تقرير عن جديد الأعمال الدعوية في الإكوادور

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الذي بنعمَتِه تَتِمُّ الصَّالحَات والصَّلاةُ والسلامُ على إمام الدُّعاةِ المهتدين محمدٍ وعلى آله وصحبه آمين..

الحمد لله الذي منَّ على العالمين بنعمة الإسلام والدين القَويم فبفضلِه تعالى أشرق نُور الإسلام على الإكوادور، ذلك البلد اللاتيني الواقع في شمال غرب قارة أمريكا الجنوبية الواقعة بين كولومبيا شمالا والبيرو شرقا وجنوبا والمحيط الهادي غربا.

ورغم مساحتها البالغة (283،561) كيلومتر مربع، فإن عدد سكانها قليل فيبلغ عدد السكان تقريبا 13 مليون نسمة، السكان الأصليون من الهنود الحمر يشكلوت قرابة 65% والباقي من ذوي الأصول الأوروبية والأصول الأفريقة.

ومع الهجرة العربية عُرف الإسلام، كان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى، ومن ذلك التاريخ عُرِفَ الإسلام في هذا البلد ولكن لضعف المسلمين وقلَّةِ الدُّعاة في تلك الفترة لم يكن للدَّعوة وللمسلمين أثر حتى أُنشِأت المراكز الإسلامية والمساجد وقام المسلمون بالدعوة لدينهم.

ومن ثمار ذلك ما نحياه واقعًا بفضل الله في مدينة غواياكيل، فهذه المدينة هي من أكبر المدن في الإكوادور وتُعد العَصبَ الاقتصادي والميناء الرئيسي للدولة، فبفضل الله تعالى ثم بجهود المخلصين من أبناء الإسلام أقيم أول مركز إسلامي، فقد قام الشيخ إسماعيل البصري وهو داعية وتاجر من الكويت، قام بتأسيس وإقامة مركز الهجرة الإسلامي (CENTRO ISLÁMICO AL HIJRA - MEZQUITA JESÚS ) والذي بادَرَت النَّدوة العالمية للشباب الإسلامي بإرسال أول مندوبٍ لها في الإكوادور إليه.. وهو الشيخ فادي بن أحمد الجعفراوي؛ من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهو الإمام والمدرس والمسؤول الشرعي في المركز.

وفي هذا المركز تُقاَم الشعائر الإسلاميَّة والدَّورات العلمَّية والدُّروس الشرعيَّة والمحاضرات العامَّة واللقاءات الدَّعوية للمُسلمين ولغير المسلمِين، فالناس متشوقون لمعرفة الإسلام، وكان من نتائج ذلك دخول الكثير من الإكوادوريين الإسلامَ فلله الحمد على ذلك.

وكذلك من نِعَمِ الله علينا أن كان هذا المركز هو أوَّل مركز ومسجد يُقام فيه إفطار شهر رمضان طيلة أيام الشهر الكريم، فللعام الثَّاني نَظَّم المركز إفطاراً جماعياً يومياً للمسلمين وكذلك قام مبعوث النَّدوة الشيخ فادي الجعفراوي بعقدِ دروسٍ رمضانية عامة ودورة شرعية للمسلمين الجدد خاصة بأحكام الشهر الفضيل، ولله الحمد كان من الصائمين والمعتكفين من دخل الإسلام قبل رمضان بأيام قليلة، ومنهم من دخل قبل يومين من الشهر ومع ذلك صاموا طيلة أيام الشهر نسأل الله لهم الثبات.

وفي ختام الشهر ومن ضمن النشاطات قام المركز بجمع زكاةِ الفِطر من المسلمين وتوزيعها على مُستَحِقِّيها من أهل البلاد من المسلمين؛ وكان لذلك الأثر الكبير بين المسلمين وخاصة الجُدُد منهم؛ لما لمسُوهُ من مظاهر التكافل والوِحدَة والتَّعاون بين المسلمين.

وجَديرٌ بالذِّكر أنّ وسائل الإعلام المقروءة والمرئية كثيرا ما تَنشر تقارير ولقاءات عن الإسلام في غوايكيل خاصة بعد ما لاحظته من نشاطاتٍ للمركز الإسلامي خاصَّة وللجالية المسلمة في تلك المدينة عامَّة، وكان آخر هذه االلقاءات ما قام به تلفزيون القناة العاشرة من إعداد تقرير إخباري عن المركز الإسلامي في غواياكيل وعن شهر رمضان وفريضة الصيام عند المسلمين.

وكذلك كما كان هُناك الإهتمام من داخل الدولة كانت هُناك الرِّعاية والمتابعة من قِبَل المشايخ الأفاضل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي هذا الإهتمام مُتَوَّجاً بزياراتهم للمَركز سواء على مُستوي المكتب الإقليمي في البرازيل أو المكتب الرئيسي في الرياض فقد قام لمرات عِدَّة الشيخ علي عبدوني ـ حفظه الله ـ مُمَثِّل النَّدوة في البرازيل ومُدير مكتب النَّدوة الشيخ جهاد حمادة ـ حفظه الله ـ بزيارة المركز ومتابعتهم للنشاط الدعوي والتربوي من خلال.

وكانت آخرُ هذه الزِّيارات في شهر شَعبان الماضِي حَيثُ قام مَكتب النَّدوة بالتَّنسيق من مع مندوبها في الإكوادور وبالتعاون مع مَركز الهِجرة الإسلامي بعقد أول مُلتَقى شَبابي للنَّدوة في الإكوادور.

وكان هذا المُلتقى بحضورِ مُدير مَكتب الأمريكتين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض الشيخ الدكتور حسن النعمي والشيخ فهيد الهويمل والشيخ علي عبدوني حفظهم الله جميعا جزاهم الله خيرا.

وكان لهذا المُلتقى الأثرَ الكبير في نُفوسِ الحاضرين ،حَيثُ لمسُوا التواصل والمتابعة من المشايخ والعالم الإسلامي لأحوال المسلمين والإطِّلاع على ما يلزَمُهم في طريق الدَّعوة وتبليغ الرسالة.

إخواني في الله هذا هو طريقُ النَّبي صلى الله عليه وسلم ودَربُ الصحابةِ الكِرام وسَبيلُ العُلماءِ والمُصلحِين ،هذا هو طريق الدَّعوة فَطُوبَى لمنْ أخذَ بِحَظِّهِ مِنَ الخير بالمسارعةِ فيه عِلمَاً وعَمَلاً، علماً من خلالِ الإعدَادِ بالعِلمِ النَّافِع والدَّعوةِ بهذا العِلم، وعَمَلاً مِن خِلالِ سُلُوكِ مَيادينِ الدَّعوةِ بالنَّفسِ والمَال فهذا هو زَمنُ البَذل وغَداً هو الحَصاد يَومَ لا ينفَعُ مَالٌ ولا بَنون إلا مَن أتَى الله بِقَلبٍ سَليم.

قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.