امرأة مرت بتجربة زواج فاشلة وتورطتُ في أخرى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

1- كون موافقته ابتداء على شروطكِ، ومنها أن يُطلِّق زوجته الأولى، ويتحمل سكنًا مستقلًّا، ومهرًا، وهو عاطل عن العمل، فهنا علامة استفهام لا يُستهان بها، خاصة موافقته على طلاق زوجته الأولى، فالأمر غير مُطَمْئِن.

2- معارضة أهلك، وإصرارهم على ذلك أمر طبيعي، مما رأوه من الفوارق بينكِ وبينه، في المستوى العلمي، والاقتصادي، والأسري، وخاصة أنهم يعرفون الرجل؛ فلا تلومي أهلك، أو تتهميهم بالوقوف أمام مستقبلكِ وحياتكِ، فالأب والأم والأسرة لهم تجارب وخبرات حياتية، في استشراف المستقبل، حسب المعطيات المتوفرة، والمؤشرات المشاهَدة، فاستشارتهم والأخذ بها في مثل هذه المواقف لها اعتباراتها، ومدلولاتها.

3- قد أتاكِ تنبيه أوليٌّ في مغامرتك في مشروع، مع رجل لا صلة لكِ به بقرابة، وليس للمشروع دراسة جدوى، ولا ضمانات، ولا خبرة لكِ بذلك فيه، إنما العاطفة هي التي جرَّتكِ لهذه المغامرة، وأخذ قرض، وفي النهاية، فشل المشروع، وتحمَّل الدَّين.

4- كونكِ تطلبين شرط طلاق زوجته، وتفكيك أسرته، من أجل التفرد به، هذا لا يحل لكِ شرعًا، وعليكِ الإثم، إن حصل هذا، وهو كذلك إذا لبَّى رغبتكِ، لا يسلم من ذلك.

5- فكِّري بمنطق العقل، كيف يلبي رغباتكِ وشروطكِ، ويتخلى عن زوجته الأولى ويترك أولاده في معزلٍ، عن بيته الثاني، وكيف يجمع بين ذلك في الاستقرار الأسري، والتكاليف والنفقة، وهو عاطل أو على قدر حاله، في عدم استطاعته لتحمُّل هذه التكاليف، وهذه النفقات.

6- عشتِ أنتِ، وعاش هو؛ على أمل نجاح المشروع، وأنه هو الذي يصرف منه على نفقات بيته وأولاده، وقد قدَّر الله وخسر المشروع، وتحملتِ تبعاته بسداد القرض لمدة سبع سنوات قادمة، تُرى ما هو البديل المادي الذي يحل محله، أيقترض مرة أخرى، ويتحمل ديونًا، كما تحملتِ أنتِ، ولا مصدر عنده لدخل ثابت، أم يطلب منكِ مرة أخرى، ويقنعكِ، بأخذ قرض آخر، وأن راتبكِ يتحمل، وأن المشروع مؤشراته ناجحة، وتتورطين في قرض آخر، وتصبحين أسيرة السداد للبنوكِ أو الشركات؟ ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78].

7- شروط زوجته الأولى لحصوله على الموافقة منها، والتي توضح طلب المال، وأنه يحتاج إلى سنتين لتأمين هذا الشرط.

كيف هذا، حِملٌ على حِملٌ؟ كيف يتعامل مع هذه الأحمال؟ ناهيكِ عن المستجدات الحياتية التي تحصل، وتحتاج إلى مصاريف دورية، وطارئة؛ لذا يحكَّم العقل لا العاطفة.

8- أشرتِ أن عمركِ الآن 32 سنة، وهذا نذير خطر، في عدم الحصول على فرصة أخرى بوضعٍ أفضلَ، ولا تنسي أنكِ مطلقة، فإذا فشل الزواج الثاني، فستصبحين قد مررتِ بتجربتين، فتقل الفرص مستقبلًا، فلا بد من التأني وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار، إلا بعد دراسة الوضع، وتكون مؤشرات النجاح والاستقرار واضحة.

9- أصبتِ في توقعكِ، إذا تم الزواج، بأنكِ سوف تتحملين كل التبعات في الحياة الزوجية، ويزيد الحمل حال الإنجاب.

10- استخيري الله تعالى، ولا تهملي الاستشارة، ولا تغلِّبي العاطفة الجيَّاشة على العقل والحكمة ووضوح المؤشرات.