هل طفلي غير سويٍّ جنسيًّا؟

وعليكم السلامُ ورحمةُ الله وبركاته.

أختي الحبيبة، لا يَجبِ أن يصلَ قلقُنا على أطفالِنا لحدِّ المبالغة، أو أن نَشعُرَ أنَّه في أزمةٍ حقيقية، فنَنظر لكلِّ الأمور بعدَ ذلك على أنَّها تُعدُّ جزءًا مِن المشكلة، وما هي إلا أُمورٌ طبيعيَّة مِن خصائصِ الطفولة.

مشكلةُ ابنك يسيرةٌ إذا ما تَعاملتِ معها بذكاءٍ؛ فإليك تلك النصائحَ:

1- يبدأ الطفلُ في تحديدِ هُويَّته - ذكرًا كان أو أُنثى - عند عمرِ السادسة، وحتى التاسعة، فلا تُشعريه الآن بأيِّ مشكلةٍ؛ حتى لا يتفاقَم الأمرُ معه ويتمسَّك به.

2- لا تَجبُري الطفلَ أبدًا - مهما حدَث - على لبسِ ملابسَ معيَّنة، أو اللعب بلعبةٍ دون أخرى، ولكن نستخدِمُ الترغيبَ فقط.

3- مِن المهم جدًّا إشراك الطفل في أنشطةٍ هادفة بها أطفالٌ ذكور مِن عُمره؛ لأنَّ هذه المرحلةَ العلائقيَّة التي فيها تكوينُ الصداقات واتِّخاذهم قُدوةً، بعدها تكون مرحلةُ افتخار الطفل واعتزازه بجِنسه ذكرًا أو أنثى.

4- لا تخلطيه كثيرًا بمجتمعاتٍ فيها بنات، اجعلي اختلاطَه بالذكور أكثرَ كأفضليةٍ دون منْعٍ واضح له.

5- طبيعي جدًّا أن يكونَ الطفلُ الذكر ميَّالاً لوالدته والأنثى لأبيها، وهناك ما يُسمَّى في عِلم النفْس بعُقدة (أوديب وإلكترا)، وهي تتحدَّث عن مسألة تَعلُّق الذَّكَر بأمِّه، والأنثى بأبيها حتى سنِّ السادسة، وهو أمرٌ طبيعي وفِطري، وإذا تم التعامُلُ معه بأسلوبٍ خاطئ أو إجبار، فإنَّها تصبح مشكلة.

6- مِن الميلاد وحتى 6 سنوات تُسمَّى السنواتِ الهادئةَ، مِن حقِّهم أن يحتاجوا الحنانَ والاهتمامَ، ودفء الحب والحياة الهادئة مِن الأسرة، والقُرْب مِن الأم، البعض يكون هادئًا ومسترخيًا لساعاتٍ طويلة، والبعض يكون مزعجًا، والبعض يكون قلقًا وخائفًا، وبعد 6 سنوات حتى 14 سنة يبدأ فيها الشخصيَّة المتوازنة؛ فالمرحلةُ المقدِم عليها طفلُك مرحلةٌ انتقالية مهمَّة، ابدئي بترغيبِه في ألعابِ الذُّكور والاندماج معهم، والتعلُّم كيف يكون ذكرًا.

7- مِن المهمِّ الآن أن يَبدأَ الأبُ بدورِه في التقرُّبِ من ابنِه، وبناء عَلاقة جيِّدة معه.

8- ثِقي بأنَّ ابنك طبيعي تمامًا، فقط يحتاج إلى بِناءٍ لهُويَّته الآن في هذه السِّنِّ، وأنَّ شخصيتَه هادئةٌ، وهذه طبيعتُه، ليس كلُّ الذكور في هذه السنِّ يَتمتَّعون بنشاطٍ وعنفٍ وما شابه، فالأطفال يَختلفون وبيْنهم فروقٌ فردية عالية.

9- أنْصحُكِ بالتثقُّفِ عن طريقِ الكتُب أو (الإنترنت) في خصائصِ الأطفال ومراحل نموِّهم، وما الطبيعي، والذي نعدُّه مشكلةً، وهناك كتُب خاصة بتربية الأولاد الذُّكور ستُفيدك كثيرًا.

وفَّقكِ الله.