• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / كورونا وفقه الأوبئة


علامة باركود

نازلة كورونا (1) : العدوى

نازلة كورونا (1) : العدوى
الشيخ خالد فوزي عبدالحميد حمزة


تاريخ الإضافة: 20/12/2021 ميلادي - 15/5/1443 هجري

الزيارات: 4730

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نازلة كورونا (1)

العدوى

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد..

فقد ظهر (فيروس كورونا)، وبدأ الحديث عنه، وتلاه العديد من التداعيات، من انتشار الوباء في الصين ثم خروجه عن الحدود الصينية، ثم انتشاره في أكثر دول العالم، وإعلان منظمة الصحة أنه وباء عالمي، ثم ما ابتلينا به من تعليق العمرة، وقفل بكة (محل الطواف)، وقفل الحرمين ليلًا، ثم تعليق الدراسة وأعمال الحكومات في العديد من البلدان، ثم الأذان في المساجد: (صلوا في رحالكم)، وانتهاء بحظر التجول في العديد من البلدان، ولا ندري ماذا يكون بشأن الحج؟ ولايزال الفيروس منتشرًا، لا يتخير فقيرًا دون غني، ولا مرؤوسًا دون رئيس، بل الابتلاء صار عامًا.

 

ومنذ البدايات، والناس في حيرة، فالأطباء في حيرة من هذا الفيروس الخطير، والمعلومات عنه ليست كاملة، وتطوره محتمل، وطريقة انتشاره باللمس، مع احتمالات أخرى، ومن ثم كانت نازلة عامة، وبدأت الفتاوى العلمية تظهر من كثير من أهل العلم، على تباين فيها بالنسبة لموضوع العدوى وحدودها، ولا أريد أن أضيف ترجيحًا لهؤلاء أو هؤلاء، لكن مما لا شك فيه أن هذا الوباء شديد الانتشار، وعدواه شديدة، وهذه العدوى بإذن الله تعالى، فالمرض لا ينتشر بنفسه، وإنما ينظر المؤمن إلى قدرة الله تعالى في ابتلاء من شاء ومعافاة من شاء، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « لا توردوا الممرض على المصح ». وعنه رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا عدوى »، فقام أعرابي فقال: أرأيت الإبل تكون في الرمال أمثال الظباء فيأتيها البعير الأجرب فتجرب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: « فمن أعدى الأول؟ »، فالأعرابي أراد إثبات العدوى، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه لو كان المرض ينتقل بنفسه للإبل من جمل مريض، فمن أعدى هذا المريض؟ فالله ابتدأ المرض فيه وقدره فكذلك في الآخرين، فالعدوى المنفية هي ما كانت تعتقده الجاهلية، لا العدوى التي تحصل بالأسباب بقدر الله تعالى، وللشيخ محمد رشيد رضا رأي دقيق في هذا الحديث، كما في "مجلة المنار" (18/593)؛ قال: ( ولا يخفى أن المرض عرَض لا يمكن أن يقوم بذاته، وعليه، فيستحيل أن ينتقل، المرض من شخص إلى آخر، وهذا مما يُفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: « لا عدوى »؛ أي: لا ينتقل المرض، وهذا حق، أما انتقال جراثيمه، فهو أمر كانت تجهله العرب، فلم يكن حديثهم، ولا، حديث الرسل فيه، وأيضًا قد ينتقل الميكروب، ولا يحدث المرض كما سبق في باب الوقاية، فليس انتقال الميكروب شرطًا لحدوث المرض، ومن الميكروبات ما يكون منتشرًا في الهواء أو الطين أو غيرهما، وهي التي أصابت الأول المذكور في الحديث، والميكروبات التي تصل إلى الإنسان لا تحدث فيه المرض إلا إذا كان مستعدًّا له، والاستعداد يكون بأسباب وأحوال أرادها الله تعالى، وجعل السبب فيها على قدر المسبب، وذلك ما يسمى بالقدر في الأحاديث، فالأساس الأصيل في حدوث الأمراض هو القدر، ولولاه لما فعلت الميكروبات بالجسم شيئًا مطلقًا، وحكمة ذكر هذه الأحاديث بعد نصه صلى الله عليه وسلم على وجوب الابتعاد عن المرضى، وتعليله ذلك بأنه أذى، أي ضرر، هي أن الإنسان يجب عليه أن لا يتغالى في أمر العدوى بمجرد اقترابه من المريض؛ فإن ذلك يحدث في الجسم وهمًا، ووسوسة، قد يؤديان إلى ضعف حقيقي في الجسم أو العقل، ويؤدي بالناس إلى الامتناع عن تمريض المريض، أو معالجته لمجرد الوهم، وفي ذلك ما فيه من الضرر. ولذلك تجد الأطباء لا يبالون بالوسوسة في أمر العدوى،... والخلاصة أن الخوف من العدوى يجب أن يكون في دائرة العقل، فلا يجوز أن يفرط الإنسان فيها، ولا يجوز أن يفرط من الرعب منها؛ فإن ما قدر الله للإنسان من حيث قوة بنيته أو ضعفها ومقاومتها للأمراض، لا بد أن يكون، وإذا فرض أن امرًا كان مستعدًّا لمرض لأتاه المرض من حيث لا يحتسب؛ فلذا كان الواجب الاعتدال في العدوى كما هو واجب في كل شيء). انتهى كلامه رحمه الله.

 

وعليه فهذا الفيروس هو من البلاء، والتحرز منه مطلوب شرعًا وعقلًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد »؛ رواه البخاري وغيره، كما ورد في مسلم: أنه كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: « إنا قد بايعناك فارجع »، بل يطلب من المجذوم الابتعاد عن المساجد وعلله الحافظ في "الفتح" بالرائحة، فعلق عليه الألباني في "الثمر المستطاب" [ 1/ 663]، وقال: (إلا أنه قد يقال: إنه يجوز منع المجذوم لا لعلة الرائحة بل لأن داءه يعدي فيضر المصلي وهو مأمور بالابتعاد عنه بقوله عليه الصلاة والسلام: « فر من المجذوم فرارك من الأسد ». ولما كان تطبيق هذا الأمر يستلزم ابتعاد المصلين جميعا أو بعضهم عن المسجد وتعطيل صلاة الجماعة أو تقليلها ولا يخفى ما في ذلك من المخالفة، ولذلك يقتضي أن يمنع المجذوم من هذه الوجهة ويلحق به كل من به داء معد. والله أعلم).

 

كما علق الألباني على الحديثين؛ «لا يورد ممرض على مصح»، «فمن أعدى الأول» بقوله: (وجملة القول: أن الحديثين يثبتان العدوى وهي ثابتة تجربة ومشاهدة، والأحاديث الأخرى لا تنفيها وإنما تنفي عدوى مقرونة بالغفلة عن الله تعالى، الخالق لها. وما أشبه اليوم بالبارحة، فإن الأطباء الأوربيين في أشد الغفلة، عنه تعالى لشركهم وضلالهم وإيمانهم بالعدوى على الطريقة الجاهلية، فلهؤلاء يقال: «فمن أعدى الأول؟»، فأما المؤمن الغافل عن الأخذ بالأسباب، فهو يذكر بها، ويقال له كما في حديث الترجمة: «لا يورد الممرض على المصح»؛ أخذًا بالأسباب التي خلقها الله تعالى، وكما في بعض الأحاديث المتقدمة: «وفر من المجذوم فرارك من الأسد». هذا هو الذي يظهر لي من الجمع بين هذه الأخبار). اهـ من "السلسلة الصحيحة" (3/45 - ح971).

 

وعليه فالمؤمن يتحرز من العدوى، ويعلم أنه لن يغني حذر من قدر، فيزداد في التوكل على الله تعالى، فالأمر كله لله، وبالله التوفيق.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- A thank you letter
Mohammed - Turkey 06-01-2022 05:26 PM

First just want to thank you for the effort done and for the Quran that can be listened to all the time with out ads may god bless you

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة