انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة

انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة

أطلقت المراكزُ والمساجد والمؤسسات الإسلامية في كندا فعاليات شهر التاريخ الإسلامي الذي يُقام كلَّ عام خلال شهر أكتوبر، احتفاءً بإرث الحضارة الإسلامية وإسهامات المسلمين في المجتمع الكندي والمجتمعات عمومًا.

ويُنظِّم المسلمون في مختلف المقاطعات الكندية فعالياتٍ عامةً خلال شهر أكتوبر للتأمل في الإرث الإسلامي الغني، واستحضار دور العلماء والمفكرين المسلمين الذين أسهموا في تقدُّم الإنسانية في مجالات العلوم والطب والفلسفة والآدب، وغيرها.

واشترَك عددٌ من المراكز والمؤسسات الإسلامية وغيرها في فعاليات شهر التاريخ الإسلامي في كندا؛ منها: (مسجد الأمة، الجمعية الإسلامية في "نوفا سكوشا"، جمعية مسلمي "كاناتا"، جمعية الجالية المسلمة في "أوتاوا"، جمعية مسلمي "ستيتسفيل"، فعاليات اليوم المفتوح لمساجد "برامبتون"، مكتبة "تورنتو" العامة، مركز الدراسات الإسلامية المقارنة، مؤسسة الإغاثة الإسلامية كندا، جامعة ألبرتا، مؤسسة نساء كامبريدج المسلمات، مؤسسة القلم الكندية، وغيرها...

ويقدِّم المشاركون محاضراتٍ عن أعلام الأمة الإسلامية، ومعارضَ عن العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، لتأكيد أن تذكُّر الماضي يعزِّز الهوية الإسلامية، ويُرسخ القيمَ التي قامَت عليها إنجازات المسلمين عبر القرون.

ويؤكِّد القائمون على الفعاليات أن شهر التاريخ الإسلامي لا يجب أن يقتصرَ على استذكار الماضي، بل ينبغي أن يكون حافزًا للنظر إلى الحاضر وبناء المستقبل، خاصةً أن للمسلمين في كندا تاريخًا فريدًا يستحق الاحتفاء به.

وخلال شهر التاريخ الإسلامي يوثِّق المسلمون الكنديون على مدى أكثر من قرن قصةَ كفاحٍ وهجرةٍ وبناء، بدأت مع أوائل المهاجرين الذين واجَهوا الصعوبات بإيمانٍ وصبرٍ، حتى أسَّسوا أول مسجد في مدينة "إدمونتون" عام 1938، ما مثَّل نقطة انطلاق لوجودٍ دائمٍ ومؤثرٍ للمسلمين في البلاد.

واصَل المسلمون في كندا منذ ذلك الوقت تقديمَ إسهاماتٍ لا تُحصَى في مجالات التعليم والاقتصاد، والعمل الخيري والمشاركة المدنية، ما جعلهم جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي والثقافي في كندا.

وأوضَح المنظِّمون أن التاريخ لا يُستحضَر فحسبُ، بل يُصنَع في كل جيلٍ، داعين إلى الحفاظ على ذاكرة الجالية الإسلامية، عبر توثيقها من خلال الأرشفة والروايات الشفوية، وتسجيل شهادات الروَّاد الأوائل.

حثَّ القائمون على المبادرة المساجد والمنظمات الإسلامية على إنشاء أرشيفاتٍ مجتمعيةٍ تحفَظ الصور والوثائق والنشرات التاريخية، وعلى التعاون مع المؤسسات الأكاديمية لضمان إدراج قصص المسلمين ضمن التراث الوطني الكندي.

شجَّع القائمون على الفعاليات الشباب المسلمين على المشاركة في مشاريعَ بحثية وإنتاج إعلامي وإبداعي، يُبرز تاريخهم وهُويَّتهم الإسلامية، مؤكدين أن التوثيق العلمي والمؤسسي هو الضمان لبقاء هذا الإرث، وليس منشورات وسائل التواصل الاجتماعي العابرة.

نوَّه القائمون إلى أهمية دعم المؤسسات الأكاديمية؛ مثل أرشيف المسلمين في كندا (MiCA) بجامعة تورنتو، الذي يعمل على جمع وحفْظ المواد التاريخية التي توثِّق وجودَ المسلمين وإسهاماتهم في كندا.

ووجَّه المشاركون الدعوةَ إلى المجتمع الإسلامي لتحويل شهر التاريخ الإسلامي من مناسبةٍ احتفاليةٍ إلى دعوةٍ عمليةٍ لبناء المستقبل، عبر العمل والإبداع والمشاركة الفعَّالة في الحياة العامة.

أكد المنظمون أن التاريخ الحقيقي لا يُكتب بالمنشورات أو الملصقات، بل يُصاغ بالأفعال والقيم والإسهامات التي تُقدِّمها الأجيال المتعاقبة، مشددين على أن تاريخ المسلمين في كندا يستحق أن يُروى ويُحفظ بوصفه جزءًا لا يتجزَّأ من تاريخ كندا؛ المصدر: شبكة الألوكة.

يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.