• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / سير وتراجم


علامة باركود

رحيل العالم البحاثة الأديب الدكتور محمد شفيق البيطار

رحيل العالم البحاثة الأديب الدكتور محمد شفيق البيطار
أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 24/12/2024 ميلادي - 22/6/1446 هجري

الزيارات: 1128

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحيل العالم البحَّاثة الأديب

الدكتور محمد شفيق البَيطار

 

رحم الله أخانا الكبير والصديق الحبيب، البحَّاثة المحقِّق والأديب المبدع الأستاذ الدكتور محمَّد شَفيق البَيطار، أستاذ الأدب الجاهلي والعَروض والمكتبة العربية في كلِّية الآداب بجامعة دمشق، وعضو مَجمَع اللغة العربية بدمشق، والشاعر المبدع الذي كتب عشرات الأناشيد لبرامج الأطفال، وأشرف عليها لغويًّا وتربويًّا، والذي وافته منيَّته بأخَرة عن تسعة وخمسين عامًا.

 

عرَفتُ الأخ الفاضل شفيق البَيطار بعد حصوله على شهادة (ماجستير) من كلِّية الآداب بجامعة دمشق عام 1992، بمرتبة امتياز، عن رسالته (شعر حُمَيد بن ثَوْر الهِلالي جمعًا ودراسة)، بإشراف أستاذنا الجليل العلَّامة الدكتور عبد الحفيظ السَّطْلي.

 

وكنت يومئذٍ حديثَ عهد بالالتحاق بقسم اللغة العربية بكلِّية الآداب في جامعة دمشق، لقيتُه أوَّل مرَّة في مناقشة إحدى الرسائل الجامعية، بمدرَّج شفيق جبري. ومن يومئذٍ توثقَت الصِّلة بيننا، وكان شابًّا لطيفًا حَيِيًّا، دَمِثًا حليمًا، رَزينًا عصاميًّا، جادًّا في الإقبال على العلم والمكتبة العربية، محبًّا للُّغة والشعر القديم، بارًّا بأساتذته وإخوانه، مع جوانبَ من الألمعيَّة في شخصيَّته العلمية والإنسانية، وكلُّ جانبٍ منها حَقيقٌ بأن يُفردَ بالتِّبيان والكتابة عنه باستفاضة.

 

وإلى عمله مُعيدًا في كلِّية الآداب حينئذٍ كان يعمل خطَّاطًا؛ يخُطُّ لوحات المحالِّ والمَتاجر ليَحْيا حياة كَفافٍ من كدِّ يمينه، مستغنيًا بموهبته عن سؤال الناس! ثم فُتحَت له أبوابٌ من الرزق الكريم بتوظيف موهبته الشعرية في كتابة الأناشيد وشارات المسلسلات والأفلام لبرامج الأطفال.

 

ثم صِرتُ أتردَّد إليه في بيته المتواضع بحيِّ الدُّوَيلعة، في كلِّ يوم جمعة، نحضُر معًا خطبة الجمعة والدرسَ بعدها في مسجد البَراء بن عازِب القريب منه، لدى خطيبٍ كان حبيبًا إليه وأثيرًا لديه، ثم أسعد بمجالسته ساعة من الصفاء. وقد انتفعت في مجالسنا تلك بعلمه وخُلقه وكريم شمائله، وكنت أُطلعه على بعض ما أعمل في تصحيحه يومئذٍ من كتب لبعض دور النشر، فكان يُسَرُّ بعملي ويُثني عليه، ثم نجهَدُ معًا في مراجعة ما كنت أستصعِبُه أو أتوقَّفُ فيه، فاستفدنا واستمتعنا في تحقيق المسائل، والوقوف على وجه الصواب فيها.

 

انتفع البَيطار بعدد من كبار أساتذتنا في مقدِّمتهم الدكتور عبد الحفيظ السَّطْلي، الذي أشرف عليه أيضًا في أطروحة الدكتوراه التي نالها عام 1995 بمرتبة الشرف، وموضوعها (شعر قبيلة كَلْب بن وَبْرة جمعًا ودراسة)، وكنت ممَّن حضر مناقشته التي جَلا فيها عن عالم أصيل، ومحقِّق بارع حاذق.

 

وتحقَّقَت فيه فِراسةُ أستاذنا السطلي؛ فيما أخرج بعدُ من آثار وحقَّق من أسفار، وفي نهوضه بأمانة التعليم والتربية، فكان بحقٍّ نِعمَ المعلِّمُ القدوة، بجِدِّه ونُصحه وبَسْمَته التي لا تكاد تفارق مُحيَّاه، على مدار ربع قرن، وقد أجمعَت كلمة طلَّابه على الثناء عليه، والاعتراف بأياديه وفضله.

 

كنت ألحُّ عليه في السُّنيَّات الأخيرة أن يزوِّدَني بسيرة ذاتية موسَّعة، يضمِّنها بعض ذكرياته وأخباره مع أساتيذنا، فكان يقابل إلحاحي دومًا بالاعتذار، ويدفعه بتواضُعه المعهود!

 

ثم رأيت أن أستدرجَه بأَخَرة بإرسال أسئلة إليه بين حينٍ وآخرَ عن صِلاته ببعض الأساتذة والعلماء، فكان يجيب بأريحيَّة، فاستخرَجتُ من أجوبته أخبارًا وآراءً مفيدة.

 

سألته عن صلته بشيخ العربية العلَّامة أحمد راتب النفَّاخ، فأخبرني أنه لم يلقَه سوى مرَّة واحدة، في مَجمَع اللغة العربية بدمشق، في غرفة الأستاذ مأمون الصاغرجي أمين سرِّ مجلَّة المجمع، وكان شفيق حينئذ يقدِّم إلى المجلة تحقيقَه لميمية حُمَيد بن ثور بشرح الأصمعي، للنشر فيها.

 

وسأله النفَّاخ عن مُشرفه في رسالة الماجستير، فأخبره بأنه السطلي.

 

فقال النفَّاخ: هذا الرجل عالمٌ شريف، ولذلك يحاربونه.

 

وعقَّب البيطار قائلًا: ثم أخبرتُ الدكتور السطلي بعد وفاة النفَّاخ بقوله، فبَرَقَت عيناه سرورًا.

 

وسألته عن أهمِّ من انتفع بهم من الأساتيذ وخلَّفوا في نفسه أثرًا فأجاب:

الذين أفدتُّ منهم حقًّا في الجامعة وخارجها:

• الدكتور عبد الحفيظ السَّطلي: منهجًا وتحقيقًا وعلمًا.

 

• والأستاذ عاصم بهجة البَيطار [ولا صلةَ قرابة بينه وبين أخينا شفيق، فهما من أسرتين مختلفتين]: درَّسَني في السنة الأولى، وكنت أحضُر محاضراته الصباحية، ومحاضراته المسائية المخصَّصة للطلَّاب الموظفين، والمحاضرات التي سمَّاها (ما يطلبه المستمعون)، فأفادني ذلك كثيرًا.

 

• والدكتور رضوان الدَّاية: في الاطِّلاع على المكتبة العربية، والتدرُّب على التحقيق، وعلم العَروض والقافية، بملازمتي له سبع سنوات في مكتبته.

 

• والدكتور علي أبو زيد: بتوجيهه لي، ودَلالتي على الكتب، وقراءته للدراسة التي أعددتُّها في رسالة الماجستير، بطلبٍ من أستاذنا السطلي. فضلًا عن المودَّة بيننا والمودَّة بين والدَيه ووالدَيَّ. وهؤلاء الثلاثة (السطلي، والداية، وأبو زيد) أصحاب الفضل الأكبر عليَّ.

 

• والدكتور مازن المبارك: درَّسني في السنة الثالثة (الأدوات النحوية).

 

• والدكتور وَهْب رومية: درَّسني في سنة الدبلوم.

 

• ودرَّسني آخرون ارتحت إلى معظمهم، منهم: الدكتور عبد الكريم الأشتر، والدكتورة عزيزة مُرَيدِن، والدكتورة ليلى الصبَّاغ من قسم التاريخ في السنة الرابعة، والدكتور حسام الخطيب، والدكتور عبد النبي اصطيف.

 

• والأستاذ محمد علي حَمْد الله: انتفعت بمجالسته كثيرًا، لم يدرِّسني في الجامعة، ولكن كانت بيننا وبينه مودَّة، وزُرته مرَّات في منزله في التلِّ، وخرَجنا معًا للتنزُّه صُحبةَ الإخوة أحمد صوَّان، وأحمد نتُّوف وغيرهما. ودعَوتهم لرحلة إلى جُرد رأس المعرَّة البلدة التي وُلدتُّ فيها فكان سروره عظيمًا.

****

 

وبعدُ، فقد كنت أودُّ أن أكتبَ عن أخينا الحبيب النبيل الدكتور شفيق البَيطار غيرَ ما كتبت، بيدَ أن نفسي المشعَّثة لا تُطاوِعني، ولا تُعينني على أن أوفيَه بعض حقِّه!

 

وأقول أخيرًا: إن الأخ الدكتور محمد شفيق البَيطار هو ابن محَلَّة الشمَّاعين في حيِّ الشاغور بدمشق، وقد وُلد في بلدة رأس المَعَرَّة من يَبْرُود عام 1384هـ/ 1965م. وبقي ممتَّعًا بصحَّته وهمَّته إلى صباح يوم السبت 23/ 11/ 2024، وبينما كان يتهيَّأ للذهاب إلى عمله فقَدَ وعيَه ووقع أرضًا، فجأةً دون عوارضَ مرَضية سابقة، ونُقل إلى مستشفى المواساة بدمشق، وتبيَّن إصابته بنَزْف دماغي، وأُدخل وَحدة العناية المشدَّدة.

 

وفي صباح يوم الجمعة 29/ 11/ 2024 أُجريت له جِراحةٌ دقيقة (عملية أم الدم الدِّماغية) في مشفى دار الشفاء، ولم يلبَث أن دخل في غيبوبة في إثرها متعرِّضًا لموت دماغي، مع بقاء القلب ينبض. وفي يوم الأحد 1/ 12/ 2024، أُدخلَ غرفة الإنعاش في مستشفى المواساة مرَّة أُخرى، وبقي في غيبوبته حتى توفَّاه الله يوم الثلاثاء 2 جُمادى الآخرة 1446هـ الموافق 3/ 12/ 2024م. وفي اليوم التالي الأربعاء نُقل جثمانه إلى مسقط رأسه بلدة رأس المَعَرَّة، وصُلِّي عليه في جامع البلدة، ودُفنَ في مقبرتها.

 

تغمَّده الباري برحمته وعفوه، وجعل ما ابتلاه به في أيَّامه الأخيرة كفَّارةً ورِفعة.

 

وأحسن عزاءنا وعزاء أسرته وإخوانه وطلَّابه وأحبابه فيه.

 

وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

 

ودونكم رابطَ سيرته في الموسوعة الحرَّة (ويكيبيديا) من تحريري:

https://goo.su/XUO49

 

ورابطَ مرئية له عند تقليده الشارة المَجمَعية في حفل استقباله عضوًا في مجمع دمشق:

https://www.youtube.com/watch?v=a5at3WCDm7g

 

كتبه

أبو أحمد المَيداني

أيمن بن أحمد ذو الغنى

الرياض ثاني جُمادى الآخرة 1446

كاتب المقالة مع الدكتور محمد شفيق البَيطار، في داره بحيِّ الدويلعة، عام 1994

 

إهداء بخطِّ شفيق البَيطار إلى كاتب المقالة على نسخة من تحقيقه ديوان حُمَيد بن ثور الهِلالي

 

إهداء بخطِّ شفيق البَيطار إلى كاتب المقالة على نسخة من تحقيقه ديوان زهير بن جَناب الكَلْبي

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة