• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب


علامة باركود

يا من بلغت رمضان

يا من بلغت رمضان
محمد لطفي الدرعمي


تاريخ الإضافة: 1/6/2017 ميلادي - 7/9/1438 هجري

الزيارات: 10882

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا من بلغت رمضان

 

الحمدُ للهِ جلَّ في عليائِه، نحمدُه سبحانَه على جزيلِ عطائِه، ونشكرُه على إفضالِه ونَعمائِه، وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ خاتَمِ أنبيائِه، وعلى آله وصَحْبه وجميعِ نسائِه؛ فإنهم خِيرةُ أوليائِه، وعلى مَن اقتفى أثرَه واهتدى بهَدْيه إلى يوم لقائِه.

وبعد:

فيا مَن بُلِّغتَ رمضانَ، وكنتَ تدعو ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا: اللهم بلِّغنا رمضانَ - ها قد بُلِّغتَ رمضانَ وأدركتَه، فهل ستغتنمُ نفحاتِه لتَبلُغَ مرضاتِ ربِّك جلَّ وعلا، أو تتكاسَلُ وتُمنِّي النفس حتى آخرِ رمضانَ، حتى العَشْرِ الأَواخِر، حتى ليلةِ القَدْر، حتى وحتى...؟!

خاب وخسِر مَن أدرك رمضانَ ولم يُدرِك رحمةَ الله ولم يُغفَر له!

 

نعم أدرَك رمضانَ، لكنه لم ينشغِلْ به، بل انشَغَل عنه وعن ربِّه تعالى بملاهي الحياة الدنيا، فأنَّى له التَّناوُشُ مِن مكان بعيدٍ!! وأنَّى يُدرِكُ رحمةَ الله تعالى وهو عاقٌّ!

 

ألا ترى المَلِكَ جل في عُلاه يُيسِّر له سُبُل الطاعة، فيرى الناسَ مِن حوله صيامًا، ويرى الأجواءَ تتنزَّلُ فيها الرحماتُ والنفحاتُ، وقد صفَّد له مَرَدة الجنِّ، وغلَّق أبواب النيران، وفتَّح أبوابَ الجنَّات، ومع ذلك يُعرِض بجانبِه:

• إما مُتَّكِلًا على رحمةِ الله، وهو في ذلك قد غرَّتْه نفسُه والأمانيُّ، والله سبحانه يقول: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49، 50]، وقال تعالى: ﴿ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156].

 

• ويا لها من حسرةٍ ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحديد: 13 - 15]!!

غرَّتهُمُ الأماني حتى جاء أمر الله، وغرَّهُم بالله الغَرور!!

عافانا الله وجميع المسلمين.


• وإما مُتِّكلًا على طول عمرٍ وتوبةٍ مُدَّعَاةٍ مِن قِبَل نفسِه عند الموت، واللهُ تعالى يقول: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17، 18].

 

• واللهُ تعالى أبطَل له الاحتمالينِ والاتِّكالينِ، فرحمتُه وعذابه معًا في آنٍ، وإن غلَّب سبحانه رحمتَه على عذابِه، فسبقَت رحمتُه غضبَه جل وعلا، غيرَ أن الأمر بيدِه سبحانه يُعذِّب مَن يشاء ويرحَمُ مَن يشاء، فمَن يضمنُ لنفسه موتًا على طاعةٍ، أو توبةً قبل موتٍ؟!

 

• يا مَن بُلِّغتَ رمضانَ، يا مَن تسمَعُ بقلبِك منادي السماءِ: يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ - ألا تُقبِلُ على الله سبحانه بطاعتِك، فيُقبِلَ عليك برحمتِه!

 

﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].

 

أما آن للقلبِ أن يَلِين، وللجوارحِ أن تستكين، وللعينِ أن تدمع في كل حين، أما آن أن تقشعرَّ الجلود من ذكر الله؟

أما آن أن تُرِيَ اللهَ تعالى منك خيرًا، فيُنزلَ رحماته ونفحاته، وعفوَه وغفرانَه، على قلب عبدٍ يجعله في معيَّته سبحانه حتى يلقى ربه؟!

 

• أما تُحِبُّ أن يُحِبَّك الله تعالى؟!

بلى وربي، كلُّنا يحبُّ ذلك، ويَتُوق إليه، أليس في رمضان ألوانُ النفحات، وسحائبُ الطاعاتِ والرحماتِ المختلفةُ التي تسقي بغَيْثها قحلَ قلوبِنا، أليست هذه نوافلُ يُحبُّها الله تعالى ويحبُّ فاعلَها، فازدَدْ تَنَلْ محبتَه جل وعلا، قال سبحانه في الحديث القدسي:

((مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجْلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يكرَهُ الموتَ وأنا أكرَهُ مُساءَتَه))[1].

 

تأمَّلْ مفرداتِ الحديث ونفحات الله تعالى فيه؛ فقد صدَّر الحديث بالولايةِ، فجعَل ما يأتي بعدَها أَماراتٍ على أولياء الله تعالى، الذين آمنوا وكانوا يتَّقون؛ الذين يُقيمون الفرائضَ على وجهِها، ويتقرَّبون للمَلِك سبحانه بالنوافلِ ابتغاءَ نَيْلِ محبَّتِه لهم، فإذا كانوا كذلك كانَتْ جوارحُهم لله وبالله وفي الله، محفوظةً بمعيَّتِه سبحانه وتعالى، أفلا تتوقُ نفسُك الطيِّبة أن تُهرَع إلى بارِيها سبحانه وتتقرَّب إليه!

 

كن في شُغُلٍ بالله تعالى يَكْفِك همَّ كلِّ شيءٍ، وهو الرزاق سبحانه، واعلَمْ أن ليس الرزقُ هو المالَ فحسب، فالبركةُ في كلِّ شيءٍ رزقٌ لا يعلم قدرَه إلا مَن فقده، فتأمَّلْ.

 

• أيامًا معدودات!

هكذا ذكرها الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾[البقرة: 183، 184]؛ والمعنى: فُرِض عليكم الصيام أيامًا معدوداتٍ، كما فُرِض على الذين مِن قبلِكم، فكم تُساوي هذه الأيامُ المباركات بالنسبةِ للعمر كله؟!

وبركتُها تكمُنُ في عظيمِ فَضْلِها مع قلَّةِ العمل فيها:

• فصلاةُ التراويح مع الإمام تعدِلُ قيامَ ليلةٍ كاملة.

• وصيامُ رمضانَ وستٍّ من شوال يعدلُ صيامَ العام كله.

• وقراءةُ حرفٍ من القرآن بحسنةٍ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما شاء الله، ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

• كن كالرِّيح المُرسَلة:

هكذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في رمضانَ، وهو جَوَادٌ كريمٌ دائمًا وأبدًا، فإذا دخل رمضانُ كان كالرِّيحِ المرسَلة، فعن ابنِ عباس رضي الله عنهما، قال: "كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلةٍ مِن رمضان فيُدارِسُه القرآن، فلَرَسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخيرِ مِن الرِّيح المُرسَلة"[2].

 

• قال الإمام النوويُّ:

"وفي هذا الحديث فوائدُ؛ منها بيانُ عظمِ جُودِه صلى الله عليه وسلم، ومنها استحبابُ إكثارِ الجود في رمضان، ومنها زيادةُ الجودِ والخير عند ملاقاةِ الصالحين وعقب فراقهم؛ للتأثر بلقائهم، ومنها استحبابُ مُدارَسةِ القرآن"[3].

 

• وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

"يعني أنه [صلى الله عليه وسلم] في الإسراعِ بالجُودِ أسرعُ مِن الريح، وعبَّر بالمرسَلةِ إشارةً إلى دوام هُبوبِها بالرحمةِ، وإلى عموم النفع بجودِه، كما تعم الريح المرسلة جميع ما تهبُّ عليه، ووقع عند أحمد في آخر هذا الحديث: (لا يُسأَلُ شيئًا إلا أعطاه)"[4].

 

• ويا باغيَ الشرِّ، أقصِرْ، وكفاك بُعْدًا عن المَلِك سبحانه، فهذا اختبارٌ حقيقيٌّ بينك ونفسِك الأمَّارة بالسوءِ، فغالِبْها واغلِبْها، وانتصِرْ عليها واجعَلْها لوَّامة، وحول العرش حوَّامة، بالنهارِ عن الحرام صوَّامة، وبالليلِ متضرِّعة قوَّامة - تَفُزْ بخير الدنيا والآخرة.

اجعَلْ لنفسِكَ إِنْ أرَدْتَ تحصُّنًا
خيرًا تراهُ إذا القيامةُ أقبَلَتْ
واحفَظْ جَوارحَكَ الكريمةَ تَلْقَها
ذُخرًا تُظِلُّكَ حينَ شَمسٌ قَدْ دَنَتْ
هيا اغتَنِم نَفَحاتِ ربِّك إنَّها
رحَماتُهُ، وعلى العَبيدِ تَنَزلَّتْ
مَن حازَها قَدْ حاز خيرًا دائمًا
تَحمِيهِ مِن شَررِ الجَحيمِ إذا بَدَتْ
مَن يَقْضِ عُمرًا في معيَّةِ ربِّهِ
يأتِ القيامةَ في وفودٍ نُضِّرَتْ
يا مَنْ بَلَغْتَ الخيرَ في شهرِ الإلَ
هِ تَحَرَّهُ تُمْحَ الذنوبُ بما مَضَتْ
فاللهُ يَدْعُو المُذْنبينَ لتوبةٍ
والسيِّئاتُ بعَفْوِه قد بُدِّلتْ[5]

 

بلَّغنا اللهُ تعالى نفحات رحمتِه

وجعل آخرَ أعمالِنا خيرَها

وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ وآلِهِ وصَحبِه



[1] رواه البخاري (6502).

[2] رواه البخاري (6)، ومسلم (2308).

[3] شرح النووي على مسلم (15/ 69).

[4] فتح الباري (1/ 31).

[5] قال هذه الأبيات: محمد لطفي الدرعمي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة