• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    اختتام ندوة حول العلم والدين والأخلاق والذكاء ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    لقاءات دورية لحماية الشباب من المخاطر وتكريم حفظة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تزايد الإقبال السنوي على مسابقة القرآن الكريم في ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

معذرة إلى الله ثم إلى ليبيا

محمد فريد فرج فراج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/4/2011 ميلادي - 27/4/1432 هجري

الزيارات: 5318

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، والحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أَشْرَف المرْسَلِيْنَ - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

الحمدُ لله الذي ما ربَط بين خلْقه بأعظمَ مِن رابطة الإسلام، ولا جمَع بين عبيده بأقدسَ مِن وشيجة الإيمان، ولا فاضَلَ بين أوليائه بأفضلَ مِن فضيلة التقوى، وصَلِّ اللهم وسلِّم وبارِكْ على أحبِّ الخلْق إلى خالقهم - جلَّ وعلا - وآله وأزواجه وصحْبه الطيِّبين الطاهرين - رضي الله عنهم أجمعين - وبعدُ:

 

فإنَّ أيَّ باحِث شرْعي في أُولى درجاته العلميَّة لا يخفَى عليه شيءٌ مما أُضمِّنه مقالتي هذه، ومَع هذا الذي أقول لا أجِد صدًى لهذا العِلم الذي أوقن أنَّه لدَى أقل طالِب عِلم لم يتجاوزْ في طلبه أيامًا قلائل.

 

فأردتُ بمقالتي هذه المعذرةَ إلى الله، ثم إلى أبناء دِيني وإخوان عقيدتي بليبيا.

 

نعلم جميعًا أنَّ الولاية غريزةٌ لم يغرزها الله في الإنسان فحسبُ، بل في الكائنات الحية قاطبةً، فتجِد الكائناتِ تعيش في جماعات متآلِفة متعاونة فيما بينها في شتَّى سُبل الحياة، وإن تباينتْ درجةُ هذا التعاون مِن حيوان لآخَر حتى تتجلَّى في أروعِ صُورها في عالَمي النحل والنمل.

 

والإنسان منذُ القِدم وهو يعيش بالصورة نفْسها في جماعات يرتبط أفرادُ كلِّ جماعة فيما بينهم برابطةِ الولاية.

 

وكانتْ هذه الجماعاتُ قديمًا تسمَّى بالقبيلة، أو العشيرة، ثم تنامتْ إلى الوطنيَّة، ثم إلى القوميَّة، ثم جاء الإسلامُ فقَطَع تلك الروابط، ومزَّق هذه الوشائج، وأبقَى على رابطةٍ واحدة وهي رابطةُ الإسلام، وحافَظَ على وشيجة واحدة وهي وشيجةُ الإيمان.

 

ورسَّخ رابطة الولاية بيْن أهل الإيمان، وإنِ اختلفت قبائلهم، وتباينتْ عشائرهم، وتنوَّعت أوطانهم، وافترقت قومياتهم، وأصبح الأمرُ كما قال - تعالى -: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

 

وجديرٌ بالذِّكْر أنَّ الولاية ليستْ بين أهل الإيمان فحسبُ؛ بل الولاية راسخةٌ بين كلِّ فريق متجانِس، فالظالمون أولياءُ بعضٍ، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الجاثية: 19].

 

والكافرون كذلك أولياءُ بعضٍ، كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [الأنفال: 73].

 

والولاية التي بيْن أبناء كلِّ فريق متجانِس في صفاته تعني التعاونَ في كلِّ السُّبلِ الحياتية، وعلى رأسها النُّصْرة والمؤازرة في الشدائدِ والمِحن، وهذه أخْطَر مقتضيات الولاية.

 

وقدْ أكَّد الحقُّ - جلَّ وعلا - ونبيُّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا المعنى في نصوصٍ كثيرة، منها قوله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73].

 

أي: إذا كان الكافرون بعضُهم أولياءَ بعض، فالمؤمنون أوْلَى فيما بينهم بهذه الولاية، فإنْ لم يفعلِ المؤمنون هذه الولايةَ فيما بينهم وقعتِ الفتنة والفساد الكبير.

 

فنُصرة المظلوم على ظالِمه هي أهمُّ مقتضيات هذه الولاية، التي أمرَنا الله بها في مواضعَ كثيرة، منها قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 9 - 10].

 

فإذا نشب صراعٌ بيْن طائفتين مِن أهل الإيمان، فقدْ أمر الله المؤمنين أمرَ إيجاب لا استحباب أن يَحكُموا بينهم بالعدل، فإذا أبَتْ إحدى الطائفتين الخضوعَ لحُكم الله تعالى، وجَب على المسلمين أن يُقاتلوا الفئةَ الباغية حتى تفيءَ إلى أمْر الله تعالى، وتخضَع لشرعه المقدَّس، وتُعطي الحقَّ للطائفة المظلومة.

 

ولم يأمرها أن تنفضَ يدَها، أو تدعوَ غير المسلمين أن يتدخَّلوا لحمايةِ المسلمين بينما هم يُشاهدون بلا حراك!

 

هذا الحقُّ أكَّده النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أحاديثَ عديدةٍ، منها على سبيل المثال ما يلي:

• عنِ البَراءِ - رضي الله عنه - قال: "أَمَرَنا النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بسَبْع ونهانا عن سَبع: أمرَنا باتباع الجنائز وعيادة المريض، وإجابة الداعي ونصْر المظلوم، وإبرار القسم وردِّ السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنيةِ الفِضَّة وخاتم الذهب، والحرير والديباج، والقسيِّ والإستبرق، والمياثِر"؛ رواه أحمد والبخاري ومسلم.

(والدِّيباج والقسي والإستبرق، والمياثِر): أنواعٌ مِن الحرير.

القِسي/ القَسي: ثِياب تُعمَل مِن الحرير بقرية بمصرَ يقال لها القسي.

 

المياثر: سُمِّيت مياثر لوثارتها، وهو لِينها ووطأتها، وكانتْ مِن زيِّ العجم، وقد قيل: إنَّها كانت مِن ديباج أو حرير، وقيل: جلود السِّباع.

 

فأخبرَنا النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديثِ الشريف أنَّ نُصرة المظلوم حقٌّ لكلِّ مسلمٍ على أخيه المسلِم، هذا الحقُّ مِن جملة الحقوق التي إنْ قصَّر المسلم فيها فإنَّ أخاه المسلم وإن عجَز عن مقاضاته بها أمامَ محاكم الدنيا، فإنَّه - ولا شك - سيُقاضيه بها أمامَ محكمةٍ قدسيةِ الأحكامِ والميزان، إنها المحكمة الإلهيَّة المقدَّسة.

 

ويا لَها مِن محكمة تزِن القضايا بالذرِّ والنقير والقطمير! ويا لنا مِن مقصِّرين فيما سنُحاكم فيه غدًا أمامَ تلك المحكمة المقدَّسة!

• ومنها: عن أنس - رضِي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((انْصُرْ أَخاكَ ظالِمًا، أو مَظْلُومًا)) قالوا: يا رسولَ الله هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصرُه ظالمًا؟ قال: ((تأخُذ فوق يديه))؛ رواه أحمد والبخاري.

 

وهذا أمرٌ صريح مِن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للمسلِم بنُصرة إخوانه، سواء كانوا ظالمين أو مظلومين، فبيَّن - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَنَّ نصرة المظلوم: تكون بدفْع الظُّلم عنه.

 

وأَنَّ نصرة الظالِم: تكون بكفِّه عنِ الظلم الذي لا طاقةَ له بعاقبته في الدنيا ولا في الآخِرة.

• ومنها: عن عبدِالله بن عمرَ - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المسلِمُ أخو المسلِم؛ لا يَظلُمه، ولا يُسلِمه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجتِه))؛ رواه أحمد والبخاري، ومسلم.

 

• ومنها: عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَحاسَدوا ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، ولا يبِعْ بعضُكم على بيع بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلم أخوُ المسلِم لا يَظلمه ولا يخذله ولا يحقِره، التقوى ها هنا - ويُشير إلى صدْره ثلاثَ مرَّات - بحسبِ امرئٍ مِن الشر أن يحقِرَ أخاه المسلِم، كل المسلِم على المسلِم حرامٌ: دمُه وماله وعِرْضه))؛ رواه أحمد ومسلم.

 

فبيَّن - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديثين السابقين أنَّ حقَّ المسلم على المسلم ألاَّ يظلمه، ولا يُسلِمه لظالم، ولا يَخذله إذا احتاج إليه في أيِّ موقف مِن المواقف، بل يجب عليه أن يقِف معه بما يرفع عنه البلاءَ الذي وقَع فيه.

• ومنها: عنِ النُّعمان بن بَشير - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ترَى المؤمنين في تراحُمِهم وتوادِّهم وتعاطفِهم كمثَل الجسَدِ إذا اشْتَكى عضو تداعى له سائرُ جسدِه بالسهر والحمَّى))؛ رواه أحمد والبخاري ومسلم.

 

فهذه استعارةٌ تمثيليَّة حيثُ شبَّه فيها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - العلاقة بيْن المسلمين كالعَلاقة بين الجسَد الواحد إذا أُصيب بجُرح ما.

 

فمع كون الإصابة تكون في عضوٍ واحد فقط مِن الجسد، لكن الجسد كله ترتفع درجةُ حرارته، ويسهر متألمًا بهذا الجرح الذي لم يُصِبْ إلا عضوًا واحدًا فقط!


• ومنها: عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أبِي مُوسى - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ))؛ (حم/خ/م).


يا له مِن تشبيه! ما أحوجَنا إليه الآن! ألاَ فلنتذكر أنَّ التاريخ لم يسجل اختراقًا واحدًا لأمَّتنا عندما كانتْ كما يحب الله ورسوله بنيانًا مرصوصًا، وجدارًا صلدًا تراصت لبِناته بدقة وإحكام، عندما كانتِ الدولةُ المسلِمة موحَّدة تحتَ قيادة خليفة راشد، اختاره المسلمون بالشُّورى لتقواه وعِلمه وقوَّته في دِين الله يحكمها بشرْع الله المطهر، وما تسلط علينا أعداؤنا إلاَّ بعدَ ما انهدم البنيان، وتبعثرت لبِناته، وتمزَّقت أعضاءُ الجسَد الواحد، فسهل حينئذٍ انقضاضهم علينا، وتمكنهم منَّا بذنوبنا، ولا أمَل لنا في النجاة إلاَّ أن نراجع دِيننا ونعود كما كنَّا مِن قبل أمة واحدة كما يحب الله ورسوله كالبنيان المرصوص، والجسد الواحد.


والسؤال:

هل نحن الآن كما أمرَنا الله بعضنا أولياء بعض؟! هل نحن الآن إخوان لا يَظلِم أحدنا أخاه، ولا يُسلِمه، ولا يخذله؟!

 

هل نحن الآن كما أمرَنا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهَر والحمَّى؟!


هل نحن الآن كما وصفَنا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كالبُنيان المرصوص؟!


لا أدْري ماذا أقول وأنا أرى هذا الطاغيةَ المتجبِّر، وقدْ بلَغ به الفسق والفُجور أن يجمع الطيَّارين، والمقاتلين ثم يختطِف أزواجهم، وأولادهم، وأهليهم ثم يأمرهم بقتال إخوانهم في المدن الأخرى، فيذهب الطيَّار وهو بين نارين؛ إمَّا أن يلقي النارَ على إخوانه، وإلا تُغْتَصب نساؤه ويُقتل أطفاله!

 

مَن فعل هذا بأمته على مدارِ التاريخ إلاَّ.......؟!

 

ويأتي البيانُ الهزيل لما يُسمَّى بـ: (جامعة الدول العربية):

بصوت جهوري: ((إن جامعة الدول العربية لا يُمكن أن تقف مكتوفةَ الأيدي إزاءَ ما يحدُث في ليبيا))!!

 

هكذا، وماذا حدَث بعدَ ذلك يا مَن ترفضون أن تبقوا مكتوفِي الأيدي؟!

 

هكذا، تحتَ عنوان، لا يُمكن السكوت عليه، نقول ما لا معنَى فيه.

 

وبعدَ الإعلان عن بَدْء العمل، نقوم بما يستأهل السخرية!

 

ألَمْ يأنِ الأوان أن نعلم بأنَّ بلاد الإسلام خالية تمامًا من أيِّ جيوش، اللهمَّ إلا القوة اللازمة لإذلالِ الأُمَّة والنيل منها؟!

 

أين تلك المليارات التي تنفَق على القوَّات المسلَّحة، أم هذه خاصَّة بسحْق الأمَّة إذا حاولتِ الانتفاضة على الظُّلم والجور.

 

لا أُريد الإطالةَ في القول، فقد اختنقتُ، ولكن أُقسم بالله لن نُسامحَكم في كل لُقمة خبز تأكلونها مِن أموال المسلمين يا من تأكلون مِن وظائفِ الجامعة العربية والقوَّات المسلَّحة، ثم تُسلموننا للقتْل والاغتِصاب؛ إن لم تُوجِّهوا الصواريخ التي اشتريتموها بأموالِنا لقتلْنا.

 

نعلم جميعًا أنَّ العدوَّ إذا نزَل أرضًا وجب على أهلها الدفاعُ عنها، فإن عجزوا وجَب على مَن يليهم مِن المسلمين نجدتُهم، وهكذا حتى يعمَّ الإثم جميعَ الأمَّة.

 

فكيف نجيز لأنفسنا الوقوفَ موقفَ المتفرِّج على هذه المذابح الوحشية؟!

لقد كدتُ أن أهلِك كمدًا عندما رأيتُ إخواننا في ليبيا وهم يهتفون بأعلى صوتهم: تعيش فرنسا، تعيش بريطانيا، تعيش أمريكا، تعيش أوروبا! وهم يحملون أعلامَ هذه الدول الغربية بما عليها مِن صُلبان!!

 

نعمْ، جاء الوقتُ الذي يحمل فيه المسلمون أعلامَ الصلبان؛ لأنَّهم خُذِلُوا من أهل القرآن!!

 

أهل القرآن، لم يقِفوا مكتوفي الأيدي.

 

شجبوا، وندَّدوا، ورَفضوا، ويا لها مِن نصرة! عدمها خيرٌ منها.

 

لم يُنجدْهم إلا أهلُ الصلبان!!

 

فهل تحقَّق لنا بذلك معنى قوله - تعالى -: ﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73]؟!

 

فهلْ وقعتِ الفتنة والفساد الكبير؟!

 

وأي فِتنة أكبرُ مِن هتاف المسلمين بحياةِ عبَّاد الصلبان؟!

 

وأي فساد أكبر مِن رفْع المسلمين للصلبان؟!

 

يا له مِن عار وشنار!!

 

يا لَها مِن ذلَّة ومسكنة!!

 

ومع هذا، مَن يجرؤ على لومهم وقد أحاط بهم الطاغيةُ يدكُّهم بالصواريخ بلا رحمة، يذبَح أطفالهم، ويستحيي نساءَهم، ويهتك أعراضَهم، ويهدم عليهم دِيارَهم، فمَن بعدَ ذلك يستطيع لومهم؟!

 

إنَّما اللوم علينا، نعمْ، يا من رأيتم كلَّ هذا بلا نخوةٍ ولا حرَكة.

 

ما فائدة الجيوش إذًا؟!

ما فائدة ما يُسمَّى بجامعة الدول العربية إذًا؟!

وأكْتفي حتى لا أَزيد على ذلك وإنْ كانت الفجيعة تَؤزُّني أزًّا فلا أقلَّ مِن ذكر قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ ممَّا أدرك الناسُ مِن كلام النبوَّة: إذا لم تستحي فاصنعْ ما شئتَ))؛ رواه أحمد والبخاري.

 

اللهمَّ إنْ كنتَ تعلم أنِّي لو كنتُ قائدًا سياسيًّا لأصدرتُ أوامري فورًا بتحرُّك الجيش لإنقاذهم.

 

ولو كنتُ قائدًا عسكريًّا لهببتُ بما معي مِن سلاح وجُند متقدمًا الصفوف لنجدة أبناء دِيني وإخوان عقيدتي، غيرَ منتظرٍ لأوامر مِن أحد.

 

ولو كنتُ عالمًا ذا كلمة لأفتيتُ بوجوب نُصرتهم وحُرْمة التخاذل عنهم، متقدمًا المجاهدين لإنقاذهم.

 

ولكنِّي لستُ أحدًا من هؤلاء.

 

اللهمَّ إني بقزامتي هذه وضآلتي تلك، لا أملِك إلا أنْ أبرأ إليك مما فعَل الطاغيةُ وجندُه، وأعتذر إليك مِن فِعْل كلِّ مسلم قادر على النُّصْرة ولم ينصر.

 

ثم أستغفر الله مِن حالي، وما حالي، لا يعلم حالي أحد سواك.

 

اللهمَّ وحِّد صفَّنا، واجمع شملَنا واجعلنا على قلْبِ رجل واحد، وأعزَّنا بالإسلام وأعزَّ الإسلام بنا، واستخدمنا في طاعتِك ولا تستبدل بنا بذنوبنا.

 

وآخِر دَعْوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، سُبحانَك اللهمَّ وبِحَمْدك، أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفِرُك، وأتوب إليك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ليبيا.. والضربة الأمريكية المستحيلة
  • بين أحفاد عمر المختار ومرتزقة الجنون والدمار

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معذرة (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • معذرة يا أبا العلاء (قصيدة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • معذرة .. ابن بار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • معذرة إلى ربكم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معذرة إلى ربكم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع زلزال المغرب وإعصار ليبيا (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفة مع أحداث زلزال المغرب وإعصار دانيال في ليبيا قراءة في شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
5- رد علي الاخ الذي يقوال هم الذاين حملو السلاح
عابر سبيل - مصر 05-04-2011 10:02 PM

وماذا كنت تريدهم أن يفعلوا عندما يفتح قوات الطاغية عليهم النار؟
ألم تعلم أن الله أوجب على المرء الدفاع عن نفسه وجعل المقتول في أثناء الدفاع عن نفسه شهيدًا؟
أم تريدهم أن يستقبلوا الموت بصدور عارية؟

4- بعد تطور الأحداث
عابر سبيل - مصر 05-04-2011 12:34 PM

التخفيف المقصود للضربات الجوية والذي مكن القذافي من استعادة قدر كبير من الأرض وبث قدر كبير من الرعب, وارتكاب قدر أكبر من الجرائم الوحشية, إنما هو لشيء يراد فقد ارتفعت صيحات الليبيين الآن بطلب التدخل الأجنبي للقوات الأوربية, وهذا مقصود ذلك التخفيف وهذا التصرف يكشف ورقة التوت عن عورة الأنظمة العربية الهزيلة , وهو القشة التي قصمت ظهر البعير, وأحسبه المسمار الأخير الذي يدق في نعشها, أما الدفاع عن بلادنا فهذه مهمة أمريكا وأوروبا؟؟.

3- الفكر الواعى
رمضان عرفات - مصر 04-04-2011 02:42 AM

بارك الله لك يا سيخ محمد فريد وعلمك بالمزيد

2- الله المستعان على ما تصفون ...
آفاق - المملكة العربية السعودية 04-04-2011 01:28 AM

إلى الاخ محمد كلامك صحيح ولكني أحمّل الثوار نصف المسؤولية فهم أول من حمل السلاح ولم يجعلوا مطالبهم سلمية وكأنهم أصيبوا بعدوى إسقاط الأنظمة دون أي مطالب إصلاحية سياسية أو اجتماعية أو .....الخ .

كان الواجب على كل من له كلمة من الدعاة وولاة الأمر والمفتين بذلك نهيهم عن هذه المظاهرات التي ذهب على أثرها ضحايا كثر وللأسف إنهم من الإسلام ويقتتلون على دنيا زائلة ...
والله لزوال الدنيا عند الله أهون من قتل أمرؤ مسلم ..

ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ..

1- ولينصرن الله من ينصره
رضا جمال - مصر 02-04-2011 05:36 PM

جزاك الله خيرا، ونفع بك يا شيخ محمد، وحقا هذا باب عظيم ينبغي الاعتناء به، وقد قل المتكلمون فيه والحاثون والمنبهون عليه.
فنسأل الله تعالى أن يعيننا على نصر دينه وعباده الموحدين ، وأن يجعل لنا نصيبا من قوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].
وإنا لنحتاج لمثل هذا القلم وإحياء أمثال هذه العاطفة، وهذه المواضيع التي قل فيها البحث.
وشكر خاص لشبكة الألوكة على إتاحة الفرصة لأمثال هذه الكتابات لهذه الأقلام الحرة، التي نحسبها ولا نزكيها على الله تعالى من المخلصين.
فلتُبرَ الأقلام، وتملأ الصفحات، عسى فرَجٌ يكون قريبا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب