• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع الشيخ طلعت صفا تاج الدين - المفتي العام لروسيا

حوار مع الشيخ طلعت صفا تاج الدين - المفتي العام لروسيا
جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/10/2015 ميلادي - 17/12/1436 هجري

الزيارات: 5598

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع الشيخ (طلعت صفا تاج الدين)

المفتي العام لروسيا

 

الشيخ طلعت صفا تاج الدين، المفتي العام لروسيا:

• الإسلام الدين الثاني، والإقبال عليه كبير، ونُقيم شعائرنا بحرية.

• هذه أسباب الاهتمام الروسيِّ بـ"الاستعراب" عبر التاريخ.

• نستفيد من الأقوال المنصفة لـ"تولستوي" في الدعوة.

• أعداد المساجد لا تكفي المصلِّين، ونُعاني عجزًا في الأئمَّة.

• هذه خُطَّتنا في استعادة الهوية الإسلامية منذ سقوط الشيوعية.

• نتعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية في مقاومة زواج المثليين.

• نعمل على النهوض بالتعليم الديني داخليًّا وخارجيًّا.

• نعمل على محاصرة الأفكار المتطرِّفة أيًّا كان أصحابها.

 

الحوار:

تعمل جمهورية روسيا الاتِّحادية على استعادة دَورها في العالم بوجه عامٍّ، وفي العالم الإسلاميِّ بوجه خاص، بعد أن نالَت منذ سنوات درجة عضويَّة "مراقب" في منظَّمة المؤتمر الإسلامي قبل تحولها إلى منظمة التعاون الإسلاميِّ، نُحاول في هذا الحوار مع الشيخ "طلعت صفا تاج الدين" المفتي العامِّ لروسيا معرفةَ الواقع الإسلامي في بلاده؛ سواءٌ في الماضي، والحاضر، والمستقبل، والتعرُّفَ على "آلام وآمال" مُسلمي روسيا.

 

• كثيرون لا يعلمون عن تاريخ الإسلام في روسيا الكثير؛ لهذا نودُّ أن نَعرِض بإيجاز لتاريخ دخول الإسلام إلى بلادكم؟

 

• لمن لا يَعلم؛ فإن دخول الإسلام إلى الأراضي الروسية ليس حديثًا كما قد يظن البعض، وإنما يعود إلى القرون الأولى لظهور الإسلام، وبالتحديد في القرن الثامن الميلادي.

 

تُشير بعضُ المراجع التاريخية إلى أنَّ أول دخول للإسلام في روسيا كان عن طريق إقليم داغستان في القرن الثامن الميلادي، وقد نَشِط هذا الوجود لدرجة أنَّ أول دولة إسلامية قامت في منطقة "ولغا" عام 922 ميلادية، ولعب التتار والأتراك دورًا في زيادة الانتشار الإسلاميِّ، وأخذ أتباعه في التزايد بمرور الوقت، حتى أصبح الدينَ الثانيَ - من حيث عددُ معتنِقيه - من الأديان السماويَّة في روسيا.

 

عدد المسلمين:

كم يبلغ عدد المسلمين في روسيا؟

الشيخ طلعت صفا: يشكِّل المسلمون حوالَي 20 % من إجمالي عدد السكَّان في روسيا؛ ولهذا فهم يشكِّلون أكبرَ أقلية دينيَّة أو الدين الثاني في روسيا، ويكفي أن نعرف أنه يبلغ عدد المسلمين في العاصمة الروسية موسكو أكثرَ من مليون مسلم، ويَنتشِرون في مختلِف الجمهوريَّات بكثافات مختلفة.

 

توزيع المسلمين:

من المعروف أن مساحة روسيا كبيرة جدًّا فكيف يتوزَّع المسلمون فيها؟

الشيخ طلعت صفا: يتوزع المسلمون في روسيا في منطقتَين رئيستين: منطقة القلب الروسي أو "الفولجا"، وتضم ستَّ جمهوريات؛ أهمُّها: تترستان وبشكيريا وتشوفاش وموردوفيا، أما التجمُّع الإسلامي الثاني فهو منطقة القوقاز الشمالي الذي يضمُّ سبع جمهوريات، أهمها: داغستان والشيشان وإنغوشيا وقبردين وبلقاريا، ويبلُغ عدد المسلمين في المنطقتين قرابة 20 مليونًا، بالإضافة إلى أكثرَ مِن سبعة ملايينَ على حدود الصِّين واليابان وفنلندا وغيرها من دول الحدود.

 

إحصائيات مغرضة:

هناك نبوءات كثيرةٌ بزيادة كبيرة في أعداد المسلمين في روسيا في السنوات القادمة، حتى إنَّ الإعلام بث مخاوفَ مِن انتقال الحكم إليهم مستقبلاً؛ بسبب كثرتهم العدديَّة، فما مدى صحة هذه النبوءات وتأثيرها على مستقبل المسلمين فيها؟

الشيخ طلعت صفا: هذا كلام فيه كثيرٌ من المبالغة؛ إذ كيف يَستطيع 20 % من السكَّان مهما كانت الزيادة لديهم بسبَبِ التكاثر أن يُصبحوا أغلبيَّة، ويُسيطِروا على الحكم؟! ولهذا فإنَّ رؤيتي لهذا الكلام أنَّه نوعٌ من بثِّ الفتنة ضدَّ المسلمين؛ للعمل على تحجيمهم بكل الأشكال ومحاصرتهم حتى لا يكون لهم شأنٌ كبير في إدارة شؤون البلاد؛ لهذا فهو قولٌ "ظاهره الرحمة وباطنه العذاب"!

 

نظرة الدولة:

كيف تنظر السلطات الروسيَّة إلى هذه الإحصائيات السُّكانية التي حاولَت التأكيد أن المسلمين سيَحكُمونها عام 2050 كما حكمها التَّتار من قبل؟

الشيخ طلعت صفا: أعتقد أنَّها لا تتوقف كثيرًا عند مثل تلك الأقوال؛ لأنَّ لدَيها كلَّ المعلومات عن المسلمين الروس، الذين هم مواطنون يتمتَّعون بكل حقوق المواطنة، وليسوا غرباءَ عنها أو غُزاةً حتى يكون هناك خوفٌ مِن كثرتهم العدديَّة.

 

هل توجد تناقضات بين ما يُسمَّون بـ"المسلمين التقليديِّين" و"المسلمين السلفيين" في روسيا؟

الشيخ طلعت صفا: تأثَّر مُسلِمو روسيا في السنوات الأخيرة بالتيَّارات السلفية، ومسلمو روسيا لا يتَعصَّبون لمذهب فقهيٍّ معيَّن، وإنما هم خليطٌ من التنوُّع المذهبي المعتدل الذي يتقبَّل الآخر ولا يكفِّره أو يفسِّقه.

 

بوجهٍ عام فإن كلَّ التنوعات المذهبية الإسلاميَّة موجودة لدينا، تتَعايش في وِفاق إلى حدٍّ كبير، رغم وجود اختلافات فكريَّة بين أتباع الصوفيَّة والسَّلفية على سبيل المثال، كما يوجد لدينا أتباعٌ لكلِّ المذاهب الإسلاميَّة الأربعة، وكلٌّ يَعبد الله على حسَب مذهبه، ونحاول التنسيق باستمرارٍ بين الجميع، ووأدَ أيِّ فتنة قد تَظهر، وشِعارنا جميعًا قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

 

استرداد الهُويَّة:

عمل الحكم الشيوعيُّ على إلغاء كلِّ مظاهر الهُوية الإسلامية في روسيا مِن بعد الثورة البلشفيَّة حتى بداية التسعينيَّات، كيف قُمتم باسترداد تلك الهويَّة؟

الشيخ طلعت صفا: عملنا على استرداد الهوية من خلال بناء المساجد وفتحِ المغَلق وترميم المخرَّب، والآن لدينا أكثرُ من خمسة آلاف مسجد في مختلِف المدن الروسيَّة، ابتداء من العاصمة موسكو إلى بطرسبورج إلى منطقة سيبيريا في أقصى الشمال، وكذلك حوض نهر الفولجا وشمال القوقاز، فمثلاً في تتارستان تم إنشاءُ أكثرَ من 1500 مسجد في جمهورية تتارستان التي يوجد فيها أكثرُ من أربعة مَلايين مسلم، بالإضافة إلى عددٍ من الجوامع الصغيرة، مع أن المسلمين في هذه الجمهورية يحتاجون إلى أضعافِ هذا العدد!

 

بوجه عامٍّ فإن عدد المساجد في كلِّ منطقة يتَناسب مع كثافة الوجود الإسلاميِّ فيها، ويَكفي أن نعرف أن عدد المساجد في روسيا قبل الثورة الشيوعيَّة عام 1917 كان أكثرَ من 14 ألف مسجد في مختلِف المناطق، وظل عدد المساجد يتناقص حتى وصل إلى ثمانين مسجدًا فقط! كان تُعاني من المضايقات والتضييق والإغلاق المستمرِّ، ويبلغ عددُ المساجد في روسيا الآن أكثر من أربعةِ آلاف مسجد، تتوزعَّ على كل أرجاء روسيا، وهو عددٌ قليل إذا ما قورِنَ بعدد مُسلمي روسيا، كما أنه قليلٌ بالنسبة لما كان عليه الأمرُ من قبل، وأشهرُ المساجد المسجد الكبير بموسكو، ومسجدُ سانت بطرسبرج.

 

التنوع العرقي:

المسلمون في روسيا الاتحاديَّة من أصول عِرقيَّة مختلفة، منهم الروس والتَّتر، والأتراك والعرب، فهل هذا التنوع نعمةٌ أم نقمة؟

الشيخ طلعت صفا: بوجه عام هذا التنوُّع العرقيُّ سلاح ذو حدَّين؛ ففي فترات الاستقرار السياسيِّ يكون نعمةً حين يتَّفق المسلمون على أهدافٍ عُليا تجمعهم للمحافظة على وجودهم، وهذا ما نَحرص عليه دائًما حتَّى نظلَّ متلاحِمين معًا على القيم الرُّوحية والأخلاقية الإسلامية، وأن نبتعد عن كلِّ ما يؤدي إلى إثارة نُعرة عِرقيَّة أو طائفية أو مذهبية؛ ولهذا فنحن نعتزُّ بالانتِماء إلى الإسلام دينًا وإلى الحضارتين الإسلاميَّة والروسية، كما نعتزُّ بروسيا وطنًا نُخلص له؛ باعتبارنا من المكوِّنات الرئيسة للمجتمع الروسيِّ، ومِن مصلحتنا استقرارُه والبعدُ عمَّا يؤدِّي إلى الصِّدام مع الدولة، أو ما يؤدِّي إلى تمزيق صفوف المسلمين، ولكن في وقتِ الصِّراعات يتحوَّل هذا التنوُّع العرقي أو الطائفي إلى "نقمة"!

 

الحرية الدينية:

ما مدى الحرية التي يمتَّع بها مُسلِمو روسيا في الحياة العامَّة مع بقية أتباع الأديان الأخرى؟

الشيخ طلعت صفا: نحن مواطنون روس، لنا حقُّ المُواطَنة كاملاً من حيث الحقوقُ والواجبات، وخاصة أنه يجمعُنا بغيرنا من أتباع الأديان الأخرى تاريخٌ طويل من التعايش السلمي، وفتراتُ التوتر في العلاقة بين أبناء روسيا قليلةٌ، مقارنةً بفترات الوِفاق؛ ولهذا يحرص الجميعُ على بقاء روح التعاون بين كلِّ أبناء الأديان والعرقيَّات التي تَعيش في روسيا، ونحن نمثِّل حلقةَ الوصل بين أبناء العالم الإسلاميِّ وأتباع المسيحية التي تعدُّ روسيا أحدَ مَعاقلها الرئيسة في العالم؛ ولهذا فإن المسلمين الرُّوس تَشكَّلوا بهوية متصالحة مع روسيا؛ حيث يَعيش المسلمون في حرية دينيَّة في ممارسة الشعائر، وبناء المساجد؛ تلبيةً لرغبة المسلمين في إقامة شعائرهم الدينية، وتَكفُل الدولة لهم هذا الحقَّ؛ مثلُهم مثل بقيَّة أتباع الأديان الأخرى بدون تفرقة.

 

التعليم الديني:

ما هي المشكلات التي يُعاني منها التعليم الإسلاميُّ في روسيا الاتحادية؛ باعتباره أحد أدوات استعادة الهويَّة بعد سقوط الحكم الشيوعي منذ قرابة رُبع القرن؟

الشيخ طلعت صفا: رغم مرور سنوات على سقوط الحكم الشيوعيِّ الذي كان يعمل على طمس الهويَّة الإسلامية الروسية - وهو ما أثَّر سلبيًّا على واقع التعليم الإسلاميِّ في روسيا - فإنَّ سنواتِ ما بعد الشيوعيَّة تمثِّل فترةَ إعادة الإحياء والتكوين؛ ولهذا فإنه توجد الكثير من المراكز والجمعيَّات الإسلامية التي تحتَضِن نمطًا من التعليم الدينيِّ؛ فمثلاً بمجرَّد سقوط الحكم الشيوعي نَشِط المركز الثقافيُّ الإسلامي الذي يضمُّ مدرسةً دينية في موسكو، وتم افتتاحه عام 1991، كما توجد الجامعة الإسلاميَّة في "قازان"، وهناك أكثرُ من 15 مدرسةً إسلامية في داغستان، ويقوم الطلاب بالجمع بين التعليم الروسيِّ والتعليم الديني، وهناك تزايُدٌ مستمرٌّ في الاهتمام بالتعليم الإسلاميِّ، إلا أن المسيرة طويلة، وتستغرق سنوات، وقد بدَأنا في جَني بعض ثمار استعادة التعليم الديني لعافيته وهُويته، التي عمل الحكم الشيوعيُّ على قتلها.

 

كوادرُ دعوية:

هل توجد لديكم كوادرُ كافية ومدرَّبة من الدعاة؟

الشيخ طلعت صفا: هذه مشكلة تُواجهنا حاليًّا في نقص إعداد الدُّعاة ذَوي الكفاءة؛ ولهذا نعمل باستمرار على حُسن إعدادهم، وتزويدهم بالعلوم الشرعية؛ لعلاج هذا النقص في عدد الأئمَّة والدعاة، القادرين على القيام بالدعوة في المساجد والمؤسسات الإسلامية التربوية.

 

التعاون الخارجي:

لماذا لا تقومون بالاستفادة من التعاون مع الجامعات والمعاهد الدينيَّة في مختلِف الدول العربية والإسلاميَّة ذات الشهرة العالمية في مجال إعداد الدعاة؟

الشيخ طلعت صفا: نحاول القيام بذلك من خلال التعاون التعليميِّ مع الأزهر من جانب، والجامعات الإسلاميَّة في مختلف دول الخليج المشهودِ لها بالوسَطيَّة والاعتدال من جانب آخر، وتتضمَّن صيغ التعاون: إمَّا إرسالنا لطلاَّبنا إلى مختلِف تلك المعاهد والجامعات؛ ليَعودوا إلينا دعاةً مجهَّزين بالعلوم الشرعية والعربية، وإما أن نقوم باستضافة كبار العلماء ليمكثوا لدينا فتراتٍ قد تطول أو تقصُر؛ ليقوموا بتعليم أبنائنا؛ ليتخرَّجوا في النهاية دعاة مؤهَّلين عِلميًّا، ونَحرص في انتقاء العلماء أن يَكونوا ممن يتَمتَّعون بالسُّمعة الطيبة والاعتدال الفكري.

 

أدلة أخرى:

هل هناك أدلة أخرى على استرداد الوجود الإسلاميِّ لعافيته في روسيا؟

الشيخ طلعت صفا: من الأدلة على استعادة الوجود الإسلاميِّ لعافيته أنه قبل التِّسعينيَّات وأثناء الحكم الشيوعيِّ لم يكن يُسمَح للمسلمين بالحجِّ رسميًّا إلى الأراضي المقدسة؛ بحجة أن الدِّين "أفيون الشعوب"! أما الآن فإنه مسموحٌ به، وتوجد طلَباتُ حجٍّ كثيرةٌ حتى إنه وصل عدد الحُجَّاج إلى أكثرَ من عشرين ألفَ حاجٍّ عام 2012، من الأدلة أيضًا أنَّ نُسَخ القرآن بكلِّ اللغات التي يتحدَّث بها المسلمون الروس متوافرةٌ؛ مما زاد الوعي الدينيَّ لدى مسلِمي روسيا بلُغاتهم.

 

المسلمون الجدد:

ماذا عن المسلمين الجدد؟

الشيخ طلعت صفا: هناك اهتمام متزايدٌ بالدين الإسلاميِّ بين الروس، وبفضل الله كان هناك عددٌ متزايد ممن يتحوَّلون إلى الإيمان، وقد تسبَّبَت حالة الانهيار الاجتماعيِّ والأخلاقي والإحساس بالضياع لافتقادِ فِطرة التديُّن في زيادة الإقبال على الإسلام الذي وجَدوا فيه الخلاص الروحيَّ، ولهذا نعمل على تقديم الصورة الطيِّبة عن الإسلام في كل المناسبات، وهو ما أدَّى إلى تصحيح الصورة المشوَّهة عنه، وتزايُدِ أعداد من يعتنقونه.

 

المستعربون الروس:

يهتم الروس باللغة العربية، لدرجة أنَّ منهم كثيرًا من المستعرِبين غير المسلمين، فما هو السر في هذا؟

الشيخ طلعت صفا: لهذا أسبابٌ عديدة؛ لعل أهمَّها نشوبُ العديد من الحروب بين الروس التتار والأتراك المسلمين، ويتحدَّث بعضهم العربية من خلال حِفظه للقرآن، وكذلك حرَص كثيرٌ من القياصرة على التواصل مع الدول والشعوب العربيَّة والإسلامية؛ حيث وصَل الأمر في القرن الثامنَ عشَر إلى قيام القيصر بطرس الأكبر بالأمر بنَسخ بقايا الكتابات العربيَّة المحفوظة في مدينة بولغار التي اعتنَق سكَّانُها الإسلام عام 922 ميلادية، وتم نشرُ هذه الكتابات؛ مما أسهَم في انتشار الاستعراب الروسيِّ، وتم تأسيس أول مطبعة بالحرف العربي، ووصَل الأمر إلى أنه في عام 1716 ميلادية صدرَت أول ترجمة كاملة للقرآن الكريم باللغة الروسيَّة، وهذا يوضِّح سرَّ الولع الروسيِّ بلغة القرآن، حتى مِن غير المسلمين.

 

لا صراع ديني:

رغم أن المسيحيَّة الأرثوذكسية هي الديانة الأولى في روسيا فإنَّ التاريخ لم يسجِّل صراعًا دينيًّا بينها وبين الإسلام مثلَما حدث في الدول ذات الجذور السلافية، فما هو السبب؟

الشيخ طلعت صفا: لم يسجِّل التاريخ صراعًا دينيًّا بين الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية؛ لأن أتباعهما كانوا حريصين على التعايش السلميِّ، ومن المرَّات القليلة التي حدَث فيها خلافٌ بين أتباع الديانتين حين اعترف الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين بإسرائيل.

 

زواج المِثليِّين:

قُمتم بقيادة تضامُن المسلمين مع قادة الكنيسة الأرثوذكسية في رفض زواج المثليِّين في 2006.

الشيخ طلعت صفا: هذا تأكيدٌ عمَليٌّ على تلاحُم وتعاون أتباع الأديان السماوية في مواجهة الانحرافات الأخلاقيَّة التي تتنافي مع الفطرة السوية؛ ولهذا قمنا بالتنسيق مع الكنسية الأرثوذكسية بالتصدِّي لهذه المفاهيم الخاطئة الواردةِ إلينا من الغرب الذي فقَد الأسُس الأخلاقيَّة والروحية التي تَدعو إليه المسيحية، حتى أصبحَت قوانينُه تُجيز زواجَ المِثليِّين وكأنه شيءٌ طبيعي، مع أنَّه أمر ترفضه فِطرة الحيوانات! وليس الإنسان الذي كرَّمه الله بالعقل، فإذا بهؤلاء المنحرِفين يجعلونه أقلَّ من الحيوان!

 

تولستوي المنصف:

منذ أكثرَ من قرن تم نشر كتاب "حِكَم النبي محمد" للأديب الروسيِّ الشهير تولستوي، وقد قال فيه أقوالاً منصِفة في الإسلام ورسولِه، حتى إنَّ علماء الدين والشعراءَ المسلمين في عصرِه تواصَلوا معه، فهل تحاولون الاستفادةَ من هذا التواصل التاريخيِّ والشهادة المنصفة لتولستوي؟

الشيخ طلعت صفا: بالتأكيد، وخاصة أنَّ تولستوي يتمتَّع بشعبيَّة كبيرة بين أبناء الشعب الروسيِّ حتى اليوم، وقد وصَل تأثير كلماته المنصِفة إلى وجود مُراسَلات بينه وبين الإمام محمد عبده مفتي الديار المصريَّة آنذاك، وعندما مات تولستوي رثاه الشعراء والأدباء العرب عند وفاته عام 1910، وعلى رأسهم أمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والمنفلوطي؛ لأنه درَس الأدب العربي بكلية اللغات الشرقية في قسم اللغتين التركيَّة والعربية بجامعة قازان، وكان مناصرًا للفُقراء، منتقِدًا بشدة فسادَ الطبقة الغنية.

 

أقوالٌ مفيدة في الدعوة:

بإيجاز هل يمكن أن تَعرضوا لنا أهم ما تستفيدونه من أقوال تولستوي عن الإسلام ونبيِّه صلى الله عليه وسلم في الدعوة؟

الشيخ طلعت صفا: من أقواله في بيان علاقة الإسلام بغيره من الأديان السماوية بالنَّص: "مِن فضائل الدين الإسلاميِّ أنَّه أوصى خيرًا بالمسيحيِّين واليهود؛ فقد أمَر بحسن معاملتهم ومؤازرتهم، حتى أباح هذا الدينُ لأتباعه التزوُّج من المسيحيات واليهوديات، مع الترخيص لهنَّ بالبقاء على دينهن، ولا يَخفى على أصحاب البصائر النيِّرة ما في هذا من التساهل العظيم".

 

وأثنى تولستوي في كثير من كتاباته على نبيِّ الإسلام صلى الله عليه وسلم، فكان مما قاله: "لا ريب فيه أنَّ النبي محمدًا من عظماء المصلِحين الذين خدَموا الإنسانيَّة خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنَّه هدى أمَّة برُمتها إلى نور الحقِّ، وجعلها تجنَح للسكينة والسَّلام، وتفضِّل عيشة الزُّهد ومنعها من سفك الدِّماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقيِّ والمدنيَّة، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوةً، ورجل مثلُ هذا جديرٌ بالاحترام والإكرام".

 

ووصل الأمر بتولستوي إلى نشر العديد من الأحاديث النبويَّة في كتابه "حكم النبي محمد"، مؤكدًا أنها "تُرشد إلى الحقِّ وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؛ ولهذا سوف تسودُ شريعة القرآن العالمَ لتَوافُقها وانسجامها مع العقل والحكمة، لقد فهمتُ وأدركت أن كلَّ ما تحتاج إليه البشرية هو شريعةٌ سماوية تُحق الحقَّ وتزهق الباطل، أنا واحدٌ من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحدُ لتكون آخرَ الرسالات على يديه، وليكون هو أيضًا آخرَ الأنبياء! إنَّ محمدًا هو مؤسِّس ورسولٌ كان من عظماء الرجال الذين خدَموا المجتمع الإنساني خدمةً جليلة".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوار مع فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي عبدالكريم
  • حوار مع الشيخ عزيز حسانوفيتش مفتي كرواتيا
  • حوار مع الشيخ محمد علي الصديقي - المفتي العام لمسلمي نيبال
  • حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها
  • حوار مع الشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا
  • حوار مع الدكتور محمد شريف أوغلو مفتي اليونان
  • حوار مع الشيخ داتوك وان زاهدي مفتي ماليزيا

مختارات من الشبكة

  • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري في محاضرة: وقفات مع قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • رسالة الشيخ عبدالكريم الدبان إلى شيخه الشيخ أحمد الراوي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد في محاضرة: مسائل متعلقة بشهري شعبان ورمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • حوار مع الشيخ عبدالعزيز سيد عثمان - الأمين العام لمجلس علماء جزر القمر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ الدكتور ذو الكفل محمد البكري مفتي ماليزيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الشيخ محمد فطريس باكرم - نائب مفتي سنغافورة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ إسماعيل بن موسى منك مفتي زيمبابوي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار حصري مع الشيخ مراد يوسف مفتي رومانيا حول الإسلام وأوضاع المسلمين هناك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار الألوكة مع الشيخ بكاري سعيد - نائب مفتي رواندا(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب