• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنىأ. أيمن بن أحمد ذو الغنى شعار موقع الأستاذ أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى / سير وتراجم


علامة باركود

الأرناؤوطيان شعيب وعبد القادر

الأرناؤوطيان شعيب وعبد القادر
أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى


تاريخ الإضافة: 5/12/2022 ميلادي - 11/5/1444 هجري

الزيارات: 14213

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأرناؤوطيان شعيب وعبد القادر


يُطلق الأتراك لقب (الأرناؤوط) على كلِّ مهاجر من بلاد البلقان (يوغسلافيا وألبانيا) إلى تركيا، وكثيرٌ من هؤلاء انتقلوا بعد نزولهم بتركيا أو مرورهم بها، إلى بلاد الشام.

 

ومن أشهرهم الشيخان الجليلان أبو أسامة (شعيب الأرنؤوط) وأبو محمود (عبد القادر الأرناؤوط) رحمهما الله تعالى، فهما علَمان لامعان من أعلام التحقيق في عصرنا، ومحدِّثان بارزان من علماء السنَّة الشريفة. اشتركا في تحقيق غير قليل من كتب الحديث والفقه والتفسير، واقترن اسمُ كلٍّ منهما بالآخَر حتى توهَّم كثيرٌ من طلاب العلم والعامَّة أنهما أخوان شقيقان، أو ابنا عمٍّ لَحًّا!.

 

وليس الأمرُ كذلك، فإن كلًّا منهما من بلد؛ الشيخ شعيب من دولة ألبانيا، والشيخ عبد القادر من دولة كوسوفا، لكنَّهما لِدانِ وأخَوانِ في الله، وزميلا دراسة وطلب، ورفيقا عمل ودعوة. فكان مولدهما في السنة نفسها عام 1928م، ونشأا وترعرعا معًا في دمشق، وترافقا في طلب العلم في حَلْقة العالم المربِّي الشيخ صالح الفُرفور رحمه الله، ثم تزاملا سنواتٍ في التحقيق في المكتب الإسلامي بدمشق لشيخنا العالم المجاهد زهير الشاويش رحمه الله، وبقيت الصلةُ وثيقةً بينهما إلى وفاتَيهما، رحمهما الله وجزاهما عن سنَّة رسوله خيرَ الجزاء.

 

هذا، وقد سمعتُ شيخنا الفقيه المحدِّث الدكتور محمد بن لطفي الصبَّاغ رحمه الله، في مجلس بداره، ليلة 21 من رمضان 1434هـ يقول:

(أشهد شهادةً لله أن للشيخ زهيرٍ الشاويش فضلًا كبيرًا على الشيخين شعيبٍ وعبد القادر، فقد شجَّعَهما وأعانهما، ومهَّد لهما السُّبل ليغدُوا عالمَين كبيرين، ومحقِّقَین حاذقين. وشعيبٌ صَعبٌ شَموس، وعبدُ القادر هيِّن ليِّن. رحمهم الله جميعًا). ثم ذكر مرَّة أُخرى الشيخ شعيبًا قبيل وفاته فقال: (لا أعرفُ اليوم أحدًا أعلمَ بالسنَّة منه).

♦   ♦   ♦

 

شذَرات أرناؤوطية

1- وُلد شيخنا شعيبٌ الأرنؤوط في مدينة دمشق، سنة 1346هـ/ 1928م، حيث استقرَّت أسرتُه بعد هجرتهم من ألبانيا عام 1926م، وفيها نشأ، ثم انتقل إلى عمَّان وقضى فيها العقودَ الأخيرة من عمره، إلى وفاته يوم الخميس 26 من المحرَّم 1438هـ (27/ 10/ 2016م).

 

في حين وُلد شيخنا عبد القادر الأرناؤوط في قرية (فريلا/ فريلة vrela) من إقليم كوسوفا (قُصُوة)، سنة 1347هـ/ 1928م. هاجرَ مع أهله إلى الشام وهو ابنُ ثلاث سنين، واستقرَّ بدمشقَ حتى وفاته يوم الجمعة 14 شوَّال 1425هـ (26/ 11/ 2004م). واسمه الحقيقي: قَدْري بن صُوقَل (سُوكُول) بن عَبْدول بن سِنان بْلاكاي (بْلاكِيتْش)، الشهير بعبد القادر الأرناؤوط.

 

2- درَجَ شیخنا شعيبٌ على كتابة لقبه (الأرنؤوط) بلا ألف، ودرَجَ شيخنا عبد القادر على كتابته (الأرناؤوط) بالألف، وقد أثبتُّ لقب كلٍّ منهما على مذهبه وطريقته.

 

3- من مشاهير الأرناؤوط من علماء الحديث في الشام، فضيلةُ الشيخ المحدِّث (محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الأرنؤوطي) هكذا كان يكتب اسمه على أغلفة كتبه الأولى، ثم عدَل عنه إلى (محمد ناصر الدين الألباني). لقَّبه أديبُ الفقهاء الشيخ علي الطنطاوي بمحدِّث العصر، ولقَّبه العلامة أحمد راتب النفَّاخ برجل السُّنَّة في بلاد الشام، رحمهم الله جميعًا.

 

4- الشيخان ناصر الدين الألباني وشعيب الأرنؤوط بلَديَّان؛ فكلاهما من مدينة واحدة وهي أشكودرا (أشقودره لي/ سكوتاري) العاصمة القديمة لألبانيا، وُلد الشيخ ناصر فيها سنة 1333هـ/ 1914م، وهاجر مع أسرته إلى دمشق عام 1926م، وهو ابنُ اثنتي عشرة سنة، وشبَّ فيها واكتهَل، ثم غادر إلى عمَّان وأقام فيها حتى وفاته يوم السبت 22 من جُمادى الآخرة 1420هـ (2/ 10/ 1999م).

 

5- كان والدُ الشيخ ناصر الدين (نوح نجاتي آدم الألباني)، ووالدُ الشيخ شعيب (مُحرَّم الألباني الأرنؤوطي) صديقَين حميمَين، وقد هاجرا معًا فرارًا بدينهم، وحفظًا لأُسَرهم، سافرا وحدَهما ابتداءً لاستطلاع البلدان المناسبة، فزارا مصر ثم الشام، فطابَت لهم دمشق، واطمأنَّا إلى صلاحها، فعادا إلى ألبانيا وأحضرا سائرَ أهلهما وأولادهما.

 

6- أُسَر الأرناؤوط التي نزلت في دمشق، ليس منها سوى 3 أسر هاجرت من ألبانيا، هي: أسرة الشيخ نوح نجاتي (والد ناصر الدين)، وأسرة محرَّم (والد شعيب)، ثم أسرة الشيخ سليمان غاوجي الألباني التي هاجرت نحو سنة 1937م.

 

أما سائرُ الأرناؤوط بدمشق، فمعظمُهم من كوسوفا فيما كان يُسمَّى (يوغسلافيا)، ومن مقدونية، كانت هجرتُهم إلى تركيا أولًا، ثم تابع كثيرٌ منهم طريقه إلى دمشق، وسكنوا في حيِّ الديوانية، ومنهم أسرةُ شيخنا عبد القادر الأرناؤوط.

 

انظر (المحدِّث العلامة الشيخ شعيب الأرنؤوط سيرته في طلب العلم وجهوده في تحقيق التراث) لأستاذنا إبراهيم الزيبق، دار البشائر الإسلامية ببيروت، ط1، 1433هـ/ 2012م، ص22 الحاشية الأولى.

 

7- (كوسوفا) ينطِقها أهلها المسلمون بالألف، وينطِقها الصِّربُ والأوربيون (كوسوفو) بالواو، ولهذا ما كان شيخنا عبد القادر يحثُّنا على نطقها بالألف لا الواو.

♦    ♦    ♦

 

ما أُلِّف عن الشيخين

صُنِّفَ في سيرة الأرناؤوطيين عددٌ من الكتب والدراسات.

فممَّا أُلِّفَ عن شيخنا المحدِّث المحقِّق شعيب الأرنؤوط رحمه الله تعالى، ووقفتُ عليه هذه الكتب:

• أقدمُها كتابُ الأخ الصديق البحَّاثة، والأديب الشاعر الأُردُنِّي د. إبراهيم الكوفحي (المحدِّث شعيب الأرنؤوط جوانبُ من سيرته وجهوده في تحقيق التراث)، فله فضل السَّبق والتقدُّم.

 

• وألطفُها وأطرفها كتابُ شيخنا العالم المحقِّق المسنِد الكويتي محمد بن ناصر العَجْمي (العلامة الشيخ شعيب الأرنؤوط كيف أحببته).

 

• وأبدعُها وأوسعُها كتابُ أستاذنا المؤرِّخ المحقِّق الأديب الدمشقي إبراهيم الزيبق (المحدِّث العلامة الشيخ شعيب الأرناؤوط سيرته في طلب العلم وجهوده في تحقيق التراث)، صاغ سيرةَ الشيخ بتفاصيلها ودقائقها، بأسلوب قصصيِّ بليغ رائق.

 

ولولا ما خامرَ كتابَه من تنكُّبِ جادَّة الإنصاف فيما روى عن شيخنا زهير الشاويش، لبلغ الغايةَ جودةً وإحكامًا؛ إذ أبعدَ أستاذُنا الزيبق النُّجعةَ بخوضه في أحداث حِقبةٍ لم يشهدها، ومرحلةٍ لم يُدركها، مقتصرًا على روايةِ وجهة نظر طرفٍ واحد من طرفَي القضية، ولو أنه سمع من الطرف الآخَر لما قال ما قال! رحم الله الشيخين الشاويش والأرنؤوط، وجزاهما عن سنَّة رسولنا الكريم خيرَ الجزاء.

 

ومما أُلِّفَ عن شيخنا المحدِّث المحقِّق عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله تعالى، ووقفتُ عليه هذه الكتب:

• أسبقُها وأقدمها كتابُ أخينا الأستاذ محمود بن محمد جميل الكسر المَنبِجي (كشف اللِّثام عن أحد محدِّثي الشام المحدِّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط) كتبه من فم شيخنا الأرناؤوط، وقد سعدَ الشيخُ به ورضيَ عنه، وصار يوزِّعه على طلَّابه وأحبابه وزوَّاره، وإذا ما طُلب إلى بعض فروع الأمن كان يحمل نسخةً منه يقدِّمها إلى الضابط المسؤول عن التحقيق معه، ويقول له: في هذه الرسالة كلُّ ما يتصل بسيرتي وأعمالي من الولادة حتى الآن، فأرِحني من أسئلتك واستفساراتك!

 

• وأوسعُها وأغناها كتابُ ولده الأستاذ الباحث محمود الأرناؤوط (ت 1438هـ) رحمه الله (سيرة العلامة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط)، وعلى ما فيه من فوائدَ انفرد بذكر ما لا يصحُّ عن الشيخ يقينًا، ممَّا لم يذكُره في مجالسه وفيما أُجريَ معه من حوارات ولقاءات تلفازية وصَحفية، وما لا يعرفه أوثقُ الناس صلةً به!

 

• وآنسُها وأبهجها كتابُ ولده الأستاذ مازن الأرناؤوط (مواقفُ وذكرياتٌ من حياة الشيخ عبد القادر الأرناؤوط) حشد فيه قدرًا كبيرًا من المواقف والذكريات رواها أصحابُ أبيه وطلَّابه وعارفوه، تدلُّ على كريم خِلال الشيخ، وجميل شمائله وصفاته.

 

شكر الله للأساتذة الكرام جميعًا ما بذلوه من جهد في التعريف بهذَين العلَمَين الجليلين من أعلام الحديث والسنَّة في عصرنا، وتقبَّل منَّا ومنهم صالح القول والعمل.

 

[نُشِرت في (المجلة العربية) العدد (555)، شهر كانون الأول/ ديسمبر 2022م، جُمادى الأولى 1444هـ، ص94- 95]

 

الأرناؤوطيان في شبابهما

 

الأرناؤوطيان في شيخوختهما

 

إهداء من العلامة النفَّاخ إلى المحدِّث الألباني

 

المحدِّث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- بارك الله فيكم
موسى عبد الله سمبو دبي - نيجيريا 14-08-2023 03:48 AM

بارك الله فيكم، جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم ويحفظكم من كل شر وسوء يا رب العالمين.

اللهم اغفر لمشايخنا الأربعة: الأرنؤوط، الأرناؤوط، الألباني والشاويش. اللهم تقبل منهم جميعا. اللهم انفعنا بعلومهم في الدارين. آمين.

موسى ألباني دبي.

5- شكر مكرر للأستاذ الكريم أيمن، ونصيحة عامة
محمد زياد بن عمر التكلة - United Kingdom 11-01-2023 09:51 PM

جزاكم الله خيرا أخي العزيز الأستاذ المفضال أيمن ذو الغنى، على أصل الكتابة، وعلى التعقيبات.
ألا رحم الله الفرسان الثلاثة الأرناؤوطيين (المشايح: ناصر، وعبد القادر، وشعيب)، وكذا شيخنا زهيرًا، فكم خدموا السنّة والمكتبة الإسلامية، ومع بحار أفضالهم الزاخرة، فهم بَشَر، وما من أحدٍ إلا له وعليه، وإذا بلغ الماء قلّتين لم يحمل الخبث.
مما أود أن أذكّر نفسي وإخواني به:
1) الأستاذ القدير إبراهيم الزيبق لا يُظن به إلا إرادة الخير، والوفاء لشيخه الجليل، وحُقَّ ذلك من مثله في مثله، ولكن لعلّه إن شاء الله لا يعارض أن المفترض أن يكون الحُكم في خصومةٍ -مهما كانت جلالة أطرافها- بعد السماع من طرفي النزاع، هكذا القضاء الشرعي.
2) من قواعد أهل العلم: أن كلام الأقران يُطوى ولا يُروى، وإذا كان عامّة الناس يُقَدَّم فيهم إحسان الظن، فكيف بالأكابر من خَدَمة الدين؟
3) (تلك أمة قد خلت) لا أظن أنَّ فتح بعض الأمور القديمة الخاصة بين أصحابها له مصلحة عامة، وما فيه إلا أذية الأحياء، وإثارة النعرات والفتن، والقاعدة أن درء المفاسد مقدَّم.
4) من جهة التاريخ: ليس بسرٍّ أن الشيخ زهيرًا رحمه الله له فضلٌ في إبراز العديد من الأعلام للأمة، ومنهم الفرسان الثلاثة، وهذا كلام جمعٍ من قدماء معارفهم، مثل الشيخين بكري الطرابيشي، ومحمد بن لطفي الصباغ، رحم الله الجميع، وليس هذا عيبًا ولا منّة على أحد، ولكنه واقع تاريخي معروف، وإنكاره ليس أمرًا سديدًا.
5) عُذْرُ الأستاذ الزيبق الذي ذكره -وفقه الله ورعاه وتولاه-: هو ظنُّه بأن الشيخ زهيرًا أقرّ كتابته في حياته، وقد بيّن الأخ الأستاذ أيمن خلاف ذلك، هذا من جهة، ومع أنه لا يُنسب لساكتٍ قولٌ، ولا يُجزَم أصلًا أن يكون وقف ثم أقرَّ ورضي إلا بدليلٍ وعلم مؤكَّد: فقد شهدتُ من شيخنا زهيرًا رحمه الله مواقف في تجاوزه عن بعض خصوماته، والتوقف عن نَشْرِ بعض ما كَتَب ضدهم وجَمَع من وثائق، وما كان توقُّفه عجزًا، ولكن يُرجى أنه لله، وأحدُ هذه المواقف كنت في زيارته مع بعض المشايخ في جدة يوم عاشوراء سنة 1424 وكان أناسٌ زاروه قبلنا -لعلهم ممن يحب أن يرتع في خلافات الناس ويذكّيها ويلتذّ بالقيل والقال- قد أجَّجوا في الشيخ زهير أمر الردود على الشيخ الألباني، وأتوا له بمقدَّمة الكلم الطيب طبعة مكتبة المعارف، وزادوا من عندهم أنه شتمه بشتيمة لا تليق (وهو افتراء عليه)، فكتب شيخُنا ردًّا مليئًا بالوثائق، وأراد نشره، فكان من ابنه السيد بلال وبعض العقلاء أن ثَنَوه عن ذلك، وأرجو أن أكون شاركتهم، وقلت لشيخنا: قل آمين! جعلك الله أنت والشيخ الألباني جارَين في الفردوس، المعنى. فهدأت سَوْرة شيخنا وغضبه، وقال: ما أقدر إلا أن أقول آمين! وفي نفس المجلس قال: لا أدري كيف صدر مني كتابة، وأنا مسامحه دنيا وآخرة. وكلامُه كان أمام جمعٍ من الأعيان، هذا مع كتابته لمقال طيب في رثاء الإمام الألباني. رحم الله الجميع.
الحاصل: نسأل الله أن يجزي الفرسان الثلاثة والشيخ زهيرًا خير الجزاء على ما قدّموه لهذا الدين، وعسانا نصل ولو لجزء مما قدمه أقلهم، وما أحوجنا لذكر محاسنهم والتنويه بها، والإعذار فيما عداه، وإحسان الظن بهم، والله يجمعنا بهم جميعا -والأستاذ الزيبق- في الفردوس متجاورين، ومن يقول آمين.

4- إنصاف وأدب
د. عمر الحفيان - الرياض 11-01-2023 05:21 PM

أخي أيمن قرأت تعقيبك بشغف ومتعة.
وودت أن يطول أكثر.
بالغتَ في الإنصاف والاعتذار والأدب.

وما كنت إخالك ترد يوماً على الأستاذ الزيبق لمعرفتي مكانته عندك.

أما وقد فعلت! فهذا يدل على تجردك للحق إن شاء الله تعالى.
ولا نزكيك على الله.

زادك الله توفيقاً.


د. عمر الحفيان

3- تعقيب
أحمد العلاونة - الأردن 08-01-2023 02:54 PM

قرأت ما كتبه أخي الفاضل الأستاذ أيمن ذو الغنى عن الشيخ عبد القادر والشيخ شعيب رحمها الله تعالى، وتعقيب أستاذنا الفاضل إبراهيم الزيبق على ما كتبه الأخ أيمن، ثم تعليق الأخ أيمن على تعقيب أستاذنا إبراهيم.
وأحببت أن أدلي بدلوي في الموضوع لأني مطلع على بعض الأمور التي تخص الموضوع. إذ كنت كثير الزيارة لمكتب التحقيق في مؤسسة الرسالة بعمّان، وألتقي الشيخ شعيب والعاملين معه، وعلى اطلاع بما يتم فيه، والتقيت أستاذنا إبراهيم الزيبق مرتين في المكتب عند زيارته للشيخ شعيب بعمّان، وكنت ألتقي أيضاً ببعض مَن عمل مع الشيخ شعيب في مكتب التحقيق ثم ترك العمل معه، مثل الأخوين الفاضلين إبراهيم باجس وسليم عامر، والشيخ علي الحلبي رحمه الله وغيرهم.
وكنت في كل زيارة لي للشام أتشرف بزيارة أستاذنا الأديب المحقق إبراهيم الزيبق في بيته مرات، وأطلعني على كتابه هذا عن الشيخ شعيب قبل طبعه، ونصحته بأن يحذف الكلام المتعلق بالشيخ زهير الشاويش في (مرحلة المكتب الإسلامي) لأن الزيبق لم يكن يعمل في المكتب الإسلامي، وأخذ بكلام الشيخ شعيب في الموضوع، ولم يأخذ من الطرف الآخر وهو الشيخ زهير الشاويش، أو إذا أراد إبقاءه أن يشير إلى أعمال الشيخ شعيب في مؤسسة الرسالة، التي وُضع اسمه عليها ولم يحققها، أو مرّ عليها مرور الكرام، فقال لي: (هيك رأيك؟) قلت: نعم، وسكت يفكر.
ثم نشر الكتاب كما هو، والقارئ لكلامه على مرحلة المكتب الإسلامي يشعر أنها كتبت كما أرادها الشيخ شعيب لا كما يريدها التاريخ. مع أنها المرحلة المهمة التي عُرف فيها الشيخ شعيب ونال شهرته العلمية.
وأظن أنه من المسلمات في القضاء أن يستمع القاضي إلى أقوال الطرفين، وأؤكد هنا ما ذكره أخي أيمن أن الشيخ زهير الشاويش بعد اطلاعه على الكتاب امتعض منه وكان سيرد عليه، ولكن المرض داهمه وتوفي به.
رحم الله الشيخين شعيب والشاويش، وغفر لنا ولهما.

2- تعقيب على تعقيب
أيمن بن أحمد ذو الغنى - دمشقي مقيم في الرياض 07-01-2023 07:07 PM

كل الشكر لأستاذي الكبير المفضال العالم المؤرِّخ والمحقِّق الأديب أبي أُوَيس إبراهيم الزيبق، على ما كتب من تعقيب، وقد نَعَمتُ بصُحبته ثلاثَ سنين هي من خير سِني عمري؛ تلميذًا ومتعلِّمًا، إبَّانَ عملي في مكتب التحقيق بمؤسسة الرسالة، وانتفعت بتلك الصُّحبة عظيمَ النفع، وما زلتُ أذكر أياديَه عليَّ، جزاه الله عني خيرَ الجزاء.

وما أخذَ به نفسَه مما صرَّح بذكره في آخر رسالته هو حقًّا مما آخذُ به نفسي أيضًا، أخذًا حازمًا، ما قدَرتُ وكان في طَوقي.

وكتابه البديعُ عن شيخه وشيخنا العلامة شعيب قرأته مرتين؛ مستفيدًا ومستمتعًا، وقد بيَّنت رأيي فيه على الإجمال في مقالتي، فلن أعيدَ الثناء عليه هنا، وهو أهلٌ لكل ثناء.

وليسمح لي أستاذي أبو أُوَيس أن أخالفَه في بعض ما ذكر؛ فما زلتُ أحفظ عنه ما حفظه عن شيخه شعيب من وصيَّة ذهبية: (لا تَبِع عقلَكَ لأحد)، وها أنا ذا أعملُ بوصيَّته ووصية شيخه من قبلُ، بل أعمل بقول سيِّد الأوَّلين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم: (ألا لا يمنعَنَّ أحدَكُم هَيبةُ الناسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا علِمَه).

وأقول ابتداءً: إن القارئ لكتاب أستاذنا الزيبق يلحَظُ بجَلاء الفرقَ بين لغة الكتاب عمومًا ولغته في الكلام على ما اشتَجَر بين الشيخين الشاويش وشعيب من خلاف؛ فإنه كُتبَ بلغة لا يخفى فيها الانفعالُ والتحامل بل ربما الضَّغينة والحَنَق! وإذا ما خامرَ قلمَ المؤرِّخ الانفعالُ فلا تسَل عن الجنوح عن الإنصاف والتجافي عن العدل.

وما احتجَّ به أستاذُنا الزيبق من سكوت شيخنا الشاويش على قوله وقد كان في عالم الأحياء، ليس بحُجَّة، فإن الشيخ الشاويش قد ساءه جدًّا ما قاله الزيبق، وعدَّه افتراء ظاهرًا ومواطأةً لقولٍ هو عنده باطل! وقد أخبرني أنه شرعَ في كتابة ردٍّ يدمَغُ به دَعاوى شيخِنا شعيب وناقلِها أستاذنا الزيبق، بيدَ أن مشيئة الله سبحانه لم تُمهِله لإتمامه؛ إذ وافقَ الأمرُ مرضَه الأخير الذي قضى نحبَه فيه عليه رحماتُ الله.

وأعود لتأكيد ما كنتُ قلته من قبل: إن اعتمادَ أستاذنا الزيبق على رواية أحدِ طرفَي الخلاف دون الوقوف على رواية الطرف الآخر؛ مخالفٌ لأصول الحُكم بين المتخالِفين، فكيف وهو يخطُّ حُكمَه ويوشِّحه وِشاحَ التأريخ؟!

ثم إن شيخنا الشاويش أرسل إليَّ من سِجلِّ محفوظاته (أرشيفه الشخصي) ما يدفع شُبهةَ وضعه اسمَه دون مشاركةٍ منه في العمل (مما عبَّر عنه الشيخ شعيب بقوله: ليس له كلمة واحدة فيه)؛ ومن ذلك تجارِبُ طباعة كلا الكتابين تفسير (زاد المسير) لابن الجوزي، و(شرح السنَّة) للبغَوي، وعلى طُررها تصحيحاته بخطِّ يده، وقد كان الشيخ الشاويش غالبًا ما يقرأ تجارِب طباعة كتب المكتب الإسلامي، ويُسهم في تصحيحها وإبداء الرأي في بعض تعليقاتها!
والعبارة التي أُثبتَت في (زاد المسير)، ليس فيها نصٌّ على أن الشيخ زهيرًا مشارك في تحقيق الكتاب مع الشيخين شعيب وعبد القادر! فالعبارة بنصِّها: (تم بعون الله وتوفيقه طبعُ هذا التفسير العظيم، وقد قام بمقابلة أصوله الخطية وتصحيحه، وتفصيله وترقيمه، وتخريج نصوصه والتعليق عليه، والإشراف على طبعه الأساتذةُ محمد زهير الشاويش، وشعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين)، فالشيخ زهير بلا ريب يشمَلُه منها (الإشراف على طبعه)، و(تصحيحه) وخطُّه لا يزال محفوظًا في هوامش تجارِب الطباعة على ما ذكرتُ آنفًا.

أمَّا (شرح السنَّة) فإن نسخةً من العقد بين الشيخين الشاويش وشعيب عندي، وعليها توقيعُهما بملء إرادتهما وأهليتهما الشرعية والقانونية، والعقدُ شريعة المتعاقِدَين، وليس من الإنصاف أن يزعم أحدُهما الغَبْنَ وقد أقرَّ العقدَ ورضي بما فيه!
وممَّا جاء في آخر العقد بين الشيخين: (يُستشار الأستاذُ الشيخ ناصر عند الاختلاف في تعليقٍ حديثي. يكتب الأستاذ زهير المقدمة وتُعرَض على الأستاذ شعيب، ويُثبَت على غلاف الكتاب وفي المقدِّمة أنه من عمل شعيب وزهير، وأن جميع الحقوق محفوظة للمكتب الإسلامي).

ويبقى أمر مهم جدًّا يقتضيه المقام ولا سيَّما أنه مقامُ بيان وتأريخ، أذكره على كُرهٍ مني: أن ما أنكره شيخنا شعيبٌ على شيخنا الشاويش قد وقع هو نفسُه فيما هو شرٌّ منه! أجل، فإنه رضيَ لنفسه أن يوضعَ اسمُه على ما لم يخطَّ فيه كلمةً واحدة، ورضيَ أن يوضعَ اسمه على ما لم يكن له فيه إلا المراجعة مع ادِّعاء مشاركته في التحقيق! ورضيَ أن يوضعَ على عشَرات الكتب اسمُ وجيه كبير وليس له حرفٌ واحد فيها!
وها هنا يحضُر سؤالُ أستاذنا أبي أويس، ولكنه موجَّه هذه المرَّة إلى شيخنا شعيب: أين أمانةُ العلم يا شيخنا الجليل؟! ثم سؤالٌ آخرُ موجَّه إلى أستاذنا الزيبق: أرأيتم القَذاةَ في عين الشاويش ولم ترَوا الجِذْعَ في عين شعيب؟!

ولا أحبُّ أن أبسطَ القول في هذا الجانب المظلم من سِيَر أعلامنا الكبار، وأنتم أدرى الناس بحقيقة بشاعته، وأبطالُه وشهوده وعارفوه لا يزالون بيننا، ولا إخالكم تجهلونهم بل تعرفونهم حقَّ المعرفة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ سليمان الزبيبي، والشيخ إبراهيم باجس، والدكتور يحيى مير علم، والأستاذ أحمد العلاونة.

ثم إنكم كِلتُم بمِكيالَين مختلفين ما أبعدَ البَونَ بينهما، في تأريخكم لمرحلة المكتب الإسلامي، ومرحلة مؤسسة الرسالة التي وصفتموها بمرحلة الانطلاقة الكبرى؛ فبالغتم في الغمز من قناة الأولى، ورفعتم الأخرى وبرَّأتموها من كل عيب! ولولا الانطلاقةُ الأولى ما كانت الأُخرى.

وكان حريًّا بشيخنا شعيب أن يبقى كتِرْبه وصديق دربه شيخِنا عبد القادر الأرناؤوط؛ وفيًّا لتلك المرحلة الأولى، ولمن شجَّعهم ومدَّ يدَ العون لهم؛ لينطلقوا في عالم التحقيق، ولم يألُ في دعمهم مادِّيًّا بما لم يكن يحلم به نظراؤهم يومئذ.

وإنكم لتعلمون علمَ اليقين ما شهدَته المرحلة الأخيرة (مرحلة الرسالة) مما لا يُرضي، ولكنكم أغفلتم الحديث عنه البتَّة وكأنه لم يكن، فهل من أمانة العلم والتاريخ هذا الإغفال؟ أو أن انضواءكم تحت جناحها يوم دوَّنتم كتابكم منعكم منه؟!

ومعذرةً إليكم أستاذنا أبا أويس فما كنت أحبُّ الخوضَ في هذا الحديث، ولم أحبَّه لكم ابتداء، ولكن تعقيبكم كان لا بدَّ له من تعقيب، وكلُّ من عمل في مكاتب التحقيق وفي المؤسسات العلمية الكبيرة يعلم ما يشوبُ أعمالها ممَّا تختلف فيه الأنظارُ والعقول والنفوس، والوقوفُ لدى الإنجازات وإبرازُ النجاحات خيرٌ من الخوض فيما لابسَها من عَوارٍ لا يكاد يخلو منه عملٌ جماعي.

وبعدُ، فإن كلًّا من الشيخين الجليلين زهير الشاويش وشعيب الأرنؤوط، علم من أعلام الأُمَّة، نفع الله بهما وأجرى الخير على أيديهما دهرًا، وقد رفدا المكتبة الإسلامية بعشَرات الكتب ومئات المجلَّدات، شكر الله لهما وجزاهما خير الجزاء، وتجاوز عن خطئهما وغفر زلاتهما، والفاضلُ من عُدَّت عيوبُه لا من خَلا منها، وهل يخلو امرؤٌ من عيبٍ وزلَّة؟

وتبقى لديَّ أُمنيَّة؛ هي أن يتَّعظَ القائمون على النشر اليوم بهذه الحوادث الغابرة؛ فما أحراهم أن يلتزموا الأمانةَ بدقة، وإعطاءَ كل ذي حقٍّ حقَّه؛ لنخرجَ من هذا الواقع الفاسد الذي تشهده الساحة العلمية؛ فما عاد يُدرى على الحقيقة من المؤلفُ ومن المحقِّقُ ومن المصحِّح ومن المراجع، وصارت تُصنَع الأسماء صنعًا للمتاجرة بها والتربُّح بألقابها، دون مراعاة للحقيقة وللأمانة، ويا للأسف!

حفظ الله أستاذنا الحبيب الفاضل إبراهيم الزيبق، وبارك في قلمه الألمعيِّ، ورحم من سبقَنا من أشياخنا، وجمعنا بهم على سُررٍ متقابلين، في جنَّات النعيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

كتبه:
أيمن بن أحمد ذو الغنى
الرياض رابع عشر جُمادى الآخرة 1444هـ

1- تعقيب
ابراهيم عمر الزيبق - سوريا 08-12-2022 08:33 AM

أشكر لأخي الأستاذ أيمن ذو الغنى مقالته الماتعة المفيدة، وأودُّ أن أذكر له أن فجر معرفتي بشيخي الشيخ شعيب في أثناء عمله في كتاب " شرح السنة " للإمام البغوي، وعايشت عن قرب ملابسات تحقيقه ومعاناته فيها.
فما ذكره من أنني تنكبت جادة الإنصاف في بعض ما كتبت عن حقبة لم أشهدها، ومرحلة لم أدركها، فيه تجانفٌ عن الصواب، أربأ به عنه، ولا سيما أن من كتبت عنه كان في عالم الأحياء، ولم يرد علي ما قلت. وقد أخذت على نفسي عهداً مذ حملت أمانة القلم ألا أكتب إلا ما أتحرى صوابه ما استطعت، وألا أضفي العصمة على أحد، حاشى نبينا صلى الله عليه وسلم، وألا أميل مع الهوى حيث يميل.
وله خالص سلاماتي وتحياتي من أخ حبيب.
إبراهيم الزيبق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • سير وتراجم
  • رسائل
  • إبداعات
  • كتب
  • صوتيات
  • لقاءات وحوارات
  • استشارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة