حوار مع مدير المركز الإسلامي في طوكيو

طرحت على مدير المركز الإسلامي في طوكيو عدة أسئلة عن الشعب الياباني فقال:

إن الشعب الياباني تتمثل به الأخلاق العالية والصفات الكريمة، بل إني أقول: إن الياباني إذا تعرف على الإسلام يجده مطابقاً للمثل التي يعتنقها مجتمعه، فينال استحسانه، وإذا أراد الله له الهداية فإنه يعتنق هذا الدين الذي أعجب به.

يكتب لنا شخص على البريد الإلكتروني: إنه درس الإسلام، ويريد اعتناقه، هل عليه أن يتعلم الصلاة قبل النطق بالشهادتين، أم يقول الشهادتين ثم يتعلم الصلاة؟ وهل الختان لازم؟ وإن كان كذلك فهو على استعداد لعمله بأي مستشفى مجاور لمكان تواجده.

والأخرى تكتب لنا رسالة أنها درست الإسلام استعداداً لتقديم بحث في جامعتها، فأعجبها الإسلام، وتريد أن تدعو طلبة جامعتها إلى الإسلام بطريقة علمية، وتقول: إني أعرف أن تحريم الخنـزير أمر له علاقة بالصحة، أليس هناك أشياء في الإسلام أثبتها العلم حتى أستطيع بها أن أدعو طلبة جامعتي للإسلام؟

أما محمد داود فقد زار القدس وغزة قبل سنتين، فأحب الإسلام، فرجع إلى كيوتو واتصل بالأخت الداعية زيبا، وتعلم منها الإسلام، فأسلم.. وعثمان طالب في السنة الثانية من الجامعة في مدينة كيوتو زار تركيا لأسبوع، فأحب الإسلام، ورجع وقرأ كتب المركز وأسلم.

وفاطمة ناكاسوني شابة تدرس في بردفورد في بريطانيا كانت مسيحية، وصادقت فتاة من أصل باكستاني فأسلمت، وهي تضع النقاب مع أنها في بريطانيا.. وأخرى كتبت من أمريكا تريد معاني القرآن الكريم باللغة اليابانية؛ فأرسلنا لها ما تريد، وحينما سألناها عن الجالية الإسلامية في بريطانيا، قالت: نحن مائة شخص، وأنا المسلمة اليابانية الوحيدة، ونريد بناء مسجد، وذكرت لنا صفحة إلكترونية خاصة بها، فإذا هي أستاذة للموسيقى في إحدى الجامعات الأمريكية، وتعالج بالموسيقى.

أما فكتوريا الروسية فإنها كتبت لنا من داخل اليابان تريد بنكاً إسلامياً لإيداع نقودها تحاشياً للربا، فأعطيناها عنوان البنك الوطني الباكستاني، وتحدثت معنا بالتلفون من مدينة لا تبعد كثيراً عن طوكيو، وهي متزوجة من ياباني مسلم، وقلنا لها: بعد سبعين سنة من الحكم الشيوعي نرى مسلمة روسية تحرص على أن تضع ما تملك في بنك غير ربوي، هذه معجزة الإسلام ! ومثل هذا يحدث يومياً لنا في المركز وفي المعهد العربي الإسلامي وفي مسجد طوكيو المركزي ومسجد كوبي ومع الجمعيات الإسلامية كلها.

وهكذا استرسل في الحديث معنا عن نماذج كثيرة ممن هداهم الله للإسلام.. بارك الله في جهوده.

المصدر: من كتاب: رحلة إلى اليابان؛ لعبدالله بن حمد الحقيل.