• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مدارسة القرآن في رحاب رمضان / مقالات


علامة باركود

قراءة القرآن في رمضان

قراءة القرآن في رمضان
الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري


تاريخ الإضافة: 27/7/2013 ميلادي - 20/9/1434 هجري

الزيارات: 10350

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة القرآن في رمضان


القرآن الكريم هو أعظم كتاب أنزله الله - تعالى، وهو كلام الله - تعالى - الذي أنزله على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - والمؤمن يَعرِف للقرآن الكريم منزلته العظيمة، فيَحرص على تلاوته والعمل به، ويُعظِّمه أشد التعظيم، ولما كان رمضان هو شهر القرآن، فقد اختصَّ الله - تعالى - نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بمزيد من العناية بكتابه في هذا الشهر، فكان يُرسِل جبريل إليه - صلى الله عليه وسلم - ليُدارسه القرآن ويُراجِعه معه؛ فعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود[1] ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارِسه القرآن، فلَرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يَلقاه جبريل أجوَدُ بالخير من الريح المُرسَلة"؛ متَّفق عليه[2].


وهذا مما يؤكِّد العناية بكتاب الله - تعالى - في هذا الشهر، ولقد كان السلف - رحمهم الله تعالى - مع عظيم عنايتهم بكتاب الله في كل وقت قراءة وتدبُّرًا وعملاً وتعلمًا وتعليمًا إلا أنهم في رمضان تزداد عنايتهم به، وما هذا إلا لأنه ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].


لقد كان بعض السلف يَختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سَبعٍ، منهم: قتادة، وبعضهم في كل عشرة، منهم: أبو رجاء العطاردي.


وكان السلف - رحمهم الله تعالى - يقرؤون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، كان الأسود يَقرأ في كل ليلتين في رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر في ثلاث، وكان قتادة يختم في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العَشر الأواخر كل ليلة، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يَقرؤها في غير الصلاة، وعن أبي حنيفة نحوه.


وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام، وكان مالك إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث ومُجالَسة أهل العلم، ويُقبِل على تلاوة القرآن من المُصحَف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة، وأقبل على قراءة القرآن، وكانت عائشة - رضي الله عنها - تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعَت الشمس نامت، وكان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المَصاحف، وجمع إليه أصحابه[3].


ومما يتعلَّق بالقرآن الكريم من المهمات ما يلي:

1- يَنبغي للمسلم أن يكون له وِرد يومي من كتاب الله - تعالى - يحافظ عليه، ويَقضيه إذا فاته، وإن تيسَّر له أن يختم القرآن كل ثلاثة أيام، أو كل أسبوع، أو كل شهر، أو كل أربعين يومًا فهذا حسن؛ فعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((اقرأ القرآن في أربعين))؛ رواه أبو داود والترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، وحسَّنه الألباني[4]، قال إسحاق بن راهويه: ولا نحبُّ للرجل أن يأتي عليه أكثر من أربعين ولم يقرأ القرآن لهذا الحديث[5]، يعني أن أكثر مدة لختم القرآن عند بعض السلف هي هذه المدة، وهذا الشهر الكريم فرصة طيبة للعزم على ذلك، وتعويد النفس عليه ما دامَت مُقبِلة على قراءة كتاب الله - تعالى - وفِعل الخيرات.


2- لا يَنبغي للمؤمن أن يَهجُر كتاب الله - تعالى - فلا يقرؤه إلا يسيرًا، وقد وصف النبي المؤمن الذي يقرأ القرآن الكريم ويعمل به بالأُترجَّة التي ريحها طيِّب وطَعمُها طيِّب؛ وذلك لأن القرآن الكريم به حياة القلوب، فمَن قرأه وعمل به، طاب ظاهِرًا وباطنًا، كان ابن مسعود - رضي الله عنه - يُكثِر من قراءة القرآن ويقلِّل الصوم، فقيل له: إنك تُقلُّ الصوم؟ قال: إني إذا صمتُ ضعفتُ عن القرآن، وقراءة القرآن أحب إلي[6]، ولقد اشتكى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هَجر كتاب الله - تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، وقد ذكر العلماء - رحمهم الله تعالى - أن هجر القرآن أنواع[7]:

أحدها: هَجر الإيمان به.


والثاني: هَجر قراءته والاستماع إليه.


والثالث: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه.


والرابع: هجر تحكيمه والتحاكُم إليه في أصول الدين وفروعِه، واعتقاد أنه لا يُفيد في هذا الزمان، وإنما كان يَصلُح في الأزمنة الماضية.


والخامس: هجر تدبُّره وتفهُّمه.


والسادس: هَجر الاستشفاء والتداوي به من جميع أمراض القلوب والأبدان.


قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - بعد أن ذكَر نحوًا من هذا: وكل هذا داخل في هذه الآية، وإن كان بعض الهَجر أهونَ من بعض[8].


3- ينبغي للمسلم أن يَحرص على تعلُّم كتاب الله - تعالى؛ ففي صحيح البخاري عن عثمان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))[9]، ويدخل في ذلك:

أولاً: تعلُّم تلاوته، وقد تيسَّرت أسباب ذلك في عَصرِنا من خلال الأساتذة المتخصصين، أو تَكرار استماع أشرطة القرآن الكريم، وليس بكثير على كتاب ربنا - جل وعلا - أن يجعل بعضُنا جزءًا من وقته لتعلُّمه ومدارسته حتى يُتقِن قراءته، وبخاصة في هذا الشهر الكريم.


ثانيًا: استحِباب حفظه، وإن شقَّ ذلك على الإنسان وكلَّفه كثيرًا من الوقت والعَناء، فإن له أجرًا عظيمًا على المشقَّة زائدًا عن أجر قراءة القرآن نفسه.


ثالثًا: تعلُّم مَعانيه، وتدبُّر آياته، وتفهُّم مقاصده ومراميه؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، قال الحسن بن علي - رضي الله عنهما -: إن مَن كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبَّرونها بالليل، ويتفقَّدونها في النهار[10].



[1] قال الحافظ (فتح الباري 1: 30): هو برفع ((أجود))، هكذا في أكثر الروايات و((أجود)) اسم كان وخبره محذوف، وفي رواية الأصيلي ((أجود)) بالنصب على أنه خبر كان، قال النووي: الرفع أشهر، والنصب جائز؛ اهـ مختصرًا، وذكر عدة أوجه في إعرابه بالرفع والنصب.

[2] رواه البخاري في كتاب بَدء الخَلق، باب ذكر الملائكة 3: 1177 (3048)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير من الريح المرسلة 4: 1803 (2308).

[3] ينظر في الآثار المذكورة، لطائف المعارف (ص: 201)، دار الكتب العلمية.

[4] رواه أبو داود في أبواب قراءة القرآن، باب تحزيب القرآن 2: 56 (1395)، والترمذي 5: 197 (2947)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وهذا لفظه، والنسائي في السنن الكُبرى (8067)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1512)، وصحيح الجامع (1154).

[5] سنن الترمذي 5: 197، والتذكار في أفضل الأذكار؛ للقرطبي (ص: 84).

[6] رواه البيهقي في شعب الإيمان 2: 354.

[7] ينظر: الفوائد؛ لابن القيم (ص: 82)، وتفسير ابن كثير 3: 318 تفسير الآية 30 من سورة الفرقان، وكتاب: هجر القرآن العظيم، أنواعه وأحكامه؛ للدكتور: محمود بن أحمد الدوسري.

[8] الفوائد؛ لابن القيم (ص: 82) بتصرف يسير، وانظر: تفسير ابن كثير 3: 318 تفسير الآية 30 من سورة الفرقان.

[9] رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه 4: 1919 (4739).

[10] التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 28).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة