نبذة عن مسجد ماكاو Macau

نبذة عن مسجد ماكاو Macau

ماكاو هي مستعمرة برتغالية سابقة، مساحتها صغيرة جدًّا؛ حيث تساوي ٢٩ كم مربعًا، وبينها وبين هونغ كونغ مسافة خمسين دقيقة بالبحر.

تستخرج فيزتها عند دخولها لمدة 30 يومًا بما يعادل خمسين ريالًا، ولا يوجد فيها إلا مسجد واحد فقط هو مسجد ماكاو.

عدد المسلمين فيها قليل جدًّا؛ حيث يبلغ مجموعهم من مختلف الجنسيات قرابة ٤٠٠ شخص، وأما الخادمات الإندونيسيات المسلمات اللاتي يعملنَ في خدمة البيوت، فيبلغ عددهن أكثر من ٣٠٠٠ خادمة مسلمة.

مسجد ماكاو هو مسجد قديم جدًّا جُدِّد بناؤه عام ١٩٧٤ م، وقد جددت بناءه امرأة صينية مسلمة،

وهو المسجد الوحيد في ماكاو، ويجتمع فيه عددٌ من المسلمين من مختلف الجنسيات، فيبدو هذا المسجد عامرًا بحركة الناس.

وهناك مبنى باللون الأخضر الغامق صغير مساحته 65 مترًا، وهو مبنى جمعية الاتحاد الإسلامي في ماكاو، وقد أنشئت هذه الجمعية علم ١٩٣٥ م في أثناء الاستعمار البرتغالي، وهناك مغسلة أموات، وكذلك مطبخ وملاعب،

والأرض التي يقع عليها المسجد أرض كبيرة جدًّا، وفيها بعض المباني القديمة أيضًا، وتحتوي هذه الأرض على مسجد ومصلى للنساء ومقبرة للمسلمين تعود إلى مئات السنين؛ مما يدل على قِدَم بناء المسجد.

وموقع المسجد موقع جميل على جبل تحيط به الأشجار الكثيرة وبكثافة، ويطل من جهته الشرقية على ساحل البحر، وبالقرب منه الميناء؛ الذي يبعد عشر دقائق مشيًا على الأقدام.

أما تاريخ بناء هذا المسجد بالتحديد، فعند سؤالنا للإخوة الموجودين به، وجدنا اضطرابًا وتباينًا في تحديد تاريخ بنائه، فمنهم من يقول أنه بُني قبل أكثر من ١٥٠ عامًا، ومنهم من يقول أن عمره الحقيقي يعود لأكثر من ٤٠٠ سنة، وكذلك هناك اختلاف حول من الذي بناه، فمنهم من يقول أنهم التجار العرب أو الفرس، ومنهم من يقول أنهم الهنود الذين جاؤوا مع الجيش البرتغالي، والله أعلم.

في يوم الأحد يجتمع كثير من المسلمين في هذا المسجد - وخاصة الخادمات الإندونيسيات - حيث إنه يوم عطلتهنَّ، فيجتمعنَ في المسجد منذ الصباح الباكر إلى الليل، ويُحضرنَ معهنَّ طعامهنَّ، ولهنَّ برامجُ كثيرة في هذا اليوم؛ مثل: مراجعة وتعليم سورة الفاتحة، والسور القصار، إضافة إلى بعض البرامج الترفيهية والمسابقات الخاصة بهنَّ، مع وجود معرض لبعض الكتب الشرعية يصاحب فعاليات ذلك اليوم.

دخول الإسلام إلى ماكاو يعود إلى ما قبل عام ١٢٠٠م، وذلك على يد تجار من العرب وبلاد فارس، ثم دخله مرة أخرى مع البرتغاليين؛ حيث كان معهم بعض المسلمين من بلاد الهند وجنوب آسيا.

أما الدخول الثالث، فكان إبَّان الحرب العالمية؛ حيث أتى عدد من المسلمين الصينيين إلى ماكاو واستوطنوا هناك.

يأمُل الإخوة المسلمون هناك أن يقوموا بعمارة مسجد آخر كبير - يكون مكان المسجد الموجود - يتكون من عدة طوابق، ويكون بمثابة مركز إسلامي؛ حيث إن المسجد الحالي صغير جدًّا، ولا تتجاوز مساحته ٥ × ١٥م، مع مصلى النساء والمساحة الفاصلة بين مصلى الرجال والنساء، مع أن هذا المسجد تقام فيه الجماعات والجُمع والأعياد، ويُصلى فيه على الجنائز.