• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    اختتام ندوة حول العلم والدين والأخلاق والذكاء ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    لقاءات دورية لحماية الشباب من المخاطر وتكريم حفظة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تزايد الإقبال السنوي على مسابقة القرآن الكريم في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مناقشة القيم الإيمانية والتربوية في ندوة جماهيرية ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

مفتي بلغاريا في ضيافة الألوكة .. وحوار خاص معه

مفتي بلغاريا في ضيافة الألوكة.. وحوار خاص معه
السيد عبدالرحمن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/12/2012 ميلادي - 21/1/1434 هجري

الزيارات: 6148

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مفتي بلغاريا في ضيافة الألوكة وحوار خاص حول أحوال الإسلام والمسلمين في بلغاريا

 

مفتي بلغاريا:

• العداء للإسلام راسخ في ذهن النخبة البلغارية، ومؤامرات اللوبي اليميني لا تنتهي.

• الانضمام للاتحاد الأوروبي لم يوقف جريمة "البلغرة"، والغزو الثقافي أحدث الوسائل لتذويب هُويَّتنا.

• تفجيرات بورجاس وضعت البوماق بين مِطرقة وسائل الإعلام وسَندان الصمت الحكومي.

• حزب الحقوق والحريات سبيلنا لوقف سياسات التهميش والتمييز، وتجاهل العالم الإسلامي يُعظم مأزقنا.

• منظمات التنصير تستغل أجواء الفقر والجهل لتجريف عقيدتنا الإسلامية.

 

لا يُخفي د. مصطفي حاجي مفتي بلغاريا التداعيات السلبية لتفجيرات أتوبيس - يُقِلُّ سُيَّاحًا إسرائيليين في منطقة بورجاس - على أوضاع المسلمين البلغار، فقد وضَعتهم بين مِطرقة وسائل الإعلام وسَندان اللوبي اليميني الصِّهْيوني؛ حيث جرت حملة تشويه منظَّمة للبوماق، متزامنة مع صمت مُريبٍ من الحكومة البلغارية والأحزاب والأكاديميين.

 

واعتبَر - في حوار مطوَّل لـ"الألوكة" - أن تنامي النزعات العنصرية يشكِّل خطرًا مُحدقًا بالمسلمين البلغار، لا سيما وأن تُترجم في صورة اعتداءات على المصالح الإسلامية، وإحراق المساجد، ومهاجمة المُصلِّين، والمطالبة بوقْف الأذان في مكبِّرات الصوت، وتنظيم حملات إعلامية ضد الوجود الإسلامي، والمطالبة بتطبيق سياسة البلغرة بشكل قاسٍ ضد المسلمين، وترحيلهم إلى تركيا، مُتهمًا الحزب القومي البلغاري بالوقوف وراء هذه الحملات؛ تنفيذًا لأجندة مشبوهة، ولفَت إلى أن انضمام بلغاريا للاتحاد الأوروبي منذ عدة أعوام، لم يُحسِّن أوضاع المسلمين بشكلٍ لافتٍ، رغم تعهُّد بلغاريا بالحفاظ على حقوق الأقليَّات، بل إن الحكومات المتتالية تبنَّت جريمة البلغرة، وإن كان بطريقة أقل حِدَّة، وبوسائل تبدو عصرية، عبر الأفلام الساقطة والمُنحلَّة، والمجلات المُبتذلة، وتقديم تسهيلات لمنظمات التنصير للعمل في أوساطهم.

 

وكشَف مفتي بلغاريا عن وجود مئات من المنظمات التنصيرية، تعمل في أوساط مسلمي بلغاريا، مستغلة حالات الفقر والمرض والجهل؛ حيث تقدِّم هذه المنظَّمات المساعدات الإنسانية للقاطنين في المناطق النائية؛ رغبةً في تنصيرهم، وهو ما نُحاول التصدي له بقوة، عن طريق إقناعهم بأن الإسلام خاتم الديانات، ولا ينبغي لنا الارتداد عنه، وتوضيح مخاطر هذا العبَث التنصيري.

 

وإلى النص الكامل للحوار:

الألوكة: شهِدت الساحة البلغارية خلال الفترة الأخيرة ضجَّة كبيرة، عَقِب عملية انتحارية ضد حافلة تُقِل سيَّاحًا إسرائيليين في منطقة بورجاس.

د. مصطفي حاجي: هذه العملية أضرَّت ضررًا بالغًا بالمسلمين في بلغاريا، رغم أن التوجُّه العام داخل أوساط "البوماق" أدان هذه العملية الإرهابية التي لا علاقة لها ألبتَّة بالدين الإسلامي، ولا بأي دينٍ سماوي، فالإرهاب لا دينَ له، وهذه الجريمة لم يَنتهِ التحقيق فيها حتى الآن، وقد تكون تورَّطت فيه تيارات متطرِّفة أو معزولة في أوساط المسلمين، أو حتى مجموعات قادمة من الخارج، وهي احتمالات استغلَّتها وسائل الإعلام لكيلِ الاتهام للمسلمين، وترديد اتِّهامات لا أساسَ لها من الصحة، وضَعت المسلمين بين مِطرقة وسائل الإعلام، وسَندان اللوبي اليميني، ومن أسفٍ أن مؤامرات الطرفين قُوبِلت بصمتٍ، بل بتُواطؤ من الحكومة البلغارية والمفكرين والأكاديميين في البلاد الذين لاذوا بالصمت تُجاه حمَلات التشوية التي أشعَلت نوعًا من الفوبيا في المجتمع البلغاري ضد المسلمين، الذين أُخِذوا بجَريرة غيرهم، حتى دون انتظار نتيجة التحقيق حول هُويَّة المتورطين في هذه العملية.

 

الألوكة: غير أن ما تتحدَّث عنه لم يَجد آذانًا مُصغية لدى السلطات البلغارية، التي وجَّهت اتهامات لشخصيات إسلامية بالتورُّط في التفجير، أو دعْم منظمات إرهابية!

د. مصطفي حاجي: هذا الأمر يأتي ترجمة لحمَلات التشوية والتحريض المستمرة ضد البوماق، من قِبَل وسائل الإعلام، وأظنه يَنسجم مع التوجه العام ضدَّهم، والمطالبات المتتالية بالتضييق عليهم، والحدِّ من الامتيازات المَمنوحة لمؤسَّساتهم، بل ووصَل الأمر إلى اقتراحات لسحْب الجنسية، وترحيلهم خارج البلاد، رغم إدانة المسلمين الواضحة لهذه الجريمة، ورفْضهم لها باعتبار مخالفتها جميعَ الديانات السماوية، وأنا في هذا المقام واثقٌ من أن هذه الاتهامات سيَثبُت زَيفُها في النهاية، بل سيَظهر في النهاية مدى حِرص قادة المسلمين على استقرار وأمْن الساحة البلغارية، وكيف وقعوا ضحيَّة مؤامرات لوبي يميني متطرِّف، يَحظى بصلات وثيقة بالصِّهيونية العالمية؟!

 

الألوكة: في مثل هذه الأجواء تُعَد مأساة مسلمي بلغاريا من الهموم الإسلامية الكبيرة، فلم يتعرَّض شعبٌ لمحاولات مسْخ هُويَّته كما تعرَّضتُم، فهل ما زالت فصول هذه المأساة مستمرة حتى الآن؟

د. مصطفي حاجي: بالفعل، فمسلمو بلغاريا من البوماق والتتر والأتراك والغجر، يتعرَّضون لمحاولات سلْخ هُويَّةٍ على يد جميع حُكام بلغاريا؛ سواء القياصرة الذين حكموا البلاد منذ مغادرة العثمانيين في نهاية العقد الأول من القرن الماضي، وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، ووصول الشيوعيين للحكم في صوفيا، ولم يختلف الطرفان في تعامُلهم مع الشأن الإسلامي، فقد تبنَّوا سياسة تجفيف منابع الإسلام، عبر هدْم ما يَقرب من 80 مسجدًا، وعشرات المدارس الإسلامية، وحظْر كافة أنواع العبادات والشعائر، والعمل على "بلغرة" المسلمين، بإجبارهم على تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء سلافية، ومعها عاداتهم، وإجبارهم على الزواج من نصارى، والعصْف بأي شخصٍ يحاول الاعتراض على هذا الأمر، لدرجة أن أكثر من مليوني بلغاري قد غادروا البلاد متوجهين إلى تركيا، ودول يوغوسلافيا السابقة؛ فرارًا بدينهم من هذه الإجراءات القَسرية.

 

الألوكة: هذا يتعلَّق بمَن غادروا، فما مصير مَن بقُوا يواجهون مِطرقة الشيوعية وسَندان البلغرة لِما يَقرُب من 60 عامًا؟

د. مصطفي حاجي: منَ بقُوا في البلاد عانوا طويلاً، ومرَّت هذه المعاناة بأربع مراحل: الأولى عقب انسحاب العثمانيين من بلغاريا، وبالتحديد عام 1912، والثانية عقب استيلاء الشيوعيين على السلطة عام 1942، وكانت الثالثة عام 1962، ثم تلَتها المرحلة الرابعة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي على يد العصابة الشيوعية التي أجْبَرت المسلمين على تغيير أسمائهم، وعدم تسجيلها في السجلات الرسمية، والسطو على مؤسَّساتهم - من مساجد ومراكز ومدارس - التي نجَت من موجات الهدْم والتدمير، غير أن الأمر المُستفز أن هذه الإجراءات لم تتوقف مع انهيار الشيوعية، واستمرَّت وتيرة البلغرة على يد الحكومات المتعاقبة، وإن كانت بوتيرة أقل حِدَّة، تتمثَّل في الحيلولة بينهم وبين لَعبِ دورٍ سياسي، وتعزيز أجواء الانقسام بينهم، وحِرمان مناطقهم من أيَّة خُطط تنموية، ودعْم النزعات العنصرية في المجتمع البلغاري؛ للنَّيل من حقوقهم.

 

تحسُّن طفيف:

الألوكة: سنعود لقضية العنصرية لاحقًا، ولكن هل استمرَّت المعاناة بعد انضمام بلغاريا للاتحاد الأوروبي منذ عدة أعوام؟

د. مصطفي حاجي: لم تتحسَّن الأوضاع بشكل لافتٍ، رغم تعهُّد بلغاريا بالحفاظ على حقوق الأقليَّات، وبينهم أكثر من 3,5 مليون مسلم، ينتشرون في كافة مدن بلغاريا، ومع هذا فقد استمرَّت حكومات بلغاريا المتعاقبة - ومنها حكومات موالية لملك بلغاريا السابق سيمون الثاني - في تبنِّي جريمة البلغرة، وإن كان بطريقة أقل حِدَّة، وبوسائل تبدو عصرية؛ مثل: العمل على تبني ما يُطلق عليه الغزو الثقافي، عبر الأفلام الساقطة والمُنحلة، والمجلات المبتذلة، وتقديم تسهيلات لمنظَّمات التنصير؛ للعمل في صفوفهم، وذلك بهدف التصدي لصحوة إسلامية نسبيَّة في صفوف المسلمين، واستمرار حالة البعاد بينهم وبين دينهم، وهو أمر يُشير إلى أن العداء للإسلام أمرٌ ثابت ومستقر في ذِهن النخبة البلغارية، مهما اختلفَت مُسميات الأحزاب الحاكمة، وقد تكون الإيجابية الوحيدة للانضمام للاتحاد الأوروبي على الصعيد الاقتصادي، فقد تحسَّنت أوضاع المسلمين الاقتصادية، وسُمِح للآلاف منهم بالعمل في البلدان الأوروبية، والخروج من رِبقة الفقر الشديد، ونسبة البطالة التي طالت ما يَقرُب من 50 %، والتي كرَّستها الحكومات المتتالية في أوساط مسلمي بلغاريا.

 

مَدٌّ عنصري:

الألوكة: تحدَّثت في السابق عن ممارسات يمينية وعنصرية، تُمارَس ضد مسلمي بلغاريا، فنرجو أن تُفصِّل لنا الأمر!

د. مصطفي حاجي: هناك نموٌّ مُطرد في النَّزعات اليمينية في المجتمع البلغاري منذ فترة ضد المسلمين، وتَظهر هذه النزعات في صورة الاعتداء على المصالح الإسلامية، وإحراق المساجد، ومهاجمة المصلين، والمطالبة بوقْف إقامة الأذان في مكبِّرات الصوت، وتنظيم حملات إعلامية ضد الوجود الإسلامي، كما حدَث بعد تفجير بورجاس الأخير، والمطالبة بتطبيق سياسة "البلغرة" بشكلٍ قاسٍ ضد المسلمين، وترحيلهم إلى تركيا، ويقف وراء هذه النزعات الحزبُ القومي البلغاري؛ حيث لا يكفُّ هؤلاء عن المطالبة بممارسات أكثر قسوة ضد المسلمين.

 

الألوكة: ولكن هل يتمتَّع هذا الحزب بشعبية داخل جَنبات المجتمع البلغاري؟

د. مصطفي حاجي: من المهم جدًّا الإشارة إلى أن هذا الحزب لا يتمتَّع بشعبية كبيرة داخل البلاد، فضلاً عن أن التجمعات الإسلامية قد نجحَت في تطويق مخاطره، عبر تبنِّي خطاب هادئ ومنطقي للشعب، مَفاده أن المسلمين جزءٌ من المجتمع، ولا يَسْعَون لأي ممارسات عدائية ضدَّه، مركِّزين على النهج السلمي والتعايش والاندماج فيه، ونفْي أي علاقة للإسلام بهذه الأحداث أو العنف بشكلٍ عام، والتأكيد على أنه دينُ تسامحٍ يَقبل الآخر، وهي السياسات التي حقَّقت نتائج إيجابيَّة، خفَّفت من تداعيات الحملات العنصرية وحَجمها.

 

حقوق وحريات:

الألوكة: هل تتوقَّف محاولات التصدي لهذه الاتجاهات عند حدود المؤسسات الإسلامية؟ وما هو حجم الثِّقل الإسلامي في الساحة السياسية البلغارية؟

د. مصطفي حاجي: لقد دخَل المسلمون اللعبة السياسية في بلغاريا؛ حيث أسَّسوا حزبًا يمثِّلهم، يُطلق عليه: "حزب حلقات الحقوق والحريات"، ويمثِّله في البرلمان 34 نائبًا، ويشارك في الحكومة بثلاثة أو أربعة وزراء، والعديد من نواب الوزراء، ويُراهن المسلمون كثيرًا على هذا الحزب لاستعادة حقوقهم في المجتمع البلغاري، وإنهاء عقود التهميش، والتصدي لنزعات العنصرية، ووقْف تَناميها في المجتمع البلغاري.

 

على قدمٍ وساق:

الألوكة: في ظلِّ هذه الأجواء تردَّدت أنباء عن سعي المسلمين لبناء مركز إسلامي كبيرٍ في العاصمة صوفيا، فإلى أين وصَلتم في هذا المسعى؟

د. مصطفي حاجي: نعمل بجدٍّ لبناء هذا المركز؛ حيث اشتَرينا قطعة أرضٍ لبناء هذا المركز، ونسعى لإنشاء كلية للدراسات الإسلامية مُلحقة به، طبقًا لقواعد وزارة التعليم البلغارية، وحتى نحصُل على الاعتراف الرسمي بهذه الكلية، وهناك صعوبات تُواجه هذا الأمر من قِبَل بلديَّة صوفيا، فيما يتعلَّق بالاشتراطات الإدارية، فضلاً عن وجود معارضة لهذا الأمر من قِبَل اللوبي اليميني، ونأمُل أن نَنجح في تسوية الأمر بشكلٍ سريع في المرحلة القادمة.

 

الألوكة: أشعر بأن فضيلتك تُعوِّل كثيرًا على هذه الكلية لمواجهة كمٍّ كبيرٍ من المشكلات؟

د. مصطفي حاجي: إنشاء هذه الكلية سيساعد في تخريج كوادرَ قادرة على تنمية الوعي الإسلامي، والتصدي لحالة الأُمية الدينية الشائعة في صفوف المسلمين، وإنهاء حالة الفوضى التي شابت صفوف المسلمين عَقِب سقوط الشيوعية، وإقبال المواطنين على دخول المساجد، لا لشيءٍ إلا لِما يَعرفونه عن جذورهم الإسلامية، حتى دون أن يُجيدوا أداء الصلاة، وهو ما نجَحنا في الحدِّ منه بتنمية وعْيهم الديني، ومحاولة ربْطهم بدينهم عن اقتناعٍ.

 

بعثات خارجية:

الألوكة: هل تتوقَّف جهودكم للتصدي للأُمية الدينية على إنشاء كلية لإعداد الدعاة، قد تواجه متاعبَ بيروقراطية تُؤخِّر إنشاء هذه الكلية؟

د. مصطفي حاجي: بالطبع لن نكتفي بهذا الأمر؛ حيث نُرسل البَعثات سنويًّا للجامعات الإسلامية الكبرى؛ مثل: الأزهر الشريف، والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والجامعة التركية؛ بهدف تخريج كوادرَ قادرة على أن ترويَ ظمأ البلغاريين للإسلام، فضلاً عن إقامة ندوات تثقيفيَّة بشكلٍ مستمر في المساجد، ومعها حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وهي وسائل نجَحت بشكل نسبي في إعادة الروابط بين البلغاريين والإسلام.

 

معادلة واعتراف:

الألوكة: على ذِكر الابتعاث أبدَيتُم قلَقًا حول العَقبات التي تواجه الطلاب البلغاريين الدارسين في جامعة الأزهر؟

د. مصطفي حاجي: هناك مشاكل تواجه الطلاب المتخرجين في المدرسة الإسلامية في صوفيا؛ حيث لا تَعترف الجامعات الإسلامية - ومن بينها الأزهر - بشهادتها، وهو ما يُجبر الطلاب على قضاء مُدة أربع سنوات؛ لمعادلة شهادة إتمام المرحلة الثانوية، بل إن الكثير منهم قد يعود لبلده لهذا السبب، وهو ما نسعى حاليًّا لإيجاد حلٍّ له، عبر الجهود التي تقوم بها المَشيخة الإسلامية في صوفيا لدى الأزهر الشريف لتَسوية المشكلة.

 

هجمة تنصيرية:

الألوكة: لا شكَّ أن ظروف الفقر والجهل التي يعاني منها البوماق، توفِّر البيئة المناسبة للأنشطة التنصيرية في أوساطهم، فهل تَشرح لنا طبيعة النشاط التنصيري في البلاد؟

د. مصطفي حاجي: هناك مئات من المنظَّمات التنصيرية تعمل في أوساط مسلمي بلغاريا، وفي مقدمتها شهود ياهو، والعشرات من المنظمات المرمونية "البروتستانتية"، وكذلك هناك منظَّمات كاثوليكية؛ مثل: أوكسفام، وكارايتاس، وجيش مريم، مستغلة حالات الفقر والمرض والجهل، فضلاً عن أن أسلوب حياة فئات بعينها من بين مسلمي بلغاريا - وفي طليعتهم الغجر - تُهيِّئ ظروفًا مناسبة لهذه الأنشطة؛ حيث تُقدِّم هذه المنظمات المساعدات الإنسانية للقاطنين في المناطق النائية؛ رغبةً في تنصيرهم، وهو ما نحاول التصدي له بقوة كدار إفتاءٍ، عن طريق إقناعهم بأن الإسلام خاتم الديانات، ولا ينبغي لنا الارتداد عنه، وتوضيح مخاطر هذا العَبث التنصيري.

 

الألوكة: إذا كانت المنظمات التنصيرية تَنتشر بمثْل هذه الكثافة، فهل تُواجَه بوجود إسلامي مماثلٍ؟

د. مصطفي حاجي: كانت هناك مؤسَّسات إسلامية عديدة تعمل في الأراضي البلغارية؛ مثل: منظمة الوقف الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والحرمين السعودية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعدد من المؤسَّسات الإسلامية التركية، ولكن جاءت أحداث 11سبتمبر لتُغلق هذه المنظمات أبوابها وتغادر بلغاريا تحت وطْأة اتهامات بإقامة صِلات مع مؤسَّسات متطرِّفة، والآن لا توجد مؤسَّسة إسلامية في بلغاريا، باستثناء دار الإفتاء البلغارية، وهو ما نُحاول التصدي له، والعمل على إعادة هذه المؤسَّسات.

 

الألوكة: في ظل هذه التطورات، كيف ترى مستقبل المسلمين في بلغاريا؟

د. مصطفي حاجي: نسعى بكل ما أُوتينا من جهدٍ لإيجاد نوعٍ من الصحوة الدينية الحقيقية، لا سيما بين الشباب منهم، فهم القادرون على حمْل الشعلة واستعادة حقوق المسلمين البلغار، والعمل بقوة على توحيد صفوف المسلمين من مختلف عِرقيَّاتهم، والاستفادة من حالة التعاطف مع الإسلام في بعض جَنبات المجتمع البلغاري، لدرجة أن عديدًا من البلغار قد اعتنَقوا الإسلام لمجرَّد قراءاتهم عن الإسلام على شبكة الإنترنت، وبعدها حضَروا لمقر دار الإفتاء؛ لطلب معلومات عن الإسلام، واتِّخاذ الإجراءات الخاصة بإشهار إسلامهم، ومن هنا أرى أن نقْص الإمكانات المادية لدار الإفتاء، قد عَرْقل خطوات إسلام مئات من البلغاريين، ومع هذا فلديّ يقينٌ بأن للإسلام مستقبلاً مشرقًا في بلغاريا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اختيار المفتي العام ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى ببلغاريا
  • أزمة الإفتاء في بلغاريا
  • بلغاريا: صراع بين أنصار المفتيين المنتخب والمعين
  • الأقلية المسلمة في بلغاريا
  • بلغاريا: اقتحام دار الإفتاء في صوفيا وإغلاقها
  • بلغاريا: الصراع على منصب الإفتاء بين الأجيال
  • ماذا يحدث في بلغاريا؟
  • إمام المسجد الكبير بعاصمة وسط إفريقيا بانجي في ضيافة الألوكة
  • حوار أليناور سيلارد حول مشروع Coranica الفرنسي الألماني
  • حوار جامعي!

مختارات من الشبكة

  • كوسوفو: مفتي الجمهورية يستقبل مفتي إسطنبول(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كوسوفو: مفتي الجمهورية يستقبل مفتي إسطنبول(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة للأمة ومسابقة للأذان بمدينتي رازغراد وكارجلي في بلغاريا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كوسوفو: المفتي يهنئ مفتي البوسنة الجديد بمنصبه(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار الألوكة مع الشيخ بكاري سعيد - نائب مفتي رواندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلغاريا: صلاة العيد في بلغاريا وفرحة المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلغاريا: أسماء الرسول هي الأكثر انتشارًا في بلغاريا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلغاريا: الاستعداد لافتتاح أكبر جامع في بلغاريا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلغاريا: التنديد بحملة دمج المسلمين في بلغاريا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلغاريا: اهتمام مسلمي بلغاريا بالعادات والتقاليد أكثر من تعاليم الدين(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب