• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

معركة المآذن في سويسرا

نور الدين جفافلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2009 ميلادي - 22/12/1430 هجري

الزيارات: 11275

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معركة المآذن في سويسرا
بلاد التنوع والتسامح والحياد الإيجابي والسلام
قراءة في الدلالات والمآلات

 

 توطئة ومهاد

كما كان متوقعًا لذوي الألباب، أظهرتْ نتائج الاستفتاء الشَّعبي في سويسرا الرفض الغربي المشحون بالحقْد الصليبي لكل ما يرمز إلى الإسلام والحضارة الإسلامية، وينم هذا الرفضُ عن التناغُم الغربي في سيمفونية واحدة، تعزف كل أوتارها على إيقاعٍ واحد، هو الحرب الحضارية أحادية الجانب، المعلَنة من الغربِ على الإسلام والمسلمين.
 
ولم تكن هذه النتيجة بالمفاجِئة ولا الغريبة، سواء على المسلمين أو الغربيين، على الرغم مما أظهره بعضُ الغربيين الشرفاء وغير الشرفاء مِن صدمتهم وخيبة أملهم من نتائج الاستفتاء، التي تمنع بناء مآذن جديدة في بلاد التنوُّع والتسامُح والحياد الإيجابي والسلام والعالمية؛ إذ إنها حلقة من سلسلة طويلة وممتدة عبر تاريخ الغرب وجغرافيته، فمآذنُ سويسرا لم تشذَّ عن سجن باغرام وأبي غريب وغوانتنامو بالنسبة لأمريكا وبريطانيا، ولم تشذ عن فرنسا ثم إسبانيا في منع الخمار عن المسلمات، أو عن الدانمارك وهولندا وفرنسا و... في منع النقاب، أو عن التصريحات الحاقدة لمعظَم ساسة الغرب ضد الإسلام والمسلمين، أو عن الصور المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - أوْ عن التحالُف الصليبي الصِّهْيَوْني ضد المسلمين في أفغانستان، وباكستان، والشيشان، والسودان، وفِلَسْطين، ولبنان، والعراق، والصومال، والبوسنة، والهرسك، و... و...، فكل دولة غربية يجب أن تدلوَ بدلوها، وكل بحسب استطاعته.
 
إن هذا الحقد الذي طفح في الغرب لَم يكن ليزعجه بهذا الشكل، إلا لأنه ظهر فوق سنام أوروبا وسمائها، سويسرا التي تُنْعَت بواحَة التنوُّع والتعدُّد والتسامُح والأمن والحياد والسلام الغربي؛ ولأنه كان في شكل استفتاء يحمل في طياته كرهًا شعبيًّا انضمَّ إلى الحقْد الرسمي، وفي الحقيقة لو أن هذا الاستفتاء كان أوروبيًّا لكانتِ النتيجة نفسها، ولهذا قالتْ صحيفة الغارديان في افتتاحيتها لنتائج هذا التصويت: "ربما لو أجريت استفتاءات حول موضوع مماثل للذي صوت حوله السويسريون في دول مثل فرنسا وبريطانيا والنمسا وهولندا، لَما اختلفت النتيجةُ كثيرًا".
 
لهذا وجب قراءة ما بين سطور هذا الرفض، وتتبع دلالاته ومآلاته.
 

 

قراءة في الدلالات والمآلات

الدلالات:

إن الدلالات التي يُمكن أن تدلَّ عليها هذه الحادثة السويسرية، جلُّها - إن لم يكن كلها - تصبُّ في خانة الصدام الحضاري والصراع الحضاري والحرب الحضارية، المعْلَنة من جانب واحد، وهو الغرب الصليبي المُتَصَهْين، ويُمكن الإشارةُ إليها كما يلي:

أولاً: هي حلقة من حلقات الحرب الحضارية، أحادية الجانب، التي يشنُّها الغرب الصليبي المتَصَهْين على الحضارة الإسلامية:

دون الخوض في مفهوم هذه الحرب وأبعادها، والذي أسس له المفكر الكبير والشهير المغربي المهدي المنجرة، ثم من بعده الأمريكي اليهودي الصِّهيوني صموئيل هنتغتون، فإنه يُمكن الانطلاق مِن كون هذه الحرب روحها هي الثقافة بأبعادها الدينية واللغوية والتاريخية، والاجتماعية والسياسية و...
 
وبناء على ذلك؛ فإنَّ رفض بلاد التسامُح للمآذن، ما هو إلا تعبيرٌ طفح من المرجل الأوروبي الذي لم يستطعْ كبْت ناره، ولا كبح أزيز حقْده، والحمد لله على ديمقراطيَّة الغرْب التي فضحت الأمر للمسلمين الطيبين جدًّا جدًّا جدًّا.
 
وما ذهبْنا إليه ليس مِن قبيل الادِّعاء والتقوُّل، وإنما دليلنا من باب: "وشَهِد شاهد من أهلها"، فقد نقلت صحيفة (ديلي تلغراف) في هذا الإطار ردَّة فعل رئيس لجنة مبادرة حظر المآذن (وولتر ووبمان)، بُعيد صدور نتائج الاستفتاء حين قال: "نحن سعداء للغاية؛ فاختيار السويسريين حظر المآذن انتصارٌ لسويسرا ولحريتها، ولمن يريدون مجتمعًا ديمقراطيًّا فيها، فهدفنا هو فقط وقف المزيد من أسْلمة سويسرا".
 
إذًا؛ فهو التخوُّف منَ الانتشار السلمي للإسلام، الذي حوَّلَهُ الحاقدون الصليبيون المتصهينون إلى فوبيا الإسلام، الذي صور للغربيين على أنه بُعبع وغول سوف يأكل الغرب، ويحوله بكامله شطر المسجد الحرام، والمُتَمَعِّن في الملصقات التي نشرَها اليمينيون في سويسرا لتعبئة الشارع ضد المسلمين يَتَبَيَّن له دون عناء وجْه التحامل على الإسلام والمسلمين.
 
ثانيًا: نقْل الحرب من ميدان السياسة إلى ميدان الثقافة، أو من ساحة الحكومات إلى ساحة الشعوب:
إنَّ معركة المآذِن التي تقودها سويسرا نيابة عن الغرب الصليبي المتَصَهْين، هي من ذات طبيعة معركة النقاب والخمار والحجاب، وباغرام وغوانتنامو وأبي غريب، وغزة وجنوب لبنان، غير أن ما ميَّز هذه المعركة عن أخواتها وأمهاتها وبناتها، هي أنها معركة أزالتْ عن نفسها آخر أوراق التوت، وذلك حين عُبِّر عن ذلك الحقْد المسموم عن طريق الاستفتاء الشَّعبي، بدل أن يعبر عنه سياسيٌّ أو وزيرٌ أو غفير أو أمير، وذلك ما كان يرجوه دهاقنة الصراع الفكري!
 
إن نقل الصراع إلى ميدان الاستفتاء الشعبي له دلالات يجب الوقوف عليها؛ لعل أهمها هو: أن التعبير الشعبي أصدق دلالة في كون الصراع حضاريًّا وثقافيًّا، وهو في الحقيقة يُعبِّر عن ضعف الغرب أكثر مما يعبر عن قوته؛ وذلك لكون الغرب بدأ يفقد توازُنه، وهذا ما يؤدِّي من جهة إلى أن تقتدي بعض شعوب أوروبا بالنموذج السويسري - والمقال لم يكتمل أُعلن أن يمين هولندا حذا حذو اليمين السويسري - ومن جهة ثانية: يؤدي إلى تنامي الوعي بالصراع الفكري وآلياته وأهدافه لدى المسلمين عامة، ولدى الأقليات المسلمة في الغرب خاصة، وهذا ما لا يرجوه الغرب أبدًا.
 
كما أن نقل هذا الصراع من ميادينه التقليدية، مِن شأنه أن يؤلِّبَ العالَم على الغرب، وأن يقلب السحر على الساحر، وهذا أيضًا ما لا يتمناه الغرب وساسته وقادته.
 
ثالثًا: افتضاح الحياد الإيجابي، فلا حياد لأي فصيل أوروبي في مسألة معاداة الإسلام والمسلمين:
على مدار عقود طويلة من الزمن استطاع السويسريون أن يصنعوا لأنفسهم صورة جدّ إيجابية عن أنفسهم؛ كون بلدهم هو واحة التنوع والتعدد والتسامح، والأمن والحياد والسلام، وهذا الأمر جلب لهم منافع كثيرة على مختلف الأصعدة، وبخاصة الرفاهية الاقتصادية، فبفعل الاتجار والصيرفة بأموال الناس من كل أنحاء العالم، وبإيوائهم مهاجرين أغنياء تركوا بلدانهم هربًا من الضرائب، أو لصوص ومصاصي دماء الشعوب أصبحوا أغنياء.
 
وسياسيًّا تؤوي سويسرا مقرات لمنظّمات دولية عديدة، بما في ذلك عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، الأمر الذي أصبغ عليها صورة البلد المسالِم والمحايد والمتسامُح و...، غير أن هذا الأمر صار الآن من التاريخ.
 
إن الحياد لأي بلد غربي يجب ألاّ يتمتع به إلا الغرب؛ سواء كان من الكاثوليك، أو البروتستانت، أو الأرثوذكس، أما إذا تعلق الأمر بالإسلام فلا حياد.
 
رابعًا: دور الإعلام في الحرب الحضارية:
إن المتَتَبِّع لمعركة المآذن يجد أن سلاحَها الفتّاك لَم يكن غير تلك الصور التي ملأت شوارع وساحات كل المدن السويسرية، والتي وصلتْ عبر المجلات والجرائد والقنوات والبريد الإلكتروني لكل سويسري، وقد خاض مؤيدو حظر المآذن في سويسرا - منذ شهور - حملات تعبئة شعبية مكثَّفَة وواسعة النطاق، استخدمتْ فيها شعارات ذات طابع عنصري، اعتمدتْ على الإثارة والتهويل إزاء المسلمين وفْق منتقديها.
 
فقد نشرتْ في الميادين العامة والطرقات ووسائل الإعلام إعلانات تعبوية، تقدِّم حسب مراقبين صورة عنصرية مخيفة ضد المسلمين، وتظهر في الإعلانات الجدارية رسوم لخارطة سويسرا وقد اخترقتها مئذنة، وفي بعضها عدد كبير من المآذن السوداء المرتفعة فوق العلم السويسري.
 
كما نظِّم خلال الشهور الماضية عددٌ كبير منَ الملتقيات العامة بأنحاء سويسرا؛ للتحريض على المسلمين، وربط الإسلام بالمخاوف وفْق هؤلاء المنتقدين، وتَمَّت استضافة محاضرين معادِين للإسلام من الخارج، من بينهم (آفي ليبكن) الناشط الإسرائيلي المتَخَصِّص في التحريض ضد الإسلام.
 
وفي مقابل ذلك لم تكن ردة فعل المسلمين في سويسرا لتذكر أمام الهجْمة الشرِسة للحمْلة الإعلامية لليمين المتطرِّف، والسبب في ذلك - للأسف الشديد - هو تخاذُل المسلمين عن نصرة دينهم وإخوانهم، ولو بذل 2.5 % مما أنفق على الحملة الإعلامية لمباراة الجزائر ومصر مِن كلتا الدولتين، لَرُبما كان التكافُؤ في الحملة مِن شأنه أن يجعلَ نتيجة الاستفتاء عكس ما هي عليه.
 
فلم تجد نداءات رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا، الدكتور "هشام أبو ميزر" - الصدَى الكافي، لا في أوساط الأقلية المسلمة داخل سويسرا، ولا في العالَم الإسلامي المنشَغل بالتُّرّهات والخُزَعْبلات والخرق الحمراء، ولا في منظماته الحكومية (المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية)، أو غير الحكومية.

 

المآلات

إن هذا الحدث الذي حدَث في قلْب الغرب (سويسرا)، ليس بالحدث الهيِّن، ولا بالحدث المحدود الأثَر، بل إن امتداداته سوف تكون عالمية، وخاصة عند نقطة التماس بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، ولهذا - ومن أجل امتصاص الصدمة - سارع الغربُ - بكل مؤسساته السياسية والإعلامية والفكرية، والدينية والقانونية وغيرها - لاستنكاره ورفضه؛ وما ذلك إلا لكون دويّه من شأنه أن يوقظ مزيدًا من النائمين في العالم الإسلامي، وهذا ما لا يتناغم وأهداف الصراع الفكري، الذي يتنبأ قادتُه الغربيون أن معركة المآذن ستكون لها مآلات مشْؤومة على الغرب، حضارته ومؤسساته.
 
هذا ويُمكن الوُقُوف على بعض تلك الآثار فيما يلي:
أولاً: فضْح السياسات الغربيَّة المنافقة تجاه العالم الإسلامي:
إن أشد ما آلم الغرب في معركة المآذن هو أنها - مع ما تراكم من سياسات فاضحة ومفضوحة منذ الحرب الحضارية الأولى على ما ذهب إليه المنجرة - زادت في تعرية سوءة الحضارة الغربية؛ ولهذا فهي ليست فقط كاشفة لحقد اليمين المتطرف في سويسرا، وإنما لكل السياسات الغربية المنافقة تجاه العالَم الإسلامي، وهذا ما حدا بالكثير من الساسة والقادة الغربيين إلى المسارعة بالرفض والشجب لتلك النتائج المخْزية، دونما الحركة والفعل الجديرين بالحدث، وهو توقيف هذه الحرب الحضارية الثقافية المعلَنة من جانب واحد كما تأكد ذلك للعالَم.
 
فالمسألة ليستْ في المئذنة والخمار والنقاب، وإنما فيما عبَّر عنه قادتُهم أنفسهم؛ أي: في انتشار الإسلام في رُبُوع أوروبا، وفي بعث حضارته من جديد، فقد صرح صاحب المبادَرة السويسرية وولتر ووبمان، بأن الهدف هو فقط وقف المزيد من أسْلمة سويسرا، ثم استطرد قائلاً: "لقد أردنا إظهار أن المآذن رَمْز للقوة في الإسلام، وما سيأتي بعدها من مؤذن ثم الشريعة الإسلامية".
 
وقد حذا حذو اليمين السويسري اليمين الهولندي؛ إذ أعلن حزب الحرية اليميني الهولندي أنه سيطالب الحكومة بإجراء استفتاء على حظْر بناء مآذن للمساجد على غرار الاستفتاء الذي أجرتْه سويسرا، ودعا إلى حظر القرآن الكريم أيضًا، بل إن الرئيس الحالي للاتِّحاد الأوروبي هرمان فان رامبوف هاجم في إحدى المرات طلب تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي بوصْفه يهدد "المُثُل الأساسية للمسيحيَّة".
 
ومما يزيد الافتضاح افتضاحًا: ما نبهت الصحُف الأوروبية إلى أن أكثر التعليقات التِهابًا حول هذا الموضوع جاءتْ من القراء الأوروبيين - أي: الشعوب - على الإنترنت؛ إذ كتبَ كثيرٌ منهم هذا التعليق: "برافو - تحية إجلال - أيها السويسريون، متى سيجرَى تصويت مماثل في بلادنا؟!"
 
ثانيا: تنمية الشعور بالانتماء الحضاري بالنسبة للمسلمين:
صدَق مَن قال: رب ضارة نافعة، وأصدق منه مقالاً: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
 إذا كان رُوح البناء الحضاري هو بناء المنْظُومة الثقافيَّة، فإن لحمته هو الشعور بالانتماء، والمسلمون اليوم كما هم بحاجة إلى البناء الثقافي، فهم بحاجة إلى تنمية الشعور بالانتماء الحضاري، ومما يحفز هذه التنمية العُدوان الخارجي بجميع أشكالِه، وهذا يدخل ضمن سنَّة التدافُع التي أشار إليها القرآنُ الكريم.
 
لهذا؛ فإن الغرب تحت إمْرة سويسرا هذه المرة في معركة المآذن، لَم يزد المسلمين إلا يقظة؛ "لأن المغمى عليه أحيانًا يحتاج إلى الصفع حتى يُفيق"، وسيُساهم مساهمةً كبيرة في تنْمية الشعور بالانتماء الحضاري بالنسبة للمسلمين، ليس لأن المآذن ستمنع في سويسرا، وإنما لأن الذي اتخذ هذا القرار هو الشعب، الممَثِّل الحقيقي لثقافة وحضارة أي أمة.
 
ثالثا: توتير العلاقة بين الغرْب والمسلمين:
إنَّ ردُود الفِعل المتباينة على هذه المعركة تكاد تجمع على كون هذه الحادثة تصبُّ في توتير العلاقة بين الغرب والمسلمين، فليستْ فقط سويسرا هي مَن ستتوتر علاقتها بالعالَم الإسلامي، وإنما كل الغرب؛ وذلك لأن كل دولة من دوله قد تورَّطَتْ في مُعاداة الإسلام والمسلمين.

فإذا كان بموجب تلك النتيجة سيتحتم على السلطات السويسرية إضافة بند إلى الدستور، ينص على حظر بناء المآذن في البلاد، وهي سابقة هي الأولى مِن نوْعِها في أوروبا ، فإن هذا يعتبر مؤشرًا خطيرًا في العلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي، يُقَوِّي من حدة التوتر المتنامية بسرعة الضوء أصلاً، ومما زاد الطين بلَّة، والنار اشتعالاً: انتقال عدْوى الاستفتاء الشَّعْبي إلى هولندا، وربما إلى دول أخرى، وإذا حدث ذلك فإنَّ المستفيد الأكبر هم دعاة الحروب الحضارية من الصليبيين والصِّهْيونيين، والخاسر الأكبر هو الحضارة الغربية، أما المسلمون فإن هذا الابتلاء لا يزيدهم مع الزمن إلا اتحادًا، وذلك ما لا تتمناه الحضارة الغربية بمختلف أطيافها.
 
في الختام: إن علينا كمسلمين الإجابة عن هذه الأسئلة:
ما هو الدور الذي يجب أن تضطلع به دول العالم الإسلامي؟
ما هو الدور الذي يجب أن تضطلع به شعوب العالم الإسلامي؟
ما هو الدور الذي يجب أن تضطلع به المنظمات الحكومية مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية؟
ما هو الدور الذي يجب أن تضطلع به المنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي؟ تجاه هذه الحرب التي يشنُّها الغرب على المسلمين؟




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مطالبة بمنع المآذن في سويسرا
  • تأهب في صفوف الجالية المسلمة بسويسرا لمواجهة حظر بناء المآذن
  • انتصار للجالية المسلمة.. البرلمان السويسرى يرفض دعوات حظر بناء المآذن
  • استطلاع: غالبية السويسريين يرفضون مبادرة تدعو لحظر المآذن
  • مجلس الشيوخ السويسري يرفض حظر بناء المآذن
  • الأساقفة السويسريون يدعون للتصويت ضد حظر المآذن
  • مخاوف الشركات السويسرية من استفتاء المآذن
  • حظر المآذن يفجر غضبًا إسلاميًا وأوروبيًا على سويسرا
  • سويسرا: مخاوف من رد فعل المسلمين عقب تأييد حظر المآذن
  • - رئيس الوزراء الفرنسي: فرنسا ليست ضد المآذن
  • تركيا: السفير السويسري يبرر قرار حظر المآذن
  • تبعات قانون منع المآذن وحملة اليمين الأوروبي
  • - سويسرا: طلب عدم تخصيص المسلمين بمقابر
  • سويسري يبني مئذنة فوق مؤسسته تضامنًا مع المسلمين
  • حرب المآذن
  • - مسلمو سويسرا: نحن مسلمون ولسنا متطرفين
  • السعار المتوحش على الإسلام وأهله
  • بعد حظر المآذن: المساعي الحميدة لسويسرا مهدّدة
  • سنلحق بكم أيها الخائفون من نور الإسلام
  • المرأة السويسرية وتأييد حظر المآذن الإسلامية
  • - سويسرا: مدينة زيورخ ترفض مطالب اليمين منع الحجاب بالمدارس
  • قراءة في الخطاب الديني وأزمة حظر المآذن
  • رئيس البرلمان الأوروبي يعتب على البرلمان السويسري بسبب قانون حظر المآذن
  • المجلس الأوروبي يدعو سويسرا لإلغاء منع المآذن
  • سويسرا: بناء مئذنة جديدة رغمًا عن الحظر
  • سويسرا: تخصيص يوم لاستقبال المواطنين بالمساجد سنويًا
  • إعداد أئمة المساجد في الجامعات السويسرية
  • سويسرا: رغبة مسلمي سويسرا في إلغاء حظر المآذن
  • سويسرا: مسؤول سويسري يصرح بأن الإسلام لا ينتمي إلى سويسرا
  • سويسرا: جمع توقيعات لرفع حظر بناء المآذن
  • سويسرا: محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تحكم في حظر المآذن الجمعة
  • سويسرا: محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ترفض إيقاف حظر بناء المآذن
  • سويسرا: الاتحاد الأوروبي يطالب سويسرا بوقف التمييز والعنصرية
  • المآذن .. وما بعدها!!
  • اندماج المسلمين في سويسرا
  • معركة نيقوبلي .. يوم غلب المسلمون التحالف الأوروبي
  • معركة زونكيو البحرية .. يوم ابتكر المسلمون المدفعية البحرية
  • معركة موسكو.. يوم حرق الكرملين

مختارات من الشبكة

  • معارك وغزوات في شهر الانتصارات(مقالة - ملفات خاصة)
  • قصة معركة بدر المعركة الفاصلة التي استمرت عبادة الله في الأرض بسببها(مقالة - ملفات خاصة)
  • معركة شقحب أو معركة مرج الصفر (PDF)(كتاب - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاثة)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معركة دون هدنة!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معركة شقحب(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • قصة معركة أجنادين(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • معركة موهاج "أسوأ من هزيمتنا في موهاكس"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معركة القادسية ملحمة رمضانية(مقالة - ملفات خاصة)
  • حدث في 25 رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
4- النصر للإسلام
سيف الدين العقرباوي - الأردن 09-12-2016 02:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم

3- العالم الملحد يحارب الأديان
شمس الدين - الجزائر 01-10-2011 02:12 PM

إن النخبة القليلة التي تقود العالم تسعى لتحقيق الإلحاد العالمي للتمهيد لدين جديد يصنع في الخفاء!

والمتمعن في القرارات التي تتخذها حكومات الدول الغربية المعادية للدين الإسلامي يستنتج أن الهدف من وراء كل هذه الحملات ليس فقط محاربة الإسلام، لكن الشيء الخفي هو محاربة الأديان بصفة عامة وجعلها تتصادم ليتسع نطاق العداوة بين شعوب هذه الأديان..
فالشعوب لا دخل لها في هذه الصدامات الحديثة مع الإسلام، لكن هذه الحكومات تؤثر على شعوبها من خلال الإعلام الموجه..
وما جعلني أكتب هذه الأسطر، مشاهدة فيديو لشاب سويسري غير مسلم يصنع مكبرات صوت ويضعها في أعلى أحد الكنائس السويسرية بحيث عندما يحين موعد الآذان ينطلق صوت المؤذن "أوتوماتيكيا" ليعلن عن دخول موعد الصلاة! فهذا مثال عن براءة الشعوب الغربية من هذا التصادم مع الإسلام..

2- نصر الله قريب
براهيم حماده سوريا - مالطا 18-04-2010 01:00 AM

أيها المسلمون الاوربيون

"إن تنصرو الله ينصركم ويثبّت أقدامكم"

ولا غالب لكم

 الله معكم

1- الواجب علينا
حسام الدين أبو عبد الرحمن - مصر 15-12-2009 08:56 PM
يجب على المسلمين الأوروبيين طاعة نبيهم ؛ فلا إقامة لمسلم بين ظهراني المشركين .... استجيبوا لأمر نبيكم تفلحوا
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب