• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / مقالات


علامة باركود

ما زال في الناس بقية!

أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 3/10/2013 ميلادي - 28/11/1434 هجري

الزيارات: 15084

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما زال في الناس بقية!

 

وصلتُ مدينةَ الطائف[1] ونزلت في فندقٍ بمنطقة (الحويَّة) أقرب حيٍّ سكنيٍّ إلى سوق عُكاظ.

 

دخلت محلَّ (التموينات) المجاور واشتريت بعضَ الحوائج...

 

وسألتُ البائع - وكان شابًّا سعوديًّا قويَّ البنية وافرَ الهمَّة - عن أيسر السبُل للوصول إلى عُكاظ، وكم يُفترَض أن يأخذَ صاحب سيَّارة الأجرة (التكسي).

 

ففاجأني بقوله: ما لك وللتكاسي!

هذه سيَّارتي في الخارج اذهب بها على أن تعيدَها إليَّ قبل الثانيةَ عشرةَ ليلاً!

 

ظننتُه يمزح، فأنَّى له الثقةُ بي وبزميلي مهندس الألوكة ولم يرَنا إلا الآن؟!

ولكنَّ لهجته كان فيها الكثيرُ من الصِّدق والجِدِّ.

 

وبعد صلاة العصر مضَينا إليه، وما إن رآنا حتى بادرَنا بمفتاح سيَّارته...

ووجدتُّني آخذُه بلا تردُّد!

 

ركبنا السيَّارة الحديثة من طِراز (كابريس)، وانطلقنا بها مسافةَ خمسة وعشرين كيلاً إلى حيثُ سوق عُكاظ.

 

أنجزنا عملنا في معرِض الكتاب الإلكترونيِّ ثَمَّةَ، وعُدنا إلى الفندق قُبيل الثانيةَ عشرةَ، وعرَّجنا على صاحبنا، وأعدتُّ إليه مفتاحَ سيَّارته، وأخرجتُ له مئةَ ريال لقاء استعمالنا لها...

 

فإذا بوجهه يكفهِرُّ ويبدو على قسَماته الامتعاض!

وقال عاتبًا: أعطيتكم سيَّارتي لأنني متيقِّن أنكم لن تجدوا سيَّارةً في المساء تُعيدكم من عُكاظ، وأنا جالسٌ في المحلِّ إلى منتصف الليل، والسيَّارة واقفةٌ في الخارج بلا فائدة، وقد ارتحت لكم ورغبت في مساعدتكم!

 

لم أملك أمام شهامته وصدق عبارته إلا أن أُعيدَ النقودَ إلى جيبي، وأشكرَه متلعثمًا، وأخرجَ مذهولاً من تصرُّفه وكريم فعله!

 

وإن تعجَب فعجَبٌ أنه لم يسألني عن اسمي ولم أسأله عن اسمه، ولم يطلب رَقْمَ جوَّالي!

ولو أنني مضَيتُ بسيَّارته ولم أُعِدها، لما كان بإمكانه الاهتداء إليَّ!

 

فارقتُ هذا الأخَ الكريم ولم أعرف عنه إلا أمرًا واحدًا...

إذ ألفيتُه حين أعدتُّ إليه المفتاحَ يشاهد قناةَ (السوريِّ الحرِّ)..

 

فقلت له: ما شاء الله تتابعُ أخبارَ ثورتنا المباركة؟

فأجابني: إن شقيقي الآن هناك يجاهدُ في لواء أحرار الشام.

 

بارك الله فيه، وفي أخيه المجاهد، وفي بطنٍ حمل، وأبٍ رعى...

 

وأكثرَ في الأمَّة أمثالهم...

 

ممَّن باتوا معدِنًا نادرًا نفيسًا...

 

والحمد لله أولاً وآخرًا أن أبقى فينا من يجعلنا نقول:

ما زال في الناس بقيَّه، من أهل الخير والحميَّه!



[1] كان ذلك ضُحى الخميس 13 من ذي القَعدة 1434هـ (19/9/2013م).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- شهامة
علي التمني - السعودية 04-10-2013 03:24 AM

شهامة نسأل الله تعالى أن يكثرها في الأمة ، وما زال في الناس بقية.

6- الفراسة والذكاء الحذر في اكتساب اﻷجر
مشاري المطيري - الكويت 03-10-2013 09:14 PM

لا أشك بتوكل هذا الشاب على ربه ولا أشك بفراسته حيث عرف إلى من يقدم هذه الثقة ، ولابد أن نكون واثقين بأعمال البر وأنها لاتذهب هباء فهي أجر مذخور قبل أن تكون ذكرا مشكورا...ولكن حيثيات بعض اﻷعمال الخيرة مثل هذا المثال لاتصلح لكل الناس ، بل هي لمن عرك الناس وخبرهم وكان ذا يقين

5- نعم الرجل
فايز العاتقي - البحرين 03-10-2013 11:15 AM

الحقيقة في السعودية أمثاله كثر،
والنخوة فيهم أكثر من غيرهم.

والأرواح جنود مجندة فتلاقت الأرواح الطيبة فوثق بكم.

4- عبارات بديعة
غضنفر محيي الدين - الهند 03-10-2013 10:44 AM

لا شك أن أمثال هذا الشاب كثير في كل البلدان..
لكن هذه المرة وقع بيد أديب حاذق , إبدع بصياغة العبارة
بالنسبة لي لم تأسرني شهامة الشاب بقدر العبارات البديعة!

3- شكر وتقدير
بلال بن زهير الشاويش - دمشقي ميداني 03-10-2013 10:28 AM

جزى الله هذا الشهم كل الخير
وجزاك الله خيرا لأنك تعمم المروءة والفعل الطيب بين الناس لكي يعلموا ويقلدوا ..
ولكي نشيع التعاطف والتآلف ..
فكل معروف يجب ان يحكى عنه ليدوم الود.

ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه = لا يذهب العرف بين الله والناس

2- تعليق
منصور مهران - الرياض 03-10-2013 09:44 AM

عزيزي الأستاذ الفاضل أيمن
تحيتي الجليلة أخص بها شخصكم والبقية في الناس
والله لقد أعادت مقالتكم ثقتي بهؤلاء البقية الذين بثهم الله في الخلائق وجعلهم شهداء على الفضيلة وجعل الناس شهداء عليهم
فأهديت دمعة الطمأنينة إلى ذوي الشهامة
وسألت الله أن يحفظ البقية من أجل سائر الناس
وسلام الله عليكم

منصور مهران

1- أساطير الأولين في واقعنا
حيدر عيدروس علي - السودان 03-10-2013 09:06 AM

الكرم العربي وقصصه القديمة تكاد يكون من الأساطير التي يندر حدوثها في زماننا هذا الذي أثرت فيه العولمة، وما قصة هذا الفتى إلا واحدة من تلك الأساطير التي لا نكاد نصدق بوجودها في الواقع، بارك الله فيه وملأ الله الأرض من أمثاله.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة