• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مدارسة القرآن في رحاب رمضان / مقالات


علامة باركود

شهر القرآن

شهر القرآن
محمد بن محمود الصالح السيلاوي


تاريخ الإضافة: 26/6/2016 ميلادي - 21/9/1437 هجري

الزيارات: 8204

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهر القُرآن


إن الحمد لله، نحمَده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أقبل رمضان خصه بمزيد من العناية بالقُرْآن العظيم، كيف لا وهذا الشهر هو شهر القُرْآن الذي أنزله الله فيه كما أنزل فيه سائر كتبه؟!

 

والقُرْآن هو كتاب الله الخالد، وآيته الباقية إلى قيام الساعة، الذي أخرج الله به هذه الأمة من الظلمات إلى النور، فمكَّن لها في الأرض بعد زمان طويل من الضعف والذل وتسلط الأمم عليها، ورفع شأنها به بين الأمم بعد أن لم تكن شيئًا، وهي بدونه سترجع إلى ما كانت عليه مِن قبله، بل إن ترك العملَ به بالكلية إيذانٌ بقُرب خراب العالم السفلي والعلوي، وما رَفْعُ القُرْآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيد لإقامة الساعة على شرار الخَلْق الذين لا يعرفون شيئًا من الإسلام البتة!

 

أخرج ابن ماجه والحاكم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يدرُسُ الإسلامُ كما يدرُسُ وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ، ولا نُسكٌ، ولا صدقةٌ، ولَيُسرَى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آيةٌ، وتبقى طوائفُ مِن الناس، الشيخ الكبير والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة؛ لا إله إلا الله، فنحن نقولها))، فقال له صلة: ما تُغْني عنهم: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نُسكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرَض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثًا، كلَّ ذلك يُعرِضُ عنه حذيفةُ، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صِلةُ، تُنجيهم مِن النار - ثلاثًا[1]، قال البوصيري في (الزوائد): إسناده صحيح، رجاله ثقات.

 

وفي هذا الحديث نبأٌ عظيم، وهو أنه سوف يأتي يومٌ على الإسلام يُمحَى أثرُه، وعلى القُرْآن فيرفع فلا يبقى منه ولا آية واحدة، وذلك لا يكون قطعًا إلا بعد أن يسيطر الإسلامُ على الكرة الأرضية جميعها، وتكون كلمته فيها هي العليا؛ كما هو قول الله تبارك وتعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾ [التوبة: 33]،والمقصود أن في الحديث إشارة إلى عظمة القُرْآن، وأن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء دِينهم، ورسوخ بنيانه، وما ذلك إلا بتدارُسِه وتدبُّره وتفهُّمه؛ ولذلك تعهَّد الله تبارك وتعالى بحِفظه، إلى أن يأذَنَ الله برفعه.

 

إن مِن أعظم نِعم الله على البشرية جمعاء أن أنزل إليها هذا الكتاب العزيز؛ فهو الهدى والبينات والفرقان، وهو النور والحكمة، وهو الشفاء والرحمة، وهو الموعظة والذِّكرى، وهو الطمأنينة والسكينة والسلام.

 

يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]، فليس أجمل ولا أدق ولا أبلغ مِن وصف القُرْآن بهذه الأوصاف الإلهية؛ فهو بحق الذي يَهدي ويُرشد إلى السلام الحقيقي العادل، السلام بكل مجالاته، مع الفرد، ومع المجتمع، مع الدولة، ومع الأمة، ومع البشرية، ومع الكون.

 

إن حقيقة سُبل السلام التي يبعثها القُرْآن الكريم في أتباعه لا يدركها إلا مَن عرَف ورأى القلق والاكتئاب، والخوف والفوضى، التي تزرعها وتنشرها شرائعُ الجاهلية وقوانينها ودساتيرها.

 

أيها الإخوة المسلمون، لقد عاشَتْ هذه الأمة وجربت عهودًا طويلة مِن الحروب الطاحنة والمعارك التافهة في جاهليتها الأولى، ثم إنها جربت وعاشت حياة السلم والأمن عندما استظلت بشرائع القُرْآن وآدابه وأحكامه، وامتد هذا الأمن والسلام ليطول بذراعيه شرق العالم وغربه، ثم لما انحرفت الأمة عن سبيل القُرْآن تاهت في طرق الضلال والفساد والخراب، وليس أشقى ولا أضل ممن جاءه هدى الله ثم نبذه وراء ظهره واستبدَل به قوانينَ الهوى والغَواية.

 

إن هذا القُرْآن العجيب له مِن الخصائص والمؤثرات ما يصنع مِن المستحيلاتِ الممكناتِ؛ فكم مِن ضال تائه استمع إلى مواعظه فهداه! وكم مِن مريض عليلٍ استرقى بآياته فشفاه! واسمع قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

 

وقد ذكرتُ فيما سبق شيئًا من الآداب المرعية عند تلاوة القُرْآن لتؤتي ثمرتها، وينتفع بها القارئ، ومنها أيضًا: أن القارئَ إذا مر بآيات الرحمة سأل الله من فضله، وإذا مر بآيات العذاب استعاذ بالله وخاف من عذابه؛ كما ورد ذلك عن حذيفة رضي الله عنه: (أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما مر بآية رحمةٍ إلا وقف فسأل، ولا بآية عذاب إلا تعوَّذ)[2]، وإذا مر بآية فيها سجدة سجد، ولا يرفع صوته بالقُرْآن إن كان بجواره مَن يقرأ القُرْآن؛ فكلٌّ يناجي ربه.

 

اللهم اجعل القُرْآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجِلاء أحزاننا، وذَهاب همومنا، واجعله حجة لنا لا حجة علينا؛ إنك أنت السميع القريب المجيب.

 

والحمد لله رب العالمين

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمَّد وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين



[1] ابن ماجه: 4049، والبيهقي في الشعب: 1870، وصححه الحاكم: 8460، والألباني: في الصحيحة: 87.

[2] أحمد: 23343، والترمذي: 262، وأبو داود: 871، والنسائي: 1008، وابن ماجه: 1351، وصححه ابن خزيمة: 542، وابن حبان: 2604.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة