• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

المسلمون في الغرب

المسلمون في الغرب
محمود الخاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2014 ميلادي - 7/8/1435 هجري

الزيارات: 14126

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المسلمون في الغرب


إن الحديث عن المسلمين والعمل الإسلامي في الغرب حديث ذو شجون وأود أن أذكر ابتداء أني قضيت في بريطانيا قرابة 20 سنة كنت خلالها وبفضل الله منغمسا في العمل الاسلامي بكل مؤسساته سواء الخيرية أو التعليمية أو السياسية أوالاجتماعية ولذا فإن ما أقدمه الآن عبارة عن استقراء لهذا الواقع وليس بحثا اكاديميا من الكتب هذا جانب والجانب الآخر من حسن حظي اني أعتقد أن كثيرين لهم تجربة من خلال وجودهم بالغرب بطريقة أو أخرى واشير هنا الى أهمية موضوع العلاقة بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية وبين المسلمين وبين الغربيين ذلك أن المسلمين أو الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية قد تعارضتا وتلاقتا على مر التاريخ سواء كانت في الأندلس أو الحروب الصليبية أو الدولة العثمانية واللقاء الأخير في وقتنا الحاضر إلا أن اللقاء الحاضر الآن يختلف عن اللقاءات السابقة جميعا ذلك أنه في اللقاءات السابقة كان المسلمون في الوضع الأقوى المتفوق تكنولوجيا وعسكريا وثقافيا وعلميا والغرب في موقف الضعف اقول هذا بشكل عام على فترات واسعة وطويلة من التاريخ في حين أن الغربين كانوا حاجة إلى معاهد المسلمين إلى علومهم إلى تجاربهم إلى كنوز العالم الإسلامي الاقتصادية كل ذلك يجب أن نجعله في خلفية الموضوع على عكس ما هو اليوم المسلمون هم الاضعف الغرب هو المتفوق علميا وتكنولوجيا واقتصاديا وسياسيا هذا جانب ومن جانب آخر سابقا المسلمون أو الحضارة الاسلامية واجهت الغرب متمثلة بدولة واحدة لها تحمي المسلمين وتقدم الإسلام دستوراً لها أما اليوم فإن المسلمين يواجهون الغرب أفراداً أومؤسسات صغيرة محدودة تواجه الغرب المنظم في اطره الإدارية والاقتصادية والسياسية من أجل ذلك يجب أن نضع هذا في الحسبان ونحن نتكلم عن هذه العلاقة.

 

ثم إن الوجود الإسلامي في ديار الغرب سواء أوروبا أو أمريكا ليس هذا من مفردات موضوعي وهو من البحث التاريخي وليس هو المقصود عموما فقد تنوعت الاقوال في بداية الوجود الإسلامي في الغرب وأركز على الوجود الإسلامي بعد الحرب العالمية الثانية ذلك أن الحرب العالمية الثانية قد دمرت البنية التحتبة لأوربا وخاصة أن معظم القتلى كانوا من الرجال وبالتالي فإعادة البناء في أوربا تحتاج إلى أيدي عاملة واليد العاملة يجب أن تتوفر فيها خصائص معينة.

أولا: أن تكون رخيصة.

 

ثانياً: أن تقوم بالأعمال التي يأنف الإنسان الغربي من القيام بها أو التي تضر بالصحة كالعمل في مصانع المطاط والفحم والاسمنت وشق الأنفاق والنظافة وماشابه ذلك لذلك توجهت أنظار أوربا إلى المستعمرات فكان حظ فرنسا المغرب العربي وأفريقيا الناطقة بالفرنسية وحظ بريطانيا شبه القارة الهندية وهولندا وبلجيكا كذلك قسم من المغرب العربي ألمانيا بحكم علاقتها الوثيقة مع تركيا أي أن ذاك الجيل الذي وفد بعد الحرب العالمية الثانية إلى أوربا هاجر من أجل العمل والذي اضطره للهجرة كان دافعا اقتصاديا مجرداً له خصائص معينة هذا الجيل كان معدوم الثقافة أو شبه معدوم حتى إن كثيرا منهم كانوا أميين في لغاتهم الأصلية لايعرف كتابة لغته فهؤلاء كانوا كذلك في فاقة وضائقة اقتصادية والأمر الأنكى والأصعب أنهم كانوا في موقف المهزوم نفسيا أمام المستعمر الأبيض المستعلي ذي الحضارة المتفوقة لذلك تجمعت كل هذه العوامل أمام ذاك الجيل الذي هذه خصائصه العامة إلا أنه عنده رصيد ايجابي واحد هو الرصيد الكبير من معالم الفطرة فكان قويا بإيمانه على جهله وضعفه وعلى هذه الحالة التي وصفناها كان يملك رصيدا كبيرا من الفطرة ولما داء هذا الجيل الى العالم الغربي قطع على نفسه الانعزال الاجتماعي عن البيئة الغربية وكان لهذا جانبان:

1. الجانب الإيجابي.

2. الجانب السلبي.

 

أما الجانب السلبي فإنه لايستطيع أن يؤثر أو يدعو إلى دينه والمسلم من خصائصه حيثما حل أثره نشر اسلامه ودعا إليه وشرح الإسلام وبين للناس ورد الشبهات.. هذه خصائص الداعية المتحرك على الأرض اما ذلك الجيل فلم يكن باستطاعته أن يفعل ذلك فلم يستطع الإنسان الغربي أن يستفيد من الوجود الإسلامي على ارضه وبين ظهرانيه ومعه في المصنع ومعه في الشارع أو بجواره بالبيت لكن كان لها عامل إيجابي هو أن هذه العزلة جعلت المجتمع الإسلامي مجتمعا منغلقا على نفسه بحيث حماه من الانصهار في بوتقة الحضارة الغربية بمفاسدها، فلذلك تجد أحياء كاملة بلباسها الباكستاني ورائحة الكاري والبهارات تشمها من بعيد،والألوان التي يصبغون بها البيوت متميزة هذا جعلهم يعيشون عزلتهم وحياتهم الخاصة بهم وساعد على أن يقفوا ويثبتوا ولاينصهروا في بوتقة المجتمع الغربي ونتيجة هذه المعادلة غير المتكافئة فإن الإنسان الغربي أولا لم يغير نظرته السلبية المشوهة التيي رضعها مع لبن امه عن الإسلام والمسلمين بل العكس هذا زاد أن الانسان المسلم مع ذلك الغربي الذي بجانبه يزامله لكنه لم يقدم شيئاً ايجابيا له عن الإسلام حتى يغير الغربي هذه النظرة فتأصلت هذه النظرة أكثر هذا هو الوضع عموما وإن كانت هناك أمثلة دعوية محدودة وفردية لايحكم عليها بحكم العموم لذلك كانت الأجيال الأولى التي قدمت بعد الحرب العالمية الثانية ليس لها من هم إلا على التركيز على جوانب ثلاثة:

الجانب الأول: إقامة المصليات ولم تكن المساجد موجودة إلا نادرا وإنما يخصص المسلمون هنك غرفة في بيت أحد المحسنين منهم والذي حاله ايسر من غيره رغم أنهم كلهم فقراء حيث يجتمع بها أهل المنطقة ويصلون بها ويعلمون الأطفال القرآن الكريم.

 

الأمر الآخر الاهتمام بتأمين الطعام الحلال الخبز الحلال اللحم الحلال هذا كان قصارى اهتمامات الجالية المسلمة في تلك الفترة ومضت الأمور على ذلك الشكل حتى إذا كان مطلع الستينات تغير الوضع نتيجة التقلبات والتغيرات السياسية في العالم الإسلامي عامة والعالم العربي بشكل خاص حيث النخب المثقفة والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى الذين هاجروا قسرا أو برضا منهم إلى أوربا وهناك أحدثوا تيارا دعويا فيه خير وبركة وأول مافعلوه هو تفعيل الجالية المسلمة فمثلا قبل عام1960م كان بلندن كلها ثلاثة مساجد أو خمسة والآن بلندن 105 مسجد وهذا أنجاز وتفاعلت الجالية المسلمة وشعرت بهويتها فنشطوا في بناء المساجد فزاد عدد المساجد كثيرا واتجهوا إلى أن تكون المساجد مراكز اسلامية حيث المناسبات الثقافية والمناسبات الاجتماعية من العقيقة إلى الأعراس إلى الأعياد إلى مختلف الاجتماعات الدعويةوالاجتماعية فأصبح المسجد والمركز يضم الجالية المسلمة بكل فعالياتها الحياتية كما كان المسجد مدرسة للاولاد يتعلمون فيه القرآن الكريم وأكثر من ذلك المحاضرات والندوات وما شابه ذلك.

 

وجيلنا الذي أطلق عليه جيل الصحوة الاسلامية كان أول بدايته تفعيل الجالية المسلمة بالدرجة الأولى وهذا الجيل وجله من رواد الدعاة والمثقفين في بلادهم إلى الغرب لما قدموا اهتموا بالجانب الثقافي والتعليمي فنشطت حركة الترجمة ونقلت بعض كتب الأمهات إلى اللغات أجنبية الانجليزية والفرنسية والألمانية.. وترجمت معاني القرآن الكريم وكتب السنة والكتب الإسلامية لمعظم الدعاة المعاصرين والمسانيد ومسند الإمام أحمد والموطأ فبالتالي أصبح أمام المسلم الذي لايعرف اللغة العربية أو الأوردية أو التركية أصبح أمامه باللغات التي يفهمها وخاصة الجيل الذي نتكلم عنه فتلك الأجيال نشأت كانت لغتها الإنجليزية والفرنسية وهي جيدة الحالة من جهة المادة ثم بدأت حركة التاليف بعد حركة الترجمة ابتداء باللغات الأجنبية وهذا أسهم بشكل كبير في هذا المنحى.

 

أي أن المسلمين الذين أتوا من كل بقاع العالم الإسلامي التقوا على أرض واحدة ولاشك أن هناك عاملا ايجابيا في هذا اللقاء وعاملا سلبيا العامل الإيجابي أننا كنا نشعر بقوله تعالى ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52] والعجب أن أمة الإسلام هناك واحدة ليس فيها باكستاني أو هندي أو عربي أوتركي أوغيره..أمة واحدةفهذه الحواجز النفسية والفروق الاقليمية التي نعيشها على أرضنا زالت نهائيا..

 

ولكن جئنا بالسلبيات معنا من التفرق والاختلاف وكل ماهو عندنا من دواعي الفرقة نقلت مع هذه الأجيال إلى تلك الأراضي فكانت هناك مطاحنات ومشاحنات أحيانا في المساجد ولها عاملان:

1. تلك الخلفيات المختلفة ثم المطاحنة والمقاتلة على إدارة المساجد ومن يكون الرئيس ومن يكون الإمام وماشابه..

 

ثم جاء بعد ذلك الجيل جزاه الله خيرا وهو شبه الأمي الذي مهد الارض تمهيدا طيبا فما جاء جيل الصحوة المهاجر أولا ثم نشأ الجيل الأول من أبناء المهاجرين الذين ولدوا في تلك الديار والذين أتقنوا لغة القوم وإلى حد كبير يفهمون تفكيرهم وهو أمر مهم نحن في جيلنا لم نتقنه لنعرف الطريقة التي يفكر بها الإنسان الغربي وأذكر ان زميلا في المستشفى عايشته ست سنوات فما كنت اعرف أهو راض أم غضبان أنظر في وجهه ولاأعرف لجهلي بطريقة تفكيرهم ولكن ابني كان يعرف بسهوله أنه غضبان أو راض فالجيل الناشئ كان له دور طيب ومازال يفعل هذا الجيل إذ تخلص كثيرا من سلبيات الآباء والخلفيات التي جاؤوا بها فلم يعشها هذا الجيل ولاتعنيه كثيرا وإن كان يحتفظ ببعضها ولكن ليس بالحدة التي جلبها الآباء معهم من ديارهم التي أتوا منها هذا الأمر والأمر الآخر هو يشعر بانتمائه للأرض التي ولد فيها ونشأ عليها فهذا ابن الباكستاني أو العربي هو بريطاني أولا وآخرا ذاك ألماني لكنه مسلم وحرك هذا الانتماء الشعور بالهوية فرجعت الهوية الإسلامية إلى الآباء والأبناء معاً على حد سواء نتيجة هذا التفعيل الذي جعل المسلمين يشعرون بهويتهم وأنهم مسلمون وإن كانوا غربيين إلا أنهم مسلمون.

 

والأمر الآخر أن الجيل الناشئ أو الجيل الأول والثاني ونحن الآن على مشارف الجيل الثالث في بلاد الغرب أصبح مرشحا ليقوم بالدور الذي عجزنا عنه نحن لأنه يزامل أبناء البلاد الأصليين على المقاعد الدراسية في مقعد واحد وبعد تخرجه يعمل معهم في مؤسسة واحدة.

 

وربما هناك تزاور بين هؤلاء فالحواجز قلت كثيرا ونتيجة هذا التمازج تنبه كثير من كبار سواء من المسلمين أو من غير المسلمين إلى الحياة المستقبلية وكيف سيكون هذا المجتمع المتعدد الجنسيات المتعدد الديانات كيف سيكون مستقبله كيف سيكون شكله وهذه حاجة ملحة لانستهين بها وأذكر أنني أدركت آخر انتخابات بريطانية عام 1993م وكان مرشح المنطقة التي كنت أسكن فيها من المحافظين وطلبت موعدا للقائه وقابلته قبل الانتخابات أظن بيومين أو ثلاثة وكان سنُّه من جيلي فقلت له:قبل أن نبدأ الحديث إذا كنت تفكر بما سيقال لك عن المسلمين والجالية المسلمة وصوتي وصوت زوجتي في الانتخابات فالأفضل ألا نشرع في الحديث ولكن لو أخذت في الاعتبار أني أكلمك بلسان مليوني مسلم وهذا هو شعوري الذي أنقله لك يمكن حينئذ ان تفكر بشكل أحسن فاعتدل في جلسته مباشرة لأنهم يحسبون الأشياء بحساب مادي فـ 2 مليون على الأقل فيه 800 ألف صوت وبالتالي يحسبون لها ألف حساب وقلت له:هناك اختلافات كثيرة واختلافات في الدين واختلافات في الثقافة واختلاف بكل شيء لكن مع ذلك هل فكرت أنا وإياك ماذا سوف نورث لابني وابنك الذين هما على مقعد دراسي واحد بنفس المدرسة إذا راجع منطلقاتك مع حزبك والمسلمون لهم حقوقهم فالمسلمون لهم متطلباتهم وهذه مسألة أصبح يعيها كلا الطرفين المسلم وغيره وبالتالي لابد من تفعيلها والجيل الذي ولد هناك هو الأقدر على التفعيل منا نحن.

 

ولذلك نشطت كثير من المؤسسات التي كانت معدومة العمل الإسلامي على يد الجيل الأول من المسلمين وماتلاه حين كان عمل الدعوة فرديا يتمثل في انسان نشيط في قومه يدعو ويبني مسجدا أو مؤسسة..

 

لكن انتقل كلياً إلى طبيعة العمل المؤسسي فأصبح هناك مؤسسات كما بنيت مراكز إسلامية جيدة ومتطورة تشمل جميع المرافق الحياتية ونشأت المؤسسات الإغاثية نتيجة المجاعة في افريقيا والحروب في افغانستان وهناك مؤسسات خيرية متخصصة على مستوى العالم اليوم مركزها في بريطانيا بشكل أساسي ثم بدرجة أقل ألمانيا وفي هولندا،ثم عمت المؤسسات الخيرية التي تقوم بعمل عظيم جدا في ساحة العالم فأول حملة وصلت للشيشان كانت هي مؤسسة الإغاثة الإسلامية العالمية ببريطانيا مثلا كما نشطت المؤسسات التعليمية وكنت أسمي الحقبة الماضية حقبة التعليم حيث كان الاهتمام كله منصباً على إنشاء المدارسة الاسلامية التي يتلقى الطالب فيها المنهاج الاسلامي الى جانب المنهاج العام ضمن بيئة إسلامية يصلي فيها ويطبق الشعائر الدينية وهناك حرص متزايد في المدارس الرسمية أوالخاصة على مايتعلق بأبناء المسلمين وحقوق المسلمين والاحتراز من الطعام ألا يكون فيه لحم الخنزير وماشابه كما أن البنات لايخلعن ملابسهن في دروس الرياضة كل هذا أصبح حقاً للمسلمين مكتسبا ويحترم في المدارس الرسمية ولا يجبر أحداً من المسلمين على شيء لايريده تطبيقا لأنظمة المدارس لأن هذا أصبح من حقهم وقس على ذلك مناشط أخرى فنشأ العمل المؤسسي الدعوي في الغرب بعد أن كان عملاً فردياً لاأقول إنه اصبح عملا مؤسسيا يضاهي المؤسسات الغربية لأن المؤسسات الغربية مر عليها أكثر من قرنين من الزمان فتأسست المؤسسات المالية والبنوك والمؤسسات الاقتصادية والشركات والمؤسسات السياسية ببرلماناتهم والمؤسسات الاجتماعية والخيرية والصليب الأحمروماشابه أصبحت المؤسسات راسخة لها أصولها ولها نظمها لاتذهب بذهاب فرد أو تأتي بمجيء آخر.

 

أما العمل الإسلامي فمرتهن بالفرد إذا كان فردا نشيطاً نهض به وإن كان خاملا أو سافر مات العمل الإسلامي لأنه لم يقم على أساس مؤسسي وحاليا انتقل العمل الإسامي إلى اطار مؤسسي أقول إنه شبه مرض وليس مرضيا تماما حتى هذه اللحظة.

 

والعمل الإسلامي في كل مراحل بمسيرته له ايجابيات كثيرة قدمها والمسلون مايزالوا يقدمون ومن هذه الأمور الإيجابية في طريق العمل الإسلامي.

 

وقبل أن أتحدث في موضوع الإيجابيات أوضح أن العمل الإسلامي والوجود الإسلامي واجه عوائق وعقبات هذه العوائق تنقسم إلى قسمين منها ماهو من طرف المسلمين أنفسهم ومنها ماهو من طرف الغربيين.

 

والعوائق التي من طرف المسلمين أولاً هو السلوك العملي وهو لم يكن بالشكل المرضي خاصة أن المسؤولية على المسلم مضاعفة في ديار الغرب ولماذا مضاعفة؟لأن عمله هو حكم على الإسلام وحكم على المسلمين فإن الغرب ينظر إلى شرب الخمر خلال المسلم يشرب الخمر وإذا كان يفعل شيئاً جيدا بالمقابل هذا من الإسلام.

 

فنحن نتحمل مسؤولية مضاعفة تجاه أنفسنا وتجاه غير المسلمين ثانيا ولذلك عندما يكون السلوك العملي سلوكا سيئا غير مرض فانه يصد عن الإسلام ثم إننا سنكون بعيدين عن الإسلام بهذه السلوكيات.

 

والمسألة الثانية أوضاع الدعاة أنفسهم فالدعاة غالبا جاؤوا من الشرق مبتعثين من دور الإفتاء أوالرابطة أو من وزارات الأوقاف وهذه النوعيات غالبا على فضلهم وتقديهم لكن دائما لايعرفون لغة أهل البلاد وهي عامل التواصل الأساسي فانكفؤوا على قومهم فالتركي جمع الأتراك ويتكلم في مسجد الأتراك والباكستاني في مسجد الباكستانيين يتكلم بالأوردو وكذا العربي عند العرب يتكلم العربية.

 

وهذا شيء مهم بالنسبة للجالية المسلمة ولكن عندنا مسؤولية أخرى أمام الآخرين لذا فإن الدعاة إذا كانوا قاصرين لهذه الأسباب قصورا عمليا لايتقنون لغة أهل البلاد ولايعرفون طريقة تفكيرهم كأنهم زوار كان هذا له تأثير سلبي كبير ثم بالنسبة لغير المسلمين هناك اختلاف التيارات الفكرية فالغربي يقدم له الإسلام من الرافضي ومن البهائي والسني فأيها هو الاسلام الصحيح؟

 

وهو سوف ينشأ على الطريقة التي تلقاها في أول الأمر إلى أن يهديه الله سبحانه وتعالى فهذا يزيد المشكلة تعقيداً.

 

ثم هناك الأسلوب والطريقة التي يقدم بها الإسلام للغربيين لأننا إذا قصرنا في فهم نفسيتهم وعقليتهم فالطريقة ستكون قاصرة ولاشك.

 

أما العوائق من قبل الغربيين أولاً وخاصة النفسية المستعلية ابتداء وهي أن الإنسان الملون قد جاء ليعلمنا الإسلام ويفهمنا الإسلام ويعلمنا الفكر كلا نحن أصحاب الأفكار والثقافة ونحن أصحاب الحضارة وهذه موجودة في أعماقهم.

 

ثم إن الإعلام الغربي ليس له من هم سوى تشويه وتحريش وتقديم الصور المشوهة عن الإسلام والمسلمين.

 

والنظرة العنصرية المقرفة بالاستعلاء النفسي والاستعلاء الغربي يمنعهم من الدخول في الإسلام دين المستعمرين.

 

لكن في هذا الوقت نفسه هناك ايجابيات كثيرة رافقت هذا العمل وإيجابيات من طرف الغربيين أنفسهم وهذه الإيجابية هي العقلانية فالغربي عقلاني فعندما تحسن طريقة تقديم الإسلام له فسوف يسلم لأنه سيجد كل شيء في الإسلام منضبطا وإن كان المسلمون مع الاسف قد أبتعدوا عن دينهم واختل سلوكهم فآخر مايفكرون فيه الحفاظ على الموعد والوقت لكن عندما يعرف أن الصلوات محددة بأوقات معينة والصيام محدد بوقت معين سيعرف قيمة الوقت في التشريع الإسلامي..

 

وحتى شعائر الإسلام بصفة عامة مؤقتة بمواقيت وأزمنة معينة واحترام الموعد من الإسلام أصلا والغربي عقلاني يتقبل منك تقديم الإسلام ثم لابأس من الاستفادة من الاكتشافات العلمية لتقديم الإسلام وبعامة لابد من التركيز على الجالية المسلمة حتى تنهض أكثر وأكثر عبر الآتي:

أولاً: أن يكون هناك توعية شاملة بحسن الأدب والمسلك العام لأن الآن هناك من سلوكيات المسلمين ومازالت ومن هنا يجب تصحيح السلوك العملي بالسلوك الإسلامي الصحيح لأننا أصبحنا جيرانا وزملاء في العمل ولدينا طلاب في المدارس والجامعات وعاملون في المشفيات وهناك احتكاك بالإنسان الغربي على مدار الساعة وبالتالي لابد من تقديم السلوك العملي الإسلامي وأنجح طريقة في ذلك أن تصلي وتدعهم يشاهدونك تصلي وأنت صائم أقول لهم أنا صائم.

 

وهناك توصيات كثيرة نوجزها بالآتي ما هو المطلوب من المسلمين أهم شيء نركز عليه:

1. السلوك.

 

2. مؤسساتنا وخاصة المساجد بيوت الله ابتداء نهتم بها من النظافة فلا بد لمؤسساتنا ومساجدنا أن تعطي صورة مشرقة عن المسلمين.

 

3. الطابع الشخصي للمسلم فالاستقامة مهمة.البعض يغش ولايدفع تذكرة القطار أويتهرب من دفع فاتورة التلفون بطريقة أو أخرى تقول أنها دار حرب وغير ذلك وكل ذلك مسجل عليك.

 

4. أن نقيم علاقات وثيقة مع أهل البلاد ولايعرف أحدا منهم ولا له صلة بهم هذا لايصح وعندنا مسؤولية أمام الله تجاههم إلا إذا بلغناهم الإسلام وهذا مايجب التركيز عليه.

 

وهناك المسلمون الجدد كتبت مقالات كثيرة ومشاريع كثيرة قدمتها عن رعاية المسلمين الجدد وأن يكون لهم مركز خاص تحت إشراف داعية متخصص على الأقل يمكث فيه من شهر إلى ثلاثة شهور يزود بالنشرات والتطبيق العملي للإسلام كالصلاة والوضوء وأن تكون له ندوات حوار حتى يتفتح ذهنه ويعرف دينه.

 

وسؤالي الآن بعد هذه العقود من السنين هل نجح المسلمون في تثبيت دعائم الإسلام في تلك الديار ديار الغرب أم أن عقبات تواجه هذه المسيرة.

 

وللجواب على هذا السؤال لابد أن نستعرض جملة العقبات التي يواجهها المسلمون في ديار الغرب حتى يكون الحكم أقرب للصواب وأستعرض مجمل العقبات في الأسطر التالية إذ سيتركز حديثي على (العمل الإسلامي في الغرب وعوائق انتشار الدعوة بين الغربيين).

 

ذلك أن التحدي الكبير الذي يواجه المسلمين في ديار الغرب هو تحدي الحضارة الغربية المادية بمنهجها البعيد عن منهج الله سبحانه وتعالى وهو تحد كبير جدا لأن المسلمين لم تقو أجهزة المناعة فيهم ضد هذا النوع من الكفر الذي يأتي باسم الحضارة والعمران والموسيقا والصناعة والعلوم الإنسانية والكونية..

 

وكل ذلك قام على منهج مادي يحارب الله صباح مساء فالأمر مختلف مثلا عن المنهج الشيوعي الذي يتسلح المسلم ضده ابتداء بأسلحة الرفض لأنه منهج قائم على إنكار الله عز وجل ومع هذا فالرجاء بالله كبير ثم بالأجيال الناشئة في ديار الغرب (الجيل الثالث) الذين تشربوا الإسلام من جانب وعرفوا الحضارة الغربية بعجرها وبجرها.. من جانب آخر هؤلاء الشباب لهم منظماتهم وأنديتهم وصلاتهم مع أهل البلاد وكل ذلك يرشحهم لدور عجز عنه جيل الآباء والاجداد الذين جاؤوا غرباء وعاشوا غرباء وماتوا غرباء والسنوات العشر القادمة فيها القول الفصل وإن كنت أميل إلى أن الإسلام دخل أوربا ففي حقبة مابعد الحرب العالمية الثانية ونشأ وترعرع فيها كما دخل موسى قصر فرعون وماكان كان..

 

ونختم الحديث عن أوربا والمملكة المتحدة بالخبر التالي:

أعلن رئيس بلدية لندن كين لفنغستون أن واحداً من كل 12 ساكناً في العاصمة البريطانية يعاني من مستوى خطير من التميز والأحكام المسبقة، وأكد رئيس البلدية أن لا بد أن تؤدي المجموعات المسلمة في لندن دوراً أساسياً في حياة مدينتنا.

 

ويذكر أن 40/100 من مسلمي لندن ولدوا في المملكة المتحدة.

 

ويذكر أن المسلمين يستهدفون بعدد أكبر من الجرائم التي ترتكب على خلفية الانتماء الديني أكثر من أي مجموعة دينية أخرى، كما أن لديهم أدنى نسبة من التوظيف.

 

وقال لفنغستون: إن التقرير يأتي في الوقت المناسب في خضم جدل حول الحجاب والنقاب واندماج المسلمين معرباً عن الأمل في يسهم في المزيد من التفاهم بين المجموعات المختلفة ومكافحة جزء من الجهل والأحكام المسبقة ومعاداة الإسلام التي ظهرت عبر بعض وسائل الإعلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المسلمون في الغرب بين الأصالة والمعاصرة
  • المسلمون في أوربا.. واقعهم ومشكلاتهم
  • وقفة مع أحوال مسلمي الخارج
  • ماذا يريد الغرب؟
  • الحفاظ على هوية المسلمين في الغرب
  • توطين المسلمين في الغرب

مختارات من الشبكة

  • الإسلام والغرب (مراحل الحديث عن الإسلام في الغرب)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الشرق والغرب: منطلقات العلاقات ومحدداتها (المناهضة)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المسلمون في الغرب: أخطار وتحديات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حول المضايقات التي يتعرض لها المسلمون في الغرب(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • المسلمون برؤية بعض الغرب (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقيقة المسلم المعتدل كما يراها الغرب وأتباعه من المسلمين(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • هولندا: مخيم "المسلمون في الغرب بين الواقع والطموح"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المسلمون برؤية بعض الغرب (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلمون برؤية بعض الغرب (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية: المسلمون لم يستغلوا مناخ الحرية في الغرب لتقديم الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب