• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / مقالات


علامة باركود

رحلة في إدراك طرف من إعجاز القرآن

رحلة في إدراك طرف من إعجاز القرآن
أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 26/4/2012 ميلادي - 4/6/1433 هجري

الزيارات: 29833

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رحلة في إدراك طرف من إعجاز القرآن

 

لا يختلفُ اثنان من أهل الإسلام أن القرآنَ الكريم هو كلامُ الله المعجِز، كيف لا وقد تحدَّى المولى سبحانه جميعَ خلقه أن يأتوا بسورة مثله؟! قال تعالى: ﴿ أم يقولونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بسُورَةٍ مِثلِهِ وَادْعُوا مَنِ استَطَعتُم مِنْ دُونِ اللهِ إن كنتُم صادِقِين ﴾ [يونس: 38].

 

ولقد كانت أهمَّتني قضيَّة الإعجاز البيانيِّ في بواكير صباي، وأرَّقني شأنُها زمنًا، ومضَيت أتلمَّس صراطًا لاحبًا يبلِّغُني مَقصِدي، ويوقفُني على ما ترنو إليه نفسي؛ من إدراك جوهر الإعجاز وتذوُّقه، ومعرفة كُنهِه وحقيقته.

 

كنت أقرأ القرآن الكريم وأرتِّل آياته فأستشعر كما يستشعر سواي أنه نمطٌ خاصٌّ من الكلام متفرِّد في نظمه ونسَقه وأسلوبه، غير أني كنت أُجيل النظرَ في مسألة الإعجاز خاصَّة، وفي آيات التحدِّي عن الإتيان بمثل هذا القرآن، أو نظم عشر سورٍ من مثله، بل إنشاء سورةٍ واحدة ولو كانت في مقدار أقصر سُوَره، تحاكي بناءه وبيانه وبلاغته! فيحوكُ في رُوْعي سؤالٌ محيِّر: كيف لي أن أتيقَّنَ بقلبي حقيقةَ الإعجاز وأتحسَّسَها بمشاعري وكِياني؟!

 

زاحِم بعَوْدٍ أو دَع[1]:

وما زلت أبحث عن جواب شافٍ حتى ساقه الله إليَّ في توجيه عالم ناقد خبير، سألتُه فأجابني، وعرضتُ عليه حَيرتي فأرشدني. ذلك الرجلُ هو أستاذي الكبير المتبحِّر، الأستاذ الدكتور عبدالكريم حسين الذي عرفتُه من بعيدٍ قبل أن أسعدَ بالاتصال به؛ إذ كنت - بعد دخولي قسم اللغة العربيَّة بجامعة دمشق - لا أزور قاعةَ البحث في المكتبة الوطنيَّة بدمشق[2] إلا وأراه ثَمَّة مُنكبًّا على أسفارها، يقضي فيها سحابةَ نهاره وطرفًا من ليله، حتى لكأنه عَمودٌ من أعمدتها لا يكاد يبرَحُها؛ يسبق الموظَّفين في الحضور صباحًا، ويكون آخرَ الخارجين منها مساءً، ولو أُتيح له أن يبقى بين الكتب الليلَ كلَّه لفعل مغتبطًا سعيدًا! لم أكن أعرفه يومئذٍ غير أنه لفتَ نظري بانقطاعه التامِّ للكتاب الساعات الطِّوال، وبهيئته وحِليَته الغريبة! فقد كان زاهدًا في لباسه أشعثَ أغبرَ تقتحمُه العين، أشبه بأعرابيٍّ ضلَّ طريقَ البادية فحلَّ بيننا، ولكنَّه أبى أن ينخلعَ من مظاهر البَداوة والأصالة في صورة الظاهر وطبيعة الباطن، وصدقَ أبو الطيِّب حين قال: (وفي البَداوةِ حُسنٌ غيرُ مَجلوبِ)!

 

ويشاء الله أن أحضُرَ مناقشته لرسالة (الدكتوراه) فكانت معركةً لا مناقشة، وغدَت القاعة مَيدانَ نزال بطلُها المجلِّي وفارسُها الكميُّ هو هو صاحبنا!

 

ومن صُنع الله بي ونِعَمه عليَّ أن عُهدَ إليه تدريسُنا النقد العربيَّ القديم في السنة الثانية عام (1992- 1993م)، فكان معلِّمًا حاذقًا ألمعيًّا، راويةً للشعر والأدب، يُبحر بطلابه في بطون كتب العربيَّة، ويقتنصُ من أعماقها اللآلئ والفرائد وما لا يعرفُ قدرَه إلا الجادُّون من الطلاب، وقليلٌ ما هم، ويا للأسف!

 

وإذا كان المعلِّمون عادةً يدخلون قاعات المحاضرة وبين أيديهم كتابٌ يقرؤون منه أو كُرَّاسةٌ ينظرون فيها، فإن أستاذنا كان في كلِّ محاضرة يقدَمُ ومعه مكتبةٌ كاملة تنوء بثِقَلها يداه القويتان، لا ليقرأَ منها أو يعتمدَ عليها؛ إذ إنَّ علمه مسطَّرٌ في صدره يغرفُ من مَعينه غرفًا، ولكنَّه كان إذا ما روى نصًّا من "الشعر والشعراء" لابن قتيبة مثلاً رفع الكتابَ أمام أعيُننا لننظرَه، وإذا ذكر قولاً للجاحظ في "البيان والتبيُّن"[3] أخرج الكتابَ إلينا لنبصرَه... وهكذا في عشَرات المصادر والمراجع من أمَّات كتب الأدب واللغة يحرِصُ أن نراها عِيانًا بدلَ أن تبقى أسماءً تُرَدَّد على أسماعنا فحسب.

 

واستحكمَت صلتي به حينئذٍ وعاملني معاملةَ الأخ الصغير لا الطالب، وحَدِبَ عليَّ حَدَبَ الأب على ولده، ومَحَضَني من نُصحه، وحبَّبَ إليَّ كتبَ الأدب والنقد، وحثَّني على قراءة "العُمدة" لابن رشيق القَيروانيِّ وتلخيص فصولٍ منه، فأفدتُّ بذلك أيَّما فائدة، وهداني إلى الطبَعات الجيِّدة والمعتمَدة من كتب تراثنا العربيِّ الغنيّ، ورغَّبَني في اقتناء المراجع النافعة والمجلاَّت الأدبيَّة والثقافيَّة الرَّصينة..

 

ولكنَّ أعظم ما قدَّمه لي جزاه الله عنِّي خيرًا هو ما وجَّهني إليه ودلَّني عليه من سبيل تكشفُ عن بصري عَشا الرِّيبَة، وتهدي جَناني إلى طُمَأنينة اليقين..

 

شكوتُ إليه يومًا تحيُّري وكنت أُماشيه من كليَّة الآداب في المِزَّة إلى المكتبة الوطنيَّة في ساحة الأمويِّين سائلاً:

إنني أقرأ القرآنَ وأستمتع بترداد آياته، وأستشعر مباينةَ نظمه وأسلوبه للمعهود من الكلام والأساليب، غيرَ أنني لا أدري كيف أتحقَّقُ بأحاسيسي من أن هذا القرآن مُعجِز، وأنه فوق كلام البشَر، وأن الثقلَين جميعًا عاجزون عن المجيء بمثله ولو تظاهَروا عليه؛ مِصداق قول الحقِّ سبحانه: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإنسُ والجِنُّ على أن يأتُوا بمِثلِ هذا القُرآنِ لا يأتُونَ بمِثلِهِ ولو كانَ بعضُهُم لبَعضٍ ظَهِيرًا * ولقد صَرَّفنا للنَّاسِ في هذا القُرآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فأبَى أكثَرُ النَّاسِ إلا كُفُورًا ﴾ [الإسراء: 88- 89]؟!

 

فأجابني بكلماتٍ قليلة المباني جليلة المعاني، قال:

لا يمكن أن تُدركَ إعجازَ القرآن حتى تنالَ حظًّا وافرًا من تذوُّق كلام الفُصَحاء الأبْيِناء[4]، وتتمرَّسَ ببلاغتهم، و(تتشبَّعَ) نفسُك بأساليب قولهم. عليك بأبي عثمانَ الجاحظ وأبي حيَّانَ التوحيديِّ ومصطفى صادق الرافعيِّ... فإذا أكثرتَ من القراءة لهم ولأمثالهم وأحطتَ بفصاحتهم وبيانهم.. أدركتَ البونَ البعيدَ البعيد بين بلاغة هؤلاء البلغاء من البشَر وبيان خالق البشَر وفاطر الجَنان واللسان!

 

رحلة إدراك اليقين:

تلكم الكلماتُ على قلَّتها أضاءت لي الطريقَ ومهَّدته أمامي، فمضَيتُ فيه غيرَ متوانٍ ولا هيَّاب، عسى أن أحقِّقَ طَلِبَتي وأفوزَ بثمرة سعيي ودأَبي..

 

مضَيتُ مع شيخ أدباء العربيَّة الرافعيِّ في رحلة من التأمُّل والتذوُّق لأعظم كتبه وأَذكَرها "وحي القلم"، فكانت رحلةً ما أمتعَها وما أحلاها! قرأت مقالاته جملةً جملة، وكلمةً كلمة، وحرفًا حرفًا.. أبذل وُكْدي في الوقوف على مواطن العبقرية والإبداع فيها، أكرِّر عباراتِه مرَّات ومرَّات، أدقِّقُ في طريقة بنائه جملَه وصوغه تراكيبَه، وأُنعم في أسلوبه في التعبير عن رؤاه وأفكاره، وأُمعن في صُوَره وابتكاراته... عشتُ مع الرافعيِّ بحقٍّ في فضاء الرِّفعة، فارتقى بي إلى أفُقه العالي، لأحلِّقَ معه في سماء التفرُّد والتميُّز...

 

وطالما أطربَني قلمُه وأرقصَني، وأدار رأسيَ لذَّةً ونشوة!

 

أجل والله، لقد أخذ الرافعيُّ بلبِّي، حتى إنني كنت أقفُ مبهورًا أمام كثير من عباراته وحِكَمه وتصاويره فلا أملكُ إلا أن أقول: سبحانَ من وهبَك وأعطاك، وصدقَ رسولنا صلى الله عليه وسلم القائل: ((إنَّ من البيان لسِحرًا))، نعم إن هذا لبيانٌ يكاد يكون ضربًا من الإعجاز، والذي فطرَ النيِّرات ما قائله بشَرٌ كسائر البشَر!! وتمثُل بين عينيَّ تلك العبارة المُحكَمة التي أصاب فيها صاحبُها[5] كبدَ الحقيقة وعبَّر أصدقَ تعبير في وصف أدب الرافعيِّ بقوله: ((بيان كأنَّه تنزيلٌ من التنزيل أو قبَسٌ من نور الذِّكر الحكيم))!

 

لا والله ما هذا بوحي قلم، ولا وحي عقل، ولا وحي فؤاد.. ما هذا إلا إلهامُ ربِّ الأنام، الذي خلق الإنسانَ علَّمَه البيان!

 

قضَيتُ في صحبة أمير الأبْيِناء زمنًا لا يُحسَب في ساعات العمُر؛ إذ الساعةُ في ذَرا الرافعيِّ وذُراه ساعات[6]، والدَّهر في صُحبته ورفقته دهور.. كيف لا وقد اشتمل كتابه على كلِّ ضروب العبقرية؛ فكرةً سامية، وأسلوبًا راقيًا، وبلاغة أخَّاذة، وألفاظًا متخيَّرة، ونغمًا عذبًا تلذُّ له الأذن وتطرَب!

 

وحين بلغتُ أواخرَ الكتاب وقد ارتوَت نفسي من هذا الأدب الأصيل الجامع بين الحلاوة والجزالة، وبين الرشاقة والفخامة.. بأسلوبٍ تُستَمال به القلوب، وتُستجلَب به العقول، وتُزيَّن به المعاني... وأنا في تلك الحال من فيض المشاعر، وتوهُّج الأحاسيس، واستشعار سموِّ التعبير وقد صيغَ في قالَبٍ من البيان لا يتأتَّى إلا لقلَّة قليلة من الموهوبين في تاريخ البشرية!

 

أقول: وأنا في تلك الحال من النشوة والتحليق... حملتُ المصحفَ بين يديَّ أريد أن أقرأ فيه.. فتحتُه دون قصدِ سورةٍ بعينها.. فخرجت لي سورةٌ لا أذكرُها الآن، بيدَ أن ما أذكرُه تمامًا هو أنني لم أشرَع في قراءتها حتى قَفَّ شعرُ بدني!

 

إي وربِّي، لقد غشيَني إحساسٌ عجيب لم أحسَّه من قبل بتاتًا، وتوهَّجت في رُوحي مشاعرُ لم أعرفها سابقًا قطُّ! ملكت عليَّ عقلي وقلبي وجوارحي... فلم أقدِر أن أتجاوزَ الآيةَ الأولى إلى تاليتها!

 

ورُحت أكرِّر الآية مرَّة بعد مرَّة... أتغلغل في عُمق معناها، وأنغلُّ في جَذر مبناها، أتذوَّق من جمالها وجلالها ما لم أتذوَّقه يومًا على كثرة ما قرأتُ من كلام الله وردَّدت! ولكنَّ لها اليوم طعمًا غير الطعم، ومَذاقًا غير المذاق!

 

وتاللهِ الذي لا إله غيرُه، لم أملك إلا أن أفغَرَ فمي دهشةً وعجبًا، وعيناي تَهْمِيان بالعَبَرات، ولساني يتلجلَجُ في فمي مردِّدًا في استكانة وتسليم وإقرار:

هذا هو الإعجاز حقًّا، هذا هو الإعجاز صدقًا، هذا هو الإعجاز!! هذا هو الكلام الذي لو اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أن يأتوا بمثله، لا يأتونَ ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظَهيرًا!



[1] العَود: الجمل المسنُّ. وهذا مَثَلٌ من أمثال العرب، يُضرَب للحثِّ على الاستعانة في الأمور بذوي السنِّ والتجرِبة والخبرة. وفي هذا المعنى تقول العامَّة في الشام: من ليس له كبير ليس له تدبير!

[2] المسمَّاة (مكتبة الأسد)!

[3] هو أجلُّ كتب الجاحظ وأسيَرُها، اشتَهر بعنوان: "البيان والتبيين" في طبعاته المتداوَلة، والصواب فيه: "البيان والتبيُّن"، وهو المثبَت في صدر أصوله الخطيَّة، وهو ما انتهى إليه محقِّقُه الكبير الأستاذ عبد السلام هارون، ووعد أن يعيدَ العنوان الصحيح للكتاب في طبعة جديدة، ولكنَّ الأجل وافاه قبل تحقيق أمنيَّته رحمه الله.

[4] الأبْيِناء: جمع (بيِّن)، والبيِّنُ من الرجال: الطلقُ اللسان الفصيح.

[5] هو سعد زُغلول، وكلمتُه الذائعةُ السيَّارة هذه كان كتبها في تقريظ كتاب الرافعيِّ "إعجاز القرآن" الذي لقي قَبولاً كبيرًا من الأدباء والنقاد، ونالَ به صاحبه مكانةً ساميةً بينهم، فكتب سعد: ((وأيَّدَ [أي: كتابُ الرافعيِّ] بلاغةَ القرآن وإعجازَه بأدلَّة مُشتقَّة من أسرارها، في بيانٍ يستمدُّ من رُوحها، بيانٍ كأنه تنـزيلٌ من التنـزيل، أو قبَسٌ من نُور الذِّكر الحكيم)). ولقد صدقت في الرافعيِّ نبوءة الزعيم المصريِّ الكبير مُصطفى كامل، فيما كتب إليه مقرِّظًا ديوانه: ((سيأتي يومٌ إذا ذُكرَ فيه الرافعيُّ قال الناس: هو الحكمةُ العاليةُ مَصوغَةً في أجمل قالَبٍ من البيان)).

[6] الذَّرا (بالفتح): الكَنَف، يُقال: أنا في ذَرا فلان؛ أي: في كَنَفِه ودِفئِه. والذُّرا (بالضم): جمع ذُِروَة (بالضم والكسر)، والذروة من الشيء: أعلاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
17- أطال الله في عمرك يا أخي
عبدالله السيد - الجمهورية الإسلامية الموريتانية 16-04-2016 12:01 PM

أطال الله في عمرك وبارك فيك أخي العزيز

16- الشكر المتأخر
عبد الكريم محمد حسين - سورية 14-10-2012 05:36 PM

أ.أيمن ذو الغنى المكرم بتكريم الله
أود أن أشكر لك حسن ظنك بي، وأنا دون ما تقول، ولا يمنع تأخري من الثناء على مجهودك، واتهامك لي بالفضائل توريطاً عسى أن أكون من أهلها..وأراك بضيق الغربة تحاول العودة إلى الشام (دمشق) أرضاً وإنسانا، ومن حسن حظي أني كنت صاحباً على الطريق في بعض خطاك..وأود أن أقول لك قد كانت أم رضوان-رحمها الله- تكفيني أولادي في البيت، والله أسأل أن يجعلها شريكاً لي في البحث والأجر من عند الله لي ولها..وقد مضت إلى جوار ربها، ونعم الجوار، وحجزتُ بيتاً جوارها لعله يكون مقاماً لي بعد أن ضاق المكان حول أمي لتزاحم المسافرين إلى ربهم..ومن أعجب الأمر أن الدنيا التي نخدمها ونحرص عليها ليس لنا منها سوى العمل الصالح..ومن أعجب العجب أنها لم تأخذ ثيابها ولا زينتها..فقد كانت أم رضوان ثيابي التي تسترني ويدي التي أكتب بها وعيني التي أقرأ بها وفكرتي..وكانت في أواخر أيامها تختم القرآن مرتين في الأسبوع..واليوم لم يعد يراني أحد في المكتبة إلا مرة واحدة في الأسبوع..أما الإعجاز القرآني فليس منه كلام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلينا معهم، وسلم..والمزية في كلام الله عمقه في الحق واستكانة نفوس الخلق إليه..وذاك موضوع يطول..سلامي إليك وشكري لا ينقطع أني خطرت ببالك، والله يعلم أنني دون ما تقول، فما زلت أطلب العلم..والله الموفق.

15- لوحةَ فسيفساء فنِّية
مروان البواب - سوريا - دمشق 03-05-2012 01:07 PM

الأخ العزيز أيمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأتُ مقالك المعنون بـ رحلة في إدراك طرف من إعجاز القرآن
فأسَرَنِي ما فيه من معانٍ جليلة، وبيانٍ عالٍ، وتراكيبَ جزلة، ومفرداتٍ قُدَّتْ لتصوغه لوحةَ فسيفساء فنِّية تضاهي في روعتها رَسْمَ الرَّسَّامين وتصوير المصوِّرين.

وليس هذا بدعًا، فجميع كتاباتك - بحمد الله وتوفيقه - تمتاز بأدبٍ جمّ، وعلمٍ غزير، وأسلوبٍ ممتع، وعرضٍ أخَّاذ، وهي بمجملها تَدُلُّ على جدِّك واجتهادك، وأدبك وعلمك، وإخلاصك وتقواك.

زادك الله علمًا وحكمة، وفضلاً وإحسانًا.

بعد هذا أودُّ أن أضع بين يديك - أيها الأخ الكريم - جملةَ مقترحاتٍ تتصل بهذا المقال، راجيًا النظر فيها؛ فما استحسنتَهُ منها فخذْ به، وَدَعْ ما سوى ذلك. والأمر إليك، فانظر ماذا ترى.

أولاً: أقترح إضافة: (من الجن والإنس)، بعد كلمة: (خلقه)، في السطر الثاني من الفقرة الأولى في الصفحة الأولى.

ثانيًا: شَغَلَ حديثُك عن الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الكريم حسين أكثر من صفحة من أصل خمس صفحات (أي ما يزيد على 20 بالمئة من المقال). ومعظم هذا الحديث عن شَخْصِ الدكتور حسين وخُلُقِهِ وأدَبِهِ وعِلْمِه ولباسِهِ وبعضِ أحواله. وليس محلُّ الاعتراض ما ذُكِر في المقال من شمائل الدكتور حسين - فهو جدير بها - وإنما الاعتراض في أنَّ هذا الإسهابَ كاد أن يُحوِّلَ المقالَ إلى سيرةٍ ذاتيةٍ له.
أقترح قَصْرَ الحديث عن الدكتور حسين على ما له صلةٌ مباشرةٌ بموضوع المقال، ولا مانع من ذِكْرِ مناقبه على وجه الإجمال والاختصار.

ثالثًا: قد يتساءل القرَّاء - وأنا واحدٌ منهم - هل كان كتابُ (وحي القلم) وحده، سَبَبَ التحوُّل إلى الحالةِ التي صرتَ إليها من تذوُّق جمال المعاني وجلالها في كتاب الله تعالى، وتوهُّج المشاعر التي ملكتْ عليك عقلك وقلبك وجوارحك؟

رابعًا: إنَّ ما عرضتَه في المقال هو حالةٌ وجدانيةٌ أصبحتْ ملازمةً لك وأنت تقرأ القرآن الكريم، وذلك بعد أن ترقَّيتَ في تذوُّق كلام الفُصَحاء الأبْيِناء، وتَمرَّسْتَ ببلاغتهم وأساليبهم. وهذا - في نظري - جوابٌ غيرُ مباشر للسؤال الذي عَنْوَنْتَ به مقالك: (هل حقًّا القرآن معجز؟).
ولكنْ ألا ترى معي - أيها الأخ الحبيب - أن هذا الجواب اقتصرَ على وَصْفِ هذه الحالة الوجدانية التي لازمتك، ولم يقدِّم للقارئ أيَّ دليلٍ أو برهانٍ فعليٍّ على إعجاز هذا القرآن العظيم؟
ومع أنَّ هذا المقال ليس بحثًا ولا دراسةً في بيان الوجوه المتعددة لإعجاز القرآن الكريم، أو الخوض في تفاصيلها، فإنَّ من المناسب - كما أرى - أن تَشفع تجربتَك الشخصية بمثالٍ واحدٍ على الأقل يجد فيه القارئ دليلاً عمليًّا على إعجاز هذا القرآن.


مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والتوفيق.
أخوكم المحب مروان البواب

14- رأي صريح نصحا لأخ حبيب
عبدالرزاق دياربكرلي - الرياض 03-05-2012 12:55 PM

الأخ أيمن مع التحية
هذه المقالة هي مشاعر وجدانية جياشة عن الشعور المبهم بالإعجاز، لكنها في الواقع لا تتضمن شيئاً جديداً من بيان وجوه الإعجاز القرآني.
مسألة الإعجاز في نظري شيء آخر يتطلب منك الدرس والإبداع وليس مجرد المشاعر الفياضة والأحاسيس التي لا يختلف معك حولها أي أخ حبيب يتذوق حلاوة تلاوة القرآن وطلاوته.

واسلم لأخيك أبي العلاء

13- لا فض فوك ولا جف مدادك..
عمر آل طالب - السعودية- الرياض 03-05-2012 12:50 PM

يا أستاذ أيمن /
القصد .. القصد .. رحمك الله!
وصلتني رسالتك وقد فرغت من قراءة رسائل الأحزان وانتصفت القراءة في السحاب الأحمر... أما أوراق الورد فعلى قائمة الانتظار!.
وأحسب أن الطنطاوي رحمه الله قد أنصف الرافعي حين وصف أسلوبه في بعض ما كتب بأنه (لا يطاق) وأن فيه (شيئاً من التعقيد والتكلف) ..
ومع ذلك فله من المطربات المشجيات ما لا ينكره من له حظ من الذوق..

- ((وعبَّر أصدقَ تعبير في وصف أدب الرافعيِّ بقوله: ((بيان كأنَّه تنـزيلٌ من التنـزيل أو قبَسٌ من نور الذِّكر الحكيم))
= لا يصدق هذا الوصف على كلام من أوتي جوامع الكلم فكيف بغيره؟!!
في رأيي المتواضع يا أخي أيمن أن الرافعي ما هُجي بأبلغ من هذا الوصف .. وأين من أين؟ ولقد قرأت هذا الوصف أول ما قرأته قبل سنوات فمقته أشد المقت، وقد أبلغ في ذمك من مدحك بما ليس فيك؛ لأنه نبه على نقصك.. ولقد فعلها والله سعد زغلول من حيث يدري أو لا يدري.

- ((وقد ارتوَت نفسي من هذا الأدب الأصيل الجامع بين الحلاوة والجزالة وبين العذوبة والفخامة..))
= نصيب أسلوبه من الجزالة والفخامة أوفى من نصيبه من الحلاوة والعذوبة.. والحكم للغالب.

* زادك الله من فضله أخي أيمن .. لا فض فوك ولا جف مدادك.. بيانك هو البيان الحافل بما يلذ النفس ويهذب الروح وينمي العقل .. وليهنك مانلت من كتاب الله زادك الله به علماً وعملاً وجعلني وإياك من أهله الذين هم أهل الله وخاصته.. آمين

12- جميلة حقاً
د. علي الحمود - الرياض 02-05-2012 07:57 AM

أخي الحبيب الأستاذ أيمن ، مقالة جميلة حقاً ، وهناك ملاحظة :

- استغرق حديثك عن أستاذك ربع المقالة تقريباً ، وبهذا تنقطع صلة القارئ بالموضوع ، أرى حذف أو اختصار الحديث عن الأستاذ ؛ حتى لا تفقد المقالة الترابط ، ويمكن أن تكتب مقالة مستقلة عن الرجل .
مع تمنياتي لك - أخي الكريم - بالتوفيق والسداد
أخوك : علي الحمود

11- هذا هو الأسلوب الحق
محمد حسام الدين الخطيب - سوريا- دمشق 02-05-2012 07:30 AM

بسم الله الرحمن الر حيم
سلام الله عليك أبا أحمد
وبعد:

قرأت مقالتك عن إعجاز القرآن الكريم:
أما حديثك عن أستاذك؛ فقد أثار إعجابي بهذا الأستاذ..

وأما حديثك عن الرافعي؛ فقد حَفَزَني بعد قراءة المقالة لأمد يدي وأتناول من مكتبتي كتاب (وحي القلم) لأتصفحه من جديد وأستذكر بعض بلاغة الرافعي..

وأما حديثك في نهاية المقالة عن تبيُّنِك بعض إعجاز القرآن الكريم فقد حفزني لأجمع في ذاكرتي بين ما تبينته أنت وما أتبيَّنُه أنا في آيات الله كل يوم..

وإن أسلوباً أدبياً يحفز قارئَه لمثل هذا لهو الأسلوب الحق الذي يحاوله كثير من الكتاب والأدباء لكن دون جدوى.

أما أنت، فقد كانت جدواك منه ثَرَّةً وافرة بفضل الله سبحانه، فهنيئاً لك هذا الأسلوب المتناسق المتين، وبارك الله لك بما حباك.

أبو مــاهر

10- أسلوب بديع
خلدون الحسني - دمشق 02-05-2012 07:27 AM

اطلعت على موضوعك وقرأته كاملاً مرتين.
وكعادتك تفيدنا بأسلوبك البديع وتذهب بنا إلى دوحة الآداب التي نفتقدها في عصرنا.
فحياك الله وبياك.
وقد سجلت بعض الملاحظات وأرسلتها إليك فانظرها لعلك تجد فيها ما يستحق النظر.
وفي الحقيقة فإنَّ العنوان جعلني أذهب بفكري أبعد مما هو في مضمون الموضوع.

أسأل الله أن يجمعنا والحال أفضل
أخوكم أبو إدريس

9- أحسنت
د. صالح بن عبد الله الشثري - الرياض 01-05-2012 06:31 PM

الأستاذ أيمن
تحية طيبة
مشاعر جياشة وكلمات مؤثرة
حبذا لو كان هناك نماذج انغمست فيها مشاعرك وسمت في عليائها روحك التواقة لكلام الله عز وجل
أخوكم
د. صالح بن عبد الله الشثري

8- رائع
عبد العزيز الداود - الرياض 01-05-2012 06:29 PM

مقال رائع جداً ..

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة