• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطيبتي لم تكمل تعليمها
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الخطوبة ورؤية الخاطب في المنام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ماذا أفعل؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حزني أثر على صديقتي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    كيف أخرج من علاقة غير شرعية؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حواجز اجتماعية تمنع الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أثر العنف الأسري على الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أشعر بغل تجاه بعض الأشخاص
    أ. منى مصطفى
  •  
    تخلت عني بعد ارتكاب الحرام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زملائي يرونني شخصا ضعيفا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    رفعت الحذاء على زوجي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أبي مصاب بالفصام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

حياتي الزوجية في مهب الريح

أ. شريفة السديري

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/7/2011 ميلادي - 2/8/1432 هجري

الزيارات: 23873

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا حاليًّا في بيت أهلي بسبب مشاكلي الزوجيَّة المستمرَّة.

تزوَّجتُ زوْجي عن حب مِن الطرفين، ولم يكن بيننا أي تواصُل قبل الزواج إلا عن طريق أختي؛ فأنا وأختي متزوِّجتان من أخوين - للأسف - ومن هنا بدأت المشكلة، فزوجي لم يكن يهتمُّ بي كاهتمام العروس بعروسه، وهذا لا يعني أنه لا يهتم بي أبدًا، ولكن على حسب مِزاجه، يوم ويوم.

 

أحببتُه وفتحتُ عيني في الدنيا عليه، وكان تقريبًا هو كلَّ شيء بحياتي، وكنت أول سَنة أدْرُس آخر صف بالثانوي، وكنت مستهترةً بدِراستي؛ لكي أكسب زوْجي، للأسف أنَّ تفكيري كان خطأ!

 

الحمدُ لله نجحت وبتفوُّق، وبدرجة لم تكن بالحسبان، ولم يهتم زوْجي بحكاية نجاحي، وكأن الأمر لا يمتُّ له بصلة! وكنت وقتَها حاملاً في الشهر الرابع، و(توحمت) عليه، كرهت زوجي بكلِّ ما تحمله الكلمة مِن معنًى، وبعد الوحم رجَع كلُّ شيء طبيعيًّا كما كان.

 

زوْجي لا يريد أن أطلب منه أيَّ طلب، ولا يريد أن أطلب منه زيارة أقاربي وإخواني أبدًا، وأهلي كنت أزورهم كلَّ خمسة شهور، وأحيانًا في الأعياد فقط، وكان لا يصرف ولا ينفق إلا قليلاً، وإذا طلبتُ منه يقول: طلباتك كثيرة، وكلامك كثير، لدرجة أني صرتُ آخذ مِن أهلي فلوسًا، وصار أهلي يصرفون عليَّ، وقرب وقت ولادتي - وكنتُ خائفة جدًّا - كنتُ أسأله عن المستشفى والميزانية التي وضعها لي، فيقول: أنا ما وضعتُ ميزانية، ومَن قال: إنك ستلدين في مستشفى خاص، فاسودَّتْ الدنيا بوجهي، وحملت في نفسي منه، وتكفَّل أهلي بمصاريف ولادتي!

 

الحمد لله رَزَقني ربي بطفل، واحتجتُ إلى فلوس للأدوية لي وللطفل، وقال لي: أنا أول مرَّة أسمع أن هناك أدوية، ورَفَض بالبداية أن يعطيني، ثم أرسل لي الفلوس، وبعدَ يومين من ولادتي جاءَ زارني وأحضر هدية، وفرحت به كثيرًا رغم أنه كان يقول: لا أزورك أبدًا، ولا تفكِّري أني سأزورك! فحملت عليه في نفسي وقلت: هو ما جاء من أجلي، وإنما جاء من أجل طِفله فقط!

 

حاولتُ ألاَّ أبيَّن أني حزينة منه، ومرَّت الأيام ورجعتُ بعدَ النفاس وزوْجي متغير تمامًا، يخرج لدوامه ويرجِع العصر، وينام ويصحو المغرب، ويطلع إلى الساعة الثانية أو الثالثة، ويرجع ينام، وكان يقول: اطلعي نامي خارج الغرفة، أزعجني الطفل، ويقفل عليه بابَ الغرفة، وكانت نفسيَّتي مرَّة تعبانة، وكانت بيننا مشاكِل لا أعلم أحيانًا ما سببها، وأصبح زوجي عصبيًّا جدًّا، وأنا أكثر عصبيةً منه، وبدأت أشك أنَّه يوجد في حياته امرأةٌ أخرى، وتعوَّذتُ من إبليس، إلى أن رأيته بعيني يتكلم بجوال في السيَّارة ليس جواله الأساسي وجُنَّ جنوني، ولم أتكلَّم عن أي شيء، وسكَت وكنت أرى تصرفاته وأعلم أنه يُكلِّمها، ويذهب لها، وأصبحتُ مهمَّشة، وأصبحت لا أحتمل منه أي كلمة، وفي يوم أخذتُ مِفتاح السيارة وبحثتُ عن الجوال ووجدتُه في الشنطة، وأخذته وجاءَ مسرعًا ومتعجِّبًا، وتغير لونه، وقال: ماذا تفعلين؟! قلت: لا أفعل شيئًا، وأخذني ودفَعني بقوَّة بعيدًا عن السيارة، وحينها انهرتُ وفقدتُ عقلي وصوابي، قلت: أتريد أن أخبرَكَ عن ماذا أبحث؟ وأخرجت الجوال الذي كان يُخفيه في الشنطة، فجُن وبدأ يدفعني ليدخلني للبيت، وأخذت أهدِّئ فيه، وكان يقول: المرأة الصالحة لا تفعل ما فعلتِه، وكنت أسأله لماذا هذا الجوال؟ ولماذا هو في شنطة السيارة؟ ثم بدأ بضرْبي وخرَج من البيت وأنا اتصلتُ على أخي ثم ذهبتُ إلى بيت أهلي، وجلست عندهم شهرين، وجاء ليصلح الأمور.

 

والحمد لله، عادتِ المياه لمجاريها، وعشنا بمنغصات مِن تدخُّل أخيه زوج أختي في حياتنا بشكلٍ مستمر، ولسوء الحظ أنَّنا في بيت واحد، وما زال زوجي كسولاً في أداء واجباته تُجاهي وتجاه ابنه، لدرجة أن عمرَ ابنه سنتان ولا يملك ابني سريرًا، وما زال يتجاهلني في كثير مِن الأمور، ولا أعلم عنه أي شيء أبدًا: يترقَّى في عمله ولا أعلم، وتأتيه مكافآت ولا أعلم إلا مِن أخواته، أو أختي تخبرني! ولا أعلم عن زوجي أي شيء، ولا يريدني أن أسأل عن أي شيء، واحترمت رغبته في ذلك، إلا أنَّني أحيانًا يطفح بي الكيل، وأثور وآخذ على خاطري مِن هذا الأمر، إلا أنني كنتُ أصبِّر نفسي وأصمت، واكتشفت عن طريق (إيميله) أنَّه على علاقة بواحدة، ومدَّة علاقتهما ست سنوات، ولم أخبره أيضًا، وأخبرت عمِّي - والد زوْجي - بهذا الموضوع وجعلتُه يقرأ كلَّ الرسائل، ولكنه لم يصدقني، وقال: دعيني أتحقَّق بنفسي من هذا الأمر، وحلَّفني ألاَّ أخبر أحدًا، ولم أخبر أحدًا بهذا الموضوع، واتَّصل عمي على أخي وأبلغه بالموضوع، ومِن حسن حظي أني أخبرت أخي عن الموضوع، وهو مَن قال لي: أخبري والده؛ كي يصدِّق أن ابنه على علاقة محرمة بها، وتكفَّل عمِّي بحلِّ المشكلة، إلا أنَّه كان دائمًا يرمي عليَّ كلامًا مثل: أني أنا المخطئة، وأني لم أعرف كيف أكسب زوْجي، وأخبرتُ عمي أنَّ ابنه على علاقة بهذه المرأة مِن قبل أن يعرفني وأتزوَّجه، فصمت عنِّي، وحملت عليه في نفسي!

 

أنا - ولله الحمد – لا يَنقُصني شيء؛ فأنا جميلة ومؤدَّبة، ومرحة ومتعلمة ومثقَّفة، هذا بشهادة الجميع ممَّن هم حولي، واعتذرتُ لزوجي أنني أخبرتُ والدَه عن هذا الموضوع، وهو لم يعتذر عمَّا فعله، وهدَّدته إن لم يقطع صلتَه بهذي المرأة فسوف أقلب حياته وحياتها رأسًا على عقِب، وكان لديَّ رقم جوَّالها (وإيميلها) وأعرف اسمها، واكتفَى بقول: أنت لا تُحبِّينني، أتعلمين أن إخوانها سيقتلونني، وتصير مشاكل كبيرة، ويزداد الطين بلة، قلت: أنت لا تهمُّني طالما أنك لم تهتمَّ بمشاعري، ولم تحترمني ولم تصنِّي كما صنتُك، فأنت لا تهمُّني، وبكيتُ بكاءً مريرًا، واعتذر من غلطه ونسيتُ الموضوع تمامًا، أو بالأحرى تناسيت الموضوع، برغم أنَّني أعرف أنه لم يقطعْ تواصله معها إلا أنه بدأ يهتمُّ بي قليلاً، وهذا كان يكفيني.

 

وحدَثت خلافات كبيرة بيْن أختي وزوجها، وكان والد زوجي من يحلُّ مشكلتهما، وتعب عمِّي تعبًا شديدًا، على إثره دخل العناية لمدَّة شهرين، وأصبح زوجها ينظر لي ولأختي أننا السبب فيما حصَل لأبيهما، وكان يخرب بيني وبيْن زوجي ويحرِّشه عليَّ، وكان يأتيني وكله غضَب، وكنت أمتصُّ غضَبه ويخرج مِن عندي وهو مسرور، وكان يعاملني بمزاجه: إذا كان يريد منِّي شيئًا عاملَني كالعاشق الولهان، وإذا كان لا يريد شيئًا عامَلَني كالتحفة؛ يتجاهلني تمامًا ولا يحسب حسابي في أي شيء، وكنت أتجاهل تصرفَه هذا وأعامله كطِفلي تمامًا، أحبه وأُدلِّله، وأدعو له وأشكره على كلِّ شيء، ورغم أنني كنتُ وأنا مراهقة عنيدة، ولا أعرف أن أدبر شؤون بيتي، إلا أنَّني تعلمتُ كلَّ شيء عن طريق (النت) وبدأت أدخل للمطبخ وأطبخ طبخًا لذيذًا، وبيتي نظيف جدًّا ومرتَّب، وأهتم بنظافة زوْجي وترتيب أغراضه، وأحب أهله وأحترمهم، وهم كذلك، كما يبدو لي أنهم كانوا يُحبُّونني أكثر مِن أختي، وحينما تعِب عمي انتقل أهله للسكن معنا في نفْس المنزل وأخواته المتزوِّجات، لكنَّهم تغيَّروا كثيرًا، وقاطعونا، فلا يسلِّمون علينا، ولا يردُّون السلام، ولا يُريدون أن يرونا أبدًا، وإن طبختُ الأكل لا يأكلوا، ويُرمى كل الأكل، وإن لم أطبخ أخاف أن يغضبوا.

 

وبدأت تظْهر عداوتهم لي ولأختي وأبنائنا، رغم أنني لم أتغيَّر، وكنتُ أعاملهم بلطف ولم أخْبِر زوجي قطُّ بمعاملة أهله، وكنت أظهر له أنَّني سعيدة تمامًا، ولا أُعاني من أي شيء؛ مراعاةً لنفسيته، وكان هو المرافقَ لوالده بالمستشفى، كنت لا أراه أبدًا إلا إذا أتى للنوم، وكنت متعلقة به كثيرًا، ولا أريد أن أفقده، وهذا ما زاد الطين بلة!

 

بدأ يتعالَى عليَّ ويكلمني مِن طرْف أنفه، وكنت لا أبالي بهذا الهراء، ابتعدتُ عن أهله، تركتهم وشأنهم؛ لأنهم كانوا يُريدون المشاكلَ، وكنت أغلب وقتي في غُرفة نومي أو عند أختي في بيتها، وخلالَ تلك الفترة أصيبت قدمُ زوجي إصابةً شديدة؛ لأنَّه تعرض لحادث سيارة وتألمتُ لألمه، وكنت أبكي خوفًا عليه، ولم يهتم أحدٌ لأمره مِن أهله، وكنت حزينة مِن هذا الموضوع، واهتممتُ به من كلِّ النواحي، كنت أطبخ له أكلاً يُفيده، وأهتم برِعايته، وكنت أشغله وأحاول أن أغيِّر له الجوَّ وأضحكه رغم ألَمي، وكان يُعاملني أفضل معاملة منذُ أن تزوجته، كنتُ أغسل له جسدَه وألبسه وأدخله دوراتِ المياه، وأتألَّم لألمه وأفرح لفرحه، وقرَّر الأطباء له عملية، وفعلاً تمت العملية، وأنا أول إنسان اتَّصل يطمئِنُّ عليه، وفرحت بسلامته، وجاء موعد خروجه للبيت وجهزتُ الأكل ونظفتُ البيت كالعادة، وهيأت له الجوَّ ليرتاح، وكان أغلب الوقت معي بغرفتنا، ويرغب في الجلوس معي، بالرغم مِن وجود أهله في نفْس البيت، وكانت أخواته لا يأتين إليه إلا إذا خرجتُ للمطبخ أو إذا ذهبت لأختي، وكنت أسمع أخواتِه يسألن والدتهن: هل أنا موجودة أو لا، وكانت تقول بسُرعة: اذهبوا له قبلَ أن تأتي!

 

كنت متعجِّبة مِن كلامهنَّ؛ لماذا يتصرفن بهذه الحساسية، رغم أنَّني كنت مثل أختهن وأكثر؟! وفي هذا اليوم تضايقتُ مِن تصرفاتهن وحرَكاتهن، وطفح بي الكيل، وكلمت زوجي، قلت: أريد أن أذهب إلى أهلي؛ فأنا تعبانة نفسيًّا، وسألني: لماذا قلتِ: هل أنت ترضى أن يعاملني أهلك هكذا؟ لماذا المقاطعة؛ لا يُسلِّمون ولا يردُّون السلام، ويقفلون البابَ في وجْهي، وإذا جئت أدخل أسلِّم عليهم، وكان يعرف أن أهله يعاملونني بهذه الطريقة، وهو ساكت!

 

فقال لي: أنت الزمي ما عليك، زوجك وفقط، ما عليك منهم، وكبرت المشاكل، بعضها وصل لشرف أختي، وقرَّر إخواني أن يأتوا ويأخذونا، وطلعتُ من البيت بدون عِلم زوْجي، وأنا حاليًّا عند أهلي لي 6 شهور، وهو ما تحرَّك أبدًا، ولا سأل عن طِفله، ولا يصرِف علينا، ولا كلَّف نفسه، وأهلي يريدون أن يأخذوا رأيي: هل أستمر على ما أنا عليه أو أطلب الطلاق؟

 

أحيانًا أحس أن وجودي ما يهمُّه ولا يُحبني، وما أخذني إلا تصبيرة إلى أن يفرجها الله عليه، وأحيانًا أقول العكس، وأنا فعلاً محتارة!

 

وآسفة على الإطالة، وعلى عدمِ ترتيب الأفكار والموضوع، أنا مشتَّتة تمامًا، وأريد الحلَّ.

الجواب:

أهلاً بك عزيزتي.

المشكلة أنَّك لا تعرفين كيف تلتزمين بالوسَط مِن الأمور، فمِن قراءتي لرسالتك عدَّة مرات شعرتُ بذلك.

 

فأهل زوجك إمَّا يحبونك أكثرَ مِن أختك، أو لا يحبونك أبدًا! ومع زوجك أهملتِ دراستَك تمامًا، واهتممتِ به، ثم أهملتِه واهتممتِ بدراستك، وهكذا على مدارِ الأسطر: إمَّا تهتمين بشدَّة أو تُهملين بشدَّة، حتى حين تركتِ زوجَك بسبب مشاكِل أختك، تركته تمامًا بدون أدْنى توضيح!

 

لماذا تُصرِّين على أحد الأمرين بينما بإمكانك أن تحصلي عليهما جميعًا؟!

 

هناك أمرٌ يُسمَّى بـ"النظرة المسبَقة"، النظرة المسبقة هي الفِكرة التي نضعها في عقولنا عنْ أمرٍ ما، ونُصدم ونُفاجَأ ونُحبط حين نكتشف أنه عكس ذلك، أو أنَّه مختلف وليس كما تصورنا وتوقعنا!

 

فالفتاة حين تتزوَّج نظرتها المسبَقة عن الزواج تكون حياة سعيدة مليئة بالحبِّ والدلال والكلمات اللطيفة الهامِسة، التي يُغرقها بها زوجُها ليلَ نهارَ، مفاجآت سعيدة بما تحبُّ وتشتهي، حياة مريحة هانِئة خالية مِن المشاكل تمامًا، ولا مكانَ فيها لأيِّ منغِّصات والكثير مِن الأحلام اللطيفة.

 

لكن في الواقع الأمور ليستْ بهذا الشكل أبدًا! أي نعمْ، هناك الكثير مِن اللحظات السعيدة والدلال والكلمات الحُلوة، لكن في نفس الوقت هناك الكثير مِن المسؤولية وسوء الفَهم والمصادمات والمشاحنات؛ بسبب اختلاف التربية والبيئة والعقلية، وطريقة التفكير بين الزوجين، وغيرها مِن الأمور التي تحصُل في بداية الزواج، وهذه هي المشكلةُ الأساسية لدَيكِ ولدَى الكثير من النِّساء والرِّجال غيرك.

 

المشاكل بيْن الزوجين هي أمر طبيعي جدًّا، وما وُجِد الحب الكبير بينهما إلا ليساعدَنا على تخطِّي هذه المشاكل والعقَبات ونِسيانها، ولتدفعنا رغبتُنا في الحِفاظ على مَن نحب لتقييم تصرفاتِنا وتعديلها لتناسب الوضع الذي نعيشه والحياة التي نحياها؛ لنحقِّق ما نريده ونصْبُو إليه مِن حياة سعيدة مستقرَّة.

 

عزيزتي، بعدَ كل ما حكيتِه في رسالتك أقول لكِ: القرار بيدكِ أنتِ، ونحن فقط نوضِّح الأمور وننقُلها لكِ من زاوية لا ترينها أنتِ؛ لتتضح لكِ الصورةُ أكثر، وتَقْدِري على اتخاذ القرار بثِقة أكبر.

 

وقد لمستُ من كلامكِ أنَّ زوجكِ طيِّب ويحتاج منكِ الاهتمامَ والتفهم، وكلما اقتربتِ منه أكثرَ واهتممتِ به أكثر زاد اهتمامُه بكِ وحبُّه لكِ، وهذا واضحٌ في الأوقات التي اقتربتِ منه خلالَها وضاعفتِ اهتمامَك به عندما تعبِتْ قدمه أو مرِض والده، وقد كافأك اهتمامًا باهتمام وبادَلكِ حبًّا بحب؛ لذا حافظي على هذا الحب، ولا تجْعلي شرْطَ علاقتكما الجيِّدة ببعضكما أن يكون أهله كذلك، بل افصلي بينه وبين أهله في عقلِك ومشاعرك، فإنْ عاملوكِ بسوء فلا ذَنب له، ولا تجْعلي سوءَ معاملتهم عقابًا له؛ لأنه لن يقدرَ على تغييرهم أو تغيير طريقتهم، بل فكِّري في الكيفية التي تجعل علاقتَك بهم طيبة وجيِّدة، وتذكَّري دائمًا قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

فكِّري في المشكلة التي خرجتُم بسببها من بيْت زوجك، ما هو سببُها الرئيس؟ هل كان من الممكن أن تختلفَ النهاية إن تعاملتُم معها بطريقة أخرى؟ كم نسبة تحمُّلكم للخطأ فيها؟ هل هناك مجالٌ لتصحيح الأمور بينكما؟ فليس المهم مَن يبدأ بالاتِّصال أو السؤال، المهم أنْ يكون الحبُّ موجودًا بينكما، وتذكَّري أنَّ هناك شخصًا ثالثًا مصيره مرتبط بمصيرِكما، ويستحقُّ أن تتنازلوا عن بعضِ الأمور مِن أجله.

 

إنْ كانت المشكلة بيْن أختك وزوجها وأخواته، فما دخلُكِ أنتِ بالأمر؟ صحيح أنَّها أختك ولكن علاقتك بزوْجك كانت ممتازةً وجيِّدة، فلِمَ تُخربينها من أجل مشكلة أختك؟!

 

لا تخْلِطي الأمور ببعضها، فعلاقتك بأختِك شيء، وعلاقتك بزوجك شيء آخَر، لستِ مجبرةً على الوقوف بصفِّ أختك لأنها أختك، ولا مع زوجك لأنه زوجك، ولكن مِن الأفضل أن تتَّخذي موقفَ الحياد؛ لأنه الأسلم لكِ في موقِفٍ معقَّد كهذا الموقف، وأخبري الجميعَ بأنكِ خارج الأمر، ولن تتحدَّثي فيه حتى لا تخسري زوجَك أو تخسري أختك.

 

أيضًا يا عزيزتي، مِن الأمور التي تجعل حياتَك تسوء مع زوجك تلك الأفكار التي تُخاطبين نفسك بها؛ مِثل قولك: (أحيانًا أحس أن وجودي ما يهمُّه ولا يُحبني، وما أخذني إلا تصبيرة إلى أن يفرجها الله عليه) ومثل: (وقلت: هو ما جاء من أجلي، وإنما جاء من أجل طِفله فقط!) هذه الأفكار تؤثِّر عليك وتجعلك تصدِّقين فِكرة أنَّ زوجك لا يحبُّك ولا يهتمُّ بك، ومِن ثَم تتصرَّفين معه على أساسها، فتحصُل بينكما المشاكِل، ولكن أخبريني، ما الدَّليل أنَّ زوجك لا يهمُّه وجودُك، وأنك بالنسبة له "تصبيرة"؟

 

وما الذي يثبت لكِ أنه حين جاءك وقت ولادتك جاء من أجل الطفل فقط، وليس من أجلك أنتِ والطفل؟ هل لديك دليل قاطع؟

 

وهل هذا الأمر دائم ومتكرر؟

 

ألا تستطيعين أن تذكري على الأقل ثلاثة أمور تثبت حبه لكِ؟!

 

إنَّ اطلاعك على الإنترنت لتعلُّم الطبخ ووسائل ترتيب المنزل والاهتمام به أمرٌ ممتاز، ولكن مِن المهم جدًّا أن تتعلَّمي أيضًا كيف تهتمِّين بزوجك، وكيف تتعاملين معه ومع أهله، وذلك عن طريقِ قراءة الكتب التي تتحدَّث عن العلاقات الزوجيَّة وكيفية حلِّ المشكلات، والالتحاق بالدورات التي تُثْريك وتثقِّفك في هذا الموضوع، وبإذن الله ستجدين فرقًا واختلافًا كبيرًا في طريقة تفكيرك وتعاملك مع زوْجك، ابحثي عن مركز يقدِّم دورةً لتأهيل الفتيات للزواج، فصحيح أنَّكِ تزوجتِ ولكنَّك ما زلتِ في البداية، وتحتاجين لمِثل هذه الدورات.

 

كما أنَّ الجمال والأدب والمرَح والثقافة كلها أمورٌ جميلة ورائعة ومطلوبة، ولكنَّها لن تكون وحدها سببًا لنجاح الزواج إن لم تعرِف الزوجة كيف تتعامل مع زوجها وتُسعده، وكيف تحصُل على ما تُريده منه مِن اهتمام وحبٍّ ورِعاية، ومهم جدًّا أن تشعري بالثقة في نفسك وذاتك؛ حتى لا تأخذي كلَّ أمر على محمل شخصي وتصنعين منه مشكلةً وقضية، فكلما زادت ثقتك بنفْسك صارت المشاكِل والمضايقات التي تعترضك مِمَّنْ حولك أتْفه وأصغر ولا قيمةَ لها!

 

وأنتِ يا عزيزتي لم يمضِ على زواجك سوى سنتين أو ثلاث، ومِن الطبيعي أن تكون السِّنون الأولى صعبةً ومتعبة، فلا تيئسي أو تحبطي، فما زلتِ صغيرةً والحياة أمامك بمباهجها وسعادتها، فلا تتسرعي فتندمي، بل استعيني بالله وتوكَّلي عليه، وادعيه دائمًا بأن ييسِّر لك الخيرَ ويفتح عليك في تعاملك مع زوْجك.

 

وأسأل اللهَ أن يرزقك السعادةَ والاستقرار والهناء.

 

وتابعينا بأخبارك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

مقالات ذات صلة

  • طلبت زيارة أهلي فتركني معلقة وتزوج
  • هل أنا حقا سبب جميع الأخطاء؟
  • زوجي يقارن بيني وبين زوجاته
  • طريق السعادة الزوجية وأسبابها
  • زوجي يتجسس علي
  • والداي دمرا حياتي الزوجية
  • حياتي الزوجية تنهار

مختارات من الشبكة

  • فقدت طعم الحياة وملأ اليأس حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • هل بقي شيء أكمل حياتي الزوجية لأجله؟(استشارة - الاستشارات)
  • أريد أن أستقبل حياتي الزوجية بقلب نقي(استشارة - الاستشارات)
  • أمي تتدخل في حياتي الزوجية(استشارة - الاستشارات)
  • حياتي الزوجية تنهار(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • حياتي الزوجية تنهار(استشارة - الاستشارات)
  • حالتي النفسية أثرت على حياتي الزوجية(استشارة - الاستشارات)
  • فشلت في حياتي الزوجية رغم تفوقي الدراسي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلة في بداية حياتي الزوجية(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • مستر ميلر وموقفه التربوي في حياتي!(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت
  • فعالية تعريفية بالإسلام في مسجد هارتلبول

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/8/1444هـ - الساعة: 10:34
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب