• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / سير وتراجم


علامة باركود

العلامة الدكتور محمَّد أحمد الدَّالي فارس تحقيق التراث

العلامة الدكتور محمَّد أحمد الدَّالي فارس تحقيق التراث
أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 11/12/2022 ميلادي - 17/5/1444 هجري

الزيارات: 8007

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسم الله الرحمن الرحيم

العلامة الدكتور محمَّد أحمد الدَّالي

فارس تحقيق التراث

(1372- 1443هـ/ 1953- 2021م)

 

من حقِّ أبناء هذا الجيل علينا، أن نُبرزَ لهم سِيَر سلَفِهم من أعلام أُمَّتنا وعُلمائها، ومن رجالاتها الأخيار ونُبَلائها؛ ليكونوا لهم في سِيَرهم العلميَّة والعمليَّة، مناراتٍ هادية، وصُوًى مُرشِدة. وقد غبرَ زمانٌ تلمَّس فيه الباحثون سُبلَ تحقيق تراثنا العربي؛ الأدبي منه والعلمي، بالرجوع إلى ما خلَّفه لنا الأجدادُ من أصول علمية بيِّنة؛ في الرواية والتلقِّي، والتحقُّق والتثبُّت. حتى استقام فنُّ التحقيق على سُوقِه، ونَضِجَت طرائقُه، ورسَخَت قواعدُه، وبانت سَبيلُه. فمضَى عليها أفذاذُ المحقِّقين، ونزلوا بها من مَيدان التنظير إلى مَيدان التطبيق، بأمانة وحَزم، فزادت الجادَّةُ لُحوبًا، والطريقُ وضوحًا.

 

ومن أعلام العربيَّة في عصرنا، وفرسان التحقيق في زماننا، أستاذُنا العلَّامةُ اللغويُّ النحويُّ الثَّبْتُ النِّقابُ[1] الدكتور أبو أحمد محمَّد أحمد الدَّالي رحمه الله تعالى، الذي تخرَّج بشيخ العربيَّة في الشام العلَّامة أبي عبد الله أحمد راتب النفَّاخ، وتقيَّل مناهجَ الأكابر من شيوخ التحقيق في دهرنا؛ عبد العزيز المَيمَني الرَّاجَكُوتي، وأحمد محمد شاكر، ومحمود محمد شاكر، وعبد السلام هارون، والسيِّد أحمد صقر، وحمل الرايةَ عنهم كابِرًا عن كابِر.

 

سيرة العلَّامة الدَّالي[2]

من العَسير حقًّا الإحاطةُ بترجمة الأستاذ الجليل في صفَحات قليلة، وبيانُ منزلتِه الرفيعة في علوم العربيَّة، وعلوِّ كَعْبِه في الإحاطة بالمكتبة العربيَّة والإسلاميَّة، وبلوغِه الغايةَ في تحقيق التراث؛ اللغوي والأدبي والنحوي، وفي علوم القرآن؛ تفسيره وغريبه ومعانيه وإعرابه. ولكن كما قيل: إن القَطْرةَ لا تُغني غَناء اليَنبُوع، لكنَّها تدلُّ عليه!

 

1) ولادته ونشأته:

وُلد الأستاذُ في بلدة مِصْيافَ، وهي مركزٌ زراعيٌّ وتجاريٌّ من أعمال محافظة حَماةَ السُّورية، في العِشرين من ذي القَعدة 1372هـ = 1/ 8/ 1953م، لأبٍ مثقَّف امتهنَ التجارة، لكنَّها لم تَصرِفهُ عن شَغَفِه بالقراءة وجمع الكتب في فنونٍ شتَّى؛ من علوم العربيَّة وآدابها والتاريخ والشريعة والفلسفة والتصوُّف. وكان حريصًا على تعليم ولدِه وتثقيفه، فدفعَ به إلى من يُلقِّنه أفصحَ بيان، كتابَ الله العظيمِ القرآن، فحَفِظَ جُلَّه في نعومة أظفاره، ولا تسَل عن أثر ذلك في كَلَفِه بالعربيَّة، واستقامة جَنانِه، قبلَ لسانِه وبَنانِه.

 

2) دراسته وتفوُّقه:

في هذه البيئةِ الثقافية الصالحة نشأ الطفلُ محمد الدَّالي، فتجلَّت في مَخايلِه أَماراتُ النَّجابة والتميُّز، فكان الأوّلَ في المرحلة الابتدائية على طلَّاب بلدَتِه في (مدرسة سيف الدَّولة الحَمْداني)، و(مدرسة المأمون)، التي نال شهادتَها عام 1966م. ثم مَضَى في جميع مراحل الدراسة متفوِّقًا سابقًا؛ فدرسَ المرحلة الإعدادية في (مدرسة مِصيافَ الرسميَّة)، ونال شهادتَها عام 1969م. ودرسَ المرحلة الثانوية في (مدرسة زكي الأَرسُوزي) ببلدته، ونال شهادتَها (الفرع العلمي) عام 1972م.

 

وفي تلك المراحل كلِّها كانت مادَّةُ اللغة العربيَّة أحبَّ الموادِّ إليه، وكان فيها مُبرِّزًا مُجلِّيًا؛ حتى إن أستاذَه في الثانوية سليمان سليمان تنبَّأ له بالتخصُّص في العربيَّة، والانقطاع للنحو واللغة. ورغِبَ الشابُّ الطُّلَعةُ في أن يحقِّقَ نبوءةَ أستاذه وينتسبَ إلى قسم اللغة العربيَّة، بَيدَ أن شُروطَ الانتساب إلى الجامعة في تلك السَّنة، لم تسمَح لطلَّاب الثانوية العلميَّة بدراسة العربيَّة! فاضطُرَّ إلى الانتساب إلى كلِّية العلوم (فرع العلوم الطبيعية) بجامعة دمشق، على كُرهٍ منه، فلم يُتمَّ دراستَه، وأعادَ اختبارَ الثانوية العامَّة في العام التالي، فنالَ شهادتَها (الفرع الأدبي) في دراسة حرَّة، عام 1973م.

 

3) تحصيله وشهاداته:

تحقَّقت أُمنيَّتُه؛ فالتحقَ بكلِّية الآداب في جامعة دمشق، قسم اللغة العربيَّة وآدابها عام 1974م، فشمَّر عن ساعد الجِدِّ، وانكبَّ على أصول العربيَّة تعلُّمًا وتحصيلًا، وكان الأوَّلَ على طلَّاب دُفعته في جميع سِني دراسته، حتى تخرَّج ونالَ الإجازة (ليسانس) في الآداب بتقدير ممتاز، ومجموع عامٍّ قدرُه 81.81%، عام 1978م. ثم التحقَ بدبلوم الدراسات العُليا اللغوية، لينالَ شهادتها من جامعة دمشق، بتقدير جيِّد جدًّا، عام 1980م.

 

ثم أغَذَّ السَّيرَ لإكمال دراسته العُليا، فشَمِلَه أستاذُه العلَّامة الجليلُ الدكتور شاكر الفحَّام برعايته وتوجيهه، وغمَره بفضله ونُبله، حين أشرفَ على رسالته العلميَّة لنيل شهادة العالِميَّة (الماجستير) من جامعة دمشق، وعنوانُها: (سِفْرُ السَّعادة وسَفيرُ الإفادة، لعَلَم الدِّين السَّخاوي- تحقيقٌ ودراسة)، وناقشه فيها كلٌّ من: الأستاذ الدكتور عبد الحفيظ السَّطلي، والأستاذ الدكتور محمد علي سُلطاني، وحصلَ على الشهادة بتقدير ممتاز ودرجة 86 من مئة، عام 1982م.

 

ثم نالَ شهادة العالِميَّة العُليا (الدكتوراه) من جامعة دمشق، بتقدير شرف ودرجة 95 من مئة، عام 1988م، عن رسالته الموسومة بـ (الكشف، لجامع العلوم عليِّ بن الحسَين الأصبَهاني- تحقيقٌ ودراسة)، بإشراف أستاذه العلَّامة الفاضل الدكتور عبد الحفيظ السَّطلي، وناقشه كلٌّ من الأساتذة الكبار: د. شاكر الفحَّام، ود. مازن المبارك، ود. عمر موسى باشا، ود. محمد رضوان الدَّاية.

 

أمَّا أبعدُ الأساتذة فيه أثرًا فهم: العلَّامة أبو عبد الله أحمد راتب النفَّاخ، ود. شاكر الفحَّام، وأبو يحيى د. عبد الحفيظ السَّطلي، وأبو صفوان الأستاذ محمد علي حمد الله، رحمهم الله جميعًا.

 

4) في ذَرا العلَّامة النفَّاخ[3]:

وجدَ الدَّالي في العلَّامة النفَّاخ جبلَ العِلم الذي يُؤوى إليه، والعَودَ الذي يُزاحَمُ به[4]، فلازمَه مُلازمةَ العين لأُختِها في الجامعة وخارجَها على مدار سبعةَ عشرَ عامًا؛ ليُشبعَ من علوم العربيَّة نَهمتَه، ويُروِّي من مسائلها عطَشَه. فكان النفَّاخُ أخصَّ شيوخه، وأقربَ أساتذته إلى نفسه؛ به تخرَّج، وعلى يديه تدرَّب، ومن مَعين علمه غَرَف، ومن بصيرته بالعربيَّة استحصَد، ومن سَداد منهجه في تحقيق التُّراث نهضَ واستحكَم.

 

وكان من تمام نِعَم الله عليه أن درَّسه النفَّاخُ في جميع سنوات الدراسة؛ ففي السنة الأولى درَّسهم: مادَّتي علم العَروض والمكتبة العربيَّة والأدب القديم. وفي السنة الثانية درَّسهم: نصوصًا من كتاب (الكامل) للمُبَرِّد. وفي السنة الثالثة: مادَّةَ علوم اللغة العربيَّة في كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) لابن هشام الأنصاري. وفي سنة الدبلوم: مادَّةَ الموضوع اللغوي، بشرح أبوابٍ من (الخصائص) لابن جنِّي، وأملى عليهم فوائدَ مما انتهى إليه في القراءات القرآنية. وكانت تلك الموادُّ كلُّها وسيلةً إلى بيان أُصول النظر في كلام المتقدِّمين، وأُمَّات مصادر التُّراث العربي الإسلامي، والقراءة الناقدة البصيرة المتأنِّية فيها.

 

ولم يكتفِ بما تلقَّاه عنه في الجامعة، فاختَلَفَ إليه في بيته في سَفْح قاسيون (حيِّ الشيخ محيي الدين)؛ ليحملَ عنه من علومه وخُلقه الأصيل وأمانته ودقَّته، ما تجلَّى في أعماله بعدُ. وقد حظيَ لدى الشيخ فخَصَّه بما لم يخُصَّ به أترابَه؛ من كريم الرعاية والحدَب، وصادق النُّصح والتوجيه. وقد عبَّر الدَّالي عن إجلاله لأستاذه في كثير مما كتب، وأكتفي بذكر كلماتٍ خطَّها في رسالة خاصَّة منه إليَّ، يوم غادرَنا إلى قطرَ مدرِّسًا مُعارًا إلى جامعتها، قال عنه برَّد الله مَضجعَهما[5]: "كان شيخُنا وأستاذنا العلَّامة أحمد راتب النفَّاخ - رحمه الله وطيَّب ثَراه وأجزلَ مثوبته - مَفخَرةَ الشَّام وعينَ علمائها، بذلَ علمَه لطلَّابه أيَّ بذل، وكان العلَّامةَ العارفَ الثقة الإمام. فمَن تلقَّى عنه وقد رَغِبَ في العلم، اختصرَ له الأستاذُ عِلمَ نصف قرن، فإن جَدَّ ودرسَ وحصَّل أمَّهات المصادر، كان أهلًا لأن يكونَ من تلامذة الأستاذ الإمام.

 

وأوَّلُ ما تتعلَّمُه منه أخلاقُ العلماء، ويدلُّك على مفاتيح العلوم. وأنَّى لك بمثله؟ ولا يُذكَر أكثرُ من تعرِفُ ومَن لا تعرِفُ معه!".

 

5) وظائفه وتعليمه:

غِبَّ حصوله على (الماجستير) عُيِّن معيدًا في قسم اللغة العربيَّة من كلِّية الآداب بجامعة دمشق، عام 1984م، ومضَى في عمله الوظيفيِّ بجَدارة وإتقان، يبذُل لطلَّابه كلَّ بذل، ويحرِصُ على مَن يَشِيمُ فيهم نجابةً وإقبالًا، آخذًا بأيديهم في دروب العلم والفهم، غيرَ ضَنينٍ عليهم بإرشاد ونُصح، مع حُنوٍّ ظاهرٍ ولينِ جانب، كيف لا، وهو الرجلُ السَّمحُ الهيِّنُ المُوطَّأُ الأكناف؟!

 

ثم لم يلبَث في عُقْبِ حصوله على (الدكتوراه) أن عُيِّنَ مدرِّسًا للنحو والصرف في القسم نفسِه عام 1989م. ثم تدرَّج في السُّلَّم الوظيفيِّ الرسميِّ؛ فرُقِّيَ إلى مرتبة أستاذ مساعد عام 1994م، ثم إلى مرتبة أستاذ (بروفيسور) عام 2000م.

 

ولم يقتصِر عطاؤه ونفعُه على طلَّاب العربية في الشام، فقد أُعيرَ إلى جامعة قطر من عام 1992 إلى 1997م. ثم عاد كرَّةً أُخرى إلى دول الخليج ليتولَّى العملَ أستاذًا في قسم اللغة العربيَّة بجامعة الكويت عام 2001م. ولم يزل ناهضًا لتعليم العربية فيها حتى آثرَ الاستقالةَ بعد زُهاء عِقدَين[6]؛ رغبةً في العُكوف على ما أخذ به نفسَه من مشاريعَ علميَّةٍ في تحقيق تُراث الأسلاف، وإخراج ما تحتَ يده من بحوث ودراسات، وكانت الاستقالةُ في صيف عام 2020م.

 

6) في مَجْمَع الخالدِين:

إن المكانة العلميَّة التي تبوَّأَها العلَّامة الدَّالي أهَّلته لأن يُسلَكَ في سِلك الخالدِينَ من سَدَنة العربيَّة وحُماتها، فانتُخِبَ عضوًا عاملًا في مَجمَع اللغة العربيَّة بدمشقَ بتاريخ 27 من رمضان 1418هـ (25/ 1/ 1998م)، خلَفًا لأستاذه عبد الهادي هاشم رحمه الله. وصدرَ المرسومُ الجمهوريُّ بذلك في عاشر جُمادى الأولى 1421هـ (10/ 8/ 2000م)، وأُقيمَ حفلُ استقباله في قاعة المجمَع مساء الأربعاء 17 ربيع الآخِر 1422هـ (5/ 9/ 2001م)، وألقى فيه كلمةً بليغة بعنوان (عضوية المجمع أمانةٌ ورسالة)، عبَّر فيها عن اعتزازه بثقة أساتذته في المجمع به، وعرَّف بسَلفه الأستاذ هاشم، وممَّا قاله في ختامها: "وبعدُ، فقد قُدِّرَ لي أن أحُلَّ في هذا الصَّرح الشَّامخ من صُروح الأُمَّة مَحَلَّه، وأسُدَّ فيه مَسَدَّه. ولئن كنتُ أقلَّ من أن أسُدَّ جانبًا من جوانب مكانه فيه = إني لأُحاولُ أن أُخلِصَ في عملي إخلاصَه، وأسيرَ في الطريق الذي سارَ فيه. وعسى أن يوفِّقَني الله فيما أُحاولُ مع أساتذتي الأجِلَّاء أعضاء المَجمَع، والمرءُ قليلٌ بنفسِه كثيرٌ بإخوانه".

 

والدَّالي ابنُ المجمع الوفيُّ، شارك في أعماله وندَواته، ونشرَ له المجمعُ رسالتَيه للماجستير والدكتوراه، فضلًا عن غيرِ قليلٍ من النصوص والبحوث من عيون العربية ومسائلها في مجلَّته. غيرَ أن ظروفَ اغترابه في الكويت، وبُعْدَ الشُّقَّة، وانشغالَهُ بالتدريس الجامعي ثَمَّة= أجاءَتهُ إلى تقديم استقالته من عُضوية المَجمَع في 4/ 8/ 2008م؛ لأن من شُروط العُضوية العاملة فيه حضورَ جلَساته الدَّورية، وصدرَ مرسومُ قَبول استقالته في 5/ 11/ 2008م.

 

7) اعتلاله ووفاته:

ألمعتُ آنفًا أن الأستاذ آثرَ التفرُّغَ لمشاريعه العلمية، فاستقالَ وغادر الكويت؛ ليُلقيَ عصا الغُربة الطويلة في بلدته الأثيرة مِصياف، وذلك في 15/ 10/ 2020م. وقد كان مُبتهجًا بقراره الذي اتخذه، راضيًا كلَّ الرضا عن انقطاعه التامِّ للعلم، وعُكوفه على دواوين العربية؛ تحقيقًا ودراسةً وشرحًا. ولكنَّ إرادة الحكيم الخبير قضَت بمشيئته سبحانه ألا يَتِمَّ له حَولٌ حتى يُصابَ بداء العصر العَياء كورونا (كوفيد 19)، على أخذه بأسباب الوقاية وشدَّة احتياطه، ولكن كما قيل: لا يُغني حذَرٌ من قدَر! وألمَّ الوباءُ برئتَيه ففتَكَ بهما وبرَّحَه، وما أسرعَ أن خَطِفَته يدُ المنون! ليَلقَى وجهَ ربِّه الرحيم صباحَ يوم الأحد سادسَ عشرَ ربيع الآخِر 1443هـ (21/ 11/ 2021م). تغمَّده الباري بعفوه ورحمته، وأخلفَ على الأمَّة من أمثاله، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

 

8) شهادات عارفيه:

حَسبي أن أُورِدَ ثلاثَ شهادات تُغني عمَّا سِواها، لثلاثةٍ من فحول أهل العربيَّة من أساتيذه؛ فإن شهاداتِ الأُستاذينَ أصدقُ وأبلغُ، وأبعدُ عن شُبهة المجاملة والمصانعة، وهؤلاءِ الأعلامُ هم: د. شاكر الفحَّام، والأستاذ محمد علي حمد الله، ود. مازن المبارك.

 

أمَّا الفحَّام فوصفَ تلميذَه الدَّالي يوم قدَّم لواحدٍ من بواكير أعماله، وهو كتابُ الإمام الجليل علَم الدين السَّخاوي (سِفر السَّعادة وسَفير الإفادة)، بقوله: "لقد انتُدبَ الشابُّ محمَّد الدَّالي، وهو المكتَهِلُ في شَبيبته جِدًّا ورصانة، وانصِرافًا إلى العلم، وحبًّا لآثار السَّلف، لتحقيق هذا الأثر الغالي من آثار السَّخاوي، فشمَّر عن ساعد الجِدِّ، وأخذ نفسَه أخذًا غيرَ رفيقٍ بقواعد تحقيق المخطوطات، غيرَ مُتناسٍ الأصولَ التي خلَّفها لنا الأجدادُ في الضَّبط والإتقان والأمانة في نقل النصوص؛ خشيةَ أن يعبثَ بها عابث. وهيَّأ لعمله كلَّ الأسباب التي تدنو به إلى النجاح، وسهِرَ ونَصِبَ لتذليل العقَبات... وطافَ وحوَّمَ ليَرِدَ الماء صَفْوًا لا كدَرَ فيه"[7].

 

وأمَّا حمد الله فقد كنتُ حضَرت معه يومًا مناقشةَ رسالة دكتوراه في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وكان الدَّالي عضوًا في لَجنتها، فجَلا في ملحوظاته عن سَعة اطِّلاع، وبصيرة وحِذقٍ، وبراعة في التعقُّب والاستقصاء، مع عنايةٍ بالأصول العلميَّة المنهجيَّة في البحث. ولمَّا فرَغ سألتُ أستاذنا حمد الله عن رأيه بملحوظات الدَّالي، فالتفت إليَّ قائلًا: "محمد الدَّالي شيخُ النحاة في سُورِيةَ اليوم".

 

وأمَّا المبارك فكتبَ بحروف يعتصرُها الألم عَقِيبَ رحيل الدَّالي قائلًا: "رحمكَ الله يا أبا أحمد، فما حَزِنتُ لفَقدِ أحدٍ في هذه الأيام حُزني لفَقدِك؛ فقد فقَدَتِ العربيَّةُ بفَقدِك فارسَها المجلِّي، وجوهرتَها النادرة، وخسِرَت الأمَّةُ العِلمَ الذي انطَوى، والعَلَمَ الذي هَوَى، وخسِرَت الخُلقَ والنُّبلَ والوفاء، وكلَّ ما عُرِفتَ به من شمائل العُلماء، وصفاتِ الفُضَلاء... وأينَ ذلك كلُّه مجتمعًا في أحدٍ من علماء هذه الأيام؟! لقد فقَدنا عالمًا لم يُطغِه الغُرور، ولم يخدَعهُ حبُّ الظُّهور، ولم تُغرِه المناصب، ولم تستعبِدهُ الدُّنيا. وأينَ مَن يجمعُ اليومَ الخُلقَ القويمَ إلى العِلم وسَعَته، وعُمقه ودقَّته، وصِدقه وأمانتِه؟!"[8].

 

9) أسرته وأولاده:

تزوَّج الدَّالي عام 1983م السيدةَ الفاضلة سامرة بنت محمد وحيد بازو (من مِصياف)، وله منها ابنانِ وابنتان؛ هم: د. أحمد الدَّالي، طبيبٌ مَخبَري يعمل في ألمانيا، من مواليد سنة 1990م. والمهندس إياد الدَّالي، مهندسُ حواسيبَ يعمل في الكويت، من مواليد سنة 1995م. وسارة الدَّالي، حاصلةٌ على إجازة في اللغة العربيَّة من جامعة الكويت، من مواليد سنة 1984م، متزوِّجة. وهدى الدَّالي، حاصلةٌ على إجازة في اللغة الإنكليزية من قسم اللغويات بجامعة الكويت، وماجستير في الترجمة من جامعة بورتسموث ببريطانيا، تعمل مدرِّسةً في الكويت، من مواليد سنة 1986م.

۞۞ ۞ ۞۞

 

منهج العلَّامة الدالي في التحقيق

قدَّم العلَّامةُ الدَّالي للمكتبة العربيَّة أعلاقًا نفيسةً وكنوزًا ثمينةً من أصول العربيَّة واللغة والأدب، وما كان لها أن تخرجَ بالصورة التي خرجَت به من الإتقان والإحكام، لولا ما بذلَ في تحقيقها من جُهد مُضنٍ ظاهرٍ للعارفين وذوي البصائر في صَنعة التحقيق!

 

وإن آفاقَ الكلام على منهج الأستاذ في التحقيق رحبةٌ واسعة، وجديرٌ بها أن تُخصَّ بمقالة مُفردة، تتناول بالتفصيل ما كان يتحرَّاه من أمانة ودقَّة في اختيار النُّسَخ الخطِّية، وفي دراستها وتقديم ما ينبغي أن يكونَ أصلًا منها، وفي طريقته في النَّسْخ والمعارضة، ثم تخريج المسائل وتفسير الغريب، وبيان كلِّ ما ينبغي بيانُه، والتعليق والتعقُّب والاستدراك على المصنِّفين، ثم فهرسة الكتاب فهرسةً شاملةً دقيقة، لا تدَعُ شيئًا من موضوعاته الكلِّية والجزئيَّة إلا أحاطت به.

 

لقد مضَى الأستاذُ في التحقيق على جادَّة قويمة هي امتدادٌ لمنهج الأكابر من المحقِّقين؛ على ما ألمعتُ في صَدر المقالة. ولو سبَرتَ صنيعَه ورُزتَ حواشيَه وأنعَمتَ النظرَ في مقدِّماته، لأدركتَ أني لم أُغادرِ الحقيقة؛ فهو ينسِجُ على مِنوالٍ من التثبُّت التامِّ في كلِّ ما يخطُّ بَنانُه، حتى إنه عارضَ كلَّ كتابٍ من مصنَّفاتِ جامع العلوم التي أخرجها حرفًا حرفًا بغيرها من مؤلَّفاته، وبمواردها من كتب أبي عليٍّ وابن جنِّي ومن قبلهم إمام النحاة سيبويه، وغيرهم من أئمَّة الصَّنعة وجِلَّة شيوخ العربيَّة.

 

بل إن صنيعه يتجاوزُ التحقيقَ المتقنَ العاليَ؛ ليكونَ شرحًا وتبيينًا لمراد المصنِّف، فهو لا يمرُّ على مسألةٍ مُعضِلة، أو عبارةٍ غامضة مُشكِلة، دون أن يُشبعَ التعليقَ عليها إبانةً وكشفًا، وجَلاء وإيضاحًا، مع التوسُّع في الإحالة على كلام أهل العلم، وكأن المكتبةَ العربيَّة كلَّها بين عينيه! وأدَّاه طولُ تأمُّله في كتب العربيَّة وعميقُ نظره في أسفار الأئمَّة، إلى أن يُدليَ بدَلوه؛ تقويمًا وتسديدًا، وتصويبًا واستدراكًا، ولهذا ما تراه يُثبت على أغلفة كثير من كتبه عبارة: (حقَّقه وخرَّج ما فيه وشرحَه وناقشَه وكتبَ حواشيَه وصنَع فهارسَه) وهي ألفاظٌ نازلة في حاقِّ موضعها غيرَ شكٍّ[9].

 

ثم تراهُ بعد ذلك كلِّه على سجيَّته من التواضُع والتطامُن، والنأي عن التباهي والانتِباج، ليَنُصَّ على أن عملَه لا يعدو أن يكونَ استدراكًا على علمِهم بعلمِهم، واعتراضًا على أقوالهم بأقوالهم؛ يقول رحمه الله[10]: "وما عمَلي... إلا آثارٌ ونتائجُ عن محاولتي فهمَ كلامهم، ومعارضةَ أقوالهم في تصانيفِهم، ومعرفةَ أخذِ بعضِهم عن بعض، واختيارِ بعضِهم قولًا على قول. فمِن كلامهم علَّقتُ... ومن كلامهم استدركتُ عليهم، ومن كلامهم اختَرتُ ما اختَرت، وممَّا بسَطُوه من أصول العربيَّة خالفتُهم فيما خالفُوه منها في بعض أقوالهم، ورأيتُ غيرَ ما رأَوا".

 

ورائدُه في هذا قولُ الإمام ابن جنِّي[11]: "وإذا صحَّ لإنسانٍ قولٌ يقتَضيه مَحضُ القياس فليسَ ينبغي أن يُحجِمَ عن القول به؛ لأنه لم يقُله مَن قبلَه من الشيوخ. ولو كان هذا مذهبًا صحيحًا لما كان للثَّاني أن يزيدَ على الأوَّل، ولا أن يأتيَ بما لم يأتِ به، ولكانَ هذا مدعاةً إلى العِيِّ والحَصَر".

 

ولا يفوتُني أن أذكرَ أخيرًا أن الطالبة ضياء جخير كاظم اللامي قدَّمت أطروحةً للماجستير بعنوان (جهودُ الدكتور محمَّد أحمد الدَّالي في اللغة والنحو وتحقيق التُّراث اللغوي) في قسم اللغة العربيَّة من كلِّية التربية والعلوم الإنسانيَّة بجامعة البَصرة في العراق، بإشراف الأستاذ الدكتور سامي علي جبار المنصوري.

۞۞ ۞ ۞۞

 

آثار العلَّامة الدَّالي

سأقتصِرُ منها على الكتب المحقَّقة دونَ سِواها من البحوث والدراسات والمقالات المنشورة في المجلَّات والدَّوريات المحكَّمة والعلميَّة المتخصِّصة، وهي كثير؛ فإنها جميعًا صدرَت بين دَفَّتَي كتابه (الحصائل) على ما سيأتي.

 

1) في التحقيق:

• (المُجتَنى) لابن دُرَيد الأَزْدي (ت 321هـ)، دار الفكر بدمشق، ط1، 1400هـ/ 1979م، ط2، 1402هـ/ 1982م، لم يُثبَت اسمُه على غلافها، وذكره الناشرُ في مقدِّمته. دار الجفَّان والجابي بدمشق وقبرص، ط1، 1418هـ/ 1997م، نصَّ على أنها الطبعةُ الأولى المحقَّقة والمنقَّحة، وأنها تجُبُّ ما قبلها، وأنه غيرُ راضٍ عن صَنيعه في تلك الطبعة.

 

• (أدب الكاتب) لابن قُتَيبة الدِّينَوَري (ت 276هـ)، مؤسسة الرسالة ببيروت، ط1، 1402هـ/ 1981م، ط3، 1416هـ/ 1996م، في مجلَّد كبير.

 

• (سِفر السعادة وسَفير الإفادة) لعَلَم الدين السَّخاوي (ت 642هـ)، ط1، مجمع اللغة العربيَّة بدمشق، 1403هـ/ 1983م، ط2، دار صادر ببيروت، 1415هـ/ 1995م، في ثلاثة مجلَّدات.

 

• (الكامل في اللغة والأدب) لأبي العبَّاس المُبَرِّد (ت 286هـ)، مؤسسة الرسالة ببيروت، ط1، 1406هـ/ 1986م، ط4، 1425هـ/ 2004م، في أربعة مجلَّدات.

 

• (مسائل نافع بن الأزرق عن عبد الله بن العبَّاس) رواية أبي بكر الخُتَّلي (ت 365هـ) وأبي طاهر ابن العلَّاف (ت 442هـ)، دار الجفَّان والجابي بدمشق وقبرص، ط1، 1413ه/ 1993م.

 

• (أخبار في النحو) رواية أبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم (ت 349هـ) عن شيوخه، دار الجفَّان والجابي بدمشق وقبرص، ط1، 1413هـ/ 1993م.

 

• (كشف المُشكِلات وإيضاح المُعضِلات) لجامع العلوم الأصبهاني الباقولي (ت 542هـ)، ط1، مجمع اللغة العربيَّة بدمشق، 1415هـ/ 1995م، ط2، دار القلم بدمشق، 1444هـ/ 2022م، في أربعة مجلَّدات.

 

• (جواب المسائل العشر) لابن بَرِّي (ت 582هـ)، دار البشائر بدمشق، ط1، 1418هـ/ 1997م.

 

• (الإقناع لما حَوى تحت القِناع) لبُرهان الدين المُطَرِّزي (ت 610هـ)، حقَّقه بالاشتراك مع د. سلَّامة عبد الله السُّويدي، مركز الدراسات والوثائق الإنسانية بجامعة قطر، ط1، 1419هـ/ 1999م.

 

• (شمس العُلوم ودواء كلام العرب من الكُلوم) من (أ - ح)، لنَشْوان بن سعيد الحِمْيَري (ت 573هـ)، دار الفكر بدمشق، ط1، 1421هـ/ 2000م، وعلَّق بخطِّ يده عند تاريخ الطبعة بقوله: "فُرغ من طبعه في أوائل أيلول 2001م" قلت: ويوافقه جُمادى الآخِرة 1422هـ، في مجلَّد كبير.

 

• (تفسير غريب ما في كتاب سِيبَوَيه من الأبنية) لأبي حاتِم السِّجِسْتاني (ت 255هـ)، دار البشائر بدمشق، ط1، 1422هـ/ 2001م.

 

• (الاستدراك على أبي عليٍّ الفارسيِّ في الحُجَّة) لجامع العلوم الأصبهاني (ت 542هـ)، مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت، ط1، 1428هـ/ 2007م، في مجلَّد كبير.

 

• (الإبانة في تفصيل ماءات القرآن، وتخريجِها على الوجوه التي ذكرَها أربابُ الصِّناعة) لجامع العلوم الأصبهاني (ت 542هـ)، ط1، وِزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، 1430هـ/ 2009م، ط2، دار البشائر بدمشق، 1435هـ/ 2014م، في مجلَّد كبير.

 

• (جواهر القرآن ونتائج الصَّنعة) لجامع العلوم الأصبهاني (ت 542هـ)، دار القلم بدمشق، ط1، 1440هـ/ 2019م، في أربعة مجلَّدات.

 

2) في التأليف:

لم يُعنَ الأستاذُ بالتأليف ابتداءً، غيرَ أن ما نشره في مجلَّات علميَّة مرموقة؛ من دراسات وبحوث ومقالات علميَّة، ورسائلَ محقَّقة ونصوص مجموعة، وعلى رأسها مجلَّةُ مجمع اللغة العربيَّة بدمشق، بلغت مبلغًا كبيرًا، فجمعَها كلَّها في كتابه (الحصائل في علوم العربيَّة وتراثها)، الذي صدَر عن دار النوادر بدمشق وبيروت والكويت، ط1، 1432هـ/ 2011م، في ثلاثة مجلَّدات.

 

3) آثار مخطوطة:

خلَّف الأستاذُ رحمه الله عددًا من الكتب؛ منها ما هو مجهَّزٌ للنشر، ومنها ما قطعَ شوطًا بعيدًا في تحقيقه، ومنها ما مهَّد للعمل فيه.

 

أ- ممَّا أعاد تحقيقَه، بالاعتماد على أصول خطِّية لم يكن وقفَ عليها من قبلُ، وهو مجهَّزٌ للنشر:

• (المُجتَنى) لابن دُرَيد الأَزْدي (ت 321هـ).

• (مسائل نافع بن الأزرق عن عبد الله بن العبَّاس).

• (الإقناع لما حَوى تحت القِناع) لبُرهان الدين المُطَرِّزي (ت 610هـ).

وستَصدُر ثلاثتُها عن دار القلم بدمشق، إن شاء الله تعالى.

 

ب- وممَّا قطع شوطًا بعيدًا في تحقيقه والتعليق عليه:

• (ديوان الفَرَزْدَق) صَنعةُ أبي سعيد السُّكَّري (ت 290هـ)، برواية المُفضَّل الضَّبِّي (ت 178هـ)، وأبي عُبيدة مَعمَر بن المثنَّى (ت 208هـ)، وأبي عَمرو الشَّيباني (ت 205هـ) حقَّقه وكشفَ غوامضَه، وعلَّق عليه، ووصَلَه وذيَّل عليه. قدَّرَ له أن يكونَ في أربعة مجلَّدات.

 

• (الملخَّص في الوقف والابتداء) لجامع العلوم الأصبهاني (ت 542هـ)، قدَّرَ له أن يكونَ في 1200 صفحة.

 

ت- وممَّا عزمَ على تحقيقه، وجمعَ نسخَه الخطِّية، وهيَّأ أسبابَ العمل فيه:

• (المخصَّص) لابن سِيدَه (ت 458هـ).

• (الكامل في اللغة والأدب) للمُبَرِّد (ت 286هـ)، نشرة جديدة ناسخة للقديمة.

• (أدب الكاتب) لابن قُتَيبة (ت 276هـ)، نشرة جديدة ناسخة للقديمة.

• (الاقتضاب في شرح أدب الكُتَّاب) لابن السِّيد البَطَلْيَوسي (ت 521هـ).

۞۞ ۞ ۞۞

 

♦ نُشِرت في مجلَّة (المخطوط العربي) الصادرة عن وِزارة الثقافة السورية، الهيئة العامَّة السورية للكتاب، العدد (3)، سنة 2022م، ص61- 72.

 

العلَّامة الدالي في شبابه

 

العلَّامة الدالي في شيخوخته

 

غلاف العدد الثالث من مجلة المخطوط العربي الذي نشرت فيه المقالة



[1] قال ابنُ منظور: النِّقابُ، والمِنْقَبُ: الرَّجُلُ العالمُ بالأشياء، الكثيرُ البحثِ عنها، والتَّنقِيبِ عليها. قال أبو عُبَيد: النِّقابُ هو الرَّجُلُ العلَّامة. وقال غيرُه: هو الرَّجُلُ العالمُ بالأشياء، المُبَحِّثُ عنها، الفَطِنُ الشَّديدُ الدُّخُولِ فيها. انظر اللسان (ن ق ب).

[2] أفدتُّ فيها من صلتي الطويلة بالأستاذ، ومعرفتي بكتبه وآثاره، ومن سيرته الذاتية بخطِّ يده، ومن كتاب أستاذنا مروان البوَّاب (أعلام مجمع اللغة العربيَّة بدمشق في مئة عام) ص293- 296، ومن التواصُل مع ولده الأخ الطبيب د. أحمد الدَّالي، شكر الله له.

[3] انظر (فقيد العِلم العلَّامة أحمد راتب النفَّاخ) للدكتور محمد أحمد الدَّالي، مجلَّة مجمع اللغة العربيَّة بدمشق، المجلَّد السابع والستون، الجزء الثالث، المحرَّم 1413هـ/ تمُّوز (يوليو) 1992م، ص548- 554.

[4] من أمثال العرب: (زاحِم بعَوْدٍ أو فدَع) والعَودُ: الجمَلُ المسِنُّ. ويُضرَبُ هذا المثَلُ: للحثِّ على الاستعانة في الأمور بذَوي السنِّ والتجرِبة والخبرة. وفي هذا المعنى تقول العامَّة: مَن ليس له كبير ليس له تدبير!

[5] من الرسالة المذكورة بتاريخ: 14 رمضان 1413هـ/ 7 آذار 1993م.

[6] رجَّحَ أستاذُنا الكبير د. مكِّي الحسَني الأمينُ العامُّ لمجمَع اللغة العربيَّة بدمشق، ضبطَ العِقد العدديِّ بالكسر، انظر كتابه (نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية) ص170- 171.

[7] انظر تقديمَه لكتاب (سِفر السَّعادة وسَفير الإفادة) ص9- 10.

[8] من كلمته (مات الغالي العالم الدالي)، المنشورة في شبكة الألوكة الإلكترونية.

[9] انظر مقالتي (محمد الدَّالي وجامع العلوم) المنشورة في مجلَّة المخطوطات الثقافية، الصادرة عن معهد المخطوطات العربيَّة بالقاهرة، العدد (2)، شعبان 1440هـ/ مايو 2019م.

[10] في مقدِّمة تحقيقه (الإبانة في تفصيل ماءات القرآن) ص9.

[11] المنصف 3/ 133، نقلًا عن مقدِّمة (الإبانة) ص10.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة