• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع الشيخ احمد الزومان الشيخ أحمد الزومان شعار موقع الشيخ احمد الزومان
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية


علامة باركود

إساءات الغرب هل هي بسبب مواقف فردية أو بتوجهات عقدية؟

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: أُلقيت بتاريخ: 22/2/1429هـ

تاريخ الإضافة: 2/8/2009 ميلادي - 10/8/1430 هجري

الزيارات: 18086

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إساءات الغرب هل هي بسبب مواقف فردية أو بتوجهات عقدية؟

 

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، مقامُ النبي مقامٌ عظيم، فواجبٌ على المسلم أن يقدمَه على نفسه وولده ووالده والناس أجمعين، ومن الواجب الغيرةُ عليه - صلى الله عليه وسلم - حينما ينالُ منه أو من دينه وشرعه، ومن ذلك استنكارُ إعادة نشر الصور المسيئة إليه، وإعادة نشرها إمعان في احتقار الأمة المسلمة وتحدي لمشاعرها، لكن هل هذا تصرفٌ فرديٌّ يخالف التوجهات العامة للغرب، أم أن الأمر عام، وهذا شأن الأكثر من قيادات الغرب السياسية والدينية والاجتماعية، هذا العمل ثمرة من ثمرات غلو الغرب وتطرُّفهم في مواقفهم تجاهَ الإسلام والمسلمين ونبيِّ الإسلام، فغلاة اليومِ هم أبناءُ غلاةِ الأمس؛ ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 171].

عباد الله:
يحرك القوم عقائد نصرانية محرفة، ومن الخطأ الظنُّ أن الغرب يعيش علمانيةً وليس للكنيسة أثر خارج جدرانه، فالعامة والخاصة - في الغالب - ينطلقون من عداء عقدي للإسلام والمسلمين، يُظهره غلاتُهم ويخفيه البعض، وإن كان يظهر في فلتات اللسان، فساسة الغرب أنفسهم يصرحون بسلطة الكنيسة على السياسة، وقد صدر كتاب لجيمي كارتر - أحد الرؤساء الأمريكيين السابقين - ومما جاء فيه: "إن الأصوليين في الولايات المتحدة بات لهم نفوذٌ متزايدٌ في الدين والحكومة، وإن الجماعاتِ الدينية والسياسية المحافظة لم تألُ جهدًا لتجاوز الهوّة التي كانت تفصل بين الدين والدولة، والمسيحيون المتطرفون لهم تأثير كبير على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. اهـ.

يقول ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120].

إذًا؛ الغرب النصراني لن يترك المسلمين وشأنهم، إلا إذا تخلى المسلمون عن دينهم، ونبذوا كتاب ربهم وسنة نبيهم، ويمموا وجوههم شطرَ الغرب، يستلهمون منه المثل والأخلاق، فلا عجب من الحملات التي تُشنُّ على المرأة المسلمة في البلاد الإسلامية عامة، وفي هذه البلاد خاصة، ومحاولة إخراجها من عفَّتِها وحشمتها وحجابها لتكون سواءً كنساء الغرب، فهم يريدون - بزعمهم - أن يحرِّروها، يحرروها من ماذا؟ من حكم ربِّها وأمره ونهيه، إلى أهوائهم وشهواتهم، فتارة يدندنون حولَ ولاية الرجل على المرأة، وتارة حولَ اشتراط المَحْرَمِ في السفر، وتارة حول قيادة المرأة للسيارة، وتارةً حول الحجاب، يديرون هذه الحرب بأنفسهم تارة.

وهذا مُشاهَد عبرَ وسائل إعلامهم المختلفة، وخصوصًا ما يُوجَّه للناطقين بالعربية، يَمدُّهم المنافقون بالتقارير وبدقائق ما يجري في مجتمعاتنا ومؤسساتنا المختلفة، وتارةً يستنيبون من أُشرب حبَّهم وحبَّ كلِّ ما يمتّ للغرب بصلة من بني جلدتنا، فيقومون باستغلال الظروف الخاصة لشنِّ حملة لا هوادةَ فيها على قيم هذه البلد، وموروثه الشرعي، ومؤسساته، ورجاله الذين يقفون حائلاً بينهم وبين ما يشتهون.

بعد أن اعتقلت حكومة طالبان الصحفية الفرنسية وشاهدت المعاملة الإسلامية عن قرب، بدأت بعدَ خروجِها من السجن تدرس الإسلام، وتقرأ ترجمة القرآن، حتى هداها الله للإسلام، ومن مقولتها: "القرآن وثيقةٌ لحقوق المرأة"، فهذه امرأة نشأت في بلاد تُعدُّ من أعظم الدول تحررًا، ومع ذلك ترى أنه ليست حرية المرأة في تعرِّيها ومصاحبتها من شاءت من الرجال؛ لأنها تدرك أن المرأة في بلاد الغرب تُعاملُ على أنها جسد للمتعة، فيُحتفى بها شابةً وضيئةً، وإذا رقَّ عظمها وكبُر سنُّها وذهب بريقُها، عانت التشردَ والحاجةَ، بخلاف الإسلام الذي رتَّب لها من الحقوق ما يضمنُ لها الحياةَ الكريمة، خصوصًا عند الكبر، فلها من الحقوق ما ليس للصغيرة.

ليت دعاةَ إفساد المرأة يأخذون هذه النصيحة من هذه المرأة الغربية، ويعون هذه الحقيقة: إن حرية المرأة في عفافها وحشمتها وبعدها عن الرجال، ليتهم يتعظون من بعض الدول العربية، التي أُحرق الحجابُ فيها قبلَ سنين، إيذانًا بتحرير المرأة، وأُطلق العنانُ فيه للمرأة، ثم بفضل من الله وتوفيقه أدركت المرأةُ خطأَ ما وقعت فيه وأدركت ما يراد بها، فعادت إلى حجابها وعفافها وطهرها، فأصبح الحجاب فيها هو السمة الغالبة للنساء المسلمات في هذا البلد.

المسلمون ليسوا بحاجةٍ إلى تصدير انحلال الغرب وفسقه وفجوره، وما ينتج عن ذلك من مشاكلَ صحيةٍ وأسريةٍ واجتماعية؛ بل المسلمون بحاجة إلى الجانب العلميِّ من حضارة الغرب، وبحاجة للاستفادة مما عندهم من تقنية حديثة وتطور علمي في النواحي المختلفة.

لم يوجِّه الغرب نقده لنواحي القصور عندَ المسلمين في الجوانب العلمية، والنظر في أسباب عدم نهوض الدول الإسلامية ومواكبتهم صناعيًّا، وليس هذا في اهتماماتهم، وينظر للدول التي استعمروها حقبةً من الزمن، والتي لا يزال لهم وصاية على بعضها، لم يجلبوا لها إلا الحانات والتبرج والسفور، فهي في عداد الدول الفقيرة المتخلفة، أو مايسمونه بـ"دول العالم الثالث"، بل بعض هذه الدول اشتهرت بأنها أكثرُ الدول التي ينتشر بها مرضُ الإيدز لكثرة الفواحش فيها، وهذا من نتاج الاستعمار الغربي لها.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الذي تكفَّل بحفظِ هذا الدين وإظهاره رغمَ كره الكارهين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله أجمعين.

وبعد:
مع ضعف المسلمين في دعوتهم غيرَ المسلمين، وما يقابله من القوة المادية للغرب النصراني وتجنيدها للدعوة للنصرانية، إلا إن الغرب يخشى من الإسلام ومن انتشاره حتى في بلادهم، تظهر هذه الخشيةُ على مستوى القيادات السياسية، ويظهرُ ذلك جليًّا في الحملات الانتخابية وغيرها، وكذلك القيادات الدينية، فبينَ فترة وأخرى تخرجُ من كبار رهبان النصارى عباراتُ انتقاصٍ وازدراءٍ لهذا الدين؛ لعل ذلك يُجدي في صدِّ بعض النصارى عن التحول من النصرانية إلى الدين الإسلامي، بل ربما بلغ الأمرُ عندَ بعض رهبانِهم إلى الانتحار، احتجاجًا على تحول بعض النصارى إلى الإسلام، فقد ذكرَتْ وسائل الإعلام قبلَ فترة أن راهبًا ألمانيًّا لقي مصرعه، بعدَ أن أضرم النيران في نفسه، وقد ترك رسالةً أعرب فيها عن قلقِه تجاهَ انتشار الإسلام في ألمانيا، وتراخي موقف الكنيسة تجاهَ هذا   الأمر، وقال الراهب في رسالته: إنه أضرم في نفسه النيران ليحذِّرَ من "خطر أسلمة أوروبا"، وكان عبَّر خلالَ السنوات الأربع الأخيرة عن مخاوفه من انتشار الإسلام، طالبًا من الكنيسة اتخاذ موقف جدِّي حيالَ هذا الأمر.

أين الحريةُ التي يبشِّرون بها ويزعمون أنهم رسلُها؟! حينَما يكون الإسلام والمسلمون طرفًا فيها، فيغالون في الحرية في نشر الفسق والفجور والانحلال الخلقي، يتخذون الحريةَ الإعلامية غطاءً للنَّيلِ من عقائدِ الشعوب المسلمة وأخلاقهم، أين هذه الحرية المزعومةُ فيما يسمى بمعاداة السامية؟! بل ضاقوا ذرعًا بقطعة قماشٍ تغطي بها المرأة شعرها.

الغرب يفعلون ما يفعلون، ثمَّ لا يريدون أحدًا من المسلمين أن يردَّ على بعض باطلهم، ويبيّنَ بعض مكرهم، فإذا انبرى أحدُ المسلمين للبيان وصفوه هم - أو من يعمل لهم بالوكالة - بأنه يثير الكراهيةَ بين الشعوبِ، فالدفاعُ عن النفس بالكلام، وبيانُ وجهة النظر يثير الكراهيةَ بين الشعوب، والاعتداءُ على الدول، وإسقاطُ الحكومات، والتدخلُ في خصوصيات المسلمين، ومحاولةُ فرض القيم الغربية عليهم بواسطة المنظمات العالمية، والسخرية من المسلمين ومن دينهم ومن مؤسساتهم لا يثيرُ الكراهيةَ.

ما أحوجَ المسلمَ للتربية الخاصة للنفس، بحيث تنهض للعمل - ولو كانت وحدَها - وتستمرُّ عليه، ولا تكون أعمالُ المسلم مرهونةً بالعمل الجماعي فقط، فإن وُجد من يُعينه عمِل وإلا فَتَر، وهذا مشاهَد في أكثرِنا، فمثلاً في رمضان قيامٌ وذكرٌ وبعدَه فتورٌ، وإذا نيل من المسلمين واعتدي على بلادهم أو مقدساتهم يهبُّ الجميعُ ويوصي بعضهم بعضًا، ثم بعد فترة تجد الفتورَ من الجميع، وكأن الواقع تغيّر، فلتُربِّ النفس على العمل الفردي والعمل الجماعي، فلذا تجد حرص الشرع على تربية النفس على العمل الفردي، فمثلاً حثَّ على صلاة النَّفل في البيوت، ورفَع من شأن القُرَب التي تُؤدّى سرًّا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • خطب منبرية
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة