• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    سورة البقرة (9) آيات الصيام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أنفقوا فقد جاء شهر الخير (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    الذكر بعد الصلاة
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    دمعة الخلوة (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    استقبال شهر رمضان
    الشيخ نشأت كمال
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { الطلاق مرتان فإمساك ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    من أسباب الوقاية من العين والمس والسحر والشيطان: ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    غنى الخالق عن خلقه وافتقار جميع خلقه إليه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    قبسات من أنوار عفوه وصفحه صلى الله عليه وسلم عمن ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    واجبنا قبل رمضان
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    دموع الخشية من الله عز وجل
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حسن الاستعداد لموسم الزاد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تفسير: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: يا محمد، ألا تخبرني ما الإيمان؟
    الشيخ طارق عاطف حجازي
  •  
    تحويل القبلة: تأملات وعبر
    د. عبدالمحمود يوسف عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

ما لكم لا ترجون لله وقارا (خطبة)

د. فهد القرشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/9/2017 ميلادي - 27/12/1438 هجري

الزيارات: 38240

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما لكم لا ترجون لله وقاراً

 

إن الحمد لله، نحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه. هو الأول فليس قبله شي، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء. أذا أراد شيئا قال له كن، يقبض ويبسط، يخفض ويرفع، يعز ويذل، يعطي ويمنع، يشكر من أطاعه، ويعاقب من عصاه، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. لا إله إلا هو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. أحق من عبد، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، وأرحم من استُرْحِم، وأكرم من قُصد، هو الملك لا شريك له، والفرد لا ند له، لن يطاع إلا بإذنه، ولن يعصى إلا بعلمه، يُطاع فيَشْكُر، ويُعصى فيغفِر، أقربُ شهيد، وأدنى حفيظ، قائمٌ بالقسط، أخذ بالنواصي، وكتب الآثار، القلوبُ له مفضية، والسرُ عنده علانية، والغيبُ لديه مكشوف، وكلُ أحد إليه ملهوف، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، كلَّ يوم هو في شأن، يغني فقيرا، ويجبر كسيرا، يعطي قوما، ويمنع آخرين، لا يُشغله شأنٌ عن شأن، ولا تُغرقه المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين، ولا طولُ مسألةِ السائلين.


وأصلي وأسلم على نبينا محمد، صلى الله وسلم عليه ما ذكره الذاكرون وصلى الله وسلم عليه ما غفل عن ذكره الغافلون. عرف الله فأطاعة، وقدره حق قدره فلم يعصه. تفطرت قدماه من قيام الليل حتى يكون من المتقين، وبلغ رسالة ربه بالنهار حتى أتاه اليقين. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسلميا كثيرا إلى يوم الدين.


أما بعد، فيا أيها الناس:

اتقوا الله حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى، واعلموا أن أحسنَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهَديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكلَّ مُحدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة.

عباد الله ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]... كم نحن بحاجةٍ لهذه الموعظةِ البليغةِ وقد تشتَّتْ قلوبُنا في مساربِ الدنيا وملهياتِها، حتى فترتْ بذلك عباداتُنا، وتجرَّأتْ على الخطايا جوارحُنا. كم نحن بحاجةٍ أن نستشعرَ عظمةَ اللِه وقد أُمْطِرنا بالشهوات، والتفَّتْ حولنا الشبهات، وتعلقنا بالماديات، وتنافسنا في المظهريات.


فيا أيها الإنسان ﴿ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

يا أيها الإنسان.... قد خرَّتْ لعظمة ربِّك الجبالُ الراسيات، وتشققتْ من خشيتِه الصخورُ القاسياتْ (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدِّعا من خشية الله).


دعونا أيها المؤمنون نذكر أنفسنا بالله من خلال كتابه:

• أليس هو الله الذي ﴿ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾ [الحج: 18].

• أليس هو الله الذي ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44].

• أليس هو الذي قال عنه ابراهيم ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴾ [الشعراء: 78 - 81].

 

• أليس هو الله الذي ﴿ يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: 60].

• أليس هو الله الذي ﴿ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [الأنبياء: 42].

• أليس هو الله الذي ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [الروم: 23].

• أليس هو الله الذي ﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾ [الروم: 20].

• أليس هو الله الذي ﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ﴾ [الروم: 54].

 

• ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾ [يونس: 31].

• ﴿ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ﴾ [النمل: 64].

• أليس هو الله الذي ﴿ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [غافر: 64].

هذا هو الله وهذه بعض أفضالة خلقنا فسوانا ورزقنا وهدانا، ولكن هل عرفنا حقه وقدرناه حق قدرة؟

 

للإجابة عن هذا التساؤل لا بد أن ننظر إلى حالنا عند الإقدام على فعل الطاعات، لنسأل أنفسنا كيف نؤديها؟ هل رغبة ورهبة من الله، وخوفاً منه سبحانه وطمعاً لما عنده؟ أم أن الطاعة أصبحت عادة تتكرر منا كل يوم دون التلذذ بها والإحساس بثمارها؟! هل نستشعر عند معصيتنا لله أن فوقنا جبل يكاد يسقط علينا أم كذبابة وقعت على أنف أحدنا فقال بها هكذا؟ قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:" إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه و إن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، وأشار الراوي ( بيده فوق أنفه)".


بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعنا وأياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

يا أهل الإيمان اعلموا رحمكم الله أن إجلال الله تعالى وتوقيره، هو أساس الانقياد، وهو الطريق الموصل لمقام الإحسان. إجلال الخالق يورث الاعتزاز بالإسلام، والثبات على الدين.


إن المعاصي - يا أيها المسلمون - سبب في ضعف تعظيم الرب جل و علا في القلوب، يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:"ومن عقوباتها - أي المعاصي- أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعف وقاره في قلب العبد ولابد، شاء أم أبى، ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه، وربما اغتر المغتر وقال: إنما يحملني على المعاصي حسن الرجاء، وطمعي في عفوه، لا ضعف عظمته في قلبي، وهذا من مغالطة النفس، فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرماته يحول بينه وبين الذنوب، والمتجرئون على معاصيه ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه أو يكبره أو يرجو وقاره ويجله من يهون عليه أمره ونهيه هذا من أمحل المحال وأبين الباطل وكفى بالعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته ويهون عليه".


قيل للفضيل بن عياض - رحمه الله- ما أعجب الأشياء؟ فقال: "قلب عرف الله عز وجل ثم عصاه"

• هل عظم الله حق تعظيمه من يرخون أسماعهم للحرام والله تعالى يقول ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

• هل عرف الله حق معرفته من يرسلون أبصارهم في الفضائيات بلا رقيب والله تعالى يقول ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30].

• هل قدر الله حق قدره من لايعرفون المسجد إلا يوم الجمعة والله تعالى يقول ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43].

• هل وقر الله حق توقيره من لا يصلون الفجر إلا بعد طلوع الشمس والله تعالى يقول ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78].

﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]..

 

• هل قدر الله حق قدره من تسبح قلوبهم في أودية الدنيا وهم في الصلاة والله تعالى يقول ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 2].

• هل وقر الله حق توقيره من يطلقون ألسنتهم في أعراض الناس والله تعالى يقول ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12].

• هل عرف الله حق معرفته من تمتلئ قلوبهم بالظنون في إخوانهم المسلمين والله تعالى يقول ﴿ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ﴾ [الحجرات: 12].

• هل عظم الله حق تعظيمه من يلهثون خلف حطام الدنيا والله تعالى يقول ﴿ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [محمد: 36].

﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]..

 

• هل قدر الله حق قدره من إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.

• هل عظم الله حق تعظيمه من لا يتورع عن الخبائث من المطعومات و الله تعالى يقول ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].

• هل عرف الله حق معرفته من قطع رحمة والله تعالى قال لها في الحديث القدسي "ألا ترضين أن أصل من وصلك و أقطع من قطعك".

• هل عظم الله حق تعظيمه من يهتدي بهدى الغرب في فكر ومنطق ومأكل وملبس والله تعالى يقول ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120].

هذه آيات الله تتلى ونحن نسمعها فهنيئا لمن قال ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [البقرة: 285] وويل لمن ﴿ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ﴾ [الجاثية: 8].

 

أيها المؤمنون، نحن بحاجة ماسة لنراجع تعظيم أوامر الله ونواهيه في نفوسنا، نحن بحاجة أن نصغي سمعا لوعظه وتوجيهه بين ثنايا كتابه العظيم حتى لا نخسر أنفسنا في هذه الدنيا وفي الآخرة. إننا حينما نسمع كلام الله يأمر بأمر أو ينهى عن منكر أو يمدح قوم أويذم آخرين أو يحذرمن معصية أو يحث على طاعة أو غير ذلك ثم لا نمتثل ذلك ونرفع به رأسا فهذا دليل على ضعف تعظيم الله في نفوسنا وكلما عظم امتثالنا للأمر والنهي عظم توقيرنا لله ومعرفتنا به فمستقل ومستكثر. قال الإمام ابن القيم - رحمه الله-: "من أعجب الأشياء أن تعرفه - أي الله عز وجل- ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه و الإنابة إليه وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب".


هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير عبد الله ورسوله محمد، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]. اللهم أجعلنا من أغنى خلقك بك ومن أفقر عبادك إليك. اللهم أملاء قلوبنا حبا لك وخوفا منك ورجاء فيك. أللهم لا تجعل في قلوبنا أحدا سواك. اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك. اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. اللهم أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيه معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين..

اللهم آمنا في أوطاننا. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لهداك واجعل عملهم في رضاك، واجعلهم رحمةً على عبادك المؤمنين.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ به للبر والتقوى، اللهم هيئ له البطانة الصالحة واصرف عنه بطانة السوء، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يارب العالمين، اللهم كن له على الحق معيناً ونصيراً ومؤيداً وظهيراً..

اللهم أصلح أحوال المسلمين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يارب العالمين، اللهم اجمعهم على الكتاب والسنة وانصرهم على عدوك وعدوهم. الهم أفرغ عليهم صبرا وثبت أقدامهم وأنصرهم على القوم الظالمين.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الإخلاص (خطبة)
  • سبحان الله وبحمده (خطبة)
  • خلق العفو والصفح (خطبة)
  • توبة صادقة (خطبة)
  • توبوا إلى الله (خطبة)
  • سمة المؤمنين (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • ما لكم لا ترجون لله وقارا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وثناء
نوال عبدالرحمن - المملكة العربية السعودية 21-12-2019 07:57 AM

 نفع الله بنا وبكم وجزاكم الله عنا وعن أمة محمد خير الجزاء .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/9/1444هـ - الساعة: 11:26
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب