• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات


علامة باركود

توظيف التناقضات

منال الزهراني

المصدر: موقع:الإسلام اليوم

تاريخ الإضافة: 6/9/2010 ميلادي - 28/9/1431 هجري

الزيارات: 11760

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إنّ بين كتفي كلّ منا وعلى عموم المدى اللا محدود لأرواحنا، تقبع كتلة من التناقضات، وهي إما تناقضات نشأت من أصل الفطرة كالنزعة للتملك مقابل الميل للعطاء، أو من تحوّلات التجارب المكتسبة، سواء كانت تناقضاتٍ فكرية أو شعورية أو سلوكية، وسواء ظهرت هذه التناقضات في زمن وموقف واحد! أو بالنظر إلى مجمل حياتنا ومواقفنا، فكل شيء يشي لنا أننا كبشر تحت وطأة التناقض، كان لا يمكن أن يكون ذلك محط نقاش فكل منا في ذاته دليل - لو تبصّر!-، لولا أن كثيرين تنكّروا لطبائعهم البشرية هذه ولسبب أو لآخر ظنوا أنهم ارتقوا على البشر، وارتضوا منزلة موهومة عَليّة بين المنزلتين!

 

الشهر التاسع من كل عام، رمضان، هو الزمن الميكروسكوبي لإظهار صورة تناقضاتنا، وهي ليست سيئة تماماً بالمناسبة! السيئ حقيقة هو عدم تفّهم هذه التناقضات وعدم توظيفها! وترى في حين ذلك الطيف الأعظم من المتكلمين يعيبون التحوّلات الإيجابية الفكرية، الإيمانية والسلوكية لمجمل الناس وربما شطحوا بعيداً وربطوا ذلك بسوء الطوية وربما النفاق، متناسين أن هذا التناقض كامن في ذواتنا أبداً؛ فنحن دوماً خليط من الخير والشر، الحسنة والخطيئة، الإخلاص والرياء.... وإنما يظهر ذلك في حين أكثر من أحيانٍ أخرى فحسب، وهكذا يمضي رمضان تلو رمضان دون أن نستفيد منه في تقويم تناقضاتنا ودفعها إيجابياً، وبدلاً من ذلك نظل مرتهنين لفكرة أن التحوّل الإيجابي (المفاجئ) مع ساعة الفجر الأولى هو تحوّل مؤقت، وربما يحمل رائحة الخطيئة! وفي أحسن الأحوال نظل قلقين وكأننا في مهمة طارئة يجب إنجازها فحسب، إننا نفكر بالخارج أعني بالزمن/رمضان، وتصفيد الشياطين، غير منتبهين أن التناقض قابع هنا، داخلنا، ويجب ألاّ نحمّل الشياطين فوق ما تحتمل فهي مصفّدة على أية حال.

 

إنّ فهم طبائعنا البشرية يكون لتقويم تناقضاتها وليس لتبريرها بالطبع، وهذه هي المهمة العظمى المنوطة بنا كبشر تجاه بشريتنا، تهذيب هذه التناقضات وليس محوها، إننا لا نستطيع إعادة خلق أنفسنا بدون حب المال مثلاً، لكننا نستطيع توظيف ذلك الحب في ممارسة نقيضه؛ أي التصدّق به، ويُصرف هذا الحب إلى الزيادة الأخروية الموعود بها بل والبركة الآنية، هذا مثال عليه يُقاس سائر رغباتنا البشرية وطبائعها. إننا كلما تجاهلنا هذه الطبيعة المتناقضة تنافرنا مع ذواتنا، وخرجنا عن مفهوم العبودية الذي يستلزم الاستصغار والالتجاء لكمال الله -جل وعلا- مقابل نقائصنا، وهذا جزء من التوظيف الذي يتخذ ثلاثة مناحٍ:

1- الأول: التوظيف الإيماني:

وهو الأسمى فإن تمحّص تناقضاتنا التي تدل على ضعفنا ونقصنا ومحدودية قدرات مواهبنا تجعل لنا في أنفسنا بصيرة وعظة بمكانها المحدود شرعاً، فتتحقق الذلة لله تعالى (وحده!) وترقق القلب لندائه، وغالباً ما يكون المتعالون على حقيقة تناقضاتهم البشرية النابزون غيرهم بها على قدر مشين من منازعة الرب جل وعلا في رداء كبريائه.

 

2-  الثاني: التوظيف الأخلاقي:

فمثلاً صفاء النية وحب الخير للآخرين في ذواتنا يناقضه الحسد المطبوع في ذواتنا أيضاً، وهنا يظهر الإرشاد النبوي في توظيف هذا التناقض بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا حسد إلاّ في اثنتين: رجل علّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل". (البخاري)، والحسد في الحديث هو الغبطة، وحب الريادة في النفس الذي يقابله الغيرة، فيمكن توظيف ذلك التناقض بإحياء معنى التنافس في الخير ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾. [المطففين:26 ]، ﴿ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾. [المؤمنون: 61]... وهكذا.

 

3-  التوظيف السلوكي:

وهذا هو التغير الأظهر الذي نلاحظه في رمضان، تتقلّص قائمة  شتائم البعض إلى متر ونصف بدلاً من مترين وهذا جيد، كما أننا ننتبه فجأة إلى أن الغيبة أمر لا يجوز والضرب كذلك وغش الناس في الأسواق، ويبدأ المغنون ذوو التوجّهات غير المنضبطة تسجيل الابتهالات، ويعتقد الدراميون أن المسلسل التاريخي أجدى من غيره، وهذا توظيف إيجابي لتناقضات العام التي نشاركهم فيها بتناقضاتنا الخاصة؛ فالهجوم غير المسوّغ على نوايا الغير وخطواتهم التوظيفية ليقظة الجزء المضاد من توجّهاتهم العامة هو جرأة على مقام الألوهية الذي ينبغي تركه لله جل وعلا، فتناقض سلوكياتنا رمضانياً مع سلوكياتنا سائر الشهور يوظّف في اعتبار ذلك فرصة ودورة عملية مكثّفة نظراً لما نقوم به من سلوكيات إيجابية بدقة تظهر في أسئلة الفتاوى، دقة تضاهي التجارب المخبرية الخطيرة، هذا الإحساس العملي اليقظ يجب أن ننتهزه لفهم قدرتنا الكبيرة على التغيير (الفوري!) والانضباط المتتالي الذي يمكنه أن يغلب ما يضاده فينا من إهمال وتسويف.

 

إننا بشر، ولا نملك خياراً آخر نكونه، مهما أنِفنا ذلك؛ فبدلاً من أن نحاول أن نكون ملائكيين عن يمين وشمال الآخرين نرصد خطاياهم ونقيّمها، ونشكك في خيراتهم أو أن نحاول أن نكون شياطين لا تملك فرصة نجاة فتذهب وتجر معها أكبر قدر للحضيض، بدلاً من ذلك سيجدي كثيراً لو نفكر في المحافظة على بقائنا بشراً يرتقون في عبوديتهم لله، ويرتفعون عمّا سواه سبحانه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة