِضِينَ للحَقِّ مِن عِليَةِ القَومِ في كلِّ أُمَّةٍ، كمَا قالَ اللهُ تعَالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، بل اتَّهمُوهُ بالجُنونِ كمَا قالَ اللهُ عَن ذَلكَ: {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} بَل وَصلَ الحَالَ إِلى تَهدِيدِهِ بالقَتْلِ رَجماً بالحِجَارةِ { قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}.

 

وقَد رَوَى أَهلُ التَّفسيرِ أَنَّ نُوحاً كانَ يَأتِي قَومَهُ فَيدعُوهُمْ إلى اللهِ، فَيجتَمِعونَ عليهِ ويَضرِبونَهَ ويَخنِقُونَهُ حتَّى يُغشَى عَليهِ، ثمَّ يَلُفُّونَهُ في حَصيرٍ ويَرمُونَ بهِ في الطَّريقِ ويَقولُونَ سَيموتُ بعدَ هذَا اليَومِ، فيُعيدُ اللهُ سُبحانَه وتعَالى إليهِ قُوَّتَهُ، فَيرجِعُ إليهِم ويَدعُوهُم إِلى اللهِ فيَفعَلُونَ مِثلَ ذَلكَ، وهُو يَصبِرُ ولا يَدعُو عَلى قَومِهِ لَعلَّ اللهَ تعَالى يُخرِجُ مِن أَصلابِهِم مَن يَعبُدُ اللهَ ولا يُشرِكُ بهِ شَيئاً.

 

والعَجِيبُ أيها الإخوة أنَّه كانَ كُلَّمَا انقَرَضَ جِيلٌ وَصَّوْا مَنْ بَعدَهُم بِعدَمِ الإِيمانِ بهِ ومُحَاربَتِهِ، ومُخالَفَتِهِ، وكانَ الوَالدُ إذَا بَلغَ وَلدُهُ وعَقَلَ وَصَّاهُ سِرًّا أنْ لاَ يُؤمِنَ بنُوحٍ أَبدًا وهكَذا تَوارَثُوا هذَا الإِعرَاضَ والتَّكذِيبَ، ولهَذا قالَ لِرَبِّهِ سُبحانَه وهو يَدعو عَليهِم: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}.

 

ولكِنَّه معَ هذَا كُلِّهِ لَمْ يُبالِ بإِعراضِهِم ولا بتَهدِيدِهِمْ بلْ وَاصَلَ دَعوَتَه حتَّى إذَا ضَاقَ ذَرعاً بِهِم وباسْتكبَارِهِمْ, لَجَأَ إِلى رَبِّهِ بهذِه الشَّكوَى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.

 

تَكشِفُ لَنَا هَذِه الآيَاتُ -أيُّها الموحِّدُونَ- الْجُهدَ المُضْنِيَ والمُرهِقَ الذي بَذَلَهُ نُوحٌ عَليه السلامُ مَعَ قَومِهِ، وعَن مَدَى صَبرِهِ الجَميلِ وإِصرَارَهِ الكَبِيرِ لهِدَايَةِ قَومِهِ.

 

وقَد ذَكَرَ بعضُ المفسِّرينَ أنَّ عَدَدَ الذينَ آمنُوا مَعَهُ ثَمانُونَ رَجلاً وامرأةً فَقَطْ!

 

يا اللهُ!! دَعوةٌ ورِسالةٌ عُمُرُهَا أَلفَ سَنةٍ ومعَ ذَلكَ لَمْ يُؤمِنْ إلا ثَمَانُونُ!! هذِه رِسالَةٌ وَاضحةٌ لليَائِسِينَ والمحبَطِينَ ألاَّ يُصَابُوا بالْمَللِ والضَّجَرِ مِن دَعوَةِ أَزوَاجِهِم وأَولاَدِهِم ومُجتَمَعَاتِهِم وأنَّ مَن يُرِيدُ أَنْ يَدعُوَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ لا بدَّ أنْ يَتحَلَّى بالصَّبرِ الشَّديدِ في شَأنِهِ كُلِّهِ.

 

نَسأَلُ اللهَ تَعَالى أنْ يَرزُقَنَا وإيَّاكُمُ الصَّبرَ علَى دِينِهِ، وأنْ يَجعلَنَا مِن أَتباعِ سَيِّدِ المرسَلِينَ...

أقولُ ما سمعتم...

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ، نَصرَ عَبدَهُ، وأَعزَّ جُندَهُ، وهَزَمَ الأَحزَابَ وَحْدَهُ، وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لاَ شَريكَ لَه، وأَشهَدُ أنَّ سَيدَنَا ونَبيَّنَا محمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُهُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وأصحَابِهِ وأتبَاعِهِ أجمعِينَ.

 

أيها المسلمونَ:

لَمَّا بَلغَ الْجُهدُ مِن نُوحٍ مَبلغاً عَظيماً، أَخبَرَهُ رَبُّهُ {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ} وأَمَرَهُ سُبحانَه بصُنعِ السَّفينَةِ! سبحانَ اللهِ.. سَفِينَةٌ في الصَّحرَاءِ؟ حيثُ لاَ أَنهارَ وَلا بِحَارَ؟ لكنَّه أَمرُ اللهِ ولاَ مَفَرَّ مِنَ الإِذعَانِ لأَمرِهِ، فتَوقَّفَ عَن دَعوةِ قَومِهِ, وبَدَأ في بِنَاءِ السَّفينَةِ بمسَاعَدةِ المؤمِنينَ الذينَ مَعَهُ, فالأَمرُ لَمْ يَكُنْ سَهْلاً، فهُمْ يَحتَاجُونَ لسفِينَةٍ كَبيرةٍ جِدًّا، سَفينةٍ لإِنقاذِ البَشريَّةِ ومُختَلفِ أَنواعِ الحَيوانَاتِ، فكَانَ الأَمرُ مُتعِبًا وشَاقًّا، ويَحتَاجُ لِصبرٍ شَديدٍ؛ لِتَكْتَمِلَ السَّفينةُ، ومَعَ هَذَا التَّعَبِ والْجُهْدِ والمشقَّةِ, وَاجَهَ النَّبيُّ الكَرِيمُ تَعَباً نَفسيًّا آخَرَ! إنَّه قَومُهُ! نعم قَومُهُ الذينَ كانَوا يمرُّونَ به ويَسخَرونَ مِنهُ ويَضحَكُونَ عَليهِ ويَقولونَ: (يَا نَوحُ: قَد كُنتَ بالأَمسِ تَدَّعِي أنَّك نَبِيٌّ واليومَ صِرتَ نَجَّارًا!)، ويقولونَ: (مَجنونٌ! يَصنَعُ سَفينةً في الصَّحراءِ! أَينَ تَسِيرُ؟ أَينَ الماءُ؟ أَينَ البَحْرُ؟) وكانَ رَدُّ نُوحٍ علَى سُخرِيَتِهِمْ أَبلَغَ الرَّدِ: {إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} يَقُولُهَا نُوحٌ ثِقةً باللهِ وبِوعدِهِ ونَصرِهِ.

 

ولَمَّا انتَهَى نُوحٌ مِن صُنعِ السَّفينةِ، أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يَحمِلَ مَعَهُ أَهلَهُ إِلاَّ امرَأَتَهُ ووَلَدَهُ؛ لأنَّهُم كَفَرُوا باللهِ، وأنْ يَحمِلَ مَعَهُ المؤمنينَ فَقَط، وأَمَرَهُ أنْ يَأخُذَ مِن كُلِّ نَوعٍ مِنَ الحَيوانَاتِ زَوجَينِ اثْنَين -ذَكَراً وأُنثَى-، حتَّى يُحافِظَ على هذِه الأَجنَاسِ ولاَ تَنْقَرِضُ، ثمَّ جَعلَ اللهُ تعَالى لِنوحٍ عَلامةً على العذابِ وهُو أنْ يَفُورَ التَّنُّورُ ويَنْبعَ الماءُ فَوقَ سَطحِ الأَرضِ، فذَلكَ هُوَ الوقتُ المنَاسِبُ لرُكوبِ السَّفينةِ لِتنجُوَ أَنتَ ومَن مَعَكَ مِنَ الطُّوفَانِ المدمِّرِ.

 

فلمَّا ظَهَرتِ العَلامَةُ وفَارَ التَّنُّورُ رَكِبُوا السفينةَ، وأَنزلَ اللهُ الماءَ مِن كُلِّ الجِهاتِ، فُتِحَتِ السَّماءُ فانْهمَرتْ مِنها الأَمطارُ بشدَّةٍ، وتَفجَّرتِ اليَنابِيعُ، وفَاضَتِ الأَنهارُ والبِحارُ، والْتَقَى مَاءُ السَّماءِ بماءِ الأَرضِ، وارْتَفعَ الماءُ فَوقَ رُؤوسِ الجِبالِ واخْتلَطَتِ البِحارُ والأَنهَارُ، حتَّى قِيلَ إنَّ الماءَ ارْتَفعَ عَن سَطحِ الأَرضِ خَمسةَ عَشَرَ ذِراعًا، ولَم يَنْجُ إلاَّ أصحابَ السفينةِ، وغَرقَتِ الأرضُ بالماءِ والطُّوفَانِ.

 

ولَمَّا أَرادَ اللهُ أنْ تَستَقِرَّ السفينةُ علَى اليَابِسَةِ أَمَرَ الأرضَ أَن تَبْلَعَ الماءَ، والسماءَ أنْ تَتوقَّفَ عَنِ المَطَرِ، وبَدأتِ الرِّياحُ تَهدَأُ، والغُيومُ تَنقَشِعُ، والشَّمسُ تُشرِقُ، وبَدأَتِ الحَياةُ مِن جَديدٍ، ورَسَتِ السَّفينةُ علَى سَطحِ جَبلِ الجُودِيِّ -وهو جبلُ الطُّورِ، وقيل: جَبلٌ بالجَزيرةِ-، ثُمَّ أَوحَى اللهُ عزَّ وجلَّ لسيدِنَا نُوحٍ أَنِ اهْبِطْ مِنَ السَّفينةِ بسَلامٍ وأَمانٍ وبَركاتٍ مِنَ اللهِ عَز وجلَّ، ومَنْ مَعكَ مِنَ المؤمنينَ، ومِنَ الأَزواجِ الَّتي حَمَلتَها مَعَكَ.

 

فنَزلَ المؤمنونَ مِنَ السفينةِ، وانطَلقَتِ الحَيواناتُ والطُّيورُ تَستأنِفُ حَيَاتَهَا مِنْ جَديدٍ.

 

أيهَا الإِخوةُ... تِلكُمْ هِي قِصةُ نُوحٍ عليهِ السلامُ وهِيَ آيةٌ مِن آيَاتِ اللهِ في كُلِّ فَصلٍ مِنْ فُصُولِهَا وفي مُعْجزَاتِهَا البَاهِرَةِ.

صلُّوا وسلِّمُوا.....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قصة نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (2)
  • قصة نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (1)
  • قصة نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (3)
  • قصة نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (4)
  • قصة نبي الله نوح عليه السلام وما فيها من المواعظ والعبر (5)
  • نبي الله نوح عليه السلام
  • فوائد من قصة نوح عليه السلام
  • يقين وثقة نوح عليه السلام بربه (خطبة)
  • قصة نوح عليه السلام
  • قصة هود عليه السلام
  • نوح عليه السلام (1)

مختارات من الشبكة

  • عبر ودروس من قصة آل عمران عليهم السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من قصص الأنبياء (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من قصص القرآن والسنة: قصة نبي الله داود عليه السلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عبر من قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تشجير نسب الأنبياء عليهم السلام من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عيسى ابن مريم عليه السلام (5) رفع عيسى عليه السلام إلى السماء(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • قصة داود عليه السلام (3) وفاة داود عليه السلام(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • قصة داود عليه السلام (2) أخبار داود عليه السلام(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)

 


تعليقات الزوار
1- شكرا لكم
دعاء - الجزائر 07/10/2018 10:24 PM

شكرا جزيلا على هدا المقال المفيد الرائع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/3/1447هـ - الساعة: 16:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب