الإسلام في قبرص

الإسلام في قبرص

لمحة عن قبرص:

تنقسم جزيرة قبرص إلى قسمين: القسم التركي والقسم اليوناني.

القسم التركي:

قسم مستقل غير معترف به دوليا إلا من قبل تركيا، يسكنه المسلمون القبارصة ويتكلمون اللغة التركية.

القسم اليوناني:

دولة مستقلة بذاتها وعضو في الاتحاد الأوربي معظم سكانه من النصارى الذين يتكلمون اللغة اليونانية.

مسلمو قبرص اليونانية:

لا توجد إحصائية رسمية عن عدد المسلمين، لكن تذكر الحكومة أن في قبرص اليونانية ما يقارب (٢٠) ألف مسلم فقط، وذلك لأنهم لا يعتبرون أبناء المتزوجين من قبرصيات أو أوربيات في عداد المسلمين رغم أن أعدادهم كثيرة، فبحسب إحصائية قام بها أحد  المقيمين في قبرص خلص فيها إلى أن عدد المسلمين (٥٠) ألف مسلم تقريبا من أصل ما يقارب (٨٥٠) ألف نسمة، معظمهم من العرب السوريين والبنانيين والمصريين والباكستانيين وغيرهم من الدول المسلمة.

مسلمو قبرص التركية:

جميع سكان القسم التركي في قبرص أصولهم مسلمة، فبعد تقسيم الجزيرة أخذ المسلمون القبارصة الأتراك (بعد التدخل التركي) الجزء الشمالي من الجزيرة وأصبح منفصلا تماماً عن القسم الجنوبي الذي يسكنه النصارى.

والقسم التركي غير معترف به دوليا إلا من قبل تركيا، وهناك فرق شاسع من حيث الوضع الاقتصادي والتطور العمراني بين القسمين، واللافت للنظر وبرغم عدم الاعتراف الدولي به إلا أنه متفوق من الناحية التعليمية حيث يوجد في القسم التركي جامعات ضخمة مقاربة لما في القسم اليوناني.

ولا شيء يوحي بإسلام القسم التركي إلا المساجد القائمة والتي بنيت في العهد العثماني، حيث تحول بعضها إلى متاحف ومزارات سياحية وما تبقى من المساجد يؤمها المسلمون الأتراك والعرب المقيمون هناك، فنادرا ما تجد  مسلما قبرصيا يصلي أو يتردد إلى المساجد، بل إن بعضا منهم لا يعرف أي شيء عن الإسلام ولا عن القران إلا أنه ولد مسلما، ويقول بعض من التقيناهم: إنه يذكر عندما يزور جدته في القرى البعيدة أنها كانت تقرأ وتحدثهم عن سورة في القرآن اسمها: يس، حتى إن بعض المظاهر الإسلامية كالحجاب - مثلا - إن وجد يكون فقط في الأتراك الذين يسكنون الجزيرة وليسوا من القبارصة الأتراك.

وضع المسلمين في قبرص اليونانية:

إن أوضاع المسلمين في قبرص اليونانية يعتبر من أسوء الأوضاع مقارنة مع مسلمي أوربا، وبرغم قرب الجزيرة من المنطقة العربية إلا أن الاهتمام بها من الناحية الثقافية والدعوية يكاد يكون معدوما، فالجالية تعاني من شح في الطبقة المثقفة التي من الممكن أن يكون لها نشاطات ثقافية وعلمية  ودعوية، بل إن أكثر من أتى إليها وسكن فيها قد تأثر واندمج مع المجتمع فأصبح يعيش ويلبس ويمارس نفس طريقة حياتهم، وكل ذلك لضعف الجانب الدعوي وضعف الروابط بين المسلمين.

المساجد في قبرص اليونانية:

يوجد الكثير من المساجد في قبرص اليونانية التي بنيت قديما، لكن المستخدم منها (٧) مساجد تقريبا، بعض منها  خاص بالأتراك الذين جعلوا بعضها مزارا كمسجد الصحابية أم حرام رضي الله عنها، وبعض المساجد بإشراف جمعية الدعوة الليبية وأكثر روادها من العرب،  ومسجد (بافوس) الذي يشرف عليه بعض المسلمين هناك ويفتقر لأدنى الخدمات فلا حمامات ولا مكان للوضوء فضلا عن صغر المسجد الذي لا يتسع لربع المصلين.

مسجد العمرية في نيقوسيا العاصمة والذي يصل المصلون فيه في صلاة الجمعة أحيانا إلى (١٥٠٠) مصل، وفي صلاة العيد ما يقارب (٤٠٠٠) مصل، ويفتقر أيضاً إلى خدمات كثيرة، فالمسلمون كانوا في رمضان يصلون التراويح خارج المسجد لحرارة الجو داخله وذلك لعدم وجود مكيفات، إلى جانب انعدام العمل الدعوي كما ذكرنا.

ومسجد العمرية هذا يعتبر من أقدم المساجد في قبرص حيث إنه كان كنيسة وحوّل إلى مسجد، وتحاول إدارة الآثار إيجاد أي سبب لوضع يدها عليه ليكون متحفا سياحيا وذلك لكثرة رواد المسجد من السياح الأجانب، والذي لو خصص لهم برنامج دعوي لكان هنالك الخير الكثير، فلا يوجد كتب ولا مطويات ولا أي شيء يمكن أن يقدم لأي شخص غير مسلم أو حتى للمسلمين إلا بعض المطويات والكتيبات التي لا تكاد تذكر، وهذا حال المساجد الأخرى المستخدمة.

أما المساجد المغلقة فما زالت شامخة باكية يدل كل ما يحيط بها أنها كانت عامرة بالمسلمين يوما وها هي الآن مآذنها تشتكي وتنوح.

النشاط الدعوي في قبرص:

لا نبالغ إذا قلنا: إنه لا يوجد أي نشاط دعوي بين المسلمين أنفسهم، فكيف بدعوة غير المسلمين! فحال الإسلام في قبرص غريب كغربة الإسلام يوم بدأ، فالجهل مطبق جدا حتى يصل ببعضهم عدم معرفة نواقض الوضوء، فلا أنشطة دعوية إلا ما يكون من نشاط فردي أو نشاط جماعة الدعوة والتبليغ التي بدأت تتردد إلى قبرص في الفترة الأخيرة، وبرغم ضعف الجانب الدعوي إلا أن عدد من دخل في الإسلام تجاوز المئات وهم يدخلون في الإسلام دون أي متابعة أو حتى كتيب تعريفي يعينهم على تعلّم هذا الدين، فبرغم تشدد القبارصة اليونانيين إلا أنه في قبرص اليوم مسلمون أصلهم قبرصي، بل وأصبح هنا مسلمات قبرصيات ويرتدين الحجاب - ولله الحمد - وأكثر المشاكل التي تخص النساء المسلمات هي أنه لا يوجد أي نشاط دعوي لهن.

ولا توجد إلى الآن أي أخت مسلمة تحمل من العلم حتى اليسير لتساعد نساء المسلمين، بل لو توفيت أخت مسلمة لكان الأمر صعبا جدا لعدم وجود امرأة مسلمة تجيد غسل الميت وأحكامه..

أما أطفال المسلمين وأكثرهم من أمهات غير مسلمات يبحثون عن من يعلمهم القرآن أو اللغة العربية ففي إعلان قام به المركز الثقافي الإسلامي الذي لم يمارس نشاطه بعد لعدم وجود الداعم الرسمي وصل عدد الطلاب من أبناء الجالية في محافظة واحدة أكثر من (٢٥٠) طفلا مما يجعل استيعابهم أمرا صعبا جداً في ظل انعدام الإمكانيات.

المركز الثقافي الإسلامي:

أسس المركز الثقافي الإسلامي في عام (٢٠١٠ م) بعد سنوات من محاولة الحصول على ترخيص رسمي، ويعتبر المنظمة الوحيدة الرسمية، ولا يوجد له مقر خاص به إلى الآن.

وقد بدأ المركز الثقافي الإسلامي نشاطه بدعم يسير من الهيئة العالمية للمساجد، وقد وضع له أعضاؤه برنامجا دعويا متكاملا يحتاج إلى دعم مالي لتنفيذه.

نداء إلى الدعاة:

إلى كل المخلصين العاملين الباحثين عن الأجر العظيم.

إلى إخواننا الدعاة: إن أي نشاط دعوي سيكون له أثر كبير وأجر عظيم؛ لأنه سيكون النشاط الأول فهل من ساع يعلم أبناء المسلمين سورة الفاتحة وسورا أخرى من القصار لينال الأجر العظيم...

إلى كل الجمعيات الدعوية في البلاد الإسلامية وكل مسلم غيور وإلى كل داع إلى الخير نقول: إن التربة خصبة؛ فهل من يبذر بذرة الخير؟!

لذلك نطلب من جميع الجمعيات الراعية للمسلمين في الغرب أن ينظروا لهذا البلد لشدة حاجته إلى الأنشطة الدعوية.

والله الموفق...