• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / مقالات
علامة باركود

وجوب الاستفتاء

محمد فريد فرج فراج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/3/2011 ميلادي - 11/4/1432 هجري

الزيارات: 6434

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

والحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ، والصَّلاةُ والسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

وجوب الاستفتاء (نـعم)

ليس ثَمَّةَ شكٌّ أنَّ أفراد العُصْبَةِ المستبدَّة - سواءً من خُلِعَ منهم أم مَن لم يخلع بعدُ، من سُجِنَ منهم أم مَن لم يسجن بعدُ - هم وحْدهم المستفيدون بيننا مِن وراء عدم استقرار البلاد، والذي سيودِي بهم في النهاية إلى السِّجن والعُدْم، إنْ لم يكن الشنق والإعدام.

 

وهم أعلمُ الناس بهذه الحقيقة، ومِن ثَمَّ فهُم على أتمِّ الاستعداد لافتداء أنفسهم بالنَّفَقة على أيَّة مخطَّطات داخلية، تُدْخِلُ البلادَ في حرْب أهلية تُخرَّب فيها البلاد، وتَهلِك فيها العباد.

 

وهذا ليس غريبًا ولا عجيبًا منهم؛ إذ هذا حالُ جميع المجرمين الذين لا يتردَّدون عند نزول العِقاب في فداء أنفسهم ولو بأعزِّ الناس لديهم؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ [المعارج: 11 - 18].

 

لذا؛ فحتمًا لازمًا على كلِّ غيورٍ على هذا البلد الطيِّب أن يُبادِر بكلِّ قوته في سرعةِ استقرار البلاد على النحو الذي نرْجو مِن الله أن يُعيننا به على رِفْعتها ونهضتها.

 

ولا مِراءَ أنَّ يوم الاستفتاء هو يومٌ تاريخي؛ إذ هو أوَّل قرار تتَّخذه الأمَّة بنفسها بصورة مشرِّفة، ولكن وفائي لأمَّتي يُلزمني بطرْح عدَّة إشكاليات تعترض هذه الخُطوةَ الإيجابية، أُوجزها فيما يلي:

 

• (الأمَّة الجاهِلة أسهلُ في سياستها مِن الأمَّة المتعلِّمة): هذه إحدى دَعائم العُصبة المستبدَّة السابقة في السيطرة على استعبادِ العباد، ونهْب البلاد، وقد خَلَقَ هذا الأسلوب أُميةً سياسيةً لدَى السواد الأعظم من الأمَّة، والمثقَّفون منهم كانوا يتحاشَون الحديثَ عنها بصراحة؛ لكونها - كما نعلم - نوعًا مِن الإعدام، أو تدْفع مَن يتجشمها إلى حالة يتمنَّى معها الموت ولا يجده.

 

فعندما أَمُرُّ في الشوارع على بُسطاء الأمَّة مِن المزارعين، والعمَّال، والباعة المتجوِّلين بالأسواق والشوارع، وأمثالهم ممَّن ألْحَظ فيهم إيمانًا فطريًّا، وتقوى جبلِّيةً أحسدُهم عليها، ولكنَّهم مع هذا وذاك لا يَعلمون معنى دستور أصلاً، بلَهْ أن يَعرِفوا بعض التعديلات الطارئة عليه، وغيرهم ممَّن هم أقلُّ منهم أُميةً حائرون في حقيقةِ الاختيار السليم، أيهما أولى؟

أليس لهم علينا حقٌّ؟!

 

الآن لقدْ تغيَّر الوضع، حقَّ لهؤلاء علينا أن نُعلِّمهم ما كنا نعجِز عن تعليمه لهم مِن قبل، فأعتقد أنَّ إعلان موعِد الاستفتاء يجب أن تسبقَه حملات توعية لعموم الأمَّة في هذا المجال، وأَوْلى مَن يتولون هذا الهدفَ على عاتقهم هم العلماءُ الربانيُّون للأمَّة، ودُعاتها الصادقون؛ إذ هم موضعُ ثِقتها، ومحلُّ أمْنِها.

 

• (همجيَّة الشعب المصري تحُول بينه وبين التعايُش مع الديمقراطية): هذه كانت إجابةَ أفراد العُصبة المستبدَّة بالبلاد، والمستذِلَّة للعباد لكلِّ مَن يدعوهم إلى استخدام الديمقراطيَّة في حُكم مصر، هكذا بكلِّ تبجُّح؛ ليصرفوا أنظارَ السُّذج عن حقيقتهم؛ إذ هم أساتذةُ الهمجية وفرْض الظلم والتزوير مِن خلال:

 

(السِّنج/ السيوف/ البلط/ الخيول/ الجمال/ مسجلين خطر/....).

 

لقدْ كانوا حريصين على تَعميقِ هذا المعنى، حتَّى انتشر هذا الداءُ بالفعل في أوساط العديدِ مِن طبقات المجتمع؛ ولذا كان لزامًا علينا أن نُكرِّس عددًا من سُبل التوعية في هذا المعنى؛ حتى لا يُحاول أحدٌ أن يستخدمَ العُنفَ في نشْر آرائه واختياراته، أو فرْضها على الآخرين.

 

• (إزالة آثار اللامبالاة): نَعلم جميعًا أنَّ السواد الأعظم مِن المصريِّين كان لا يبالي بالتصويتِ على أساس أنَّ النتيجة محسومةٌ، ومحاولة التصويت عبَثٌ لا طائلَ مِن ورائه، يتنزه عنه كلُّ مَن كان وقته ثمينًا، ولا زال البعضُ إلى الآن لا يُبالي بالتغييرات الجذريَّة الطارئة على البلاد، وهؤلاء يحتاجون مَن يُنبِّههم بضرورة التفاعُل مع الأحداث تفاعلاً إيجابيًّا، وعدم مشروعية التقاعُس عن ذلك.

 

• (خطَر أتباع العُصبة المستبدَّة في إفساد الشورى): يُخطئ كلُّ مَن ظنَّ أنَّ العصبة المستبدَّة ذهبت بلا رجعةٍ وإلى الأبَد؛ يذكُر كل مصري حرٌّ أنه عندما كان يُريد السير في طريق التحرير كان يُقابله مجموعةٌ من الهمج المسلَّحين، والذين كانوا يمنعونه مِن المرورِ بعدَ تجريده ممَّا معه مِن الطعام، والفراش، والدواء، هؤلاء المستأجَرون الذين لا يَتورَّعون عن بيْع ذِممهم الخرِبة ما زالوا موجودين، وأذناب العُصبة المخلوعة ما زالوا موجودين، وأموال مصْر المنهوبة أيضًا ما زالت موجودةً بحوزتهم.

 

إذًَا؛ معهم كلُّ أركان القُدرة على ارْتكاب الجرائم السابقة، ويستطيعون مِن خلال بعضِ أتباعهم أن يُفسِدوا بعض عمليات الاستفتاء والانتخاب؛ رغبةً في التأكيد على صحَّة القاعدة التي أصَّلوها، وهي: (همجيَّة الشعب المِصري تحُول بينه وبين التعايُش مع الديمقراطية).

 

والتصدِّي لهذه المسألة خاصَّة مهمَّة القوَّات المسلَّحة؛ إذ هي الوحيدةُ القادرة على إجهاض مِثل هذه المخطَّطات مِن خلال شلِّ أركان العُصبة المخلوعة، والحيلولة بينها وبيْن التصرُّفِ فيما حازوه مِن أموال مصر المنهوبة؛ حتى لا يستخدموها في تأجيرِ المسجَّلين خطرًا لنشْر الفزَع والرُّعب، وإبطال عمليات الاستفتاء والانتخاب.

 

• (ترسيخ مفهوم الحريَّة باحترام رأي الجماعة حتى وإنْ كان مخالفًا للرأي الفردي): بعضُ المنتفِضين كان انتفاضُه على الظُّلم والاستبداد أيًّا كان الظالم المستبد، وبعضهم كان خارجًا ليكونَ هو الظالِم، وغيره المظلوم.

 

بعض المُنتفِضين كان انتفاضُه رفضًا لقانون فرْض الرأي بالقوَّة، وبعضهم كان خارجًا لأنَّ رأي غيره هو المفروضُ بالقوَّة.

 

هذه الفِئة التي كان يُؤذيها أن تقع تحتَ الظلم والاستبداد، وترَى أنَّها أَوْلى أن تكون في موقع القوَّة لا الضَّعْف، هذه الفِئة تحاول فرْض رأيها بالقوة، ولا تُريد قَبولَ رأي الجماعة.

 

بعض الناس يَفهم أنَّ الحريَّة أن تقبل الجماعة رأيَه هو مهما كان رأيه.

 

وهذا لا يَخْفى خطؤه، فالحريَّة أن تقول رأيك، وفي النهاية يجب أن تخضَع لرأي الجماعة، ولا يجوز أن تتمرَّدَ على رأي الجماعة إنْ رأت رأيًا مخالفًا لرأيك.

 

فيجب أن يُوطِّن كلُّ إنسان نفْسَه أن يقول رأيه، ثم يدع الجماعة تقرِّر الرأي المناسب، وعليه أن يَخْضع لها وإنْ كان غيرَ راض عنه، وإلا فهو عدوٌّ للجماعة، وليس منها.

 

• (المظاهرات بيْن الهمجيَّة والحريَّة): قامتْ مشروعية الاعتصاماتِ والإضرابات على عددٍ مِن المسوِّغات، أهمُّها انعدام القنوات المشروعة التي يُعبِّر الإنسان فيها عن رأيه تعبيرًا معتبرًا، تَنْبني عليه قراراتُ الدولة.

 

وكلَّما اختارتِ الأمة اختيارًا ما، جاءتْ قراراتُ العصبة المستبدَّة لتهدمَ كل إرادة للأمَّة، معاملةً للأمة كونهم عبيدًا لا حقَّ لهم حتى في أنفسهم!

 

ومِن هنا لم يكن هناك بدٌّ مِن البحث عن وسيلةٍ ما يمكن بها أن تُعبِّر الأمة بها عن نفسها.

 

وكان الخروجُ لأنَّ الدولة لا ترجِع للأمَّة، وإذا رجعَتْ زوَّرت إرادتها، وإذا قالت الأمَّة رأيها، فإنَّها تضرب به عُرْضَ الحائط.

 

فإذا أتاحتِ الدولة للأمَّة فرصةَ التعبير الصادق عن الرأي، ثم أعلنتْ هذا الرأي بلا تزوير، ثم التزمتْ بإرادة الأمَّة الحقيقيَّة وطبقتها كما هي، فالخارجون على الدولة هم خارجون على الأمَّة بأسْرِها، وهم أعداءُ الأمَّة، وهم أعداء الحريَّة والكرامة والعدالة، وسائر المبادئ التي نادتْ بها الثورة.

 

ومِن ثَمَّ فالدعوةُ إلى مظاهرةٍ مليونية ضدَّ الاستفتاء هي في الحقيقة - وربِّ الكعبة - الإرهابُ نفْسه والتطرُّف عينُه، وهذا لا يمكن أن يُقدِم عليه إلا المأجورون مِن أتباع العُصبة المخلوعة ممَّن يُريدون تخريبَ البلاد، وإهلاك العباد.

 

فأُكرِّر وأُقرِّر وأعيد وأزيد: إنَّ الخروج للشارع لا يُمكن أن يكون مشروعًا إلا في الحالات التالية:

1) إذا أدارتِ الدولةُ ظهرها لإرادة الأمَّة، وتجاهلتْ حقَّها في اتخاذ قراراتها بنفسها.

 

2) إذا أظهرتِ الدولة الرجوعَ للأمَّة بانتخابات، ثم التفَّتْ عليها لتغيير نتائجها بالتزوير أو بغيره مِن صُور الاحتيال المعروف.

 

3) إذا عملتِ الدولة بعكس نتائج فرْز رغبات الأمَّة، ولم تعبأ بها.

 

في إحدى هذه الحالات لا يَبْقى للأمَّة غير البحث عن طريقةٍ أخرى للتعبير عن إرادتها، وكي تكونَ كمَا تُريد هي لا كما يُريد لها أعداؤها.

 

ومِن ثَمَّ فالدعوة إلى مناهضةِ الاستفتاء هي في الحقيقةِ إرهابٌ وتطرُّفٌ وتخريبٌ للبلاد، ودعوة إلى الهمجية لا الحريَّة، أرجو أن يفهم شبابُنا أنَّ ما يستطيعون التعبيرَ عنه مِن خلال الصندوق لا يَجوز التعبير عنه بالنزول للشارع، وأنَّ عليهم التصدِّي لدُعاة الهمجيَّة مِن أتباع العصبة المستبدَّة لا وفَّقها الله في كيْدِها للبلد.

 

• (تذبذب العامي بين الفِرَق): فإذا أضفْنا إلى ذلك أنَّ المتابع العامِّي للإعلام يتشتَّت ذِهنُه بين مَن يدعونه إلى التصويت بـ(نعم)، وإلا كان خائنًا لوطنه، ومَن يحثُّونه على التصويت بـ(لا)، حتى لا يقَعَ في فخِّ الملتفين حولَ الثورة؟!

 

وهناك فريقٌ ثالِث سيحاولون شراءَ ذِمَّة هؤلاء البُسطاء وَفقًا للمنهج السابق!

 

ولذلك كان حقًّا عليَّ أن أنْصَح عامَّة الأمَّة أن يأخذوا حلَّ هذه المشكلة مِن كتاب الله الذي أمرَهم قائلاً: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 43 - 44].

 

فقد أمرَهم ربُّهم أن يرجِعوا لأهل العِلم حتى يرشدوهم لِمَا فيه رِضا ربهم عنهم.

 

وقال تعالى - أيضًا -: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: 83].

 

في هذه الآية الكريمة يَعيب الحقُّ - جلَّ وعلا - على الناس أنَّهم إذا نزلتْ بهم نازلةٌ مِن النوازل الخطيرة، أفْشَوا أمْر ذلك الحدَث الخطير بينهم، وتداولوا الأمر بينهم في الأحاديث العامَّة.

 

وبعد أنْ عاب الله على الناس نشْرَهم للأمور الهامَّة بينهم أرْشَدهم إلى الطريق السديد الذي يجب أن يَسلُكوه، وهو أن يُنزلوا ذلك الحدَث الخطير بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إن أمْكَنهم ذلك، وإلا فليذهبوا إلى ورثةِ الأنبياء مِن أهل العِلم الربانيِّين الصادقين الذين مَنَّ الله عليهم بالعِلم الشرعي مِن عنده - سبحانه وتعالى - وهو القرآن الكريم والسُّنَّة والمطهَّرة، والقُدرة على الفَهم والتحليل والاستنباط.

 

لذا؛ أنصح عامَّة الأمَّة بردِّ كلِّ أمورهم لأهل العِلم، فهو صلاحُهم في الدنيا، ونجاتُهم في الآخرة.

 

وأمَّا الخاصَّة، فإنِّي أُناشد أهلَ العِلم أن يتَّقوا الله في الأمَّة تقوى تدفعُهم إلى إخراج الأمَّة مِن دوَّامة التشتُّت والتمزُّق بين نداءات العلمانيِّين والمتغرِّبين، ومَن سواهم، وهذا لا يمكن أن يتمَّ أبدًا إلا بتكوين مجلس أعْلى للإفتاء الشرعي يضمُّ جميعَ الدعاة وأهل العِلم مِن جميع المدارس المختلفة؛ يقوم بدراسةِ المسائل الطارئة دراسةً جماعيةً قائمةً على التجرُّد وإنكارِ الذات، والاستنباط والاجتهاد بما يلائم ظروفَ الزمان والمكان، والخروجِ ببيان عامٍّ مِن الهيئة للأمَّة جمعاء.

 

وبهذا وحْده تسير الأمَّة في قطار واحد باتِّجاه واحد يَدْهَس كلَّ آمال الطامعين في خراب البلاد، وهلاك العِباد مِن الداخل والخارج.

 

وأوَّل هذه القضايا: وجوبُ الخروج للتصويت على إقرارِ التعديلات الدستورية الجديدة، والتي تُعتبر خُطوةً محمودة نحوَ الإصلاح الشامِل لنظام البلاد.

 

أقول: أنا عن نفْسي، هذه التعديلات غيرُ كافية من وجهة نظري، ولكن لا بأسَ بما قدَّموه كبداية طيِّبة للإصلاح، تتبعها خُطواتٌ سريعة بانتخاب حرٍّ ونزيه للمجالس النيابيَّة، يتبعه انتخابُ تلك المجالس لِلجْنَة محترَمة تقوم على تعديلِ الدُّستور بما يكون فيه ملاءَمة لإرادة الأمَّة، لا أقول: المصريَّة، بل الأمَّة الإسلامية جميعًا.

 

وأعتقد أنَّ تأخير التصويت مِن شأنه أن يُعرِّض البلاد لقدْر مِن الفوضى والتباطؤ، ويهيِّئ الفرصةَ لأعداء البلاد للعملِ على إجهاضِ الثورة المباركة.

 

فموعدنا - بإذنِ الله - مع أوَّل يوم تاريخي تصْنع فيه الأمَّةُ مستقبلَها بعون ربِّها الذي وهبَها الخلاصَ برحمته من الذلِّ والاستعباد.

 

ولنقُل جميعًا: (نعم) - نرجو مِن الله أن نخطوَ بها خُطوةً نحو الإصلاح.

 

وهذا نِداء لكلِّ المصلحين أن يتبنَّوا هذه الدَّعوة عسَى أن يكتبَهم ربُّهم من المصلحين.

 

وأخيرًا: اللهمَّ يا مَن خلَّصْتَنا برحمتك من الذلِّ والاستعباد، أتْمِم علينا نِعمتك ودمِّرْ كلَّ مَن أراد خراب هذا البلد، ونجِّنا برحمتِك مِن المفسدين في الأرض الذين يمكرون ليلَ نهارَ للشَّرِّ والدمار، نحن وسائرَ المسلمين، فإنَّك أنت أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلاً.

 

وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالَمين، سُبْحانك اللهمَّ وبحمدك، أشْهَد ألاَّ إلهَ إلاَّ أنتَ، أستغفرِك، وأتوب إليك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاستفتاء
  • أحكام الاستفتاء
  • وجوب الاتباع وذم الابتداع
  • فوائد نافعة حول الإفتاء والاستفتاء

مختارات من الشبكة

  • الحكمة من وجوب النفقة على الرجل(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • ما معنى حرف وجوب لوجوب ؟(استشارة - الاستشارات)
  • خطبة المسجد الحرام 12/9/1432هـ - وجوب تدبر القرآن(مقالة - موقع الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط)
  • شروط وجوب الزكاة وحكم مانعها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب الالتزام بالتعليمات المنظمة للحج وأولها التصريح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب دعاء الله تبارك وتعالى وأنه عبادة خالصة له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شروط وجوب الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • من مائدة الحديث: وجوب حفظ اللسان واليد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة الحديث (وجوب الإيمان وفضل الاستقامة عليه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب الربط بالواو(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب