فرنسا: إسلاموفوبيا في المقابر وأسماء الأطفال!

"رجاء غير اسمك إلى (سفيان) فإن اسم (إسلام) عنوان لديانة غير محبوبة لدى الفرنسيين".. "لحيتك غير متماشية مع صورة الشركة".. "أحصوا لي عدد الموظفين غير المسيحيين الذين يريدون ساعات عمل تتماشى مع ممارساتهم الدينية"...

هذه بعض الجمل التي وردت في التقرير السنوي للإسلاموفوبيا بـ"فرنسا"، الذي نبه إلى ارتفاع الظاهرة في عام 2008.


وجاء في تقرير الإسلاموفوبيا بـ"فرنسا" المتكون من 18 صفحة، الذي أصدرته منظمة "ائتلاف الإسلاموفوبيا" - أن سنة 2008 عرفت 80 عملاً من أعمال الإسلاموفوبيا، منها 59 عملاً ضد أشخاص، و21 ضد مؤسسات إسلامية فيها مساجد ومقابر، وغيرها.

وقال التقرير الذي صدر يوم الخميس 22 - 4 - 2009 في مقدمته: إن الاتجاه العام يظهر ارتفاعا في أعمال الإسلاموفوبيا بـ"فرنسا" ويمس ذلك كل المجالات الاجتماعية بـ"فرنسا".

وتأسست منظمة "الائتلاف ضد الإسلاموفوبيا بـ"فرنسا" في أكتوبر 2003، من قبل مجموعة من الشباب الجامعي المسلم بـ"فرنسا" بهدف محاربة الخوف من الإسلام ومراقبة كل أشكال العنصرية التي تستهدف المسلمين بسبب انتمائهم وممارساتهم لشعائر دينهم.

ومن المفارقات يقول التقرير إن معظم أعمال الإسلاموفوبيا سجلت في الإدارة العمومية التابعة للدولة؛ حيث أحصى التقرير 36 عملاً منها، أي ما يعادل 64% من مجموع أعمال الإسلاموفوبيا، تتضمن تمييزًا في الإدارات ضد الأشخاص على أساس ممارساتهم وانتمائهم للإسلام.

ويشير التقرير الذي يحدد هذه الإدارات (بلديات وجامعات وشرطة ووزارات) إلى أن هناك أشخاصًا لا يحترمون مبادئ المساواة فيما يتعلق بالخدمات العامة أو مبدأ عدم التمييز، وهؤلاء الأشخاص لا يترددون في إظهار عداوتهم وأحكامهم المسبقة ضد المسلمين.

ويحصي التقرير نسبة 35.59% من أعمال الإسلاموفوبيا مما تجرى في الحياة الاجتماعية بعيدًا عن الهياكل الرسمية، مشيرًا في هذا الإطار إلى حالة الطفل "إسلام" (9 سنوات) الذي رفضت مشاركته في فبراير 2008 في برنامج تلفزيوني خاص بالأطفال بسبب اسمه.

واقترحت المسئولة عن البرنامج يومها على أم الطفل تغيير اسمه إلى "سفيان"؛ لأنه يحمل اسما لديانة غير محبوبة كثيرًا من الفرنسيين،، على حد قولها.

وعرفت أعمال الإسلاموفوبيا تركيزا في العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها بـ67% نظرًا لتركز حوالي ثلاثة ملايين مسلم في هذه المنطقة، تليها منطقة "ميدي بيريني" بـ12%، وأتت منطقة "رونا لب" في المرتبة الثالثة بـ8%.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب الكثير من المؤسسات والشركات الفرنسية اقترحت إحدى الشركات على مواطن فرنسي مسلم تسريحه مقابل تعويض مالي، ولما سأل العامل عن السبب، لم يكن دافع الأزمة الاقتصادية في مقدمة حجج الإدارة بل كونه يحمل لحية في الشركة، وهذا لا يتماشى مع صورة الشركة،، كما يقول أحد المسئولين.

وإلى جانب استهداف الإسلاموفوبيا للأشخاص في المؤسسات العامة والخاصة، فإن الظاهرة تضرب بشكل واضح الرموز الدينية والمؤسسات، وخاصة المساجد والمقابر؛ حيث سجل التقرير حدوث 21 عملاً من أعمال الإسلاموفوبيا ضد المؤسسات والمساجد، منها تشويه وحرق وكتابات عنصرية، ومنها 11 عملاً ضد بيوت الله.

وبلغت أعمال الإسلاموفوبيا ضد المؤسسات أوجها في شهر ديسمبر 2008 حيث تم في ليلة 7 و 8 ديسمبر تشويه 800 واجهة قبر في المقبرة العسكرية لقدامى المحاربين المسلمين "نوتري دام ديلوريت" في شمال "فرنسا".

وفي 20 ديسمبر تم حرق مسجد "سانت بيرست" في ضواحي مدينة "ليون" في وسط "فرنسا"، وفي 26 ديسمبر تعرض مسجد "السلام" في منطقة "شوني" إلى التشويه بعبارات إسلاموفوبيا من قبيل "الموت للمسلمين".

ومن أجل مواجهة الإسلاموفوبيا اقترح الائتلاف ضد الإسلاموفوبيا جملة من الوصايا، من أهمها: القيام بحملة للتعريف بمفهوم المواطنة واعتبار أن عهد "الانتماء الديني" الأوحد للمواطنين قد ولى، وحان الوقت للاعتراف بالتعددية الدينية للمواطنين، وهو الأمر الذي يمكن من مزيد التعرف على الأديان الأخرى، ومن ضمنها الإسلام حتى لا يبقى الإسلام ديانة "أجنبية" في "فرنسا"،، وفقا للتقرير.