حوار مع رئيس جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين

الحوار مع رئيس جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين

الشيخ: إسماعيل إبراهيم كلالاغان

في أصقاع مختلفة من الأرض توجد مراكز ومساجد إسلامية، يتبارى أعضاؤها في خدمة الإسلام والمسلمين؛ سعيًا لإرضاء الله - عز وجل - ورغبة في شرح الإسلام لكل البشر، وفي أي مكان يوجد فيه المسلمون في العالم، جمعية التنمية الإسلامية في الفلبين واحدة من أبرز الجمعيات الإسلامية التي تعمل بهذا الصدد، من خلال مديرها، وهو الشيخ إسماعيل إبراهيم كلالاغان، وهو خريج كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية عام 1976م، ورئيسًا لجمعية التنمية الإسلامية بالفلبين، شبكة الألوكة تنفرد بهذا الحوار مع فضيلة الشيخ إسماعيل كلالاغان للحديث عن أنشطة الجمعيَّة واهتماماتها وواقع المسلمين في الفلبين.

متى تأسَّست جمعية التنمية الإسلامية؟ وما الغرض من تأسيسها؟

الشيخ إسماعيل: تأسّست جمعية التنمية الإسلامية عام 1976 م، وكان الغرض من تأسيسها - على سبيل الإيجاز - الدعوة إلى الله - عز وجل - بكل الوسائل الممكِنة، وتصحيح العقيدة، وفَهْم الدين كما فَهِمه سلفنا الصالح، وتجريد متابَعة النبي -صلى الله عليه وسلم- على ضوء الكتاب والسنة، هذا بجانب التعليم الإسلامي لأبناء المسلمين باللغة العربية، وقد عمِلت الجمعية على تأسيس المدارس العربية في مناطق مختلفة بجنوب الفلبين.

موقع الجمعية، هل هو في العاصمة؟ وكيف يتم تواصُلكم مع المسلمين في أرجاء الفلبين؟

الشيخ إسماعيل: تقع الجمعيةُ في جنوب الفلبين بمدينة (فغاديان) بمقاطعة زامبوانجا الجنوبي؛ حيث يقطُنها معظم المسلمين في جنوب الفلبين عن طريق السيارة أو الطائرة، عِلمًا بأن هذه المدينة موقع وَسَط، وممرٌّ بين المدن الداخلية، كما تملِك الجمعية إذاعة إسلامية تَبُث برامجها كل يوم من الساعة الرابعة والنصف قبيل صلاة الفجر إلى الساعة التاسعة ليلاً، وتغطِّي هذه الإذاعة نصف سكان جنوب الفلبين؛ ولذا فإن أي إعلام من قِبَل الجمعية يتم التوصُّل به إلى المسلمين مباشرة عن طريق الإذاعة.

لمن تُقدِّم الجمعية خدمتها وأعمالها؟

الشيخ إسماعيل: تقدِّم الجمعية خدمتها العامة للمسلمين على قدْر المستطاع عن المشاكل الدينية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، كما تقدِّم خدمتها خاصة للأيتام والأرامل والأسر الفقيرة.

عدد المسلمين في الفلبين وأصولهم؟

الشيخ إسماعيل: يبلغ عدد المسلمين في العام الحالي إلى حوالي (4،475،528)، ويُقال: إن أصولهم من جنس (ملايو) الذين جاؤوا من إندونيسيا وماليزيا قديم الزمان، بالإضافة إلى السكان الأصليين في هذه البلاد، والذين يُقال لهم: (نغريتو).

تاريخ دخول الإسلام للفلبين؟

الشيخ إسماعيل: دخل الإسلام الفلبينَ عام 1380 م عن طريق التجار العرب الذين جاؤوا من اليمن، عن طريق إندونيسيا وماليزيا؛ حيث وصل أول عربي من التجار الذين يُقال لهم: الأشراف، في أرحبيل صولوا من جزر الفلبين، حيث قام بالدعوة الإسلامية مع العملية التِّجارية، وكان اسمه: (شريف مخدوم)، ثم تَتابَع التجار والدعاة العرب من بعده، ودخل الناس الإسلام أفواجًا.

المصاعب التي تواجِه عملكم، وأيضًا أهم العراقيل التي تواجِه المسلمين في الفلبين؟

الشيخ إسماعيل: هناك بعض المصاعب التي تواجه الدعوة، أما من ناحية الحكومة فليس هناك أي ضغوط حكوميّة على أي دعوة دينية، بناء على أن الناس في الفلبين بمختلف قبائلهم كانوا يتمتَّعون بحرية التدين، إلا أن الحكومة إنما تُساند من الأديان المسيحية، وفي مقدمتها الكاثوليكية، وأما بالنسبة للمشاكل التي تواجِه المسلمين في الوقت الحاضر - أصلاً - فمعظمها كانت من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وملخَّص القول حول هذه المشاكل، يرجع إلى تأخُّر المسلمين منذ زمن طويل عن هذه النواحي بأسباب، أعظمها انشغال المسلمين بالحروب المتتالية الخارجية والداخلية، ابتداء من استعمار الأسبان ثم اليابان ثم أمريكا، حيث دمَّرت هذه الحروب كل شيء في المسلمين، وطنًا وعقيدة، واقتصاديًّا وسياسيًّا، وغيرها، وقد دام ذلك قرونًا طويلة، ثم الغارات الداخلية التي يشنُّها النصارى على المناطق المسلمة؛ من أجل التنافس في العيش والاستيطان.

كيف ترون تقبُّل المجتمع الفلبيني للمسلمين وطبيعة العلاقات مع المجتمع الفلبيني؟

الشيخ إسماعيل: ظاهرًا العلاقات بين المسلمين والمجتمع الفلبيني في الوقت الحاضر جيدة وفي حالة طبيعية، وإن كان يحدُث - في بعض أفراد الطوائف - عدم التفاهم أحيانًا، كما يحدث مِثل ذلك فيما بين المسلمين أنفسهم.

ما وسائل الجمعية في تحقيق أهدافها؟
الشيخ إسماعيل:

1- تقوم الجمعية بالإشراف علىالمراكز التعليمية والمراكز الدعوية، كما تقوم بالإشراف على دُور للأيتام.

2- إقامة الندوات والتدريبات والحلقات الدراسية.

3- بناء المساجد والمصليات وحفْر الآبار.

4- تبنِّي الأراضي الزراعية.

عدد المراكز والمساجد الإسلامية في الفلبين؟

الشيخ إسماعيل: يبلغ عدد المراكز الإسلامية في الفلبين أكثر من 40 مركزًا إسلاميًّا تقريبًا، منتشِرة في عواصم المسلمين بجنوب البلاد، كما يبلغ عدد المساجد أكثر من تسعين ألف مسجد تقريبًا، سوى المصليات.

أهم الإنجازات التي حقَّقتها الجمعية من خلال مسيرة عملها؟
الشيخ إسماعيل:

1- إنشاء المعاهد والمدارس العربية، ستة معاهد دينية، وأربعون مدرسة ابتدائية.

2- إنشاء كلية متوسطة لإعداد الدعاة والمعلِّمين.

3- بناء أربعة وتسعين مسجدًا ومصليات.

4- بناء إذاعة إسلامية.

5- بناء مستشفى على مستوى متوسط.

6- كما تقوم الجمعيَّة بذبح الأضاحي وإفطار الصائم.

تواصُلكم مع المجتمع العربي والإسلامي هل هو بشكل دائم؟

الشيخ إسماعيل: تم التعاون بين جمعية التنمية الإسلامية وبعض الجهات الخيرية بدولة الكويت، وعلى وجه التحديدِ جمعية إحياء التراث الإسلامي، وانتهى بإنشائها مكتبًا فرعيًّا لها في الفلبين، ثم التعاون بيننا وبين جمعية دار البِر من عام 1991م - إلى عام 2011 م، والآن لم يكن هنا تعاوُن بين الجمعية وبين الجِهات الخارجية.

مراكز الإفتاء في الفلبين، من أين يحصل المسلمون في الفلبين على فتواهم؟

الشيخ إسماعيل: مراكز الإفتاء متوفِّرة في عواصم المسلمين، وإن كانت بصفة متواضِعة، كما يمكن الاتصال بعلماء المملكة العربية السعودية بواسطةِ الأجهزة الحديثة.

طموح تَسعَون إلى تحقيقه، ولم يتحقَّق إلى الآن؟

الشيخ إسماعيل: تبنِّي بعض المراكز الإنتاجية والمصادر المالية لتغطية أجرة المدرسين، ومصادر أخرى لضمان سير الدعوة، ولا تزال مدارسنا العربية حتى الآن بحاجة إلى فصولٍ دراسية.